أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - الأهمية التاريخية والغائية لثورة 14 تموز (3-3):















المزيد.....

الأهمية التاريخية والغائية لثورة 14 تموز (3-3):


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 6436 - 2019 / 12 / 13 - 15:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الأهمية التاريخية والغائية لثورة 14 تموز (3-3):

ليس هذا فحسب بل حتى داخلياً أي بين المكونات الاجتماعية داخل العراق، إذ، كما أسلفنا، تم طرد طبقات اجتماعية من السلطة كطبقة الاقطاع وكذلك بعض الفئات كالكمباردور وعوائل الحكم من الضباط العثمانيين وبخاصة الشريفيون منهم، الذين استولوا على المراكز الأرأسية في المرحلة الملكية ، مما دفع بالقوى المتضررة جميعها إلى توحيد قواها الدخلية، ونسقت وتعاونت مع القوى الإقليمية والمراكز الرأسمالية الدولية منها، والعمل بقوة على إيقاف سريان مفعول تأثير الثورة على دول المنطقة ومن ثم محاولة إعادة تعزيز القوى الاجتماعية من الارستقراطية التقليدية والمتضررة من فعل التغيير. إن تعمق ماهيات صيرورة التغيير الداخلية ومعجلات إستمراريتها، أدى إلى إصطفاف بعض القوى التي كانت حليفة لصيرورات التغيير داخل العراق إلى جانب القوى المتضررة، بغية (كبح الحصان الجامح وإعادته إلى الحظيرة الإمبريالية)، كما نوهان سابقاً، لأن عراق الجمهورية الأولى أصبح يُشكل خطراً حقيقياً على مصالحها في عموم المنطقة، وبخاصة في قضية النفط.

- السلبيات الناجمة عن التغيير الجذري:
وبالإضافة إلى ذلك ومن الناحية الموضوعية فكل ظاهرة تحمل في ماهياتها الجوانب الإيجابية والسلبية في الوقت نفسه، وطالما أن : { التأريخ يتمحور بتأرجحه بين خطوة للأمام وخطورة للوراء، وبين خلق ممكنات مرغوبة و بين وأدها في أية لحظة }. ولهذا فقد رافق التغيير الجذري في يوم 14 تموز من العام 1958، جملة من الظواهر تحمل في طياتها، حسب رأينا، من الجوانب السلبية، بغية لإستكمال مواقع الرؤيا فيها حتى نستطيع تقييمها بشموليتها، مسترشدين بما قاله ابن عربي { أعلم أن كمال الوجود وجود النقص فيه، إذ لولم يكن لكان كمال الوجود ناقصاً بعدم النقص فيه}. على وفق:
- زمكانية ( زمان ومكان) ظهورها في تجلياتها المادية ؛
-ومن منطلق محدودية القائد/ الفرد مهما كانت قدراته ؛
- ومن قاعدة : من لا يعمل لا يخطئ ؛
- ومن المنزع الاستعجالي التي تميزت به ثورة 14 تموز من دون حرق المراحل، بغية القضاء على التخلف؛
- مما اجبرت ظروف التغيير الجذري الواقعية والمادية على القيام به رغم تعارضها وماهية أفكار السلطة؛
- وثقل العوامل الأرأسية التي مسكت بتلاليب الواقع المادي آنذاك والتي أنتجت وأعادة إنتاج نفسها في عدة انعكاسات متقاربة تجلت معظمها في حرب الشعارات ؛
- ومن ردود أفعال الصراع الاجتماعي/ السياسي للقوى الاجتماعية ونظرتها في حل التناقضات وتقنينيها عملياً وسنها تشريعياً ؛
- من الواقع السيسيولوجي والموروث الثقافي الذي يعيشه عراق تلك المرحلة ؛
- ومن رؤية زاوية النظر إلى المسائل التي محل خلاف كل حسب مصالحه ورؤاه الفلسفية ؛
- ومن طبيعة المؤسسة العسكرية والامنية المحافظتين، وفي عدائها نحو الجذرية الاجتصادية ؛
- في ترتيبة الأهداف الآنية والمستقبلية، المرحلية والاستراتيجية، وفي ترتيبيتها ضمن الأولويات ؛
- ومن المنطلق التآمر من قبل القوى الداخلية بالتعاون مع القوى الإقليمية والمراكز الرأسمالية.
في البدء لابد من الإشارة إلى أن هذه السلبيات و"... النواقص يجب النظر على ضوء الإنهماك الكبير بالصراع السياسي الداخلي والخارجي. فالمؤامرات مستمرة وسيل الدعاية المعادية من الإذاعات الخارجية تعكس تيارات عقائدية متضادة من جهات نختلفة وتخلق جواً من عدم الثقة وعدم الإطمئنان، كثيراً ما تحول الإهتمام من الأعمال البناءة وإعمار التطوير الداخلي ... ".
وقد تجلت هذه السلبيات وأنعكست في مجال أبعاد الحياة العملية في كل من : القضايا التشريعية والحقوقية، أو/و في الأبعاد الاجتصادية أو/و في الحقول السياسية والفكرية التي أثرت على مسيرة الثورة نسبياً وعرقلة مسيرتها اللاحقة. واعتقد جازما إن بعضها في الأغلب مبوصلة لإسقاط تجربة ثورة 14 تموز 1958، كما قال عنها د. فالح مهدي:"... أعظم تجربة في التاريخ العراقي المعاصر... "، وبعضها الآخر عفوية نجمت أثناء الصراع السياسي، وفي خضم الجماهير الشعبية غير المدركة، التي أخذت تلعب وتمارس السياسة من الأسفل، أي من الشارع السياسي. بمعنى آخر أن هذه السلبيات كانت عبارة عن نتاج للذاتوية والأنوية المحتدمة لدى بعض القيادات السياسية والحزبية وخروجاً حقيقاً عن الحياة الحزبية الحقيقية، بالإضافة إلى تصادمها مع الظرف الموضوعي والذاتي للجتمع العراقي. ومن المظاهر السلبية نتيجة هذا التغيير، منها:
- ما له علاقة بالبعد الذاتي للطبقة الوسطى وفئاتها ذات المصالح المتناقضة وغير المتجانسة ؛
- الأنقسام الايديولوجي/ والفكري بالنسبة للعناصر المهيمن على قمة القرار السياسي ؛
- وبالتالي الأخفاق النسبي لبناء الدولة / الأمة ؛
- أنها بداية حصر السياسة والمصائر بيد الضابط – السياسي والتي أستمرت لغاية الانقلاب الدولي 1968؛
- التفكيك النهائي للمؤسسات الدستورية والتشريعية، تفكيكاً سيمتد عقوداً ؛
- حلول إشكال الاستعمار الجديد، سيما الاقتصادية محل التبعية الاستعمارية السافرة منذ اإحتلال الأول؛
- نشوء فئة متبلورة من البيروقراطية العسكرية ذات المصالح المتجسدة والمغامرة ؛
- فتح شهية بعض الضباط المغامرين للإنقلابية العسكرية والزعامة االبونابرتية ذات البعد الفاشي ؛
- تعمق التناقضات الطبقية في المجتمع وإحتدامه في المدينة أو الريف والاخلال بالتوازنات الدقيقة القائمة بين المجتمعات العراقية والطائفية والناجمة عن عدم التساوي في التطور الاجتماعي ؛
- أحدث التغيير الجذري خلخلت للأسس وللقواعد وللتوازنات الاجتماعية/السياسة الموروثة سواءً: الدينية ؛ والمذهبية ؛ والقومية التي سارت عليها الحكومات الملكية، بغية تعديل مساراتها ومضامينها وماهياتها ضمن اطر الهوية الوطنية ؛
- تحالف الحركة التحررية الكردية السياسية مع أعدائها الاستراتيجيين نتيجة المنزع الاستعجالي لذات الحركة في تحقيق ذاتها التحررية ؛
- نشوب الصراع السياسي بين التوجهات العراقوية والعروبية وبخاصة منطلقاتها المستقبلية للعراق، تجسد في شعارين : الوحدة الفورية ونقيضه الاتحاد الفيدرالي ؛
- الإستخدام المكثف للعنف (الاغتيالات والاعتداءات) بين القوى الاجتماعية والاحزاب السياسية ؛
- بروز الممارسات الصبيانية من قبل المهمشين والتي مارست تأثيرها على الشارع السياسي ؛
- لم يتم الانتقال الننهائي من القاعدة الاجتماعية للأرستقراطية المالكة، إلى نظام سياسي تقف على رأسه الطبقة الوسطى الحديثة ؛
- بروز الضغط السياسي من قبل الفئات الدنيا والبرولتاريا الرثة والطبقات الفقيرة وممارساتها السياسة من الأسفل في الشارع المحتدم بالتناقض ؛
- نشوب الصراع بين المؤسسة الدينية والسلطة نتيجة القوانين التي شرعتها هذه الأخيرة على سبيل المثال (إلغاء قانون العشائر، قانون الأصلاح الزراعي لسنة 1958 وقانون الاحوال الشخصية لسنة 1959) ؛
- ظهور القوى المهمشة التي تعيش الإغتراب وتشعر بعدم أكتراث السلطات السابقة لمصيرها ؛
- لم يحضى برنامج حكومة الثورة على الإجماع الوطني بخاصة من قبل أحزاب جبهة الاتحاد الوطني ؛
- الصراع بين قادة الثورة وأنعكاستها في الشارع السياسي وبخاصة في اللجنة العليا للضباط الأحرار ؛
- التناقضات في التوجهات للدول الإقليمية وعدائها لنظام الحكم ؛
-- احتدام الصراع والتناقض الثانوي بين المراكز الرأسمالية وبخاصة الامريكية والبريطانية .
- إحتدام الصراع السياسي العنفي بين قوى التيارين العراقوي والعروبي ومسؤولية هذا الأخير عن هذا الصراع والتوجه عندما رفعوا شعار الوحدة الفورية .
تكمن هذه السلبيات، في: أن بعضها مرتبط بالدافع الحسي والمادي لفقدان السلطة وبخاصة من أبناء الأسر الملكية ونخبة الحكم الأوليغاركية والمنتفعين ومن الاقطاعيين والكومبرادور؛ وبعضها الأخر عدم تفهم الأحزاب السياسية التطورات الايجابية لما أحدثه التغيير الجذري، ولهذا رفع كل حزب فكرته المركزية ؛ وبعضها الثالث للمنزع الاستعجالي في تحقيق شعاراتها المركزية ؛ والرابع في تحالفاتها مع أعدائها الاستراتيجيين كالحركة التحررية الكردية عندما شهرت السلاح بوجه السلطة الوطنية وتحالفت مع شاه إيران ؛ والخامس في حرق المراحل التطور وتغيب السنن التطورية لجهل أغلب قادة الأحزاب لسنن وقوانين هذا التطور ؛ والسادس في الممارسة السياسية وتحكم الشارع السياسي في توجهاتها ؛ والسابع فإن بعض هذه الاحزاب حاول من خلال الانقلابية العسكرية بغية القفز على الحكم، خلافاً لواقع هذه الأحزاب ولمهامها السياسية الصحيح، والاتعس من ذلك بالتعاون مع المراكز الرأسمالية، التي تكن العداء لسلطة 14 تموز. أما الايجابيات بصورة موضوعية فنجدها.. في وضع العراق على سكة الحداثة والتطور، لما أنجز وسينجز في المرحلة المنظورة من الأهداف التي تحقق الثورة ذاتها ؛ من خلال بسط رفاهية الشعب، المادية والمعنوية، وبصورة خاصة الإعتناء بالفئات الاجتماعية الفقيرة، الذين هم مادة التاريخ الأنساني، وهذه الفئة كانت بوصلة الثورة كي تحقق ذاتها الموضوعية. هذا التغيير الإيجابي حصل "... وبممارستة الحد الأدنى من سياسة القمع في الظاهر، وبحصيلة من الدماء أقل مما يتوقع المء في ذلك الوضع السياسي وهذا شيء ليس بالهين، او مما يمكن التغاضي عنه. واقرب تفسير لمقدرته هذه هو الاهتمام الذي أولاه لكبح جماح الاندفاعات السياسية... ". هذه الوسطية التي اتبعها قائد الثورة في هذا الجو العاصف.
الهوامش والمصادر:
- للمزيد راجع كتابنا، الجيش والسلطة في العراق الملكي 1921مصدر سابق.
2 - كامل شياع، عن التاريخ والتأويل وحقيقة 14 تموز، الثقافة الجديدة،العدد 278لسنة 1997، ص. 27.
3 - الزوجان أديث وائي، وأيف بينروز، العراق في علاقاته الخارجية وتطوراته الداخلية 1915-1975، ت. عبد المجيد حسيب القيسي، ص. 456، الجزء الأول، الدار العربية للموسوعات، بيروت 1989.
4 - فالح مهدي، رسالة الى عادل عبد المهدي الذي كان صديقاً في يوم ما!، الحوار المتمدن، في 15/10/ 2019 .
5 - د. فالح عبد الجبار، كتاب الدولة ، صص104-105، مصدر سابق. ويكمل ذات المؤلف رؤيته عن الدولة/ الأمة. "... إلى شروط نجاح نموذج الدولة - الأمة بالقول: ما هي شروط بناء الامة في أوضاع متخلفة لم تكتمل فيها مقومات العصر الصناعي- الرأسمالي الحديث. اول شروط بناء الدولة- الامة هو السيادة الداخلية القائمة على الشرعية الدستورية- الانتخابية، والسيادة الدولية المرتكزة الى القانون الدولي (اعتراف دولي). ثاني هذه الشروط وجود اقتصاد سوق، لا اقتصاد ريعي، اقتصاد السوق يخلق روابط عضوية، شبكة مصالح مترابطة، متداخلة تخلق ما يسمى بـ"التضامن العضوي" الذي يشكل مادة أساسية في بناء الامم. اما الاقتصاد الريعي- النفطي، حيث تكون الدولة هي المالك للريع، فلا تخلق ذلك. الريعي يربط الفرد، كفاعل اقتصادي، بالنخبة الحاكمة، بالزعيم (او من يمثله) ولا يربط الفرد بالأفراد الآخرين. من هنا فان زوال الزعيم/ الحزب/ الحاكم يعني انهيار شبكة العلائق الاقتصادية ومجيء شبكة جديدة محلها، تحمل معها ضروب الاقصاء، وضروب الولاء الجزئي. كثرة من السياسيين والباحثين لا تدرك معنى اقتصاد السوق كأداة لبناء نسيج اجتماعي عابر للطوائف والاثنيات. فالمال لا دين له ولا مذهب. ثالثاً- ينبغي للجهاز الإداري ان يفتح لسائر المواطنين دون تمييز عرقي/ديني/مذهبي أو وهذا اهم دون انغلاق حزبي (توظيف أعضاء الحزب). رابعاً- انشاء جهاز عسكري امني منفتح ومفتوح للجميع، من دون حصر احتكاري حزبي مذهبيا وحزبي- قومي. خامساً - التجانس الثقافي شرط ضروري لاستمرار بناء الامة، وتمتينه، وهو يقوم على تعزيز المشتركات في جانب، واحترام التنوع من جانب آخر، خصوصاً التنوع اللغوي، والتنوع الديني. سادساً وأخيرا اعتماد النموذج الفرنسي لا الألماني في توليد السيادة/ الشرعية/ الرضى/ واعتبار القبول بتماسك الجماعة الوطنية مسألة استفتاء دائم... ". النزعة القومية وحق تقرير المصير مفاهيم أساسية، مصدر سابق.
6 - البونابرتية: استنبط هذا المفهوم من قراءة ماركس لما حدث في فرنسا من انقلاب عسكري قاده لويس بونابرت في كانون أول 1851، وصدرت ذه القراءة بعنوان : الثامن عشر من برومير ولويس بونابرت.. حيث طور ماركس فيه أهم الموضوعات الأساسية للمادية التاريخية، كذلك درس ماركس مسألة الفلاحين والاحزاب السياسية. أما مضمون البونابرتية فهي تُعَدّ أحدى مظاهر مرحلة الانتقال للدولة وليس شكلاً انتقالياً لها ولنظامها السياسي، ومن سماتها تعزيز سلطة الدولة ومكزيتها المقترنة بالتوجه العنفي نحو النظام الرأسمالي .. ويعني المفهوم ، بمعناه الضيق، مناهضة الثورة ويعبر عن مصالح البرجوازية الكبيرة المستندة إلى الطغمة العسكرية. أما معناه المعاصر الأوسع فهو: الدولة الدكتاتورية المستندة إلى قوى العنف المنظم( الجيش والمؤسسة الأمنية) والمناهضة لديمقراطية قوى أجتماعية متعددة ذات مصالح متنافرة.
7 - حنا بطاطو، الطبقات الاجتماعية، الكتاب الثالث، ص. 116، مصدر سابق.
8 - رصد عالم الاجتماع علي الوردي"... أن الصراعات الدموية بين القوى السياسية قي إعقاب ثورة 14 تموز لم تنتظمها قواعد وآليات الصراع السياسي المتمدن بل هي من افرازات التعصب البدوي..." مستل من د. سليم الوردي، ضوء على ولادة، ص. 31، مصدر سابق.
9 -د. ناظم نواف إبراهيم، العنف السياسي في العراق المعاصر، ص. 59،مسارات ودار الرفدين، بيوت 2015.
10 - راجع خالد على الصالح، طريق النوايا الطيبة، دار رياض الريس، لندن 2000. حيث يذكر المصدر أن المسبب الأرأس في رفع شعار (الوحدة الفورية) هو ميشيل عفلق عندما زار العراق بعد أسبوعين من قيام ثورة 14 تموز، وبعمله إراد الاستجارة بحزب البعث في العراق ضد عبد الناصر، بالرغم من أعتراض بعض من القيادة القطرية وعلى رأسهم الأمين القطري فؤاد الركابي. ويشير مصدر آخر، كان حاضراً الاجتماع المذكور، إن ميشيل عفلق: "... كان هو شخصياً من طرح شعار الوحدة الفورية وألح عليه رغم تحفظ فؤاد الركابي وبعض الشخصيات القومية العراقية كصديق شنشل وعبد الرحمن البزاز... ". د. نوري عبد الحميد العاني، الأيام الاخيرة من حكم عبد الكريم قاسم، ص. 9، مصدر سابق. ويكتب هاني الفكيكي يقول : "... لقد حضر عفلق إلى بغداد بعد تموز، حيث نزل في ( فندق بغداد) وكنت في عداد الحزبيين الذين زاروه. كان، كعادته في هذه المناسبات، ماكاً الدنيا وحالماً بإمساك ناصية الريح, وكان هو شخصياً من طرح شعار الوحدة الفورية، وألح عليه رغم تحفّظ فؤاد الركابي وبعض الشخصيات القومية العراقية كصديق شنشل وعبد الرحمن البزاز.هذا حتى لا نشير إلى ضعف الحزب والتيار القومي عموماً والاعتماد الكامل على ضباط الجيش... ". أوكار الهزيمة، تجربتي في حزب البعث العراقي، ص.97 -98، دار رياض الريس، لندن 1993. ولم تكن الظروف المحسوسة الموضوعية والذاتية القوى الاجتماعية المنادية بهذا الشعار مهيأة للوحدة الفورية، إذ من الناحية الاجتماعية فأننا لا نزال تحكمنا القيم القبلية والعشائرية ؛ ولا تزال الأسس المادية للقوى الإنتاج متخلفة ومرتبطه تبعياً بالمراكز الرأسمالية ؛ ويعتمد الانتاج على مصدر وحيد في أغلب الدول العربية وهو النفط (الدولة الريعية) ؛ وأن أغلب الدولة العربية متخلفة آنذاك ؛ ناهيك عن وجود قوى سياسية وأحزاب تتعاون مع الضباط في المؤسسة العسكرية كحزب البعث للوثوب إلى السلطة وبالتنسيق مع القوى الاقليمية والعربية والرأسمالية. والأكثر من هذا عندما استولى البعث العراقي على السلطة في انقلاب شباط من عام 1963، وأثناء مباحثات الوحدة، طلب علي صالح السعدي/ الأمين القطري من عبد الناصر تأجيل الوحدة الفورية، لأن للعراق له ظروفه الخاصة. للمزيد راجع : محاضر مباحثات الوحدة الثلاثية، أبريل/ نيسان، القاهرة 1964.
11- أوريل دان، العراق في عهد قاسم، ت. جرجيس فتح الله، ج.1، ص. 472، دار نبز، استوكهولم 1989.



#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأهمية التاريخية والغائية لثورة 14 تموز (2-3):
- الأهمية التاريخية والغائية لثورة 14 تموز (1-3)
- عزيز محمد.. مناضل يُدينُ الزمن المتقلب**
- الجذور التاريخية للفتوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق الم ...
- الجذور التاريخية للفتوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق الم ...
- الجذور التاريخية للفتوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق الم ...
- الجذور التاريخية للفتوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق الم ...
- الجذور التاريخية للفتوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق الم ...
- الجذور التاريخية للفتوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق الم ...
- الجذور التاريخية للفتوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق الم ...
- الجذور التاريخية للفتوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق الم ...
- الجذور التاريخية للفتوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق الم ...
- الجذور التاريخية للفتاوى الدينية في ملاحقة اليسار بالعراق ال ...
- مناسبة الذكرى الستين لثورة 14 تموز : من جدليات الثورة الثرية ...
- بمناسبة الذكرى الستين لثورة 14 تموز : من جدليات الثورة الثري ...
- بمناسبة الذكرى الستون لثورة 14 تموز-- من جدليات الثورة الثري ...
- قراءة في مذكرات من زمن الاستبداد
- من أرأسيات نقد المرحلة الملكية وأزمتها البنيوية: (2-2)
- من أرأسيات نقد المرحلة الملكية وأزمتها البنيوية: (1-2)
- عامر عبد الله ... مثقف عضوي (3-3)


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - الأهمية التاريخية والغائية لثورة 14 تموز (3-3):