أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام عبد الرحمن - مكونات الهوية في المجتمع الفلسطيني














المزيد.....

مكونات الهوية في المجتمع الفلسطيني


هشام عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 6412 - 2019 / 11 / 18 - 20:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


رغم ضبابية الهوية والكيان، فإن وعي الفلسطينيين ظل قائمًا، وقد ساعدت على بقاء هذا الوعي حيًّا ثلاثة مكونات :
المكون الأول: التمييز في المعاملة التي يلقاها الفلسطينيون في الأقطار العربية، فقد كانوا من الناحية القانونية في الأردن، أردنيين لهم كل الحقوق القانونية في التملك والاستثمار والتوظيف في كل أجهزة السلطة، فمنهم الوزراء ورؤساء الوزارات، ولكنهم عمليًّا كانوا أردنيين من الدرجة الثانية، يعانون من التمييز في التوظيف في كل المجالات وخاصة الجيش، وكانت مناطقهم تعاني من التمييز في التنمية. ويلاحَظ أن تشويش الهوية الفلسطينية لدى الفلسطينيين في الأردن قد تعاظم في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وذلك لسببين: الأول تزايد الإحساس بعجز مسيرة السلام عن إنجاز دولة فلسطينية مستقلة، والثاني ظهور ملامح الوضع في الأردن، لدرجة أن الملك عبد الله (ملك الأردن) في كتابه "فرصتنا" يقول إنه إذا وصلت المسيرة إلى إقامة دولة فلسطينية سيكون أمام الأردنيين من أصل فلسطيني أن يختاروا بين البقاء كأردنيين فيكونوا مواطنين أردنيين كاملي الحقوق وهؤلاء لن يعود لهم أي انتماء لفلسطين بأي شكل من الأشكال إلا كانتمائهم إلى العراق أو سوريا أو إلى قطر عربي آخر، وبين اختيار الجنسية الفلسطينية فهؤلاء يُحترم خيارهم ونمكنهم مما أرادوا. ولكن هؤلاء لن يسمح لهم بتغيير رأيهم ولن تعادل الجنسية الأردنية.
المكون الثاني: في بقاء وعي الفلسطينيين لفلسطينيتهم هو انتشار الوعي العام بين الفلسطينيين؛ فالفلسطينيون الذين فقدوا مواردهم الاقتصادية الزراعية والصناعية لم يبق أمامهم إلا العلم لكسب العيش، وبانتشار التعليم بين الفلسطينيين انفتحت أمامهم آفاق العمل في الدول العربية وخاصة دول الخليج حديثة التكوين. وهناك ومن خلال العمل وانفتاح آفاقهم والتقاء الفلسطينيين من مناطق شتاتهم معًا في مؤسسة واحدة تعزز وعيهم بفلسطينيتهم رغم اختلاف البيئات التي يعيشون فيها.
المكون الثالث: الذي أنعش وعي الفلسطينيين بفلسطينيتهم كان احتلال إسرائيل لقطاع غزة في أكتوبر1956 فعندما اقتضت الضرورة العسكرية سحب الجيش المصري من سيناء وقطاع غزة، وجد الفلسطينيون أنفسهم أمام عدوهم التاريخي وجهًا لوجه يتعرضون للقتل والتدمير والانتقام الجماعي. واكتشف الفلسطينيون دورهم الخاص في المواجهة المباشرة مع المحتلين؛ ولذلك فإن الرعيل الأول لحركة فتح كان أغلبهم من قطاع غزة أو ممن كانت له علاقات مع غزة.
وقد تطورت الهوية الفلسطينية من خلال ثلاث مراحل هي :
المرحلة الأولى: وهي منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وحتى حرب يونيو- حزيران 1967م، حيث استولت إسرائيل على ما كان قد تبقي من أرض فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة).
المرحلة الثانية: تمتد من حرب يونيو 1967م حتى حرب أكتوبر 1973م، حيث عَبَر جيشا سوريا ومصر خطوط النكسة، ومجرد العبور أعاد للعرب شئيًا من الكرامة وأصبح بالإمكان التعامل مع إسرائيل متجاوزين اللاءات الثلاث (لا مفاوضات ولا صلح ولا اعتراف مع إسرائيل) الذي أطلقها مؤتمر القمة العربي في الخرطوم (29-8-1967).
المرحلة الثالثة: من حرب أكتوبر 1973م، وحتى مؤتمر مدريد تم اتفاقية أوسلو 1993م، حيث تواجهت دول الطوق (لبنان وسوريا والأردن) ومنهم الفلسطينيون مع إسرائيل على مقاعد المفاوضات وليس على ميادين القتال.
المرحلة الرابعة: هي من اتفاقية أوسلو حتى اعداد هده الدراسة, حيت التقت إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية مباشرة حول طاولة المفاوضات وليس في ميادين القتال، وقد كان لمنظمة التحرير الفلسطينية وعي خاص لكل مرحلة فيما يخص القضايا السياسية وعلى رأسها مسألة الهوية والكيان. ونستطيع أن نسمي كل مرحلة بما يميزها في هذا المجال؛ فالمرحلة الأولى هي مرحلة الميثاق القومي الفلسطيني، والثانية هي مرحلة الميثاق الوطني الفلسطيني، والثالثة هي مرحلة تجاهل الميثاق الوطني الفلسطيني كمرجعية واعتماد قرارات المجالس الوطنية، والرابعة هي مرحلة إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني وتجاهل قرارات المجالس الوطنية السابقة واعتماد قرارات "القيادة الفلسطينية".



#هشام_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه المراة حبيبتي
- اخرج يا حبها من قلبي
- لماذا امتنعت حماس عن خوض المواجهه الاخيرة ؟
- التنشئة الاعلامية و المواطنة
- الإطار القانوني للإعلام الفلسطيني
- الإعلام و تشكيل الوعي السياسي الفلسطيني
- انا الوداع الاخير للمخيم
- التعصب الحزبي في فلسطين
- خصوصية النضال وعدالة القضية الفلسطينية
- تأثير الإعلام الفصائلي الفلسطيني على صنع القرار السياسي
- الاحزاب السياسية في فلسطين
- موجوع بكٍ أنا
- لست نبيا حتي لا اخطأ
- إشكالية الهوية الفلسطينية بين الفكر الوطني والإسلامي
- هدا الحب يغتال برائتي
- الحركة الطلابية وبلورة الهوية في الجامعات الفلسطينية
- الإعلام الفصائلي والأزمة السياسية الفلسطينية
- اصلي الفجر وادعيك
- دور الإعلام الفلسطيني وأثره على المواطنة
- محاربة الفساد و تعزيز الانتماء و المواطنة


المزيد.....




- بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة.. أهالي المحتجزين يخيرون نت ...
- تعرف على أبرز النقاط في المقترح المصري_القطري الذي وافقت علي ...
- صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل في ذكرى ضحايا الهولوكوست
- -كتائب القسام-: اخترتم اقتحام رفح.. لن تمروا
- عباس يرحب بنجاح الجهود المصرية والقطرية في التوصل لاتفاق لو ...
- وزير إسرائيلي ينشر تعليقا بذيئا عقب موافقة حماس على مقترح وق ...
- حماس توافق على وقف النار بغزة.. ما مصير اجتياح إسرائيل لرفح؟ ...
- تفاصيل النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي وافقت ...
- خبير فرنسي يعتبر تدريبات الأسلحة النووية غير الاستراتيجية ال ...
- تعيين سويني رئيسا للحزب الوطني الاسكتلندي خلفا لحمزة يوسف


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام عبد الرحمن - مكونات الهوية في المجتمع الفلسطيني