نظرات في فكر الاستاذ الامام محمد عبده

محمد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6452 - 2020 / 1 / 1 - 14:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يري الامام أن الدين مر بمراحل تطور الاولي عندما كان البشرية تعيش في مرحلة اشبه بالطفولة تعيش علي الصيد وتسكن في الكهوف فعبدوا الظواهر الطبيعية السماء والارض والمطر والحيوان ثم ائتلافت في جماعات وسكنت القري والمدن والتفوا حول بشر خلعوا عليهم صفات الكمال بعد موتهم واقاموا لهم التماثيل وعبدوهم ثم عبدوا الهة من مخيلاتهم لهم كاملين ويشبهون البشر في هيئتهم وصفاتهم ثم نزعوا من التعدد الي وحدانية الاله مع ظهور اولي الديانات السماوية ثم تواصل التطور باله ليس كمثله شئ رب العالمين مع الاسلام فهو يري الاسلام هو اخر مرحلة التطور الدين لكن رجال الدين حرفوا الدين عن مقصده واغرقوا الأمة في التقليد وأصبح مجرد قشور وأصبح مرادفا الجمود والكسل والتماهي مع الظلم ولكي يكتمل التطور الديني ينبغي تحرير الدين من الجمود باعمال العقل كان اعمال العقل هو لب منهج الاستاذ الامام لذلك نراه ينحي منحي المعتزلة والفارابي وابن سينا بان الاعمال الحسنة والقبيحة الله فطر الناس عليها فهي معروفة حتي عنده الامم التي لاتدين بدين ابراهيمي فالشرع انما وافقها لانها حسنة وليست حسنة لان الشرع قررها فكل ماهو حسن يتحقق بالعمل والامة تري تثبط عن النهوض ودفع الشرور عنها والجهل بعقيدة تري أن مايصيبها هو قدر قد كتبه الله لها حتي انه ليتكاسل المرء عن العمل انتظارا للرزق ناهض للامام عقيدة الجبر وذهب أن العمل هو من كسب الانسان وان الله محيط بعلمه بعمل الانسان لا يسيره كالة فالله لايجازي البشر بعملهم مهما كان دينهم فالجنة لمن يعمل صالحا اي كان دينهم سواء كان مسلما او مسيحا او يهودي او غير ذلك فالايمان لايتطلب الدخول في دين معين والكفر هو الجحود والإنكار بعد تيقن الحق وليس الكفر والايمان موروث وان سبب التعصب والجمود هو التقليد والاتباع بغير عقل وان المقلد هو شخص لايثق في ايمانه وكسر الجمود مناطه تحرير العقل تجاه النصوص الدينيه لذلك يذهب الامام الي إن التأويل هو الأساس والاصل في تفسير القرأن هو كشف مقاصده لا الاستغراق في معاني الفاظه وانه لايمكن لدين يدعو لاعمال العقل إن يأتي بشئ في كتابه ضد العقل لذلك ذهب الي إن قصص المعجزات في القرأن تأول لان الكون يسير وفق نظام الي نراه ذهب الي تفسير سورة الفيل بان المقصود بالطير الابابيل هي مرض الجدري الذي اصاب جيش ابرهة لا طير كما فسر المفسرين علي حرفية النص الاسلام دين العلم واعمال العقل هكذا كان دفاع الامام عن الاسلام في رده علي الوزير الفرنسي هانانو واذا عارض نص دينا نظرية علمية اول النص الديني في زمن كنت فيه نظرية التطور بتهاجم من رجال الدين في اوروبا ذهب الامام الي قبولها موافقة للعلم، لكن تحرير العقل لايأتي الا باكتساب بالمعرفة واكتساب المعرفة تحصل بالتعليم الذي يفرز نخبة مثقفة تقود الأمة عن طريق التعليم الاكاديمي لا التعليم الديني القائم علي الحفظ والحشو فهو من اوائل من فكروا وسعوا الي انشاء الجامعة المصرية ،لكن التحرر من الجمود يعوقه الاستبداد ولكسر الجمود الذي يعتبر سمة من سمات المجتمع الذي يزرح تحته ينبغي تغييره لكن الامام يري التغيير بالتربية لا بالتغيير السياسي بدون تغيير المجتمع يصبح تغيير النظم السياسية مجرد تغيرا شكليا ومبدء التربية تحصل بالتعليم الذي يشعر الفرد انه جزء من مجتمع كبير يعمل الجميع لتحقيق الصالح العام لهم وان كانت النخبة تري انه ينبغي للناس أن يأتلفوا تحت لواء الوطن كيف يتم هذا والناس متدابرون تجري بينهم العدواة والبغضاء داخل الاسرة الواحدة وهذا يرجع الي نقص التعليم والجهل الذي ينمي البغض والتحاسد والغيرة بين الأفراد لاسيما جهل النساء وان كان المجتمع كجسد واحد لايمكن أن يكون الجسد نصفه معطل ومريض يزرح تحت الجهل لذلك لايمكن أن تنهض امة ونساءها سجينات الجهل والحجاب ، الاسرة هي اساس الوطن ولايمكن أن تبني وطنا يعيش افراده في وئام وسلام وهذا لايتحقق داخل الاسرة الذي يجري بين افرادها التدابر والشحناء بسبب مشاعر الغير التي يغذي بها النساء أبنائهن لكي يحظوا بمحبة ازواجهن والغيرة التي تنشئ الابناء علي الكراهية هي من اضرار التعدد والاصل أن دفع الضرر مقدم علي جلب المصلحة لذلك من الصالح العام أن يمنع الحاكم التعدد حفاظا علي السلم العام .وبعد هذا هو فكر الامام الذي مناطه الدعوة الي الحرية التي لاتتأتي الا باعمال العقل وان كنا نريد تجديدا حقيقيا للدين فهذا لايحصل الا بتحرير العقل من الجمود لا باعادة انتاج الجمود بشكل عصري علي ايدي دعاة يسجدون شكرا علي هزيمة بلادهم او يرتدون الملابس العصرية

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل