ادم عربي
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 6431 - 2019 / 12 / 7 - 23:40
المحور:
الادب والفن
كما الدين ايدولوجيه يحملها صاحبها ، فلالحاد ايضا ايدولوجيه ، ان صاحب ايدولوجية الدين يتقولب في ما يُؤمن به من معتقدات ، ولا يرى الحقيقه الا من خلال معتقداته ، وهو نفس الحال للملحد والذي لا يرى الحقيقه الا بمدى رفضه لما هو دين ، فكلاهما منشغلان بما يُقم الدليل على سطحيتهما الفكريه ، ولعنا في هذه المناسبه نقول ان الماركسي لا يمكن ان يكون متدينا ولا ملحدا في الوقت ذاته ، على اعتبار ان تلك المسائل قد تم حسمها مع بدايات عصر التنوير .
الدين هو ثقافه اولا واخيرا والتخلص من تلك الثقافه لا يكون عبر نسف الاديان ، فموضوع الاديان شيء تجاوزه الزمن ، ولم يبق منه سوى مناسبات وروحانيات في المناسبات ايضا ولا اجد به ما يؤثر على تقدم الشعوب او تاخرها ، صحيح ان المجتمعات العربيه متخلفه ، وهي مسلمه مثلا ، ولكن هناك شعوب غير عربيه ومتقدمه وهي مسلمه ، فلا اظن ان ماليزيا دوله متخلفه على سبيل المثال ، ان انشغال قلة من الكتاب في تشريح الدين للاستدلال على عدم وجود او وجود اله ، ما هو سوى عمل غير مجدي ، لا يقدم ولا يُؤخر في سلوك الافراد ، لا شك ان هناك من يحملون فكر رجعي ديني ولكنها ظاهره سليمه في ظل وجود فكر تقدمي .
ان اسلوب معيشة الناس تصنع ثقافتهم وهذا صحيح وان كان بطيئا ، فلك ان تنظر على سبيل المثال في المجتمعات الموغله في التخلف وضع امراة منتجه واخرى غير منتجه ، انظر الى هامش الحريه التي تتمتع به المراة المنتجه نسبه لغير المنتجه لنفس الثقافه ، لا شك ان العامل الاقتصادي لعب دورا هنا ، ان الدين وتمسك الناس به لهو بديل لعدم وجود ثقافه جديده ، سواء اتت من اساليب الانتاج او اتت من قناعه مجتمعيه بضرورة تغيير تلك الثقافه ولا اظنها تاتي الا من تغغير الواقع الاقتصادي ، ان تغيير الواقع الاقتصادي كفيل بتغيير الثقافه شريطه تدخل مؤسسات الدوله بذلك ، ان محاربه الدوله وتشريعاتها لما هو مُقولب العقل البشري مهمه عظيمه واهم بداية لتغيير ما هو متخلف عن الثقافه العالميه والتي اصبحت واحده ، وبنائا عليه فلا ارى لاي تغيير ثقافي بنقد الاديان ولا بالالحاد ولا باثبات او عدم اثبات وجود اله ، ان الثقافه تتغير عندما يُريد العالم تغيرها والاقتصاد يتغير عندما يُريد العالم ذلك ايضا ، العالم المسيطر والذي يرى في التخلف مصلحه حيويه واجتماعيه وسياسيه له .
#ادم_عربي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟