هل قدماء المصريين عرب؟!

محمد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6336 - 2019 / 8 / 30 - 06:26
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

حاول كثيرا من المفكرين حل اشكالية الهوية بين العروبة والفرعونية بإيجاد صلة بينهما استنادا الي الرواية الدينية إن مصر هي ام الارومة العربية فهاجر هي ام اسماعيل ابو العرب العدنانية ربما تكون الرواية الدينية لم يأتي لها من الادلة الاركولجية مايعضدها وتناقلها الرواة جيلا بعد جيلا فاعتراها مايتعري النفس البشرية من النسيان وتدخل الاهواء والكذب فلقد كتبت التوارة بعد خمسائة عام من موت النبي موسي علي يد الكاهن عزرا ونقل المسلمون كثيرا من التفاسير المتعلقة بقصص الانبياء لاسيما انبياء بني اسرائيل من اخبار اليهود وملئت الإسرائيليات كتب الحديث والتفاسير التي دونت بعد وفاة النبي بمائتي عام،

لكن مثلما قال الدكتور سليم حسن هي فيها شئ من الصحة حتي لو كان يسيرا ربما قصة هاجر واسماعيل دلالة علي جذور العرب وموطنهم في الشمال من شبه الجزيرة العربية في برية فاران ارض سيناء والنقب فقد كان البينزنطين يسمون البدو الذين كانوا يسكنون تلك المنطقة بابناء اسماعيل وبرغم ان ماوجد في روايات التراث من احاديث واثار منحولة لكنها تحتوي علي النزر اليسير الذي يشير الي الحقيقة التاريخية منها قول علي بن ابي طالب نحن قريش قوما من نبط كوثي وهي منطقة بشمال وبعيدا عن البحث في سياق الاثر الذي ربما وضع من قبل النبط الذين كانوا يعانون من ازدراء وتحقير من قبل العرب لكن هناك دلائل تعضد صحة فرضية جذور العرب من الشمال في الشام منها إن اقدم نقوش وجدت عربية وجدت في بادية الشام جنوب سوريا وصحراء الاردن نقش النمارة وشاهد قبر امرئ القيس وغيرها وايضا أن هناك تشابه كبيرا بين العربية الفصحي والسريانية ولايوجد سوي اختلافات طفيفة بين لغة كنعان والعربية الفصحي علي عكس لغة حمير واللغة السبئية ان كانتا تنتميان الي الارومة السامية لكن البون بينها وبين العربية الفصحي كبيرا فاللغة اليمن القديمة هي أقرب الي الامهرية والسواحلية منها الي العربية هذا البون الشاسع

واختلاف اللسان حدا بالدكتور طه حسين أن يطرح اشكالية صحة الشعر الجاهلي الذي قيل بلغة قرشية علي لسان شعراء يمنين وصحة الرواية التي تحكي تعلم اسماعيل اللسان العربي علي ايد جرهم القبلية اليمانية وبتالي يثير اشكالية حول فكرة اصل العرب هل اتي العرب من الجنوب من اليمن ؟! وعلي فكرة الجذور اليمنية للعرب حاول البعض ايجاد صلة بين الحضارة المصرية والعرب ولكن بادعاء أن قدماء المصريين خرجوا من الجزيرة العربية استنادا الي المثيولجيا المصرية القديمة التي كانت تري المصريين القدماء جاؤوا من بلاد بونت لكن موضع بلاد بونت لم تعرف بعد سوي فرضيات وضعها علماء الاثار بانها شرق افريقيا واليمن لكن فكرة نسبة المصريين الي بلاد بونت لاتتعدي سوي ان تكون ميثولجيا مصرية لايوجد مايقويها حتي تصبح فرضية فاليمنين انفسهم ينتمون الي الجنس السامي

ولايوجد ماهواكثر لاثبات نفي اي صلة بين العرب والمصريين القدماء اكثر من اختلاف اللغة والخصائص الجسمانية وسمات العقيدة الدينية ففي اللغة حتي وان كان هناك اختلاف في اللغات لكن هناك تشابه كبير في اللغات السامية بين العربية والعربية والسريانية ولغة بابل وسومر لكن لانجد هذا التشابه بين اللغات السامية والمصرية القديمة واما الخصائص الشكلية فهناك اختلاف كبير فالمصريين ينتموا الي الجنس الحامي ذا الشعر المجعد والراس البيضاوي والبشرة السمراء او القمحية وهذا يختلف عن خصائص ذوي البشرية البيضاء او المائلة للسمرة والراس المستدير والجبهة العريضة والشعر الناعم وايضا خصائص الهيئة فهناك هيئة يعرف بها الجنس السامي مثل فرق الشعر والذوائب واطلاق اللحي هذه الهيئة لم تعرف عن المصريين القدماء كانوا يعرفون بحلق اللحية وترك ذوئبة علي شكل صل عند مقدمة الراس وهناك قبائل في جنوب النيل تتخذ ذوئبة الصل علي رؤوسها مثل قدماء المصريين فايهم اقرب للمصريين؟!
اما المعتقدات فهناك تشابه ليس فقد في السمات والخصائص بين السامين لكن ايضا في القصص والمعتقدات فقصص سفر التكوين لايوجد اي اختلاف بينها وبين المتون البابلية وايل هو إله كنعان كما هو إله العبرانين وهو ال مقة عند السبئين والرقص كطقس والاضحية اخذه العبرانين من الكنعانين والوضوء عند الصلاة عند اليهودية والاسلام كان موجودا عند العامو سكان سيناء اما العقيدة المصرية فلاتجتمع خصائصها مع خصائص ديانة السامين ولا تشبه طقوسهم ومعتقداتهم طقوس ومعتقدات السامين اصل العرب فبأي شئ زعمتم وجود صلة بين العرب ومصر القديمة

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل