فاتح ماي بين العمل على تضليل الشغيلة والأمل في عولمة النضالات المطلبية .....2

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1563 - 2006 / 5 / 27 - 13:27
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إلى :
 كل من اعتنق فكر الطبقة العاملة وعمل على إشاعته في صفوفها

 شهداء الحركة العمالية.

 الشهيد عمر بن جلون


 من أجل بناء حزب الطبقة لعاملة

محمد الحنفي


3) وحتى تصل الطبقة العاملة إلى تحقيق أهدافها في الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، فإن فاتح مايو يعتبر مناسبة لتكريس كافة أشكال التحريف، التي تستهدف تضليل الطبقة العاملة، وسائر الكادحين، على جميع المستويات النقابية، والسياسية، على السواء، من قبل الجهات المستفيدة من الاستغلال المادي، والمعنوي، الممارس على الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، في مختلف المؤسسات الإنتاجية، والخدماتية، سواء تعلق الأمر بالبورجوازية التابعة، أو بالبورجوازية الصغرى، أو بالحزبوسلامي، بلجوء هؤلاء جميعا إلى تحقيق شرذمة الطبقة العاملة، والأجراء، عن طريق العمل على إنشاء نقابات حزبية، أو بالحرص على التحكم في توجيه النقابات القائمة، تنظيميا، ومطلبيا، وبرنامجيا، ومواقفيا، بالإضافة إلي فرض الممارسة البيروقراطية، في بعض النقابات، حتى لا تقوم النقابة المبدئية: الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والمستقلة، والوحدوية، كإطار لتحقيق الوحدة التنظيمية النقابية للطبقة العاملة، وسائر الاجراء .

فالنقابات الحزبية، والتابعة، والحزبوسلامية، والبيروقراطية، تبرز في الميدان لتكريس ما صار يعرف بالتعددية النقابية، التي تفتت الطبقة العاملة، وترفع شعارات تضليلية، وتنشر الوعي الزائف، وتعمل، وعن قصد، على تغييب الوعي النقابي الصحيح، وتقطع الطريق أمام إمكانية قيام وعي طبقي حقيقي .

فالنقابة البيروقراطية، تستغل مناسبة فاتح مايو، لإبراز خضوع الطبقة العاملة، وانسياقها وراء الجهاز البيروقراطي، الذي يعتبر مصدر التصور التنظيمي للنقابة، ووضع الملف المطلبي، والبرنامج النقابي، ويتحكم في اتخاذ المواقف النقابية، ويتخذ الإجراءات التنفيذية، بما يضمن استمرار استفادته من العمل النقابي، واستمراره في استغلال الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، إلى جانب الطبقات المستفيدة من الاستغلال المادي، والمعنوي.

والجهاز البيروقراطي يستغل فاتح مايو لرفع شعارات تكرس تضليل الطبقة العاملة، وتمجد دور الجهاز البيروقراطي، الذي يكرس التحريف النقابي بامتياز.

والنقابة التابعة، تكرس فرض التوجيه الآتي من خارج التنظيم النقابي، والقاضي بصياغة التنظيم، وبناء الملف المطلبي، والبرنامج النقابي، واتخاذ المواقف النقابية، والعمل على أجرأة تنفيذ القرارات، بما يتناسب مع مصلحة الجهة الموجهة للنقابة، سواء كانت حزبا للبورجوازية التابعة، أو البورجوازية، أو البورجوازية الصغرى، أو الحزبوسلامية، حتى تضمن الجهة الموجهة استمرار حماية مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

ولاستغلال فاتح مايو لتكريس التضليل، فان الجهة الموجهة تدفع في اتجاه رفع شعارات موجهة، تخدم مصالح تلك الجهة، وتوهم الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، بان تلك المصالح هي مصالحها أيضا.

أما النقابة الحزبية، فتحول مناسبة فاتح مايو، إلى القيام بإنجاز مهرجانات حزبية بامتياز، سواء كانت تلك الأحزاب المؤسسة للنقابات الحزبية: بورجوازية صغرى، أو حزبوسلامية، ورفع شعارات حزبية لا علاقة لها بفاتح مايو، ولا بالطبقة العاملة، ولا بسائر الأجراء، بقدر مالها علاقة بالتنظيم الحزبي الصرف، الذي لا يمكن أن يسعى إلى توعية الطبقة العاملة، وقيادتها، من أجل القضاء على الاستغلال، لأن هذه الأحزاب ليست أحزابا للطبقة العاملة، بقدر ماهي أحزاب للطبقات المستفيدة من استغلال الطبقة العاملة. وقيام نقاباتها بإحياء فاتح مايو، ما هو إلا ممارسة تضليلية، للتغطية على بشاعة استغلالها، ولتكريس ضعف التنظيمات العمالية / النقابية، والحزبية، ومحاربة الوعي النقابي الصحيح، وقطع الطريق أمام إمكانية قيام وعي طبقي حقيقي.

وأكثر من هذا، فان النقابة الحزبوسلامية، تكرس تضليل الطبقة العاملة، وسائر الأجراء، بجعلهم " يرقون " إلى مستوى إحياء ماضي الدين الإسلامي، بالعمل على قيام " الدولة الإسلامية "، التي تعمل على " تطبيق الشريعة الإسلامية "، التي تقوم بمحاربة كل أشكال الوعي الحقيقي: النقابي الصحيح، والطبقي الحقيقي، باعتباره يشكل كفرا، وإلحادا، وضد قيام "الدولة الإسلامية "، وضد العمل على " تطبيق الشريعة الإسلامية "، ولأنه يسعى إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وهي قيم يمكن أن تقود إلى تحقيق الاشتراكية، التي تعتبر العدو اللذوذ للحزبوسلامي.

وهذه الأشكال من النقابات التحريفية، التي صارت تستعرض عضلاتها في كل فاتح مايو، هي التي تقف وراء استحالة قيام عمل نقابي صحيح، و وراء ضعف الطبقة العاملة، و وراء ضعف حزب الطبقة العاملة، و سائر الحركة التقدمية، التي يحول التحريف النقابي دون تجدرها في صفوف الطبقة العاملة، و هو ما يعني أن فاتح مايو، صار بفعل أشكال التحريف الممارسة في الساحة النقابية، مناسبة لتكريس التضليل، و رفع شعاراته المختلفة المصادر، و التوجهات، و المتفقة على جعل الطبقة العاملة عاجزة عن أن تكون قادرة على امتلاك وعيها النقابي الصحيح، الذي يصير معبرا لامتلاك الوعي الطبقي.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات