أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صائب خليل - أيان حرسي ماكان:قصة فضيحة ديمقراطية عريقة















المزيد.....

أيان حرسي ماكان:قصة فضيحة ديمقراطية عريقة


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1562 - 2006 / 5 / 26 - 11:19
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


للديمقراطية العريقة فضائحها العميقة, وفي هولندا تتابع الفضائح بشكل سريع لايدع لك مجالاً لتغطيتها. والحقيقة انني في كل مرة اريد ان اكتب شيئاً عنها, لكن العراق ومصائب العراق وفضائح العراق تأخذ الأولوية دائماً, لذا تمر عربات قطار فضائح هولندا الواحدة تلو الأخرى دون ان الحق أي منها.

لكني اليوم قررت ان اكتب شيئاً عن فضيحة البرلمانية ذات الأصل الصومالي أيان حرسي علي, لعلاقة الموضوع بالأجانب وخاصة مجموعتنا منهم, ولكن بالدرجة الأولى لان الموضوع يمكن ان يزيد من دقة الصورة التي يمتلكها القراء العرب في البلاد العربية, والحقيقة حتى البعض في هولندا نفسها, عن اشكالات الديمقراطية.

الفضيحة بدأت عندما عرض برنامج "زمبلا" فلماً وثائقياً بعنوان "أيان المقدسة" يبين فيه كذب قصة البرلمانية المدللة الأعنف ضد الأسلام في هولندا, حيث كان اسلوبها يعتمد على المواجهة الكلامية العنيفة والتحريض المباشر. حرصت أيان التي انتقلت بضربة واحدة من حزب العمل في يسار الوسط الى اليمين المتطرف في حزبها الحالي, وبدون سابق انذار, على التركيز على كل مساوئ المسلمين والإسلام حتى ما كان منها غير صحيح وخلط اوراق الدين بالتراث للدول المتخلفة لمهاجمة الإسلام, و حتى عندما تشترك بقية الأديان في نفس النقطة فأن الإسلام هو الملام الوحيد. احياناً تقع أيان في اخطاء مضحكة بسبب ذلك, فمثلاً اثارت موضوع طهور الصبيان ايضاً كمشكلة اسلامية, لكنها تركته بسرعة على غير عادتها, ربما لأن احداً اخبرها ان اليهود يفعلونه ايضاً.

اثارت أيان حرسي علي شبه عاصفة عالمية في آب 2004 حين كتبت سيناريو فيلم ألخضوع (Submission) الذي اخرجه المخرج الهولندي ( فان خوخ), وألذي يعرض أمرأة مسلمة شبه عارية تتحدث مع الله بشبق جنسي وقد كتبت ايات من القرآن على جلدها. الفلم قال عنه بعض المتخصصين في السينما, او الذين تجرأ منهم, انه فلم ممل وفارغ. المخرج قتل فيما بعد بسبب الفلم وبسبب اقواله الجارحة للمسلمين حيث كان يقول عنهم انهم "ناكحي المعيز" ومثل ذلك عن النبي محمد, وحتى عن الله. وتسعى أيان حتى الآن الى انتاج حلقات متتابعة من الفلم.

في البداية كان هناك حماس شعبي هولندي شديد لأيان, لكنه انخفض بشدة مع الوقت بعد ان تكاثرت اخطاؤها واساليبها المفضوحة وكثر ناقدي معرفتها السطحية بالإسلام الذي هو موضوعها الوحيد, اضافة الى تعابيرها الداعية للتمييز ضد المسلمين جميعاً والتعامل معهم بخشونة ومجابهة, فاشتهرت باقوال سيئة الصيت مثل: "كل مسلم مرشح للإرهاب" و " يجب اخضاع المسلم للفحص الفكري قبل تعيينه في وضيفة" وفي موضوع الكاريكاتير قالت في مؤتمر عالمي: "جئت لأدافع عن الحق بالإهانة!".
مثل هذا الكلام مازال يصطدم بالتراث الهولندي رغم تراجع التسامح فيه. ولو كان لأيان او امثالها العديدين اية مصداقية في حدتهم في نقدهم لأصاب بعض تلك الحدة والحماس اديان اخرى ببعض النقد, فالمسيحية واليهودية لديهما الكثير من التشابهات مع الإسلام.

كلما خف الحماس عن ايان بادرت بعض الدوائر الهولندية والعالمية لتنشيطهامن خلال جوائز قومية ودولية واحتفالات وتلفزيون الخ. فقد حصلت على جائزة الحرية من قبل ألحزب الدنماركي Venstre كناشطة ومكافحة من اجل حقوق المرأة المسلمة وحرية التعبير .
في هولندا حصلت على جائزة أحدى المجلات المخصصة للمرأة ( OpZij ) لجهودها في الدفاع عن المرأة المسلمة والمساواة.
وفي فترة اضطر فيها حزبها الى أن يأمرها بتخفيف لهجتها, اختيرت كواحدة من 100 شخصية مؤثرة في العالم من قبل مجلة ) تايم مكازين), فسكتت الأصوات الداعية للتهدئة, واطلقت لها حريتها.
وفي 2005 حصلت على جائزة الديمقراطية من الحزب الليبرالي السويدي اعترافاً بجهودها من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق المرأة. وأخيراً رشحت أيان هيرسي علي لجائزة نوبل للسلام في العالم لعام 2006, من قبل برلمانيين نرويجيين في حزب عنصري.
كل هذا وليس في هولندا امرأة واحدة تشكر ايان لأنها "حررتها", ويكرهها جميع الأجانب الذين تقول انها تريد مساعدتهم, كما ان شعبيتها لدى الهولنديين الأصليين صارت محدودة جداً, مما يعيد التساؤل عن الية اختيار المرشحين لتلك الجوائز.

كل ذلك "الجهد العالمي" لم ينجح في منع شعبيتها من الإنهيار المستمر, بدليل ان حزبها اوقفها عند حدها عدة مرات في الآونة الأخيرة التي تشهد نشاطاً انتخابياً, بسبب عدم تقبل الهولنديين لاسلوبها العنيف. وعند افتضاح امر كذبها وجد اكثر من 80% من الهولنديين ان مغادرتها لهولندا امر غير مأسوف عليه, لكنه عاد فانخفض بعد حملة اعلامية لم تشهد هولندا مثلها سابقاً. هذه الحملة بالذات تلقي ضوءً هاماً على بعض اشكالات الديمقراطية.

فأيان حرسي ماكان (المعروفة باسمها المزيف: ايان حرسي علي) قد كذبت خلال طلبها للّجوء, فيما يتعلق باسمها وسنة ميلادها وكامل قصة سفرها, بل تعدى ذلك الى قصة اضطهادها من قبل اهلها المسلمين المتخلفين واجبارها على الزواج الذي رتب لها دون علمها وارادتها, وإنها على اساس ذلك تخشى "انتقام الشرف العائلي" من والدها او اخيها او زوجها الذي عقد قرانها عليه دون وجودها.
لكن الفلم الوثائقي يبين انها لم تعش في عائلة متخلفة ولا متعصبة ولم تر اي من الحروب الخمسة التي ادعتها, وتبين انها كانت تعيش بصفة لاجئة رسمية في كينيا ولمدة احدى عشرة سنة (وهذا ما كان سيفقدها اي حق في اللجوء على الإطلاق) وكانت قبلها في السعودية ثم اثيوبيا لمدة اربعة سنوات. لم تكن عائلتها مسلمة متعصبة كما ادعت فأخيها قد سجل في مدرسة مسيحية من اجل التعليم الأفضل.

اما قصة زواجها الإجباري فلم تكن صحيحة ايضاً وشهد بعض اهلها في الفلم انها كانت حاضرة في عقد القران (على العكس مما ادعت) على زوجها الذي يعيش في كندا, وان الخوف منه كان هراء, فقد شهد البعض واعترفت هي بعد ذلك بأن زوجها قد زارها في مخيم اللجوء واستقبلته هناك. كما انها كانت تراسل والدها الذي كانت تدعي التخفي من غضبه المرعب. هنا نذكر ان صحفية في اشهر المجلات الاسبوعية الهولندية ( Vrij Nederland ) كتبت مقالة شككت بصحة التهديدات الموجهة لأيان فانقلبت الدنيا عليها وعلى المجلة حتى اضطرت المجلة الى كتابة شبه اعتذار.
كتبت الى تلك الصحفية (التي تركت الصحيفة الى صحيفة الحزب الإشتراكي الهولندي), قبل ايام, اذكرها بالحادث واقول لها اني كتبت وقتها رسالة للمجلة اثني على مقالتها لكن رسالتي لم تنشر في حين نشرت نفس المجلة عشرات الرسائل المضادة. فأجابتني انها تشعر بالأسف ان احداً لم يقف معها حتى صحيفتها.

قصة ايان كلاجئة تكذب, قصة عادية مكررة لاتستحق الضجة. اما الفضيحة الحقيقية فهي فضيحة الحكومة الهولندية, والصحافة الهولندية.
فأيان قالت انها قد اخبرت حزبها الليبرالي بالقصة الحقيقية حين دعوها الى الترشيح كنائبة في البرلمان. فالحزب او قيادته على الأقل متهمة اذن بالتستر على برلمانية كاذبة. بل برلمانية مزيفة, فتجنسها يعتبر مزيفاً لأن التجنس يحتاج الى مرسوم ملكي وهو مسجل بإسم اخر لاوجود له. فأيان تصبح عضوة في البرلمان الهولندي لاتمتلك الجنسية الهولندية, وحزب الـ ( VVD ) الليبرالي قدم شخصية منتحلة لتكون عضوة في ذلك البرلمان!

الفضيحة الأخرى هي ان وزيرة الهجرة والأجانب تنتمي الى نفس الحزب وهي معروفة بسياستها شديدة القسوة على المهاجرين وقد رفع برلمانيون عليها مذكرة رفع ثقة اكثر من مرة اضافة باتهامات بالكذب على البرلمان وتقديم معلومات غير صحيحة الغرض منها ارسال اكبر عدد ممكن من المهاجرين الى خارج هولندا حتى لو تعرضوا للخطر في بلادهم, وبعد ان قضى الكثير منهم سنوات طويلة في انتظار النتيجة وصار لديهم اولاد في المدارس الخ. لكن الوزيرة فردونك كانت تتحجج دائما ان القانون هو القاسي وان لاحول لها ولا قوة الا في تنفيذه.
لكنها في الحقيقة كانت تخالف القانون وحتى الدستور احياناً من اجل منع اللجوء مما تسبب في مآس كثيرة لألاف العوائل, وقتل 11 رجلاً في مكان الحجز في المطار في حريق وكذلك كانت هناك فضائح اثارها احد الصحفيين حول سفينتين تستخدمان كسجن للمرشحين للتسفير في هولندا بعد ان تنكر وقدم طلباً للعمل كحارس في احداهما.

فردونك التي تنتمي الى حزب يعيش الى درجة ما على مشاعر الكره للأجانب, كانت تعمل على ارضاء ناخبيها بتلك القسوة التي اشتهرت بها وجعلها مكروهة لدى غالبية الشعب الهولندي, حتى ان بعض البلديات تحايلت للتهرب من تنفيذ الأوامر المركزية بتسفير اللاجئين الذين لم يحصلوا على اذن للبقاء, مهما كانت ظروفهم. لكنها من الناحية الثانية محبوبة لدى اعضاء حزبها لنفس السبب, ولذا رشحت نفسها لقيادة الحزب في الإنتخابات في السنة القادمة وكانت متقدمة على المرشحين الآخرين بفارق كبير في الإستبيانات. وقد قدمت فردونك نفسها في حملتها الإنتخابية على انها قائد حازم ينفذ القانون بشكل لا تساهل فيه.

لذلك, وحين جاءت فضيحة ايان, وقال احد النواب في البرلمان, (ناوين) وهو مسؤول سابق عن شؤون الهجرة معروف بقسوته ايضاً, ان ايان لم تعد هولندية بالتعريف, ووجه الى الوزيرة سؤالاً رسمياً بذلك, فأنها اجابته بعد يومين ان الحق معه وان جواز سفر ايان سيسحب منها خلال المدة القانونية (ستة اسابيع ) ما لم تقدم ايان توضيحاً اخر. لم يكن لدى فردونك الا ان تفعل ذلك او تخسر مصداقيتها تماماً امام الناخبين ففضلت الأول, وهو الأمر الطبيعي.
تحركت القوى التي تقف وراء ايان فلم تعد ترى مقالة واحدة او مقابلة تلفزيونية واحدة إلا وتدافع عن ايان, حتى البرنامج التلفزيوني المخصص لفضح تحيز الصحافة والمسمى "الكذب يحكم" ( Leugen Regeert ) استضاف ثلاثة ضيوف كانو جميعاً من المدافعين عن ايان!

من الممتع ملاحظة انه لم يكن في الديمقراطية الهولندية للـ "اكثر من 80% " من الهولنديين من يمثلهم في هذا الموضوع, لا بين السياسيين ولا في الصحافة!

لكن وضع ايان كان صعباً ولم يكن من الممكن الدفاع عنه بأي شكل من الأشكال. ففي القانون الهولندي نص صريح ان من يكتشف كذبه يفقد الجنسية التي حصل عليها بواسطة الكذب, وهناك الكثيرين ممن اخرجوا من هولندا لهذا السبب كان اخرهم فتاة جامعية من اوروبا الشرقية اسمها (تايدا) لم يسمحوا لها حتى بتقديم امتحانها التي كانت على وشك تقديمه ورغم الضجة والإحتجاج من الناس والبلديات والمنظمات والسياسيين في اليسار خاصة, حتى انهم اخرجوها على ان يسمح لها بتقديم امتحانها في السفارة الهولندية في بلادها, كأنها مرض خطير لايمكن تأجيل خروجه بضعة اسابيع. وقبل ذلك سحبت الجنسية من عائلة عراقية كانت قد فقدت طفلاً غرقاً في ترعة,لأنها كانت قد كذبت في اسم العائلة, رغم ان حالتها تستدعي اعادة النظر.
لذلك فقد اقتصر الدفاع عن ايان على ان تلك الأكاذيب كانت معروفة وان احداً لم يتخذ بشأنها اي اجراء فتسببوا في هذه المأسآة لها, وكأن الأكاذيب ان كانت معروفة تصبح لاغية. والحقيقة انه لو ان اكتشاف الكذبة, او بالأحرى انكشافها, لو انه تأخر سنة او اكثر قليلاً لتجاوزت الزمن القانوني الذي يحكمها.

عندما قالت الوزيرة ان ايان ليست هولندية وسيسحب منها جواز سفرها, وانها لا تجد طريقة لتلافي ذلك, قامت القيامة عليها!
تركز الهجوم على الوزيرة على انها "تسرعت في الجواب" وانها كان يفترض بها ان تتأنى وتدرس القانون جيداً وان تبحث عن "طريقة مبدعة" للتعامل مع القانون بحيث يسمح لأيان ان تحتفظ بجنسيتها الهولندية! هذا كان كلام الصحافة والسياسة بدون استثناء تقريباً.
الهجوم الآخر على الوزيرة فردونك كان انها تحاول التظاهر بالعدل في تطبيق القانون من اجل دعايتها الإنتخابية لقيادة الحزب. وهو هجوم يثير التساؤلات, خاصة انه جاء من اعضاء في الحزب نفسه. فهم إذن يتهمون فردونك انها لم تكن تنفذ القانون بعدالة ابداً في الماضي, لذا كان عملها الأخير نشازاً يستدعي الإنتخابات لتفسيره.

في هذه الأثناء كانت ايان تظهر في مقابلات تلفزيونية واحتفالات وهي تدمع بين الحين والآخر, ونقلت الصحف الهولندية تهجمات الصحف الاوربية والأمريكية وبقية الغرب على هولندا التي "اخرست صوت ايان وطردتها بسبب شجاعتها" دون ان يشير اي منها الى موضوع الكذب.

اما الوزيرة فقد تعرضت لهجوم هائل ليس من حزبها واقرب اصدقائها فيه فقط, بل من كل الأحزاب الأخرى ومن البرلمان, واتهمها البعض بـ "الإساءة الى سمعة هولندا الدولية", كأن الإساءة الى السمعة الدولية تأتي من التنفيذ الفعلي للقانون بعدل, وليس من التمييز في تنفيذه. استدعاها رئيس الوزراء "بالكنندة" ليوضح لها انه من غير المسموح لها ان تتعامل مع قضية ايان دون الرجوع الى الحكومة للإستشارة!!
عادت الوزيرة المسكينة لتعلن بشكل محرج, وهي تبتسم وتتظاهر ان كل شيء على ما يرام وان قضية ايان سيعاد النظر فيها وانها ستحتفظ بجنسيتها بكل تأكيد!

لايملك المرء إلا ان يتساءل عن القوة الخفية التي جعلت كل تلك الشخصيات الهولندية والصحافة تقف هذا الموقف المهين لها, ويقف عدد هائل من السياسيين مواقف مضادة لناخبيه في وقت انتخابي حرج, من اجل احتفاظ لاجئة كذابة بمكاسبها كاملة. كل هذا في الوقت الذي كان معروفاً أن ايان قد خططت مسبقاً لترك العمل في البرلمان والسفر الى اميركا للعيش حيث ينتظرها عمل لايحلم به اكبر سعيدي الحظ في هولندا, خاصة لمن لا تعرقل مبادئه طموحاته, في مكتب الإستشارات الشهير (American Enterprise Institute ) المقرب من حكومة بوش, وهو امر غير مفوم ان صدقنا ادعاءات أيان في اهدافها الإنسانية, فهناك لن تستطيع ان تتحدث عن الدين حيث ان لحريته قدسية لاتمس, دع عنك ان تهاجم المادة التي تحميه في الدستور كما فعلت في هولندا, اضافة الى ذلك فهذا المكتب ليس له علاقة بأهداف مثل حرية المرأة الخ. لكن أيان طارت اليه في طائرة خاصة.

بالطبع اعيد اثارة موضوع العائلة العراقية وغيرها ودعى حزب الخضر جميع من حرم من حق اللجوء بسبب الكذب, الى تقديم اعتراضات وانه سيجب اعادة النظر بها.هكذا كان لقصة النفاق هذه جانب انساني في النهاية, لكن الذين لن يستفيدو منه هم الذين رفضت طلباتهم ولم يكذبوا!
لكن هذه المحاولات التجميلية والتعابير التي تملأ المقابلات التلفزيونية التي يلوكها السياسيون الهولنديون عن ضرورة اعادة النظر بقصص اللجوء المرفوضة مشفوعة بعبارات مثالية عن العدل وتطبيق القانون بشكل متساو علىالناس الخ, هذه المحاولات لن تغير في حقيقة ان القانون عدل, او عدل تنفيذه بشكل "مبدع" لكي يتماشى مع أيان اولاً, ثم اعيد تطبيق هذا "الإبداع" على آخرين من اجل التجميل.

رغم ان الديمقراطية تبقى في رأيي افضل اسلوب حكم عرفه البشر, إلا انها ليست بالجمال والجودة والنقاء التي يضنها البعض, فهي كغيرها من الأنظمة تخضع بدرجة او اخرى الى رغبة القوة التي تجد طريقاً مبدعاً في النهاية لفرض ارادتها او جزء منها على الأقل. في العراق مثلاً اخترعوا "الحق الوطني" لتتقاسم القوة الوزارات مع "الحق الإنتخابي", وهنا سيبتدعون ما سيسمح لأيان بأن تذهب الى اميركا معززة مكرمة بدلا من ان تلاحقها حقيقة انها حرمت الجنسية الهولندية بسبب الكذب, فسينسى هكذا معظم الناس القصة بسهولة اكبر بعد ان تغرقها الصحافة في بحر النسيان.

قبل مغادرتها قالت أيان بشكل درامي: "سأذهب.... ولكن الأسئلة ستبقى", وبالفعل "ستبقى" اسئلة كثيرة لكن ليست تلك التي اثارتها أيان بعباراتها الشعاراتية الحربية. فالسؤال الأول سيكون عن الموقف الهولندي من ساسته وقانونه وتلك اليد الخفية التي أمرت فلم يتخلف احد تقريباً عن تنفيذ الأمر الغريب. فمثلاً لن يمكن العمل في هذا القانون الذي يمنع الكذب في قصص اللجوء في هولندا مستقبلاً, بل ولايمكن وضع قانون جديد مثله لأنه سيكون فضيحة اخرى كبيرة!
ولعل سؤالاً ثانياً سيكون : "من سيعرقل الحوار والإندماج ويخلق الشقاق والكراهية بين المسلمين والهولنديين الأصليين بنفس الكفاءة التي نفذت بها ايان تلك المهمة؟ من سيتمكن من اطلاق قذائفه بحرية على اقلية من الناس في مجتمع ديمقراطي, ولون جلده يحميه من تهمة العنصرية الخطيرة؟ "


انظر ايضاً:
"أيان هيرسي علي في ميزان الديمقراطية الغربية" (http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=65427 )
"مازالت هولندا تغلي على مِرْجَل - علي!" (http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=65562 )



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاء اللوم على البيادق: الى اين نوجه انظارنا في العراق؟
- لذة الحلول المسمومة
- حكومة تولد في قفص الإتهام
- إعادة الإعتبار للإنحطاط: رد على (الدكتاتور الرائع) لعلي الصر ...
- أفضل مفاوضي الحكم في العراق: متابعات في الوضع العراقي الراهن
- برج الحرباء يمر على سماء بغداد
- لو حكم سليمان الحكيم لأعطاها للجعفري فوراً
- الكرامة مسألة اعتبارية
- العامة والسادة في حافلة نقل الركاب: خيار بين الإمام علي ومعا ...
- تحذير عاجل من حملة غش بالإنترنيت على العراقيين
- الحمد لله ليس ما في العراق حرب اهلية!
- أيها الجعفري لاتنسحب
- المصباح الوحيد في الشارع
- مبدأ مقهى ابو فاتح
- ما ايسر بيت قلته؟ هدية مشاغبة الى الحزب الشيوعي العراقي بعيد ...
- سلام عليك بلادنا
- إنه العشق يا نزار جاف
- الخيارات الأمريكية للعراقيين: علاوي أو الحرب الأهلية– سيناري ...
- لنمتنع عن ذكر الهوية الطائفية للضحايا: مشروع قانون لتفادي ال ...
- الذكرى الثالثة للتحدي بين الإنسان والكاتربيلار


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صائب خليل - أيان حرسي ماكان:قصة فضيحة ديمقراطية عريقة