أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد العامري - 2(خرافة (حكومة وحدة وطنية















المزيد.....

2(خرافة (حكومة وحدة وطنية


محمد العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن الأزمة السياسية التي تكاد ان تعصف بالكتل والأحزاب الطائفية العراقية ، هي أزمة شاملة ومتفاقمة ولا حل لها سوى تركها الساحة السياسية بالكامل ، وإفساح المجال للقوى السياسية المعروفة ، أو تغيير جلدها وثوبها بشكل علني وشجاع من الطائفي الى الوطني ، والسير يداً بيد مع القوى الوطنية والديمقراطية العلمانية لإنقاذ العراق من محنته . وهنا لابد وأن تطرح هذه الأحزاب برنامجها الوطني الواضح أمام الشعب العراقي ، وتتحسسه الجماهير عن طريق خطابها السياسي البعيد كل البعد عن التلاعب بمقدرات الناس , وعن دغدغة عواطفهم وإستغلال مشارعهم الدينية والطائفية .
وإذا بقي الخطاب الطائفي معشعش في رؤس الأحزاب الإسلامية ربما هناك " شئ في نفس يقفوب " لن يكتب لهم النجاح ، ولن يرحمهم الشعب العراقي ، ولن " تقوم لهم قائمة بعد اليوم " كما يرددها العراقيون.
وهاهي الخمسة أشهر قد مرت وهم من فشل الى آخر ومن أزمة الى أخرى ولم يتمكنوا من تشكيل الحكومة ، والشعب العراقي يدفع ثمن هذا الإستهتار من فوضى الصراعات والمحاصصات .
لا أعرف كيف سيتمكن رئيس وزراءنا الجديد نوري المالكي من التوفيق والتوافق بين أفراد تشكيلته الوزارية المرتقبة، والتي حتماً ستكون غير منسجمة ، وأحكم عليها مسبقاً بأنها غير مؤهلة لإدارة العراق ، وغير قادرة لحل مشاكل العراقيين، وغير كفوءة لمواجهة التحديات الكبرى التي يفرضها الواقع العراقي الراهن الذي ساهم الكثير منهم في رسم صورته السوداوية وتشويه خارطته ، وأدخلوا العراق في هذا النفق المظلم ، بحيث اصبح من العسير عليهم الخروج به الى الحياة والنور .
نعم سيطل علينا السيد نوري المالكي بتشكيلة وزارية هزيلة وغريبة عن بعضها ، ولا يمكننا أن نسميها حكومة وحدة وطنية . فالمالكي ليس له اليد في إختيار وزرائه بل فرضوا عليه فرضاً من قبل القوائم التي فازت بالإنتخابات . والقوائم الفائزة هي أيضاً فرضت على بعضها البعض أسماء وافقت عليها على مضض . فالخمسة أشهر التي مضت هي باعتقادي غير كافية لتهيئة العجينة الوزارية والتي تحتاج الى خمسة أشهر اخرى لتختمر, وأيضاً أبقى في شك من ذلك . لأن العجينة هي أصلاً فاسدة وفاحت رائحة عفونتها ، والشعب العراقي لم يرتجي الخبز من أيدي هؤلاء .
نعم ، سيبشرنا السيد المالكي بهذه الخلطة الوزارية الكسيحة ، ويقف أمام الفضائيات واضعاً يده على القرآن الكريم ويقرأ القسم الوزاري ليبشرنا بشرّ عظيم , كما بشرنا به سلفه إبراهيم الجعفري . فالمالكي قد جاءنا من نفس قوائم الفاسدين والمفسدين , فهو لم يأتنا بوزراء أختيروا على الكفاءة والنزاهة والوطنية ، بل أختيروا على مبدأ المحاصصة الطائفية والعشائرية ، والترضية ، ناهيك عن التهديد والقتل والوعيد .
العراق الآن في مهب الريح
العراق اليوم لم يمر بمخاض كما يحلو للبعض ان يسميه للتخفيف من وطأة المأساة ، بل العراق يمر بمرحلة احتضار ، ولم تسعفه أية تشكيلة وزارية أو برلمانية تخرج من رحم التكتلات والقوائم الطائفية والقومية والعشائرية التي أثبتت الثلاث سنوات المنصرمة بعدها الكامل عن الوطن وانسلاخها عن الشعب ، وإستهتارها بكل القيم الإنسانية والوطنية . وقد اثبتت سلوكيات هؤلاء وتصرفاتهم بأن لا علاقة لهم بالعراق وشعبه سوى الجاه والمناصب والمال والثراء السريع والفاحش عن طريق النهب والسلب والفساد.
ولعل ما يزيد من صعوبة الأمر وتعقيداته هو جنون الأحزاب الإسلامية ، سنية كانت أم شيعية في بسط هيمنتها وسيطرتها على كل شؤون وشجون العراق ، واضعةً الله والدين والطائفة في مقدمة هيجانها الجنوني الذي إكتسح كل ما هو حضاري ومدني ، وجعل العراقيين الذين خدعوا بهم وصوتوا لهم في حيرة من أمرهم, بل أصبح الوضع كما السير على حد الموس .
التحالف المرعب
من المتعارف عليه في عالمنا العربي والإسلامي أن هناك تحالف مخيف بين الأنظمة القمعية والتيارات الإسلامية المتطرفة , وأحياناً يصل حد التزاوج ، لتتمكن هذه الأنظمة من السيطرة الكاملة على شعوبها عن طريق ضرب وتحجيم القوى الوطنية والديمقراطية وخاصة اليسارية بأيدي إسلامية . والحاكم جالس على عرشه بأمان وطمأنينة يلعب بجهاز التحكم عن بعد ويتفرج .
والحال هو الحال ، ونفس المشهد يعود علينا اليوم في العراق ، ولا غرابة في ذلك ، فالإنكليز أدرى بشعاب العراق وخاصة البصرة من غيرهم " معازيبنا أيام زمان " .
دعونا نعود بذاكرتنا قليلاً الى عام 2003 ، وخاصة بعد سقوط الصنم بأسابيع . حينها لم تكن هناك ميليشيات ولا تجمعات عسكرية مسلحة ، ومعظم فلول البعث قد هربوا أو عادوا الى جحورهم مذعورين كاليرابيع خوفاً من قبضة الشعب العراقي . وعلّنا نتذكر بأن العراقيين شعروا لأول مرة بالأمان والطمأنينة ، ولا ننسى عودة المغتربين وخاصة الكفاءات منهم الى بلدهم ليساهموا في إعادة بناء ما خربته الحروب والدكتاتورية . ولكن الأمور انقلبت فجأةً رأساً على عقب .. فما السبب ؟ ولماذا ؟
إنه التحالف المرعب بين البريطانيين وميليشيات بدر الشيعية في بداية الأمر والذي إبرم في البصرة . ثم تبعه تحالف أخطر بين الأمريكان وميليشيات البعث – عن طريق بعض الأحزاب الإسلامية السنية - وفتحوا أبواب دوائر العراق وبنوكه للنهب والسلب ، وأزيلت سواتر الحدود وحواجزه ليدخل الإرهاب الى كل بيت . حينها أعلن وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد في أول مؤتمر صحفي له بعيد سقوط الصنم كلمته الشهيره " إنها فوضى الحرية التي لا بد منها " حيث بدأت مأساة العراق .
ووفقاً لذلك نستطيع القول بأن التيارات الإسلامية قد نجحت بشكل مذهل في تطبيق الأجندة الأمريكية البريطانية في العراق ( الطائفية ) . وقد أخذت سياساتها المنحى المرسوم لهذه الأجندة ، مما أصاب العملية السياسية خلل خطير ، وانحراف مخيف ، تميز بمظاهر وظواهر أضفت طابعها السلبي الكارثي على مجمل الحياة العامة في العراق . وقد وصلت هذه التيارات الى طريق مسدود من خلال عجزها عن إنجاز الصيغة المتطورة التي تكفل للفرد العراقي حريته السياسية والإجتماعية ، وشعوره بكينونته الإجتماعية والسياسية ، مما أسهم في وصول هذه التيارات الى مأزقها الراهن , وما زالت تكابر ..
للمقال صلة



#محمد_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -خرافة -حكومة وحدة وطنية
- لا ترجموا هذا الشيطان
- محجبات بني عبس
- ورطة النظام السوري في قضية شاكر الدجيلي
- لايمكن تطبيق -الشريعة الإسلامية- في العراق 1-2


المزيد.....




- -أخطر مكان في العالم-.. أكثر من 100 صحفي قتلوا في غزة منذ 7 ...
- 86 مشرعا ديمقراطيا يؤكدون لبايدن انتهاك إسرائيل للقانون الأم ...
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد العامري - 2(خرافة (حكومة وحدة وطنية