أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - في فلسطين متحزبون لا سياسيين















المزيد.....

في فلسطين متحزبون لا سياسيين


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 6410 - 2019 / 11 / 16 - 17:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


"المثاليون" عبر التاريخ هم دوجماتيون حرفيون متصلبون في نظرتهم يريدون كل شيء بمقدار محدد للوصول للمثالية، ورغم صعوبة ذلك إلا أنهم مطلقون في أحكامهم على الإنسان الذي لا يوجد على الأرض بل يوجد في اليوتوبيا، أما الفئويون المتحزبون فهم خطرون لإنهم موجودون بكثرة على الأرض.

منذ ثلاثة عقود أو أكثر يعودني سؤال، لماذا نحن فئويون ؟

يغيب السؤال في زحمة الإنشغال الحياتي، والسياسي، ومن ثم يعود إلى الذهن في لحظات التأزم الفلسطيني، وما أكثرها، وتمر السنون دون بلورة إجابة مقنعة لديٌَ على هذا السؤال، وتكبر التجربة، وتتوسع الثقافة، وتزداد الأزمات، والإخفاقات السياسية، وتنتكس الأوضاع الفلسطينية، وتصل لحدود من التراجع غير مسبوقة، ونبتلي بالإنقسام العمودي، والأفقي، المدمر قبل التحرر، ويتبدد النظام السياسي، وتصادر القدس، وتضيع الأرض، وينكشف الغطاء عن عقم الإنجاز، فتذهب ريحنا، ولم نعد قادرين على الوحدة التي كانت سابقا، ولو بحدودها الدنيا.

تسقط أعمدة حاملة لسقف وحدتنا، كشعب، وفصائل، بنظام سياسي هش بني على آفاق ضيقة لمتحزبين، وليسوا سياسيين ممن يلعبون بالبيضة، والحجر لصالح أوطانهم وشعوبهم، كما كل الشعوب وطبقتها السياسية، التي لا تخلوا من أذكياء مبدعين أحرار العقل، وطليقي التحليق في سماء السياسة.

إنها التحزبية التي تضيق الآفاق، وتحصر الفكر، فتصبح السياسة في فلسطين تياسة، كما قالوها وسمعناها من الأولين من المواطنين العاديين، غير المثقفين، وغير السياسيين، في تهكمهم على من يعملون في السياسة.

السياسة في بلدنا هل هي تياسةفعلا؟ والتياسة تعني ضيق الأفق، وضيق الأفق، هو الفئوية، والفئوية، هي التحزبية، وهناك فرق بين الحزبية، والتحزبية.

الحزبية هي التي يمارسها غالبية السياسيين عند الشعوب الآخرى، وليس جميعهم في كل بقاع الدنيا طبعا، ولعل منهم من أقربهم جغرافيا، وهم من بيننا وبينهم الحيط، أعني إسرائيل، يعملون بروح أخرى، تحمل، وتقدم مفهوم خدمة الوطن أولا، وليس الحزب رغم وجود التحزبيون الفئويون، فلا تغلق العقول وتحتد في كل وقت وكل محطة من أجل الحزب، ولذلك حافظوا على الكيان رغم كل الصعوبات، أما. نحن الفلسطينيون فالتحزب كان ومازال اغلاق، وانغلاق، ومغالاة، وإحتداد غير مبرر لفئوية الحزب في قضايا الوطن الحساسة كما هو حادث منذ إثني عشر عاما من الأنقسام وهو موضوع وطني جامع في أضراره قبل الحزب وقبل الفصيل، وهذا ضيق أفق حقيقة، وفئوية بغيضة، و بالضبط هي تياسة، فكأننا قبائل أيديولوجية فعلا، تنتعش بتواصل عجيب عبر الزمن وتتجدد دون إنجاز، فالعمل السياسي والوطني بالذات ليس قبليا أو عشائريا، فهو ببساطة إسمه وطنيا يعني أنه يحتوي مصلحة الجميع.

تاريخيا الوضع الفلسطيني بني على تاريخ ومفاصل ومحطات، فهل كان لهذه المحطات أثرا على ما يجب أن نرفضه من أشكال التحزبيةالسياسية الخطرة والعمياء أو التياسة الفئوية الفلسطينية؟

تعالوا نفهم الظروف لنجيب، وكيف نبتعد عن التياسة السياسية.

الإسلاميون والشيوعيون بحكم الأيديولوجيا بشكل خاص التي هي تربة خصبة للتحزبية الفئوية، بمعنى إعلاء الأنا والحزب، فالحتميات الماركسية والمسلمات الأسلامية هي تربة الفئوية وحب الذات والحزب بشكل حدي يرفض في الأصل الآخر ، وهي صفة أصيلة في تلك الأحزاب، نتجت عند الشيوعيين عن إمتلاك الحقيقة سواء من ديكتاتورية البروليتارية ونظريات تفسير العلوم والأحداث عبر المادية الجدلية والمادية التاريخية، فكانت الأحزاب الماركسية واللينينيية والاشتراكية وحتى الإجتماعية والعلمانية وأخيرا خلطوها بالليبرالية وكلها محاولات إصلاحية نتجت عن الفئوية أصلا، التي لا تقبل الآخر، أو الفئوية التي لا تقبل الآخر عند الإسلاميين من إرتباط الفكر بالسماء غير القابل للقسمة على الآخرين غير الإسلاميين ولذلك تحمل الأحزاب الاسلامية في مجموعها الدعوة في باطنها والدعوة والتبشير كما في المسيحية أيضا، ولكن حديثنا هنا خاص عن فلسطين التي لم تظهر بها أحزاب مسيحية، والدعوة هي ركيزة أساسية لا تنشأ الأحزاب الإسلامية بدونها، ولذلك كانت ولا زالت تظهر حركات التصحيح على مدى تاريخها فالاسلاميين مبكرا وإلى الآن تتابعت الفرق الصوفية والمعتزلة والشيعة والسنة وكثير من الفرق قديما وحديثا القاعدة وداعش والتكفير والهجرة والبحث عن الحقيقة الغائبة التي يختلفون عليها.

في الإطار العام وليس الخاص المسيحية التحزبية للأحزاب المسيحية موجودة على مر تاريخها وللإشارة لفئويتها التي لا تقبل الآخر تميزت بتعداد الكنائس والخلاف الجاري منذ النشأة على الوحدانية والتثليث رغم تبني كثير من تلك الأحزاب المسيحية الليبرالية في أغلبها، لكنها تبقي تحزبية بمسحة دينية مرتبطة بالسماء فلا نقاش، وقلنا لن نتعمق في التحزبية المسيحية لعدم وجود أحزاب مسيحية في فلسطين، ولكنها في الإطار العام تحمل التبشير كما الدعوة عند الإسلاميين وديكتاتورية البروليارية عن الشيوعيين وكلها نماذج للأيديولوجيا التحزبية الفئوية ولذلك تتشابه في نموذج الفئوية او التحزبية الخطرة في الاستحواذ والتمييز.

نعود لموضوعنا التحزبية الفئوية في فلسطين لنأتي على تجربة فتح التي بإختصار إنطلقت في بيئة تحمل الفئوية والتحزبية للشيوعيين والاسلاميين والعائلية الفئوية التحزبية لأحزاب الحسيني والنشاشيبي ، ولم تستطع فتح العسكرية النشأة من تبرير التشابه في الفئوية التحزبية التي إجتاحتها رويدا رويدا وهي تنظيم أو حزب ليس أيديولوجي وخاصة في السنوات الأخيرة التي بدأت السياسة تتغلب على العسكر، فرأينا في فتح التحزبية تعلوها وتغزوها حتى بتنا في مجتمع لا يوجد به سياسيين حقيقة، بل يغلب على أحزابه وفصائله التحزبية الفئوية، وهذه التحزبية الشاملة تلتقي مع العائلية الفئوية في لحظات إنحطاط وتراجع شعبية الأحزاب والفصائل، كما نحن فيه اليوم، ولذلك، وبسبب تلك الفئوية كما نلاحظ استمر الإنقسام إثني عشر عاما لا يفهم غموضه إلا من خلال الإشارة بالتأكيد على خطورة التحزبية والفئوية المقيتة التي تزدهر في مجتمعنا وأحزابنا وفصائلنا.

التحزبية الفئوية تتجلى هنا في فلسطين في ترك مصلحة الوطن وباقي الشعب والمواطنين وبشكل دموي أحيانا وبشكل واضح وصارخ وخطير لنيل المصالح الحزبية والانحياز لها ولو على دمار الوطن وأجياله وقضيته الوطنية.

السياسيون الأحرار والأذكى من المتحزبين الفئويين، منقرضون في مجتمعنا، ولذلك نحتاج وقت طويل للخروج من المأزق، ففي فلسطين متحزبون لا سياسيين.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات في فلسطين ليست إرادة ذاتية
- إذا كان رد سيؤدي إلى حرب شاملة فكفى ما رددتم به
- ما بعد إصدار مرسوم الإنتخابات شعبنا يريد
- القائد الباني سمير المشهراوي
- إجتماع الأمناء العامون والرئيس ليس مقدسا
- الإنتخابات السابقة واللاحقة باطلة دون قانون الأحزاب
- كل الخيارات يا بلفور مفتوحة
- أوغلو تركيا يهاجم دحلان ويتدخل في الإنتخابات الفلسطينية
- أخطاء غيرت التاريخ
- عباس يحاصر عباس .. حصار ذاتي بإمتياز
- دحلان قادر على قيادة الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام لو كان ف ...
- إما أحزاب وفصائل وسلاحها تحتكم لقانونها الخاص أو سلطة مدنية ...
- الشراكة أم المشاركة السياسية؟ .. هناك فرق
- الشراكة أم المشاركة السياسية؟ .. هناك فرق
- جامعة الأزهر في عين العاصفة
- مبادرة الفصائل والإنقسام الكبير ومصير منظمة التحرير .. أين ج ...
- كيف ومن أين أتى محمد دحلان بأنصاره ومؤيديه؟
- مين هو المثقف؟؟
- ملاحظة فلسطينية مبشرة
- ليبرمان زعيم إسرائيل في العقدين القامين


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - في فلسطين متحزبون لا سياسيين