أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد العامري - لايمكن تطبيق -الشريعة الإسلامية- في العراق 1-2















المزيد.....

لايمكن تطبيق -الشريعة الإسلامية- في العراق 1-2


محمد العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1301 - 2005 / 8 / 29 - 10:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، والحمد لله على هذا المكروه الذي أتى به وسلّط علينا الإسلاميين لينكشف المستور ، فبان ما كانوا يبطّنون من كذب ورياء ليظهر هذا المستور الى النور ، الحمد لله الذي غطّى رؤوسهم بعمائهم وبالكاد تغطي عوراتهم ، والحمد لله الذي جعلهم ينطقون بما كانوا لنا يضمرون .

وضع الإسلاميون "الشريعة الإسلامية" في اولويات "الخطوط الحمر". جعلوها خطاً احمراً مقدساً يحرق كل من اقترب منها . وتخندقوا في كهوف خلفها ليحاربوا بها كل من خالفهم أو حاول انقاذها من احزابهم ومليشياتهم . فاصبحت "الشريعة الإسلامية" سلاحهم الأقوى لتهميش وتحطيم وسحق الآخر والغائه بالكامل . جعلوا منها سدوداً لحماية مشروعهم السياسي ، وحواجزاً لمنع قاعدتهم الإتصال بالآخر والتأثر به ، وشراكاً لصيد الآخر وتصفيته .

فالشريعة الإسلامية هي شبه طلاسم لا أحد يفهمها ، ضبابية الشكل لا الوان محددة لها . ولا اصحا بها قادرون إقناع الناس ماهي هذه الشريعة ؟ وما ماهيتها ؟ وما هي الأسس والنقاط والمفاهيم والمذاهب والمشارب التي ترتكز عليها؟ . إنها خدعة ومكر ودهاء ولعبة سهلة تلعب بها الأحزاب الإسلامية .

فقضية الدين والشريعة قضية حساسة وخطيرة ، ومن السهل جداً القفز عليها وبها وأستخدامها كلعبة من خلالها يمكن تمرير مشاريع لمخططات سياسية .

سياسيون على شكل عمائم وجدوا في "الشريعة الإسلامية" ضالتهم ، فلقد اصبحت وسيلتهم الوحيدة والسهلة للوصول الى غاياتهم وتمرير برامجهم ومشاريعهم السياسية الشبوهة .

سياسيون بعمائم أو عمائم سياسية نجدها تحارب بالدين وليس من اجله ، وتحارب بالطائفة وليس من اجلها بل لتدميرها وتشويهها . كما القوميون حاربوا طويلاً بالقومية وليس من اجلها . فكلما ضاقت السبل بهذه العمائم وصغرت دائرتها ، أخذت تلوّح وتولول وتلطم وتشق الصدور وتكبّر الجيوب ، بأن الإسلام يتعرض لهجوم ، ولا بد من حمايته من هجمة الكفار والملحدين والعلمانيين . وإذا استنفدت هذه السبل ، بدأ اللطم والمناحة على الطائفة ، لتبشرنا باحتراب ونذر لقتال واقتتال بين طوائف "الشريعة الإسلامية" .

لنرى عمائم هنا تقود مظاهرة من خريجي المقابر ومدارس الفكرالظلامي تريد ان تعيد الحيف للشيعة وترد الإعتبار لهم ، و"الثأر الثأر ياأبا عبدالله" - لا نعرف بمن يثأرون . وهناك عمائم إسلامية بيدها بندقية تصرخ من على منبر مسجد أم القرى أمام حشد من المصلين تحذر بان السنة يتعرضون للظلم والتصفيات من قبل السلطة الشيعية .. هنا عمائم تصرح باسم السيد السيستاني ، وهناك عمائم تنفي باسم السيد السيستاني .. هنا عمائم تهدد بالإنتقام باسم "عرب السنة" ، وهناك عمامة بيدها حمامة السلام باسم "عرب السنة" .. هنا عمائم تطالب بفدرالية للشيعة في الجنوب ، وهناك عمائم شيعية تخرج شاهرة سيوفها ضد فيدرالية الجنوب ..هناك عمائم سنية مع عراق ديمقراطي فيدرالي ، وهناك عمائم سنية ستقاتل ضد العراق الفيدرالي .. عمائم تفتي أنه لا يجوز العمل بالدستور اذا لم يؤكد ان "الشريعة الإسلامية" المصدر الأساسي للتشريع، وعمائم تفتي ضد ذلك وتطالب بفصل الدين عن الدولة وحماية الدين من الدولة .. عمائم مع العلمانية ، وعمائم تكفر العلمانية .

كل الأحزاب الإسلامية كانت قبل سقوط البعث تدخل في مزايدات اكثر من اليساريين والعلمانيين والليبراليين من اجل عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي موحد . نفس الأحزاب هي هي بعمائمها ولحاياها ، نراها اليوم تتملص جهاراً نهاراً وبكل وقاحة وصلافة من تعهداتها وغليض قسمها وأيمانها بالله وانبيائه واوليائه أجمعين وتتنكر للديمقراطية والتعددية .. نفس العمائم واللحى كانت تخطب وتعقد اللقاءات وتقود المؤتمرات من أجل بناء وازدهار العراق ، وحرية الإنسان بفكره ومعتقداته ومساواة الرجل مع المرأة ، هي نفسها اليوم تلحس وتشفط كلام الأمس وتهدد بان فتوى الوالد مازالت سارية المفعول ولم تعد باطلة منذ الستينات ، والويل لمن يتجاوز الخطوط الحمر ..

بين هذه العمائم وتلك سحق العراق وأهين شعبه ونسف الإنسان . ما رأينا ولا سمعنا ولا قرأنا برنامجاً لهؤلاء يخص حاضر ومستقبل العراق . ولا توجد في اجندتهم مفردات ومصطلحات تؤدي الى الحياة والنور كالحرية والديمقراطية وحقوق المواطن والمساواة وحرية الرأي ، والأهم التعددية والتداول السلمي للسلطة . كل هذه الكلمات والمفردات تعتبر من المحرمات والبدع ، وواجبهم الشرعي محاربتها وطمسها وابادة من يتبناها حسب فقههم وشريعتهم .

بالله عليكم ، أي دين هذا الذي تفتي به عمائم السنة وتحرم المشاركة في الإنتخابات وتوعد المشاركين فيه بجهنم وبئس المصير . بنفس الوقت الذي تفتي فيه عمائم الشيعة بوجوب المشاركة بالإنتخابات وتوعد الذين لم يصوتوا بجهنم وبئس المصير . يالها من مهزلة ، ويالها من انحطاطات . لو اخذنا بالفتوتين يعني ان كل الشعب العراقي مصيرة جهنم وبئس المصير بما فيه اصحاب الفتوى .

تعالوا معي لنرى من أي باب أو زاوية تطبق "الشريعة الإسلامية" ومن له الأهلية لتطبيقها ؟ وكيف ؟ فالأحزاب والكتل الإسلامية لا برنامج لديها سوى برامج الثأر والإستئثار وهتك الإنسان ونسف انسانيته. حيث اصابهم الإسهال في اصدار الفتاوى التي تفلسف لنا الخراب والدمار والظلام ، وأصابهم الإمساك في اصدار الفتاوى التي تؤدي الى حرية الإنسان وبناء العراق واحترام شعبه والأخذ بيده الى بر الأمان ليعيش كمجتمع مدني مثل بقية الشعوب المتحضرة .

تنظيمات إسلامية لا شاغل يشغلها في هذه الدنيا سوى هوس الجنس والمرأة . يأمرون الناس ان يحجبوا عورتهم وهي المرأة وأن تلتزم الصمت وترجع الى بيت الطاعة ، لكنهم سمحوا لنسائهم العمل والسفر والعيش في اوروبا الملحدة والعارية . يحرّمون مشاركة المرأة المسلمة في السياسة ، ولكن نساءهم تشارك في الإنتخابات وتكون اعضاء في الجمعية الوطنية والوزارات ، والشرطة السرية والمخابرات . يحذرون من أن تجلس المرأة المسلمة بجنب الرجل لأن الشيطان ثالثهما ، فالشياطين والجن تسكن دائماً فرج المرأة ، ولكن نرى نساؤهم تشارك الرجال ، ويسافرن فراداً وزرافات بدون شياطين أو جن .. والله لا شيا طين غيرهم .

فالمرأة حسب فقههم خلقت للفراش والجنس والتفريخ ، وغير ذلك فهو مخالف "للشريعة الإسلامية" حتى اطفالها ليس لها ، فهي "مخلوق دوني" و"ناقصة عقل ودين" جاءت الى الدنيا لتنجب للرجل وتخدمه ، مادام " الرجال قوامون على النساء" فلماذا تستغربون !!

سـؤال برئ جداً


في حال تطبيق "الشريعة الإسلامية" هل يقبل ويأخذ حزب الدعوة بزعامة ابراهيم الجعفري ، والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة عبدالعزيز الحكيم بفتاوى علماء الفقه السني؟

والعكس هل يقبل ويأخذ اصحاب هيئة علماء المسلين السنية بزعامة حارث الضاري ، والحزب الإسلامي السني بزعامة محسن عبدالحميد بفتاوى علماء الفقه الجعفري حسب ؟

الجواب في الحلقة القادمة



#محمد_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد العامري - لايمكن تطبيق -الشريعة الإسلامية- في العراق 1-2