أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد العامري - ورطة النظام السوري في قضية شاكر الدجيلي















المزيد.....

ورطة النظام السوري في قضية شاكر الدجيلي


محمد العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1350 - 2005 / 10 / 17 - 08:44
المحور: حقوق الانسان
    


يبدو هكذا تكون الأمور بالنسبة لنظام البعث السوري ، كما كان عليه وليده حزب البعثفاشي في العراق ، مكابرة وبهلوانيات فارغة ، ومعارك وهمية بسيوف من خشب ، فهزائم وأزمات وتنتهي بالركوع والخنوع . عندها ينتبه فجأة بالوحل الذي هو طامس فيه ، وتنعكس حينها حقيقة هذا الحزب السوسيولوجية ، ليس عنفاً وإرهاباً عابراً بقدر ما هو عنف مؤسسي يتغذى من وقائع الإيديولوجية البعثية بالإبداع في مجال العنف والقمع والحقد وكراهية الآخر. يعنى هناك أسس ومنطلقات تتحكم بأنماط السلوك الإرهابي لدى مؤسسات حزب البعث "بفردتيه" اليمنى واليسرى. ومن منا لم يكن له أخ او أخت ، أبن أو بنت ، أقارب وجيران وأصدقاء ومعارف قد فقدناهم على أيدي البعثيين في العراق وسورية .
ليس من السهل علينا ان نفتح الجروح أكثر من مرة ، ولا نريد ان نضيف احزاناً على أحزاننا المكدسة منذ زمن لا نعرف مداه . ولكن ما العمل مع هكذا انظمة محنطة بقوالب عفنة ، جاءت لتلعب بمقدرات شعوبها وتنسف الإنسان .. جاءت ولا كأنها من البشر، تتحرش بالإنسان والحيوان والجماد والشجر ، بالأطفال إن فرحوا بالمطر. طغاة تخاف من ظلها وتخشى شروق الشمس وطلوع القمر .

نعم هكذا يبدو لنا نظام البعث السوري الذي لن يتعفف عن استخدام ابشع الأساليب وأرذلها لإذلال الإنسان وسحق كرامته ، بينما نراه في أتعس حالات الذل والخنوع عند المنازلات الوطنية والمصيرية ،إنها حالات تليق به تماماً وتأتي على مقاساته . فهل رأيتم يوماً هذا " الأسد " يتبختر في شوارع دمشق بدون جيش من الثعالب لحمايته .وهل سمعتم أو رأيتم منذ أكثر من ثلاثين عاماً تحرش هذا "الأسد" بإسرائيل عبر الجولان ولو بتسلل فأرة أو قطة .
فلا نريد ان نبخس حق هذا النظام، فإنه في الحقيقة لم يقف مكتوف الأيدي ، فقد أدار ظهره لإسرائيل ، وأتجه بكامل مخالبه وأنيابه صوب شعب العراق المسكين لينهش ما يمكن نهشه ، ويفتك بالعراقيين بكل ما أوتي من قوة ، ويزرع بين أطفالنا الرعب والخوف والموت والدمار.
ولم يكتف ، بل زاغت عينه على العراقيين الذين قارعوا دكتاتورية البعث في العراق ، وخاصة الذين واصلوا النضال والكفاح لخلاص شعبنا من النظام البعثفاشي المقبور ، والذين لم يستطع المجرم صدام حسين وزبانيته من النيل بهم .. والمناضل المعروف السيد شاكر الدجيلي هو أحد هؤلاء الشرفاء الذي اختطفته يد الغدر البعثية في سورية ليكون لهم صيداً ثميناً يمكن المساومة به والضغط على القوى الوطنية والديمقراطية العراقية لمهادنتهم ....
من المعروف ان السيد الدجيلي كان من أشد المعادين والمقاومين للنظام الدكتاتوري المقبور في العراق ، وبنفس الوقت كان من أبرز الشخصيات السياسية المناوئة للحرب الأنكلوأمريكية ضد العراق ، حيث كان يترأس اللجنة السويدية العراقية ضد الحرب ، وهو أحد مؤسسيها . وتم اختطافه من قبل المخابرات السورية يوم 31 آذار من هذا العام وهو في طريقه الى بلده العراق عبر الأراضي السورية .
لكن سلطة البعث السوري التزمت الصمت والكتمان كعادتها الغبية في مثل هكذا حالات . كأن السيد الدجيلي مقطوع من النسل ، وكإنه ليس له أقارب وأصدقاء ومعارف يتابعون قضية أختفائه . وكإنه ليس من طاقم الحكم في العراق كمستشار اقتصادي في الجمعية الوطنية العراقية ، ولا كأنه سياسي معروف وظهر بالفضائيات العربية والعالمية أكثر من مرة .
فورطة السوريين ليس في جريمة اختطاف السيد الدجيلي فحسب ، وانما في نكرانهم والتزامهم الصمت لهذه الجريمة لعدة شهور بالرغم من مناشدة عائلته وأصدقائه وبعض الأحزاب في الحكومة العراقية ، وجهود وزارة الخارجية السويدية لمعرفة مكانه واطلاق سراحه.
وأخيراً وبعد كل هذه المماطلات والمراوغات ، اعترفت السلطات السورية ، ولكن من تحت الطاولة ومن وراء حجاب. فعلى ضوء المعطيات التي توافرت من خلال الجهود والتحركات ، تأكدنا بأن السيد الدجيلي معتقل في دمشق.

نعم انها ورطة ومشكلة كبيرة وعويصة بالنسبة الى السوريين . فلا هم قادرون على الإفصاح علناً عن وجوده في مبنى المخابرات العامة في دمشق ، ولا باستطاعتهم الإفراج عنه ، ولا من مصلحتهم بقاءه في معتقلاتهم لفترة طويلة ، ولم يسعفهم الوقت لتصفيته . اذاً ما العمل يا بشار ؟
فالورطة التي وقع بها السوريّون بفضل قيادة المخابرات التي كان يشرف عليها المنحور غازي كنعان ، وصهر الرئيس السوري آصف شوكت رئيس الإستخبارات ، أدت بهم الى مأزق لا يمكن التخلص منه سوى الإعتراف بجريمة الإختطاف ولا غير ذلك .
ولكن هل يعترف النظام السوري علناً ؟
نعم ، ولا مفر من ذلك ـ ولهذه الأسباب :
1 – يوم 30 آذار اتصل السيد شاكر بعائلته وأصدقائه يخبرهم بأنه مازال في دمشق ، وأكد بأنه لم يستطع صعود الطائرة التي كان ينوي السفر بها الى العراق حيث لا مكان فيها حسب تأكيدات استعلامات المطار. إتصل ثانية يوم 31 آذار صباحاً يخبر عائلته وبعض أصدقائه بأنه مازال في دمشق ويبحث عن طريقة للسفر الى بلده العراق . يومها اختفى أثره.
2 – يوم 31 آذار إتصل بعض من أهله في العراق يؤكدون عدم وصول أبنهم شاكر الى بلده . وبنفس اليوم أتصلت عائلته وأصدقائه من السويد بدمشق فلم يحصلوا على أي خبر عنه .
3 – في اليوم الأول من نيسان زار بعض من عائلته في العراق وبعض المسؤولين في الحكومة العراقية مراكز الحدود العراقية السورية ، فتأكدوا بأن السيد الدجيلي لم يدون إسمه في سجل القادمين الى العراق . وأيضاً أكدت مراكز الحدود السورية بأن السيد شاكر الدجيلي لم يخرج من الأراضي السورية – هذا ما أكدته وزارة الخارجية السورية الى الخارجية السويدية .. إذاً إنه هناك ، إنه في مبنى المخابرات العامة ، وقد اختطف في دمشق واقتيد معصوب العينين أقلته سيارة مرسيدس سوداء اللون مظللة الزجاج مكتوب على لوحة التسجيل لبنان – دائماً تستخدم أجهزة المخابرات السورية سيارات تحمل أرقام يكتب عليها لبنان أو عمان ، والآن أسماء لمدن عراقية كبغداد والموصل ، أو مدن خليجية كالرياض وغيرها .
4 – إنه مواطن عراقي وليس سوري ، وما دخل المخابرات السورية في شأن المواطنين العراقيين الغير مقيميين في سورية .
5 – اذا كان السيد الدجيلي يشكل خطراً على سورية ويهدد أمنها الداخلي ، فلماذا لم يصرحوا باعتقاله علناً ويواجهوا عائلته والعراقيين والعالم " بجريمته" التي اختطف على اثرها .
6- بعثت السلطات السورية كتاباً الى الحكومة العراقية تؤكد فيه اعتقال الدجيلي دون توضيح الإسباب ولكنهم يريدون المساومة مقابل الإفراج عنه .
بأختصار
كثير من الأصدقاء يتساءلون ، لماذا اختارت المخابرات السورية السيد شاكر الدجيلي الذي لم يشكل يوماً خطراً على النظام السوري ، ولم يدل بأي تصريح ضد القيادة السورية ، ولم تكن هذه رحلته الأولى الى سورية حيث اختطف هذا من ناحية ، من ناحية أخرى إن السيد الدجيلي هو من الشخصيات البارزة ضد الحرب الأنكلوأمريكية على العراق ، ويترأس اللجنة السويدية العراقية ضد الحرب . أنه شخصية شيوعية وطنية ، والحزب الشيوعي العراقي له علاقات ودية مع القيادة السورية.. إذاً ماذا يضمر السوريون من وراء الإختطاف ؟
يقول السوريون بأن السيد الدجيلي عميل للأمريكان ! ونحن نقول ما شأنكم انتم بالعراقيين ، ومن خولكم باعتقال العراقيين إن كانوا عملاء أو غير ذلك ، فهناك سلطة عراقية ومؤسسات هي المسؤولة عن أبناء العراق ، ولماذا لم تعلنوهذا على الملأ إن كنتم صادقين ؟. فيرد السوريون : أن السلطة العراقية هي بكاملها عميلة للأمريكان ومن طينتهم وصنيعتهم .. جميل جداً ، سنتبع العيار لباب الدار كما يقول المثل العراقي ،ونقول : إذا كان الأمر هكذا فلماذا لا تعتقلوا المسؤولين العراقيين الكبار في قمة السلطة العراقية وهم يجولون شوارع دمشق يومياً ، ولماذا لم تلقو القبض على ممثل السلطة العراقية السيد حسن العلوي الموجود في دمشق . ونكرر السؤال: لماذا السيد شاكر الدجيلي بالذات ؟ هل هو عربون للتقارب السوري الأمريكي ليثبتوا حسن نواياهم للأمريكان بتضييق الخناق على الشيوعيين والديمقراطيين العراقيين ، كما قام بفعلته القذرة قدوتهم فأر العوجة صدام حسين بالحملة الدموية ضد القوى الوطنية العراقية وخاصة الشيوعيين عام 1978 كمقدمة وعربون للأمريكان على ضوئها توطدت العلاقات بين الطرفين الى حد التعاون الأمني والعسكري حيث بدأت الحروب والكوارث في العراق والمنطقة . والأيام القليلة القادمة ستكشف الحقائق زيف الإدعاءات . ولا غرابة عندما نرى النظام السوري ينكرالجميل للشيوعيين والوطنيين العراقيين الذين دافعوا عنه وناصروه . فأنقلب الثعلب الغادر ليعض اليد الكريمة التي امتدت اليه في أحلك أيامه بالخير والوفاء ، فكان الحيوان بغريزته أوفى منه .



#محمد_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لايمكن تطبيق -الشريعة الإسلامية- في العراق 1-2


المزيد.....




- فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي أثناء اعتقال شاب في الضفة الغر ...
- فيتو أميركي يفشل مشروع قرار منح فلسطين العضوية في الأمم المت ...
- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد العامري - ورطة النظام السوري في قضية شاكر الدجيلي