أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادم عربي - كيف يمكن تغيير مجموعة الافكار المسيطرة في اي مجتمع؟














المزيد.....

كيف يمكن تغيير مجموعة الافكار المسيطرة في اي مجتمع؟


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 6446 - 2019 / 12 / 24 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الاقتصاد هو المحرك للتاريخ ، والمعنى ان الجهود الفكرية والعقليه مهما وظفت لن تستطيع ابدا النجاح في احداث تغير في التاريخ ما لم تكن ناتجا وعلى علاقة ديالكتيكية بالبنية التحتية او بالضبط بنمط الانتاج السائد وهو الاقتصاد اولا واخيرا ، وان الجهود التي تُبذل معتمدة على ان العقل هو محرك التاريخ لن تثمر لانها بالنتجة النهائيه لن تحصل على المعرفه لان المعرفه تاتي من واقع المشكله وليس من السماء ، ففي واقع المشكله هناك الحل.
الشعوب العربيه بختلف مشاربها متخلفه اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ، انها شعوب تعيش الماضي وتعيد انتاجه ، رغم غنى بعضها وهي دول الريع البترولي ، الا ان القاعده الثقافيه واحده لجميع تلك الشعوب ، والتي لم تُغادر الماضي للان . وبالتالي ما الذي يخترق عقول هذه المجتمعات ويقودها نحو ثقافة العصر ، وهي ثقافة يجمع عليها كل من في المعمورة ، سوى نكهه هنا او هناك حسب الموروث الثقافي لكل امه ، ان العالم اليوم يعيش بنفس الطريقه مفهوما وثقافه ، اما نحن فغارقين في الميتافيزيقا والعشيره والطائفه ، ولا نرى الاشياء الا بمنظورها .
متى يٌصبح لدينا مجتمع ايمانه بالتحضر والتطور وعدم الجمود وعدم تقديس الماضي وعدم تعظيم الموروث وعدم الخضوع للعرف .. والرقي الفكري والاجتماعي والاقتصادي والمسلكية الانسانية التي لا تميز بين البشر . والايمان بالدولة الديمقراطية والايمان بالحريات السياسية والاقتصادية والشخصية والاتفاق مع مبدأ الدين لله والوطن للجميع , اسئلة كثيرة واجابتها لا تقل صعوبه عنها .

كم هو سخيف ومؤسف ان تستمع لسيدة وصفتها مقدمة البرنامج بانها شاعرة ومفكرة وكاتبة .. تستمع لها وهي تقول ان عصر الماديات انتهى والعصر الجديد القادم هو عصر الروحانيات
شيء مؤسف ومزعج ان ترى بعض المثقفين يعيشون في ضياع مبين ولا علاقة لهم بواقع الحياة.
فمن الواضح ان هذه الشاعرة لا تعرف ان المكنسة تكنس المنزل بدون وجود سيدة المنزل .. وان السيارة والطيارة والباخرة بدون سائق .. وان الريبوت يحل محل ملايين العمال .. وان الصناعة الجديدة تقوم على التقنية الرقمية .. وان اللحوم المستقبلية لاتؤخذ من الحيوانات بل من ثاني اكسيد الكربون.
وكل هذه ماديات ترفض بشدة وتتنعارض بقوة مع الروحانيات .

ان وسائل السيطرة على المجتمعات عديدة وان الهيمنة على المجتمع اي مجتمع كان تتم باحدى الوسيلتين اوالوسيلتين معا وهما : الثقافة والقوة
القوى الخارجية "الامبريالية" وغير الامبريالية تستخدمهما معا وحسب الظروف
اما السلطات المحلية فهي تقدم القوة والقهر على الثقافة
اما الاحزاب السياسية فلا تمتلك الا الثقافة
بينما جماعات وقوى التطرف والارهاب لا تستخدم سوى القوة
ومفهوم القوة واضح الى حد كبير والمقصود به القوة العسكرية والقوة البوليسية "الامنية"
اما مفهوم الثقافة فانه يشمل :
المنظومة القانونية ، ونظم ادارة وسياسات المؤسسات الاجتماعيّة والاقتصاديّة، والتعليم .. الخ .
وقد برهنت سجلات التاريخ ووقائع العصر انه لابد من استخدام القوة لتهيئة الظروف المناسبة، من أجل ضمان نجاحها.
وهذه الرؤية شدّد عليها أنطونيو غرامشي ، وأعاد فرانز فانون صياغتَها في سياق التاريخ الاستعماريّ، ومضمونُها:
أنّ الهيمنة الثقافيّة والإيديولوجيّة هي، في نهاية الامر، إعادةُ تشكيلٍ للقوّة.
وهذا المفهوم ينطبق على القوى التسلطية المحلية سواء كانت سلطة رسمية (رئيس وحكومة ووزاء ..
او سلطة حزبية (احزاب قوية لها حضور وثقل جماهيري لاسباب طائفية او مذهبية اوقومية .. )
فهؤلاء ايضا يسعون للسيطرة على الدولة والمجتمع عن طريق الثقافة ولكنهم يستخدمون القوة ايضا وباساليب وادوات ووسائل واشكال مختلفة
ولو اخذنا نموذجا من واقعنا العربي حزب البعث مثلا
في سوريا استخدم الحزب القوة "الانقلاب العسكري" للسيطرة على السلطة
ثم انهمك ووظزف معظم مثقفيه في النشاط الثقافي لتعبئة المواطنين بالثقافة القومية العربية .. ومن كان يرفض هذه الثقافة كان يتعرض للاعتقال وربما القتل .. ومن يعارض الثقافة الاقتصادية او الاجتماعية كان يواجه قمعا شديدا ..
وعندما ثارت "جماعة الاخوان المسلمين" ضد ثقافة حزب البعث تم قتلهم في ما تسمى "مجزرة حماة "
ونفس المشهد تقريبا حدث في الجزائر ..
وضد الشيوعيين واليسار عموما جرى القمع في كثير من الدول العربية .
اذن القاعدة تقول : ان القوي يفرض ثقافته بسلاسة وعبر الوسائل الناعمة .. او بالقوة والقهر .. "اما ان تسلم او تدفع الجزية او تموت" او بكليهما معا
وفي الواقع الراهن يغلب اسلوب نشر الثقافة وفرضها عبر الوسائل الاعلامية والتعليم والمعارض الثقافية والفنية وعبر الافلام والمسلسلات التلفزيونية وغيرها من الوسائل الحديثة .. فتركيا حققت اختراقا كبيرا للمجتمع العربي عبر بعض المسلسلات التركية
والهند كذلك والولايات المتحدة لها الحصة الاكبر



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهمية رأس المال في التنمية
- نقيضانْ!
- جدل الصدفه والضرورة
- يا امراة !
- لا يوجد حتميه تاريخيه!
- الانتاج الذهني؟
- السعي وراء الربح الاضافي !
- تحت الشمس
- الحراك الجماهيري العربي
- امريكا تتقوى بالدين!
- هل الدين عائق للتطور؟
- ان اردت تغيير الواقع فلا تبحث عن طرق من خارج ذاك الواقع
- نقد لمقولات الحرية والمرونة والاستقلالية التي تعد الرأسمالية ...
- سلعة التكنولوجيا الرقميه !
- في ازمة الثقافه العربيه 2
- رحله في الذاكره
- فائق القيمه بين مصنع متخلف تكنولوجيا واخر متطور !
- فائض القيمه بين مصنع متخلف تكنولوجيا واخر متطور !
- ملخص تاريخ الحزب الشيوعي الكندي
- السلعة وخفض زمن انتاجها !


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادم عربي - كيف يمكن تغيير مجموعة الافكار المسيطرة في اي مجتمع؟