بدل وصية لا تقتل ينفذون وصية اقتل

سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 6454 - 2020 / 1 / 3 - 17:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بدل وصية لا تقتل
ينفذون وصية اقتل

كأني بحكام اسرائيل منذ قيام الدولة ومن مختلف الاحزاب يطبقون وصايا التوراه القائلة بكل وضوح لا تقتل ولا تسرق ولا تشتهي املاك وزوجة جارك على انهم قرأوها, اقتل واسرق واشته زوجة جارك وارضه واملاكه ولا يرون اللام التي يبدو انها سقطت في الطباعة من امام كلمة تقتل ورأوا كلمة تشتهي اغتصب ارض جيرانك وتنكر لحقوقهم الانسانية وتعامل معهم كهياكل بشرية بلا احساس وبلا كرامة وبلا حقوق واحلام ومواهب ويصرون على السير مدفوعين بما يتأجج في قلوبهم ومشاعرهم من طمع وحقد وانتقام وشرور ولا شراب عندهم أطيب من الدم ولا طعام ولحم ألذ وأشهى من أكل وبشراهة اللحم الفلسطيني ولا مأثرة عندهم أنبل من النهب واللصوصية ولا متعة أحب اليهم من اشتهاء أرض واملاك وثروات الجيران ومن الوصايا كذلك لا تشهد بالزور, فقد تبوأوا منزلة متقدمه في الكذب والتزوير محليا ومنطقيا وعالميا ويبدو انهم يفسرون وصية لا تقتل فعلا أنها جميلة لكنها موجهه الى عدوي وتحرم عليه قتلي وتبيح لي قتل عدوي بحجة الامن والبقاء ويريدون وبكل وقاحة من الفلسطينيين ان يصفقوا ويزغردوا ويرقصوا لاحتلالهم وقمعهم وحصارهم والتعامل معهم كهياكل بلا مشاعر وبلا محبة وبلا احلام ونبضات قلوب تعشق الجمال وذلك لكي يثبتوا فعلا أنهم يريدون السلام ولا نستبعد ان تصل بهم الوقاحة الى حد انكار وجود احتلال وممارسات القمع والاستيطان واقتلاع اشجار الزيتون وانكار وجود سجناء والقول انها كلها مجرد شائعات من كارهي اسرائيل خاصة من الفلسطينيين ومن العرب بشكل عام الذين يصرون على القاء اليهود في البحر وربما يطالبوهم بعدم الاستماع الى أغان ثورية ووطنية ويقولون لهم بأي حق تحبونها فقد تماديتم في حبكم لوطنكم ومعارضتكم لنهج الاحتلال المتنور والانساني وذلك يشكل خطرا على امن الدولة. وبعد توقيع الفلسطينيين على وثائق المحكمة الجنائية الدولية في روما قال نتنياهو انه لن يسمح بالمرة رؤية ذهاب جنود وضباط في الجيش الى روما للمحاكمة, وفي ذلك اعتراف ضمني بأنهم اقترفوا الجرائم البشعة ضد الانسان من الطفل حتى الكهل وضد الارض والشجر والحجر والمنازل. وهناك قول مأثور يقول كلمة بت ولا عشرة لت. والمطلوب من الحكومة البت الذي فيه سعادة المجتمع ويمكن في التحلي بالشجاعة وانهاء الاحتلال ووضع حد للعداوات والسرقات والتعلق بالاوهام خاصة الدينية, بينما لت الحكي خاصة عن السلام والذي بناء على الواقع والممارسات والاهداف هو المكروه والمحرم والخطير عندهم خاصة على ارباب الصناعات العسكرية الذين تهمهم الارباح الهائلة, ولت الحكي عندهم بمثابة ثرثرة بلا فائدة وبذلك يلتقي مع مثل عمل العجة يقتضي كسر البيض وكما قال لينين الضربة التي لا تميتك تزيدك قوة فالضربات التي وجهتها اسرائيل ولا تزال وتصر على توجيهها لا تحصى الى الفلسطينيين والى شعبها نفسه وخاصة الفقراء, والشعب الفلسطيني حي ولكنه باستمرار تشرذمه خاصة في كونه يرزح تحت الاحتلال يضعف ولا يزداد قوة ومن المفروض ان تزيده الضربات خاصة من ذوي القربى قوة وقناعة بضرورة توحيد الصفوف والكلمة والبرنامج والهدف على الاقل الى حين كنس الاحتلال من وطنهم. وكذلك قال المثل ان القربة الفارغة لا تقف. وباستمرارية تشرذمكم وعدم رؤية الوحدة النور , فانتم بمثابة قرب فارغة بلا ماء. ولكي تشربوا وترتووا فاملأوها بالمياه العذبة المجسدة بالوحدة والتفاهم والتنسيق والوقوف وقفة عملاق واحد في وجه العدو واحتراما خاصة للشهداء وبتشرذمكم تضعفون انفسكم بأنفسكم فيزيد عدوكم من توجيه قبضته لتضرب جسدكم ووحدتكم بقوة وباستمرارية, نعم ان وحدة الصفوف والرأي والموقف والهدف والمسير في درب الاحترام للقضية والكرامة في وضعكم الحالي تناديكم بصوت عال وتقول, استقبلوني واحضنوني فقد اشتقت لكم وطال بيننا الجفاء والبعاد ورفضكم لي ليس في صالحكم فاستجيبوا لها وبادلوها الشعور الجميل وكما قال المثل الفلسطيني الباب الذي يجيك منه ريح سده واستريح والريح العاصفة القوية القادمة من باب تواصل تشرذمكم وعدم تحقيق الوحدة والتنسيق لا تحمل ولا ذرة من الطيوب والعبير فاغلقوا الباب في وجهها بوحدتكم. وعندما تعتصمون جميعا بحبل الأمانة والصدق والاستقامة واحترام انسانية الانسان جميلة وكرامته مصونة وحسن الاخلاق تكون النتائج الطيبة, والجميع يدركون ان الاعمال الطيبة والصالحة والمفيدة تأتي بالخير للجميع. ونهاية الاحتلال حتمية ويقربها تعميق وحدتكم وتشديد نضالكم رسميا وشعبيا وملء الشوارع بالمظاهرات وعندها لا حواجز تقام وتمرمر حياة الرازحين تحته ولا دبابات ومجنزرات تجوب الشوارع ولا جنود يعشقون توجيه البنادق نحوكم ويحملون افكار الضغط على الزناد لابادتكم فاستجيبوا لنداء الارض والشهداء والوحدة الان الان وليس غدا

#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات