أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد العامري - الشريعة الإسلامية حقيقة أم وهم














المزيد.....

الشريعة الإسلامية حقيقة أم وهم


محمد العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1562 - 2006 / 5 / 26 - 11:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعم ، " الشريعة الإسلامية " هذا السلاح المخيف والمرعب الذي تخندق خلفه الإسلام السياسي ، وجميع الحكام العرب والمسلمين ، لمحاربة كل من خالفهم ، وتحطيم وسحق وإلغاء الآخر بالكامل . ومن خلالها خرقت حقوق الإنسان ، وكبلت الشعوب ، والغيت العقول " لا تقولوا فكّرنا ، بل قولوا وفقنا الله "
تساؤلات كثيرة ومشروعة ، وإشكاليات كبيرة تواجه المسلمين هذه الأيام وهم واقفون حيارى أمام دينهم وحياتهم ومستقبلهم . لأجل الإسلام جاءوا ، أم الإسلام جاء لأجلهم !! ؟
حيارى , مذهولين واقفين أمام فقهائهم ومرجعيات مذاهبهم المتناحرة ، الذين إستغلوهم ودينهم أيما إستغلال .
واليوم عندما إنتبه المسلمون الى ذاتهم وتلمسوها , وجدوا أنفسهم يعيشون في عالم مهموم ومأزوم ومنغلق ، ولم يجدوا مخرجاً له إلا قليلا . بل وجدوا أنفسهم في قوالب مرصوصة في عتمة ولا يشعرون بوجودهم ، وإن شعروا ، فاليأس والقلق يداهمهم , والخوف من الآخر يرعبهم . وكلما حاول البعض منهم الخروج من هذه القوالب وهذه العتمة ، يتلقى رفسات من الفتاوى ، وكفخات من التكفير ، ووابل من اللعنات .
لكن الذات البشرية تريد أن تكون ، وتريد ان تتنفس من هواء الكون ، وأن تشرب من ماء الحياة الدنيا ، وتتحرك مع حركة المجتمع البشري . لهذا نرى اليوم الحركة التنويرية والحداثية والصحوة الإنسانية تدب من جديد في عروق المسلمين , لتقف بشجاعة وجرأة بوجه الظلاميين والتكفيريين والسلفيين ، ويستمر الصراع ، لتستمر مسيرة المجتمع البشري صعوداً نحو التطور.
إذاً ما هي الأسباب التي جعلت المسلمين في بؤس الحال من التخلف والتأزم ؟ وما هي الفلسفة التي جعلتهم راضين بأن يكونوا أخر الركب في عالمنا اليوم : -
* عدم تطبيق " الشريعة الإسلامية " وإبتعاد المسلمين عن دينهم ، هو السبب الرئيس . هذا ما يؤكده كثير من فقهاء ومرجعيات المدارس الإسلامية , ويتمسك بها زعماء الإسلام السياسي الذين تبوءوا عرش الدين .
* إستغلال " الشريعة الإسلامية " في خدمة السياسي ، وتطويع الدولة للدين ، وتسييس الدين ، الأسباب الرئيسة لحال المسلمين اليوم . هذا ما يؤكده الإسلاميون التنويريون , وأصحاب الفكر العقلاني الذين يجاهدون أن يكون الدين لله ، والكون للجميع ، والناس أحرار فيما يعتقدون .

إذاً ما هي " الشريعة الأسلامية "

وتعني كما جاء في المعجم العربي ( المحيط في اللغة , لمؤلفه الصاحب بن عباد 928 – 995 م )
شرع الوارد شرعاً وشروعاً . والشريعة والشراع والمشرعة : موضع يهيأ للشرب .
وقد شرعت الأبل : صارت على الشريعة
والشريعة والشرعة : ما شرع الله لعباده من أمر الدين ، وهو يشرع شرعة
وجاء في لسان العراب :
والشرعة والشريعة في كلام العرب : شرعة الماء وهي مورد الشاربة التي يشرعها الناس ..

لم يأتي ذكر كلمة " الشريعة " إطلاقاً في القرآن أو السنة النبوية ، وكذلك لم يستخدمها إطلاقاً الخلفاء الراشدون الذين جاءوا بعد النبي محمد . وإن جاءت كلمة " شرع " في القرآن ، لا تعني الشريعة بتفسيراتها الفقهية السياسية المطروحة علينا اليوم . بل تعني مصدرها اللغوي وهو الطريق أو السبيل . كما جاء في سورة المائدة " وأنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ، فاحكم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ، لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة " والمعنى واضح في هذه الآية هو الطريق . وتؤكد هذه الآية بأن هناك أكثر من طريق وأكثر من شرع . وهناك آية أخرى في سورة الشورى تعطي نفس المعنى .
ولم تتوفر مصادر تدلنا على " الشريعة " في الأحاديث النبوية الصحيحة والمسندة ، ولا في العصر الأموي كله . بل عثرت على مصدر يؤكد على إن أول ظهور لهذه المفردة جاء بعد ثلاثمائة عام من وفاة النبي محمد أي في العصر العباسي ( 132هـ – 656هـ ) .
فالشريعة اذاً مفردة لغوية من صنع البشر, خلقها الفقهاء اللغويون ، نتيجة لتراكمات هائلة من الإلتباسات الدينية والتعقيدات الفقهية , وأستخدمت من قبل رجال الدين وخاصة المجتهدين الذين سار المسلمون على طرقهم وشراعئهم المختلفة, حيث ظهرت على إثرها المذاهب الإسلامية المعروفة .
إن توسع الإمبراطورية الإسلامية في العصر الأموي ، قد تبلور فيها الإسلام السياسي وهيمن على مسار وسلوكيات الخلافة الإسلامية الأموية الذي طغى عليه الطابع القومي العربي . وأخذ نفس المنحى عند العباسيين , ولكن ليس من الناحية القومية , بل من الناحية الدينية . فالعباسيين لم يؤسسوا دولة الكهنوت أو إمبراطورية الدين ، بل طوعوا الدين لصالح إمبراطوريتهم , وكان الدين شبه مفصول عن سياسة الدولة . ولهذا عم الإزدهار في كثير من مناحي الحياة , وكان عصراً متميزاً . الى أن جاءت الخلافة العثمانية حيث تحولت الى إستعمار تركي , عزّزه " تحالف مطلق بين السلطة السياسية والسلطة الدينية ، حيث خضعت سلطة الدين بموجبه للسلطة السياسية تماماً حتى يومنا هذا "
ولا يختلف اليوم عن أمس الأتراك . هاهو الإسلام يستغل بأبشع الصور والأساليب , وها نحن نرى جميع الحكام في العالمين العربي والإسلامي دون إستثناء ينكلون ويضطهدون شعوبهم ، ويخرقون حقوق الإنسان بإسم الدين ، وبحجة تطبيق " الشريعة الإسلامية " . وقد عجنوا الدين مئات المرات ، وفصلوه آلاف المقاسات ، وكل مقاس يخرج للمسلمين أنيقاً بإناقة التفسيرات والتأويلات التي تتناسب وحجم السلطان.
مصادر الشريعة الإسلامية
موضوع المقال القادم







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2(خرافة (حكومة وحدة وطنية
- -خرافة -حكومة وحدة وطنية
- لا ترجموا هذا الشيطان
- محجبات بني عبس
- ورطة النظام السوري في قضية شاكر الدجيلي
- لايمكن تطبيق -الشريعة الإسلامية- في العراق 1-2


المزيد.....




- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...
- 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد العامري - الشريعة الإسلامية حقيقة أم وهم