أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم المحبشي - في الثورة والعلم والثقافة والأيديولوجيا















المزيد.....

في الثورة والعلم والثقافة والأيديولوجيا


قاسم المحبشي
كاتب

(Qasem Abed)


الحوار المتمدن-العدد: 6433 - 2019 / 12 / 9 - 04:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اليوم الثاني من مؤتمر العقل والثورة للجمعية المصرية للفلسفة كلية آداب جامعة القاهرة استمعنا لمداخلات على درجة كبيرة من الأهمية منها ورقة الباحث الشاب في فلسفة العلوم الدكتور مينا سيتي يوسف عن الموضوعة العلمية في تشخيص الاعتلالات النفسية. ورغم أنني من الذين لايعتقدون بالموضوعية العلمية الصارمة في العلوم الإنسانية والاجتماعية وهذا ما سبق وكتبتها في دراسة نقدية عن سوسيولوجيا العلم المعاصر. الا أنني أعجبت بتمكن الباحث من أدوات بحثه وقدرته الإحاطة بموضوعه بروح أكاديمية عالية. ومن الأوراق التي اثارت اهتمامي ورقة الدكتورة خيرة بورنان من الجزائر الحانية إذ تحدثت عن النقد الكانطي وترسيم حدود العقل، بلغة عربية فصيحة ومقاربة فكرية ذكية لموضوعها. واستمعت باهتمام إلى ورقة الاستاذ الدكتور حسين البنهاوي عن العلاقة بين الثورات العلمية والثورات والاجتماعية لمست فيها جهد أكاديمي جدير بالقيمة والأهمية. وفي الجلسة السابعة استمعنا إلى ثلاثة أبحاث على درجة كبيرة من الأهمية.الأول؛ للأستاذ الدكتور محمد الصالحين عن المثقف عبدالله النديم من اروع ما يكون. ذكرتني بمشكلة الدور الاجتماعي للعلماء والفلاسفة والمثقفين في البلاد العربيةإليكم مقتطف منها؛ يرى بعض العلماء أن النقطة المركزية في دراسة نمو العلم تتصل بوجود دور العالِم المعترف به والمقدر تقديراً إيجابياً في ثقافة المجتمع المعني، وهذا معناه أن المشتغلين في العلم ليسوا أشخاصاً معزولين عن مجتمعهم، بل هم فاعلون ثقافيون يعتمد وجودهم واستمرار نشاطهم على شبكة واسعة من الدعم والإسناد المؤسسي على شكل فرص للتعليم والبحث العلمي وقنوات لمناقشة نتائج أبحاثهم ونشرها، والتقبل والاعتراف الاجتماعي الضمني بهم بصفتهم علماء يحظون بالقيمة والتقدير الايجابي في مجتمعهم. وأخيرا الجزاءات التي ينالونها مقابل القيام بأدوارهم المتعددة، دور المعلم أو الأستاذ ودور الباحث العلمي ودور العضو في القسم العلمي ودور المدير أو العميد الإداري, ودور المناقش أو المحكم العلمي في ريازة الأبحاث والأطاريح العلمية أو حارس البوابة. يعد مدخل الدور الاجتماعي للعالِم من أهم الانساق المفتاحية في سوسيولوجيا العلم المعاصر، انطلاقاً من الفكرة الأساسية التي تقول : بأن لا سلطة اجتماعية إلا بوظيفة ولا دور اجتماعي إلا بسلطة. إذ "أن استمرار نشاط اجتماعي ما على مدى فترات زمنية طويلة، بغض النظر عن تغيير ممارسي هذا النشاط، يعتمد على ظهور أدوار اجتماعية لتمكين استمرار وترسيخ ذلك النشاط، وعلى فهم فئة اجتماعية لهذه ألأدوار وتقييم المجتمع الإيجابي لها أي منحها مشروعية وقيمة مقدرة خير تقدير" ومعنى الدور هو "ما يتوقع من شخص أو عدة أشخاص بوصفهم ( جماعة منظمة) القيام به مؤسسيا بصفتهم أعضاء فاعلين داخل الأنساق المختلفة للمؤسسة المعنية ، وبهذا المعنى يختلف (الدور) عن (الوضع) كما ذهب جوزيف بن دافيد في كتابه (دور العالم في المجتمع)؛ إذ إن الوضع يشير إلى الجزاءات التي ينالها هولاء الفاعلون لقاء القيام بأدوارهم، وهكذا فإن مصطلح (دور) يحدد الوظيفة ومصطلح (وضع) يحدد الموقع التراتبي لوحدة ما في نسق اجتماعي" ويرى زنانييكي أن الشخص الذي يقدر له إنتاج المعرفة يمارس أدوارًا متعددة ومتكاملة منها: "دور الباحث، ودور المدرس، ودور الإداري، ودور المشرف العلمي، أو (حارس البوابة)، ولكل دور من هذه الأدوار قيمه ومعاييره المحددة بشفافية" وهكذا يصف الدور الاجتماعي للعالِم : مجموع الوظائف النسقية المعترف بها اجتماعياً بوصفها وظائف وأدوارًا مشروعة ومقدرة اجتماعيا خوّل لفئة من أفراد المجتمع النهوض بها، والتي بفضلها منحوا اسمهم وصفتهم المهنية (علماء) لقاء ممارستهم نشاطاتهم وفق معاييرها وقيمها المهنية الخاصة بصفتهم جماعة أو مؤسسة علمية، والتي لا يكون المرء عالماً إلا بها.
وربما كان غياب هذا الدور في الثقافة العربية الإسلامية سبباً من أسباب تخلف الإنسان والمجتمع ومن ثم تخلف العلم عامة والعلوم الإنسانية خاصة، ومن منظور العلاقة الجدلية بين المعرفة والسلطة، فمن المحتمل أن غياب دور العلماء وتهميش قيمتهم ومكانتهم الاجتماعية في المجتمعات العربية الإسلامية التقليدية بالقياس إلى الحضور الطاغي لفئات اجتماعية أخرى أمثال: المشتغلين بالسياسة والسلطة، والفقهاء ووعاظ السلاطين وغيرهم من النخب التقليدية الذين مازالوا يشغلون ادوارا اجتماعية بالغة التأثير والنفوذ ويتمتعون بقيمة ومكانة اجتماعية عالية ومقدرة خير تقدير، في حين ان المشتغلين بالمعرفة العلمية والمؤسسات الأكاديمية مازالوا يعانون من عدم الاعتراف بدورهم الاجتماعي والمهني. وهذا يعبر عن تدني الوعي العام بقيمة الإنسان وحقوقه الأساسية بوصفه معياراً وهدفاً وغاية للتتنمية المستدامة، كما أشار امارتيا صن "أن حرية الإنسان هي الغاية والهدف الأسمى لكل تنمية ممكنة، ذلك أن الحرية تعني المقدرة على الفعل والاختيار و التفكير والإبداع" وحينما يصبح العلم مؤسسة اجتماعية مستقلة كما كانت (( الجمعية الملكية للعلوم التي تأسست في لندن عام 1645م وهي أول مؤسسة علمية رسمية و((أكاديمية العلوم في باريس )) عام 1662م فضلا عن المؤسسات الجامعية فهذا معناه مرحلة حاسمة في نشوء وازدهار الدور الاجتماعي للنشاط العلمي.
وورقة الدكتور عزيزة بدر عن الثورة الثقافية وتغيير الباراديم التي اثارت تداعيات في ذهني بشأن معنى الباراديم كما صاغه فيلسوف العلم المعاصر توماس كون والذي أثبت من خلاله أن مسألة نمو العلم وتقدمه وازدهاره ليست مسألة علمية بل تتعين في تلك المجالات الواقعة خارج العلم حيث يتأمل البشر طبيعة الكون والإنسان بأعمق معانيها وأشدها غموضا، وحيث يخلق الخيال الإنساني المؤسسات التي تسمح للأفراد بالاستمتاع على الدوام بالفضاءات المحايدة أو الأطر الميتافيزيقية والثقافية الأوسع التي تجري ضمنها أنماط العلاقات والممارسات والخطابات التي تتشكل في سياقها تصورات الإنسان عن ذاته وعن عالمه وعن الآخرين تشكيلاً عميقاً، وهذا هو معنى الثقافة بعدها منظومة كلية مركبة من كل ما نفكر فيه أو نقوم بعمله أو نتملكه أو نفضله كأعضاء في المجتمع، فالثقافة السائدة في حضارة ما بوصفها نموذجاً إرشادياً (باراديم) إما أنها تدعم قوى الإنسان العقلية والإبداعية أو تحد منها وتضيق فرص نموها وازدهارها.()و" كلمة ثقافة تطلق مجازاً على الجهد المبذول في سبيل تحسين العلوم والفنون وتنمية القدرات الفكرية ومواهب العقل والذكاء" وهي بهذا المعنى تتميز بجملة من السمات منها: 1- التهيؤ كما هو الحال بالتربية البدنية التي تهتم ليس بتمرين عضو معين من أعضاء الجسم، بل بتمرين وتهيئة الجسم كله وإكسابه اللياقة اللازمة, والثقافة بوصفها استراتيجية للتنمية العقلانية المستدامة، تمنح الأفراد القدرة على استعمال جميع المعارف والمهارات المكتسبة لمجابهة الأوضاع المختلفة وحل المشكلات الجديدة؛ أي (الذكاء العاطفي) إذ (هي ما يبقى بعد نسيان كل شيء). 2- الاستيعاب بمعنى استخدام المعرفة وتجريبها ذاتيا؛ لأن المرء لا يستطيع أن يتصرف بمعرفة ما إلا عندما يستوعبها ويجسدها في لغته وذهنه وخبراته. 3- الشمول، القدرة على الربط العميق بين المعارف المستوعبة والموضوعات والقضايا التي تبدو متباعدة، والنظر إليها برؤية كلية. 4- الحكم، القدرة على التجريد واتساع الأفق الذي يعني في العلم (الحلم) وفي الفن (الذوق) وفي الأخلاق (الضمير) وفي الحياة (الفهم). وهذا هو (كل) ما يمكن انتظاره من الثقافة، وبدون هذا الـ(كل) لا وجود لشيء جدير بالقيمة والاعتبار.
على هذا النحو يمكن فهم أهمية ودور الثقافة في تخصيب وإنجاب وتنمية التفكير العلمي وتمكينه في المجتمع ، وربما كان ماكس فيبر يقصد هذا المعنى حينما اشار إلى " إن الاعتقاد بقيمة الحقيقة العلمية لا يستمد من طبيعة العلم ذاته ، بل هو نتاج سياقات ثقافية واجتماعية تاريخية متعينة "والورقة الأخير للأستاذ الدكتور هاني المرعشلي عن الأيديولوجيا والثورة.استعرض فيها دور الأيديولوجيا في تفعيل الثورات الاجتماعية وعرض نماذج عالمية وقد سنحت لي الفرصة للتداخل معه وهاكم فحوى تعليقي الأيديولوجية تعني ان الناس يفكرون من أقدامهم ، فان أردت ان تفهم أيديولوجية جماعة من الجماعات ، فانظر إلى الأرض حيث يضع افراد هذه الجماعة أقدامهم ، وكل جماعة قوى ومصالح تتلفح بالسماء وتستدعي المقدس لتأكيد مشروعيتها وتبرير ذاتها ، وحيثما توجد تختلج ( نحن) تكون أيديولوجيا ، وحينما توجد أيديولوجيا توجد مصالح وغايات ومنافع يمكن رؤيتها وتعيينها بوضوح ، حتى وان ادعت هذه الجماعة او تلك بانها أنصار الله او حزب الله أوانصار الشريعة .الخ وان كل ما تفعله هو خالص مخلص لوجه العلي القدير الرحمن الرحيم ، وما اسهل التأويل وما أسرع التبرير. كما استمعنا لورقة طالبة الدراسات العليا دكتوراه رشا مكي عن مقترح بايجاد لغة عالمية للإنسانية عجبتني فكرتها ولم يقنعني منهجها. وفي مثالها عن اتفاقية واسلو بين الفلسطينين والاسرائيلين اعتقد أن المشكلة هي في حرف ( الواو) وأنا علقت عليها بالقول: ليس للكلمة والحروف سلطة في ذاتها وبذاتها بل تستمد سلطتها من خارجها من ذات المتكلم وقوته، وهكذا قيل في الأثر أنما القرآن حمال أوجه ينطق بما ينطق به الرجال. والعلم واحد والرأي كثير. ولغة العلم وحدت جميع الناس في هذا العالم. اننا نضطر الى الصراخ حينما لا نكون واثقين من الأشياء التي نتحدث أو نشعر بان الآخرين لا يصدقونها. أما حينما ننقل حقائق علمية مثل القول بان : 5+5=10 أو أن مجموع زوايا المثلث تساوي 180درجة أو أن الخط المستقيم هو اقصر الطرق بين نقطتين او ان الماء يتبخر بدرجة 65 من الحرارة ... الخ وهكذا دائما تكون الحقائق العلمية المختبرة بالتجربة موضوعا للاتفاق العام بين جميع الناس وعابرة للشعوب والأوطان والثقافات والحضارات والأديان وهذه هي الفروق الاساسية بين لغة الرأي ولغة العلم فالعلم واحد والرأي كثير!
وكان ما كان مما لست اذكره
فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر



#قاسم_المحبشي (هاشتاغ)       Qasem_Abed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في إستشكال مفهومي العقل والثورة.
- أولفين توفلر فيلسوف تاريخ يا توفيق!
- المرأة وتثقيفها في صالون بنت البادية الثقافي
- في معنى الثورات العلمية وتغيير الباراديم
- انتحار الشهيد .. قصة واقعية من اليمن السعيد
- ملاحظات أولية في نظرية الاستشارة الفلسفية
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة .. وعودة النموذج السقراطي في م ...
- اليونسكو .. الغياب الدائم والحضور المفترض
- حاجة العرب الى تدريس الفلسفة للأطفال أكثر من حاجة الغرب والأ ...
- مدني صالح .. مقاربة الاسم والمعنى
- الثورة التي ادهشت العالم!
- الهُوية إشكالية المفهوم وسياقات المعنى
- وداعا أفلاطون .. الفلسفة والأطفال.. استئناف الدهشة!
- منظمات المجتمع المدني ودورها في بناء السلام باليمن
- حينما يكون الجسد اكثر ادهاشا من الروح


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم المحبشي - في الثورة والعلم والثقافة والأيديولوجيا