أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الحليبي - الفساد وسرقة المال العام في البلدان العربية














المزيد.....

الفساد وسرقة المال العام في البلدان العربية


فاضل الحليبي

الحوار المتمدن-العدد: 6438 - 2019 / 12 / 15 - 23:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القمع والاستبداد الظاهرة السائدة في البلدان العربية بالنظر لطبيعة تكوين الأنظمة السياسية فيها منذ مرحلة ما قبل الاستعمار وما بعده، حين نالت الدول العربية استقلالها. لم تستقِم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان فيها ولا توجد نماذج تُذكر في العقود الماضية، حيث كانت الصراعات والانقلابات عناوين تلك المرحلة. وربما يقول قائل إن تركة الاستعمار ووجود الكيان الصهيوني، وكذلك قيام الحروب سواء مع الكيان الصهيوني أو الاقتتال الداخلي كالحرب الأهلية اللبنانية، والخلاف بين جناحي حزب البعث في سوريا والعراق، الانقلاب على التوجهات الناصرية بعد موت الزعيم جمال عبدالناصر في سبتمبر من عام 1970 من قبل السادات وعقد السلام مع الكيان الصهيوني في عام 1979، كانت كلها عوامل في عدم تحقيق التنمية وبناء مجتمعات ديمقراطية.

لم يكن هناك تحولات ديمقراطية حقيقية في البلدان العربية حتى من قبل الانظمة التس صنفت كجمهوربة ثورية، وإنْ كانت غالبيتها قادمة من خلال انقلابات عسكرية، ترفع الشعارات الكبيرة الفارغة من المضامين لتغيير جذري في الوعي المجتمعي نحو بناء المنظومة الشاملة لأسس الدولة الحديثة المدنية القائمة على التعدد والتنوع في المجتمع لتقويم الأفكار والسياسات الاقتصادية والتنموية من خلال خطط وبرامج تنفذ على مدار السنوات، وتؤسس للتحولات الديمقراطية وتطلق العنان لقيام المجالس النيابية المنتخبة، وحرية الأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني المستقلة غير التابعة للحزب الحاكم وتسلط أجهزته الاستخباراتية، ولكن الذي كان يحدث هو عسكرة المجتمع في أكثر من بلد عربي، وزادت الميول المحافظة والرجعية بدلاً من علمنة المجتمع، لتبرز فيما بعد نتائجه المدمرة في صور التطرف والغلو الديني في أكثر من بلد عربي، ظهرت تجلياتها في أحداث ما عُرف بالربيع العربي عام 2011 ولازالت تداعياتها مستمرة .

ما يجري اليوم في العراق ولبنان ضد الفساد والفاسدين وسارقي المال والمحاصصة الطائفية، من قمع وقتل للمتظاهرين ضد السلطات السياسية الفاسدة حيث كدّس العديد من القادة السياسيين الملايين والمليارات من الدولارات من أموال الشعب، وأصبح البعض منهم بين ليلة وضحاها من الأثرياء في الوقت الذي كان يجب أن تصرف تلك الأموال في انجاز البنى التحتية والفوقية، وتصرف في المشاريع التي تنتشل الناس من الفقر والحرمان وتوفر العمل والدراسة والصحة والسكن وكل متطلبات الحياة الكريمة للمواطن، فعندما ينتشر الفساد في جسد الدولة تأكد بأن الرؤوس فاسدة، فالعموم من الناس يدخلون في “سيستم” الفساد لأن الرأس فاسد فلا غرابة بأن يعم الفساد في كل أجهزة الدولة.

ولكن عندما يسود القانون على الجميع ويتم الالتزام به، وتكون للسلطة القضائية القوية الهيبة المشرفة في أوساط الناس والمجتمع، تتصدى للفساد والفاسدين، عبر قضاة مشهو لهم بالإستقامة والنزاهة، وتكون هناك السلطة التشريعية القوية التي لديها الصلاحيات التشريعية الواسعة وفقاً لدستور الدولة، وتصبح السلطة التنفيذية مراقبة ومحاسبة على أدائها من قبل السلطة التشريعية ولا تخشاها، وتكون السلطة الرابعة، الإعلام بكل تنوعاته، مرآة عاكسة لقضايا ومشاكل الناس، يفضح ويعري من يسرق المال العام ويلاحق المرتشين والفاسدين ويعمل على أن يُقدموا إلى المحاكمات العادلة، ويسود مناخ من الفصل الحقيقي بين السلطات ساعتها سوف يقضى على الفساد أو على أقل تقدير يقلل من انتشاره وتنتعش معدلات التنمية في البلاد ينمو الاقتصاد ويرتفع مؤشره نحو الأفضل.

في بلادنا البحرين يصدر كل عام ديوان الرقابة المالية والإدارية تقريراً مهنياً واحترافياً، حتى بلغنا هذا العام نسخته السادسة عشر ويتضمن العديد من المخالفات في مختلف الوزارات والدوائر الحكومية وبعضها يتكرر كل عام، لكن دون محاسبة ومساءلة المتورطين في تلك المخالفات، ولم نسمع أو نقرأ بأن مسؤولاً ما تمّ تقديمه للنيابة ليكون عبرة للآخرين، ولكي يقلل الفساد المالي والإداري في تلك الوزارات والمؤسسات الحكومية، لذا أصبح الناس لا يكترثون بتقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية ولا يهتمون به صدر أو لم يصدر، لأنهم يروا بأم أعينهم أنه لا يغير من الواقع شيئاً.

الفاسدون والمرتشون في مواقعهم وكأنّ لسان حالهم يقول: قولوا ما تشاؤون ونحن نفعل مانريد. لا توجد جدية من قبل الحكومة ولا إرادة قوية يتوحد عليها مجموعة من النواب الأحرار في قراراتهم لفعل شيء حقيقي داخل مجلس النواب يختلف عن الدورات السابقة، ونأمل بأن يتم التوافق مع أعضاء كتلة “تقدّم” على توحيد الموقف تجاه التقرير الأخير، بما يحد من الفساد، ويقلل من مؤشراته، ويرفع من مكانة البحرين في هذا المجال.



#فاضل_الحليبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الميثاق والحراك الشعبي …. الواقع الراهن وتطلعات المس ...
- قراءة مغايرة للواقع السياسي في البحرين
- اليسار والثقافة في البحرين
- شيء من تاريخ الحركة الطلابية البحرينية
- منظمات المجتمع المدني في البحرين
- بصراحة | مسجان للمواطن في البلدان الخليجية والعربية
- بصراحة | ثلاث رسائل
- بصراحة | المحطات الأربع
- في الذكرى الخامسة لرحيل النقابي الشجاع عبد الجليل الحوري
- -جتوب- والطلبة
- عبدالله خليفة ... المبدعون لا يموتون
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ...
- بصراحة الفكر الماركسي ... ممارسة وتطبيق
- علي دويغر -رحيل قائد تاريخي من زمن المجد-
- بصراحة: الحرب هي الكارثة
- بصراحة: ( رجال دين ) مشاريع للفتنة والفرفة ؟
- بصراحة: الطائفية عدو الشعوب
- بصراحة: مخطط الفتنة والفوضى في المنطقة
- بصراحة: المثقفين بين الواقع والطموح
- التيار الديمقراطي … متى ينهض بدوره؟


المزيد.....




- لحظات مؤثرة من زفاف ليلى أحمد زاهر وهشام جمال ورحيل صادم لصب ...
- البحرية الأمريكية: سقوط طائرة إف 18 من حاملة طائرات في البحر ...
- هل تصمد أقدم شجرة في العالم أمام عجلة -التقدم-؟
- تقرير معهد سيبري: رقم قياسي جديد في الإنفاق العسكري العالمي ...
- إعلان حالة الطوارئ ورئيس وزراء إسبانيا يوضح سبب غرق بلاده في ...
- فنزويلا تتهم الولايات المتحدة باختطاف طفلة
- -هي مش فوضى-.. نجيب ساويرس يوجه رسالة قاسية لترامب بعد حديثه ...
- الدوما الروسي: قرار الهدنة في ذكرى عيد النصر يؤكد أن معركة ر ...
- نووي إيران.. تهدئة ترامب وتصعيد نتنياهو
- من هم أسرى الحب وسجون الاحتلال؟


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الحليبي - الفساد وسرقة المال العام في البلدان العربية