الدين والسياسة

نورالدين ايت المقدم

الحوار المتمدن-العدد: 6457 - 2020 / 1 / 6 - 01:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

فكرة اليوم // 《 هل المسجد لله ام للسياسة ؟》
استدير في السماء يمينا ويسارا فأرى صوامع شامخة في كل تجمع سكني فينتابني احساس جميل على انه الحق هو الذي يعلو وينصب نفسه وصيا على الافراد وهو المكان الذي ينهى عن المنكر ويحارب الرذيلة ويقيم العدل والمعروف...انه الاله او مملكته وهي محايثة لعباده...لكن سرعان ما أسمع صوت رجال واطفال ونساء وقد صارو بؤساء يهب صوتهم من كل جانب يمينا ويسارا في الارض وتحت الصومعة-التي كانت حين إذ صورة الحق والعدالة-يطلبون ما به يسدون رمقهم من الجوع ؛إني ارى كذلك المجانين والمتخلى عنهم بل اني أشاهد الازبال والكلاب الضالة وأسمع بالحكم القضائي الجائر على صديقي...اني ادرك الان الحقيقة؛حقيقة ذلك المسجد أو الاله اللذي يختفي وراءه السياسي ليسرق حقوق هؤلاء البؤساء وحقوق المجال الطبيعي والحق في العدالة القانونية لصديقي...ان هذه الصومعة التي أضحت جارا لكل واحد منا وقد زينوها بأبهج واحلى الأضواء ومكبرات الصوت وزخرفة وديكور... هي أكبر ديكتاتور وبخلسة يتعايش بيننا...ان هذا الدكتاتور لا يعلن عن نفسه في الوهلة الاولى انه كذلك ؛لانه يدعي مثله مثل السياسي في ذلك النهي عن المنكر وصيانة الحق المعروف...وهل فعلا هو هذا ؟ هل ايتها الصومعة تخدمين قيم الاله الروحية ام تخدمين قيم المافيا والسياسة المستبدة غير الشرعية بغطاء ديني كضرورة فطرية في الانسان جعلتموها المنطلق نحو غايات الربح والرأسمال وليس نحو غاياتها الروحية الصرفة. ؟ اننا اليوم ياصومعة حيي لن ابالي بصياحكي الروتيني صباحا ونهارا ومساء الا عندما تتركين الجلباب الابيض وتصبحين مستقلة في اختصاصك الروحي السماوي وتتركين لي ولاصدقائي هذه الارض الجميلة ننتبه جميعا لاحزان البؤساء واحزان طبيعتها الجميلة لننفض علينا وعليها البؤس والازبال ....

#نورالدين_ايت_المقدم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات