أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - دخان فخامته














المزيد.....

دخان فخامته


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 6448 - 2019 / 12 / 27 - 01:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنفرد الكنيسة الكاثوليكية بتقليد خاص في إنتخاب البابا الجديد عند خلو الكرسي الرسولي لأي سبب كان، حيث يُدعى الكرادلة الذين لا تتجاوز أعمارهم الثمانين عاما، من كل مكان في العالم، للحضور الى الفاتيكان والاجتماع في كنيسة سيستينا، التي هي أكبر كنيسة بالقصر البابوي هناك، في فترة لا تتجاوز خمسة عشر يوما وقد تمتد الى عشرين يوما لا أكثر، عقب خلو الكرسي الرسولي سواء بسبب وفاة البابا أو إستقالته.
ويتصاعد من مداخن الكنيسة طيلة أيام إجتماع الكرادلة دخان أسود، يشير الى عدم إتفاق المجتمعين على أحد منهم، مثيراً قلقاً مضنيا لدى الأتباع. لكن الدخان الأسود ما يلبث أن يستبدل بالدخان الابيض حال نجاح الكرادلة في الإتفاق على تنصيب بابا جديدا، فيتبدد قلق مريدي الكنيسة الكاثوليكية في العالم، ويحل الفرح والطمأنينة في قلوبهم على إن الصراع بين الكرادلة المجتمعين قد حسم بإتمام عملية انتخاب البابا الجديد.
دلالة تقاليد والوان الدخان في دولة الفاتيكان عند انتخاب الحبر الأعظم، ترد في الخواطر في هذه الأيام المباركة، أيام عيد الميلاد المجيد لدى اتباع الكنيسة الكاثوليكية، لاسيما لدى العراقيين وهم يعيشون في مسار محنهم المتناسلة، محنة الصراع لانتخاب رئيس وزراء جديد، مما يثير إستغراباً شديداً لديهم، فكيف تكون مدة الخمسة عشر يوما أو عشرين يوما كافية لحسم الصراع على أرفع كرسي رسولي في العالم، ولا تكون كافية لانتخاب او الاتفاق على رئيس وزراء جديد في هذا البلد المنكوب بحكامه، وكيف يسمح هؤلاء لإنفسهم تجاوز الدستور والقوانين والمنطق فيعمدون الى تمديد الفترة والتلاعب بالكلمات وتسويف المواعيد وذلك من أجل إطالة أمد مكوثهم في مواقع القرار والسلطة و الإجرام والإثراء الحرام.
وكما كان التلاعب فاضحاً في المدد، كان الدخان وغرضه لدى حكامنا مختلفاً هو الأخر، حيث بات لونه الأبيض، بفضل حكمة رئيس الوزراء المستقيل عنوة وبفضل الطرف الثالث، دالة على القتل والتسميم في ساحات الاعتصامات، ومؤشرا لجرائم الطعن والإختطاف والإغتيال على ايدي الغربان السود وتحت ظلمة سواد دخانهم.
واليوم فيما ينتظر الجميع دخان السيد برهم صالح، الذي يأن وهو بين طرق ثوار الانتفاضة وسندان الكتل المتشبثة بالسلطة حتى آخر قطرة دم من شاب وشابة عراقية، فالمؤمل أن لا يكون دخانا من طراز آخر مختلف عن لوني دخان الكنيسة الكاثوليكية، دخانا لونه رمادي غامق، ومنبعث من بين أصناف الفاسدين المجتمعين في غرفهم الكالحة، أولئك الذين انفردوا بفسادهم وجشعهم ، والثمرة الساقطة لن تكون مختلفة عن شجرتها الأم، كما أن عملية اختيار رئيس الوزراء الجديد المنبعث من الدخان الرمادي الغامق، لن ترضي المنتفضين الشباب ولن تنطلي عليهم الألاعيب، فهؤلاء" الزعاطيط" الذين يفترشون التراب والاسمنت ويلتحفون السماء ابتغاء استعادة وطنهم، سيظلون يؤرقون سراق قوتهم المنعمين في قصورهم وحصونهم، أرقاً مفزعاً ومنهياً للمأساة!



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دواعش الأمس.. دواعش اليوم
- السويد.. اتفاقية التنازلات المتقابلة بين التحالف الحاكم والم ...
- السويد على أعتاب مرحلة سياسية جديدة
- لا عزاء لمن يخطئ في خياراته
- من وحي التاسع من نيسان 2011: مكافحة الفساد أم دولة ادارة الف ...
- وللبلطجية رئيس!
- الأزمة العراقية في المزاد العلني
- -العراق بعد إنهاء القوات الأمريكية العمليات القتالية-
- أزمة الحكم العراقية: تنصل من الوعود الانتخابية
- أحلام وأماني العصافير و واقع الشواهين
- نتائج انتخابات مجلس النواب وعسل الدبابير
- صراعات إقليمية ودولية أدواتها كتل سياسية عراقية
- عندما تكون المواطنة ضربا من الترف السياسي
- قانون الانتخابات المعدل غير عادل
- قضية كركوك ومصالح النواب الشخصية
- انتخاب مجلس النواب.. التمويل ببلايين الدولارات و كيانات بالم ...
- من المسؤول عن الضحايا العراقيين؟
- هرج ومرج السياسيين العراقيين
- العراق ونخوة جيرانه العرب والمسلمين
- انسحاب القوات الأمريكية اختبار أيضا لقوى العملية السياسية


المزيد.....




- مديرة الاستخبارات الأمريكية تتهم مسؤولين بإدارة أوباما بـ-فب ...
- بريطانيا تفرض عقوبات على ضباط استخبارات روس.. وتوجه رسالة إل ...
- ما هي خلفية الأزمة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر؟
- المرصد السوري: السويداء أفرغت من سكانها
- من هم العشائر في السويداء؟
- سفير أميركا بتركيا: إسرائيل وسوريا تتوصلان لوقف إطلاق النار ...
- سوريا وإسرائيل تتوصلان لوقف لإطلاق النار بدعم أردني تركي
- استطلاع: غالبية الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل شاملة وإنهاء ...
- رويترز: الكونغو ستوقع بالدوحة اتفاق لإنهاء القتال مع المتمرد ...
- أنغام تفتتح مهرجان العلمين بعد تجاوز أزمتها الصحية


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الشلاه - دخان فخامته