أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الأنتفاضة: معجزة عراقية...














المزيد.....

الأنتفاضة: معجزة عراقية...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 18:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشهيد بساحة التحرير

حي ما مات

گام تحزم بموته

گلهم ما يموت الموت

بياع الضمير الساكن الخضره

وحده يموت

عفن لا چفن لا تابوت

خيانه يموت... عار يموت

1 ـــ في 01 / تشرين / 2019, انتفض تاريخ عمره اكثر من (8) الاف عاماً في ساحة التحرير, كنت حينها ميتاً, لا حلم لا امل لا فرح ولا امنيات, والهوية الوطنية التي كانت, جففتها ثقافة الأحباط, مُنكفئّاً على وجهي, داخل نعش الأيديولوجية التي استهلكتني, صدقوني كنت الحي الذي مات, دفنت في الزمن الذي مات ايضاً, بلا زمن في مقبرة المؤدلجين, الف مرة اعدت قراءة الفاتحة, ووصيتي في اربعينية الجسد الذي شبع موتاً, مُت كما مات غيري, ودُفنت كما دُفن غيري, نسيت ان اتذكر وتخلت عني الذاكرة, سوى هلوسة رفاق, اسمعها ممحية المضمون, من بعيدهم يهتفون لماض اصبح خاريج الخدمة, كانت المعجزة, في ساحة تحرير عمرها (8) الاف عام ايضاً, وشباب يافعين تحمل رؤسهم وعي تراكم على امتداد سبعة حضارات, انتفاضة صرخت في جنازتي "كن فكنت" حلماً واملاً وفرحاً واغنيات خضراء, وشعوراً ان لي وطن, فشكرت معجزة الأنتفاضة.

2 ـــ الأنتفاضة التي اعادت لنا الأمل والحلم والأغنيات الضحوكة, واذاقتنا ولو من بعيد طعم الوطن, انعشت فينا الذاكرة, وفيها وحدتنا, ايقضت فينا موتنا, فكنا كما ارادت ان نكون, مسكت ثوبها, قفزت الى حضنها, كطفل ولد صباح 01 / تشرين, اسألها عن عنوان كان لي, اخذت بيدي واشارت, هنا بين الأحياء في سأحة التحرير, تجد كل عناوين العراق, حتى الجنوب سيدتي؟؟, نعم والشمال والغرب ايضاً, لا تنسى انك ولدت كما ولدنا, في الأول من تشرين, والعراق عنوان الجميع, لكل العراقيين سيدتي؟؟, نعم الا الجلادين فلا عنوان لهم بيننا, فتاة في الثالثة عشر من عمرها, تلقي خطاباً "الوطن هويتنا والشهداء هوية الوطن" لم افهم الأمر, ربما لازلت داخل كلس الماضي, لكنها وضعت العلم على كتفي "انه كفن من يريد استرجاع وطنه, ولا يخشى ركوب المجزرة, من كانت قضيته عادلة", احسست حينها اني حيّ, وفي فؤادي روح شاب ووطن عائد, فآمنت بالمعجزة وشكرت الأنتفاضة.

3 ـــ ايها الرفاق القدماء في الجانب الآخر من الموت القديم, علمني الشباب هنا, كيف لي ان اكون حياً, وليس الا الدماء ثمن القضايا العادلة, لا امتثل الا لما تأمر به المعجزة, لم اعد (صرصور) اجادل آخر في سراديب الترقب, لاصطياد المكاسب السريعة, ثم اخسرها واخسر نفسي وقضيتي وضرورتي, وابيع ما ورثته من الأوائل, بايعت معجزة الأنتفاضة, وكما اوصتني, ان اعيد كتابة قصيدة عمري, بمداد المشروع الوطني للوعي الشبابي الجديد, اودعكم واعيد الأنتماء اليهم, اودع فيكم اورام الأحباط واعراض الأنتهازية, ومقالات سوداء مشبعة بالطائفية والعرقية, اودع الأنفلات الأعمى للهويات الفرعية, لا استطيع ان افسر لكم, ما يعني ان يحس المرء, ان في روحه وطن, وبين شرايينه دماء ساخنة, ورغبة في ان يكون, جزء من جسد الأنتفاضة, ويهتف بأسمها شاكراً.

4 ـــ العراق المدمى في جنوبه ووسطه, كان ينتظر ان تكتمل معجزة الأنتفاضة, بعودة الحياة الى غربه وشماله, في غربه حراك شعبي مقموع ابتدأ يعلن عن هوية الأنتماء, منسلخاً عن طائفية منتحلي تمثيله, في شماله لازال مسجياً على فراش عبوديته, يجتر علف الكراهية وخدعة الأستفتاء, على مصير باعه المهربون, في مزادات الصفقات السريعة, وانساه عناده القومي, ان له وطن ومشتركات مع الأشقاء, الأنتفاضة الباسلة, تضخ دماء معجزتها في شرايين الموتى, في لحظات تخترق فيها جدار المستحيل, تمزق نسيج طوق النظام الأقليمي, لتدق ابواب هيئة الأمم ومجلس امنها, تصرخ بوجه سلبية الكون, تطالب بالتضامن الأنساني, ويمنعوا مليشيات الأجتياح الأيراني, من شرب دم العراقيين اكثر ويتركون للمنتفضين فرصة, ان يسترجعوا وطنهم, ليعيدوا اصلاح ما خُرب وبناء ما هُدم, فقط من هناك, في شوارع وساحات المحافظات العراقية, فنهضة العراقيين معجزة, يجب ان تحترم وتشكر.



04 / 12 / 2019



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوع والثروات والثورات...
- مثقفون لمكافحة الشغب!!!
- اشك احياناً...
- نداء للتضامن...
- احذروا التاريخ...
- الله في ساحة التحرير...
- ديمقراطية (4) ارهاب...
- ايران:الشيطان الأصغر...
- هكذا نرى العراق..
- احذروهم واسقطوهم...
- رسالة مفتوحة
- المستنقع الأيراني...
- يوم الشهيد العراقي...
- القناص المقدس!!!
- سقوط الأقنعة...
- الأنتفاضة تربي فينا الأمل...
- العراق يخترق المستحيل...
- رسالة للسيد السيستاني...
- لحظة الأنفجار الوطني...
- غضب الله...


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الأنتفاضة: معجزة عراقية...