أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحمد المندلاوي - موسوعة مندلي /95 لقاء جلال














المزيد.....

موسوعة مندلي /95 لقاء جلال


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6425 - 2019 / 12 / 1 - 20:30
المحور: المجتمع المدني
    


موسوعة مندلي /95لقاء جلال
الباحث /احمد الحمد المندلاوي
# وصلني موضوع مؤلم من الأستاذ فاضل المندلاوي
حول مأساة انسانية في زمن حزب البعث البائد ،و ما حدث لفتاة صغيرة فيلية اسمها " لقاء جلال" سردت قصتها :
كنت في الصف الأول ( ابتدائية الدهانة للبنات ) تقع هذه المدرسة على مقربة من بيتنا ضمن الأحياء المحصورة بين شارعي الجمهورية والكفاح في وسط بغداد ، الطابع العام على أكثر هذه الأحياء هو معارضتهم للنظام ألبعثي السابق إضافة إلى أن اغلب سكان هذه المناطق ينتمون إلى القومية الكردية الفيلية الذين صنفهم النظام البائد على أنهم طابور خامس أي ( جواسيس ) إلى إيران .
▪في شتاء عام 1985 كنت عائدة إلى البيت بعد انتهاء دوامي في المدرسة بحدود الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا ، كنت حينها في الصف الأول الابتدائي ولما دخلت إلى البيت رأيت والدتي تلطم على جثة جدتي المتوفاة بعد تعرضها للسكتة القلبية عن عمر ناهز الثمانين ، أدهشني المظهر ولكن الذي زاد دهشتي هو وجود البعثيين ( بلباس الجيش الشعبي ) يحيطون بوالدي بعد أن قيدوا يديه والكل يوجه له لكمات بالدور وكأنهم يؤدون ما عليهم من واجب رسمي هو توجيه اللكمات إلى وجه والدي رحمه الله .
▪لم استطع الخروج بصورة معينة واضحة المعالم مما شاهدته سوى موت جدتي الذي لم يغب عن ذهني بسبب تعلقي الشديد بها رحمها الله .
بعد هذا الموقف اقتيد والدي إلى مصيره المجهول وأما جدتي فقد تكفل الحاج أبو حميد صاحب الدكان القريب من بيتنا وبعض الجيران بحملها والتوجه بها إلى مقبرة النجف الاشرف ، وبعد ذلك لم أتذكر سوى الصراخ والعويل ثم النوم في تلك الأجواء الغامضة .
▪في الصباح شاهدت نفسي في سجن مكتظ بالنساء والأطفال .
لا يمكن لي نسيان ليلى الفتاة التي مزق السجانون ملابسها أمام أعيننا جميعا بمنظر مروّع لا يمكن أن يتحمله إنسان ، اعتذر للقارئ بأني لا اعرف بالضبط سبب هذا الحادث لأني لم أكن واعية لما يحيط بي بشكل يساعدني على الاحاطة الكاملة بالإحداث التي كانت تحدث أمامي .
▪في نفس هذا اليوم وبعد أن أسدل الليل ستاره نام الأطفال ولما أصبحنا وجدنا أنفسنا بمفردنا من دون الأمهات أو أي احد من أهالينا .
▪في اليوم التالي نُقلنا نحن الأطفال بسيارات عسكرية محاطة بالحراس إلى مدرسة في مدينة تبعد عن بغداد قرابة العشرة ساعات ، حيث خرجنا من السجن قرابة الساعة الثامنة صباحا بدلالة رؤيتي للتلاميذ من خلال نافذة السيارة وهم يتوجهون إلى المدارس ، وما وصلنا إلا والشمس تختفي خلف كثبان الرمال في منظر صحراوي موحش .
▪كان عددنا 18 بنت ، حيث رقمنا بأرقام ، كان رقمي فيها 18 كتب على ورقة ألصقت بثوبي وكنت الأخيرة عندما يجرون التعداد ، وأما الأولاد فلم يكن على صدورهم أرقام إلا إني كنت أعدهم كلما سنحت لي الفرصة وكأن العدّ صار اللعبة التي كنت أتسلى بها ... فكانوا ( 6 ) أولاد ذكور، أكبرنا سنا ربما كانت تكبرني بثلاث أو أربع أعوام .
عندما وصلنا إلى المدرسة وجدنا الأمور مهيأة لاستقبالنا حيث الأسِرة والفرش والأغطية والطعام والحلويات التي لم نراها ولم نتذوق مثلها في حياتنا ، كانت هناك فترات بكاء تصدر منا لكن سرعات ما تنتهي بصرخة أو ضربة على الوجه إن تطلب الأمر ذلك .
▪بقينا في هذا المكان قرابة الأربعة أيام ، كان يزورنا فيها كل صباح ضابط يحيطه الجميع باحترام كبير ويؤدون له التحية والوقار .
في اليوم الرابع على ما اذكر جاء رجال بملابس عربية خليجية ، كانوا لطفاء جدا لكن فور دخولهم صار كل فريق منهم يحجز أربعة أو ثلاثة منا في جانب من جوانب القاعة .
▪بعدها حملونا في سياراتهم التي جاءوا بها ونقلونا إلى أماكن أخرى لم نعرفها إلى أن استقر بيّ المطاف في منزل عائلة ثرية تعيش في إمارة الشارقة .
صرت ابنتهم وصاروا لي الأهل والأحباب لقاء أربعة آلاف دولار تسلمها السفير العراقي في دولة الإمارات آنذاك كما اخبرني أبي ( الإماراتي ) عشت بين عائلتي الإماراتية بكل حنان الأبوة ولم يعوزني شيء سوى ذكرياتي بأمي ، وحكايات جدتي وحنانها .
وأما أبي فلا اذكر شيء عنه سوى اسمه الأول ( جلال ) وأمي التي كانوا يدعونها ( أم وصفي ) وأما الجيران فكانوا ... صاحب الدكان الحاج أبو حميد والسيدة أم دلال التي لطالما سرحّت لي شعري وصديقتي ميّ بنت أم شاكر .
▪حاولت الاستفسار وجمع الأخبار من خلال علاقتي بالعراقيين المقيمين في دولة الأمارات إلا أن محاولاتي باءت بالفشل لأني لا املك معلومات دقيقة عن أهلي أو الحي الذي كنت أعيش فيه .
اتصلت بالحركة الشعبية لاجتثاث البعث من خلال موقعهم الالكتروني وشرحت لهم مشكلتي فقاموا مشكورين بالاتصال بيّ إلى أن تم اللقاء بهم في تركيا وبعد أن التقوا بعائلتي الإماراتية واستفسروا منهم عن بعض التفاصيل ومن خلال سردي لبعض الأمور التي علقت بذاكرتي توصل الإخوان في الحركة الشعبية لاجتثاث البعث إلى موقع أهلي ( ما تبقى من أهلي ) وجلبوا لي بعض صوري التي احتفظ بها أقاربي ومطابقتها بصوري الأولى التي التقطها لي أهلي ( الإماراتيين ) في الأمارات صار لديّ اليقين بأني بنت السيد جلال المتهم بأنتماءه إلى المعارضة العراقية ضد صدام حسين آنذاك والذي لا يعرف أقاربي مصيره ولا مصير أخي الذي فارقته في المدرسة التي ذكرتها أنفا ، وأما أمي فقد توفيت بعد هذا المصاب بأربعة اشهر كما اخبرني أقاربي ( العراقيين ) .
هذه رسالتي لكم يا شعوب العالم ....



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسوعة مندلي /94 جدار مندلي..
- موسوعة مندلي /93 اماكن في مندلي
- ديوان المندلاوي /9
- ملا نامدار في سطور
- موسوعة مندلي 91/ جهاد حسن
- فهرس مكتبة مندلي / ق 3
- فهرس مكتبة مندلي / ق 2
- فهرس مكتبة مندلي / ق 1
- موسوعة مندلي /90 جولة في مندلي
- fhموسوعة مندلي /89 بازاربویجک
- ديوان المندلاوي /8
- موسوعة مندلي /88أكلات مندلاوية -3
- موسوعة مندلي /87أكلات مندلاوية -2
- موسوعة مندلي /86أكلات مندلاوية -1
- lموسوعه مندلی :85 جولیل
- أسماء و ألقاب شعبية /5 خان
- أسماء و ألقاب شعبية /4 كليدار
- أسماء و القاب شعبية /4 بابا
- من الشعر المترجم /1 - انتصار الحياة
- من الأدب الكردي الفيلي / ق1


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحمد المندلاوي - موسوعة مندلي /95 لقاء جلال