أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين ..... !!!.....3















المزيد.....

مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين ..... !!!.....3


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


)شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان (

قرءان كريم

(من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له من ذنبه ما تقدم وما تأخر.)

حديث شريف



الإيمان في قلوب المومنين و ليس في مكبرات أصوات المآذن و السطوح :

و كنتيجة لما تناولناه في الفقرات السابقة، نجد أنفسنا مضطرين إلى التساؤل عن الإيمان :


هل يوجد في مكبرات الصوت، المعتمدة بكثافة، في شهر رمضان ؟

هل يوجد في أعلى المآذن، و فوق السطوح، حيث توضع، أو تعلق مكبرات الصوت ؟

هل يوجد في المساجد فقط ؟

أم في خارجها أيضا ؟

هل يتغيب الإيمان طيلة السنة، و لا يحضر إلا في شهر رمضان ؟

هل يحضر في كل أوقات رمضان ؟

أم في الأوقات التي يحضر فيها الناس إلى المساجد فقط ؟

ألا يحضر الإيمان في اللحظات التي تستعمل فيها مكبرات الصوت ؟


إن الذي نعرفه أن الرسول، عندما عرف الإيمان، اعتبره ما وقر في القلب، و استقر فيه، و طيلة حياة الإنسان، و سواء اعتكف في بيته، أو في المسجد، أو في مكان آخر بعيدا عن الناس، أو في وسطهم، آناء الليل، و أطراف النهار.

و إيمان من هذا النوع، هو عمق حقيقة الإسلام، الذي عرفه الرسول، من خلال تعريف المسلم، عندما اعتبره من سلم الناس من لسانه، و يده.

و انطلاقا من هذا التصور، فإن الإيمان يخص المسلم، كفرد، في علاقته بالله، الذي يستحضره في قلبه، و في جميع لحظات العيش، التي يقضيها في الحياة، و لا شأن لذلك الاستحضار بأي كان.

ذلك الإيمان، الذي يترجم إلى معاملة تسمى بالإسلام، الذي يقتضي احترام المسلمين جميعا، و احترام جميع الناس، أنى كان لونهم، أو جنسهم، أو لغتهم، أو دينهم. لأنه في الإسلام "لا إكراه في الدين"، و في الإسلام "لا فرق بين عربي، و عجمي، و لا بين أبيض، و أسود إلا بالتقوى"، و في الإسلام "الدين المعاملة"، و في الإسلام "الدين النصيحة".

و على أساس الفهم الصحيح للأيمان، و الإسلام، كما هما في النصوص الدينية، لا كما يفهمها فقهاء الظلام، و متفيقهوه، من مؤدلجي الدين الإسلامي، لصالح من يسعى إلى إقامة استبداد بديل، نستطيع القول :

1) بأن الإيمان لا يحضر في شهر رمضان فقط. لأن ذلك معناه انتقال القداسة إلى شهر رمضان، الذي يتحول إلى معبود إلى جانب الله تعالى، و هو عمل لا يتجسد فيه إلا الشرك بالذات الإلهية. و هو ما لا علاقة له بحقيقة الدين الإسلامي، كما يتجسد ذلك من خلال الاحتفاء بهذا الشهر، احتفاء مبالغا فيه، على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و من وجهة نظر فقهاء الظلام، و متفيقهيه الذين يرتكبون جرائم ضد الإنسانية، بتغييب الناس، في مختلف المناسبات الدينية، عن الواقع الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و السياسي، الذي يزخر بالكثير من المشاكل، التي يستعصى حلها في إطار السياسة اللاشعبية، و اللاديمقراطية المتبعة. و ذلك التغييب، لا يخدم في العمق، إلا من يكرس الاستبداد القائم، أو من يسعى إلى فرض استبداد بديل، عن طريق استغلال مختلف المناسبات الدينية، و في مقدمتها مناسبة شهر رمضان، الذي لا يختلف عن الشهور الأخرى إلا في كونه مخصصا لعبادة الصيام ليس إلا.

و لذلك فالإيمان لا يحضر في شهر رمضان فقط، بقدر ما يحضر في سائر الشهور ، و على مدار عمر الإنسان المومن بالله، إلى أن يتوفاه الله.

و هذه المبالغة، في الاحتفاء بشهر رمضان، لا علاقة لها بحقيقة الإيمان، و هي لا تدخل إلا في إطار الادعاء. و الادعاء لا ثواب له عند الله، كما جاء في القرءان " و الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس، و لا يومنون بالله و اليوم الآخر، كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا، لا يقدرون على شيء مما كسبوا".

2) بأن الإيمان لا يحضر في المساجد فقط، بل يتعداه إلى ملازمة الإنسان في كل مكان يحل به، في حله، و ترحاله، و في كل لحظات عمره، في صلاته، و صيامه، و حجه إن استطاع إليه سبيلا، وفي زكاته إن توفر لديه النصاب، أي أنه قائم في قلب المومن، لا يفارقه، كما قال الرسول: "الإيمان ما وقر في القلب".

أما المساجد، فيحضر إليها المومنون، لأداء صلواتهم الخمس. و كل ما في الأمر أن المومن عندما يؤدي، أو يقضي شعيرة الصلاة، فإنه يستحضر عظمة الله، لا عظمة المسجد، مهما كان مزخرفا، و محنطا بالمظاهر التي يراها معدوها وسيلة لجعل الإنسان يتأمل في هذا الكون، في الوقت الذي تعتبر فيه تلك المظاهر من صناعة البشر ليس إلا.

و لذلك، فلابد من إعادة النظر في التعامل مع المساجد، حتى تصير مجرد أماكن لأداء شعيرة الصلاة، و حتى لا تتحول إلى أماكن مؤدلجة، ليقدسها الناس لأجل ذلك، و حتى لا تصير أماكن مخصصة لإشاعة أدلجة الدين الإسلامي، على يد فقهاء الظلام، الذين يتجندون لهذه الغاية، و حتى لا تصير وسيلة لتجييش المومنين، المغفلين وراء المؤدلجين، و حتى لا يعبد أولئك المغفلون المساجد، بدل عبادة الله، كما يعبدون الأضرحة المختلفة بدل الترحم على أصحابها.

3) بأن الإيمان لا يشاع بين الناس عن طريق مكبر الصوت. فمكبر الصوت ليس إلا وسيلة للإعلان عن شيء معين، و ليس إلا وسيلة للإعلان عن أداء الصلوات الخمس، و سواء تعلق الأمر باستعمالها للآذان فقط، أو تم نقل شعيرة الصلاة كاملة في شهر رمضان، و في غير شهر رمضان، فإن ذلك لا يجعلها معبر إلى الإيمان بالقلوب، لأن من سمحت له ظروفه بحضور أداء صلاة الجماعة في المسجد سيقوم بذلك، و من لم تسمح له تلك الظروف، فإنه سيؤدي الصلاة في بيته، أو في مكان عمله، أو سيؤجلها إلى وقت لاحق، و كون الناس لا يأتون إلى المسجد، و لا يؤدون الصلاة في إطار الجماعة و داخل المسجد، أو حوله، فإن ذلك لا يعطي الحق لأي كان، و مهما أدعى وصايته على الدين، في التنقيص من إيمان المومنين بالدين الإسلامي، أو التشكيك في ذلك الإيمان، أو تكفيرهم، كما يحصل، في أيامنا هذه، بسبب الأمية، و التخلف الفكري، الذي يسود بين المسلمين، ليصير جزءا لا يتجزأ من إسلامهم.

و لذلك فمكبرات الصوت هي مجرد مكبرات للتظاهر، و المزايدة، بين المتصرفين في المساجد، أو مالكيها، أو القيمين عليها، حتى يعلم الناس بأنهم أقوى، ومساجدهم أفضل من المساجد الأخرى.

و أمر كهذا يدخل في إطار الرياء، و التباهي، و المزايدة، مما يجعل الأجر غير وارد من وراء العبادة، كما أشرنا إلى ذلك من قبل، انطلاقا مما ورد في القرءان في هذا الشأن.

و بعيدا عن فهم فقهاء الظلام، و عن فهم المتفيقهين، من مؤدلجي الدين الإسلامي، و المتجيشين وراءهم، فإن اعتماد الفهم الصحيح للإيمان، و للإسلام، يجعل الدين الإسلامي الصحيح، منزها عن أن يتحول إلى مجرد احتفاء بشهر رمضان، أو بالمساجد في هذا الشهر، أو بتضخيم دور مكبرات الصوت، أو بقيام المتفيقهين بترويج الكلام الذي يسمونه حديثا، ليؤيدوا به أدلجتهم للدين الإسلامي، و لتأويلاتهم المغرضة له، و لنصوصه المختلفة، حتى تصير تل النصوص، بفعل التأويلات، مناسبة لهواهم، و معبرة عنه، و ذلك ما لا علاقة له بحقيقة الإيمان، و الإسلام.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين .... ...
- مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين .... ...
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....12
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....11
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....10
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....9
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....8
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....7
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....6
- المناضلون الأوفياء لا يؤبنون
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....5
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....4
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....3
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....2
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة .....1
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع ...


المزيد.....




- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - مكبرات الصوت في شهر رمضان، و تكريس إزعاج راحة المواطنين ..... !!!.....3