الشاعر سعد نعيم ذهب سعد القصيدة ونعيم الشعر وذهب القوافي الحلقة الثالثةس

سعدي جبار مكلف

الحوار المتمدن-العدد: 6408 - 2019 / 11 / 14 - 05:42
المحور: الادب والفن
    

الشاعر سعد نعيم ذهب
ذهب القوافي ونعيم الشعر وسعد القصيدة
الحلقة الثالثة
الأمة المبدعة والتراث العظيم الغني يقاس بعدد مبدعيها وقد يسهم على التفاعـل مع الحيـاة العامة والأحـداث وإجادة الوصف بقصائـد أو كتابات خالـدة أبدية تحفظها الأجيـال وتبقى قناديـل لمسيرة هـذه الامه والشعـوب المتطلعـة الى المستقبـل الباهر والغد المشرق تضع في حساباتهـا الأقلام المتوهجـة بالعطاء كونها الأداة الفاعلة في نشرالعادات والتقاليد والحياة بجميع مفاصلها وهذا هو شاعرنا المرحوم { سعد نعيم ذهب} جوهـرة غالية الثمن تتوهـج في مسار الشعـر المندائي العامي الحديـث وليس البعيد والحكماء يدركون أن كل شيء في طريقه للزوال والنهاية الحتمية في متاهات دياجيـر النسيان بإستثناء الإبـداع الـذي يظل مشعلاً يمنح العطـاء بعد رحيـل صاحبه ومن هذا المفهـوم تحتضن الأمـم شعرائهـا وكتابهـا ويبقـون نجوماً لامعـة في مسـار الأمة والطائفة .
هذه الحلقة مكرسة لكتابة الموّال الطويل الذي يزيد عدد أبياته عن 50 بيتاً وقد تمكن شاعرنا في الخوض في هذه التجربة الصعبة في مسار قصائده الشعرية حيث لم يتطرق أي شاعر الى مثل هذا المسار الصعب بسبب ضعف اللغة أو المعلومـات وعدم القدرة على رسم الصور الشعريـة المزدحمة لذلك يكتفون بسبعة أبيات وربما وهـذه صعوبـة في تدوين مثل هذه الموالات إن معظم بل جميع الموالات والإبـوذية تمتلك صفة الحزن والشجن والدموع والنواح يتسم بها جميع الشعراء ومن ضمنهم شاعرنا السعيد النعيم الذهب إنه يتمعن حياة ناسه وأهله وأمورهم اليومية والمعاشية ويتخيل الحـدث ويصفه أمامـه كواقع ملموس يحسه ويـراه بكامل هيئتـه حتى يرسم الصورة الشعرية بالكلمات والمعاني والطرح ، إن الحزن ليس صفة في شعر سعد وإنما حقيقـة ثابتـة وكأنه يبكي على حياتـه ومتوقع النهايـة المفجعـة لذلك نلاحظ أنه يسطرأحاسيسه ويجد فيها متنفساً له عما يكابده من حياة يومية صعبة كأي فرد من هذا المجتمع والسبب الآخر هو الحرمان والكبت والبعد عن الحبيبة وليس بالضرورة أن يكون هو البطل وإنما أصدقاءه وإخوانه وأحبابه.
ندرج أدناه الموّال المؤلف من أكثر من 100 بيت شعري بتاريخ 15 / 8 / 1989 يقول فيه
{ "في سنة 1973 تقريبا قرأت شعر شعبي للشاعر عبد الصاحب عبيد الحلي وأعجبني ومما أعجبني فيه موّال بديع بلغ المائة بيت ومن ذلك الحين وأنا أحاول أن أحاكي الرجـل في هذا ولكنني كنت أتـردد في كل مرة لسبب أولآخـر ولكني أخيراً أتممت المشروع بموال بلغ 103 بيت بتأريخ 15 / 8 / 1989 "
يهـواي هـذا الگلب من كثـر المباعـد ملا
من نار هجرك شرب من نارهجـرك ملا
كـل الأنـام إبتلـت بالشوگ .....كـل الملا

بس مو مثل قصتي يفلان صارت بلا
الجسـم مني نحـل.. والعظم منـي بـلا
كل وكـت بمحبتك صادق وأگلـك بـلا

فرعون لأهل الهوى مالك فؤادي ورع
لكـن فـرگـاك أرعب لي الجوانـح ورع
لو الله يهديـك إلي.. تتقي وتصبح ورع

مؤمن بدين الهوى.. ونگول قسمه ونصب
مـرفـوع يـوم اللقـا... بالجفـا أنصب نصب
من خمرتك نحتسي من كاس ريگك نصب

الخيام والنوّاس... صارولي بغرامك ندم
نرشف ونرشف هوى كاسات حيره وندم
نضرب إكفـوف الأسى نجـرح بدينه ندم

من گال ليلى إبتلت من گال قيس إبتلى
بجفـاك ثـوب الصبـر من الدموع إبتله
كل عمري يا صاحبي گضيته جر إبتلا


لكن داعيـك شهـم ووفـاي لهل الـوفـه
كاتـم لأسرار الناس ما يـوم تكلـم وفـه
كل لحضه ضيعتهـه دين برگبتك وفـه

من حيث شخصك سكن موطن بگلبي نزل
حبك وحي مبعوث من رب الخلايگ نزل
لا نگـدر نخـادعك لا نغلط وياك ...ونزل

يا ناعس الطرف يا ناعم خديدك ترف
هالشامه البوجنتـك روحي عليهه ترف
خيط الجرح يا دلف شلّه بوصالك ترف

ولا تگلي وكتك جزه وذيچ الليالي يزن
يا بو الحِسِن والذكـاء وبلـد عقلك يـزن
لا تخلـي إبليس والشيطان.. بإذنك يزن

من حيث هذا الوكت مو خوش وكتك ردى
تعـرى ويجيسك بـرد.. تتحسـر عله الردى
يـا ريـت يـا منيتـي... ميت وأذوگ الردى

إنظـر الفـاجرالنذل الحـّط إبدليلي وسم
وللفاحشه بهالوكت عنوان صاير وسم
ما أريد كاس الظلم متروس علگم وسم

حيث إحترام النفس لأهل الكرم واجبـه
ونيـران غـدرالـزمن.. بحشاشتي واجبـه
ما صاروكتك عسرلوكلمن عرف واجبه

يا نـار في مهجتـي يسعر لظاهـه وهج
الصاروإليّ جرى هزهزضميري وهج
معذور والحگ إلي أسكن البيده وأهـج

يا حلو العيون من صدّك گليبي وجل
وأعتقد بٌعدك إلي أعظم مصاب وجل
يـامرك بالمعـروف ربك تعالى وجّل

ويوصيك بالقربى فلا تبخل علّي إبوصل
والنـوى يـا آسـري.. گطـّع چبدتي وصل
العاداني سّل صارمه وجمال بدليلي وصل

يـا أهيـف الطـول.. يـا أغيـد يريـم الفـلا
حِّـل شعرك وعالمتن مجنون سارح فلا
أمـا أصـل غـايتـي... بگربـك وإلا فـلا

معجـون إنته بفـؤادي.. إن تبيـع أنتشر
فوّاح عطرك ورد.. هيل ومحبه إنتشر
يا حيف كل الأسف تصبح عدو وإنتشر

علـه اليحبـوك... وتهـد أفاعـي يـرن
وعيون الأحباب تنظرعله دربك يرن
وناقوس الأشواق في إذن المتيّم يرن

يا كامل الأوصاف ومكملك سواد الشعر
إنتـه ليـالي السمـر.. وإنته قـوافي الشعر
مفتـون بمحبتـك ميـّال ...گلبـي شعـر

ما أدري من يـا كتر جابك زماني علّي
غرگـان في بحركـم والشاهـد الله العلي
وينك يحامي الحمى حاضر الشدّه علي

تلگـه الدوه لعلتي وبلسم لجرحي وحل
واللي سلب راحتي حّط إبجفوني وحل
يـا گلب لا تستمـر درب التحبـه وحل

والمعتنيـه ناكر لخله... وخويه وهلـه
العِشگ جود وكرم مو بس تحيه وهله
يا سـاعـه يـا منيتـي منك ننـول وهلـه

ونقـدّم ونبتهـل ليك... إمتنـان وشكر
ونگول مرّك جزه لسانك ينگط شكر
حاطوك أهلك شرك شأهجم عليهم شأكر

وإشلون أجي وعاذلي أغلق أبوابك وسد
حّط ألـف عثـره جدم قيـد لجـوادي وسد
كل شـي مـا همنـي بهـواك ذيـب وأسـد
ولا همنـي لايـم .. دوم بغـرامك يلم
خّل يجمع الحاسد وكل العـواذل يلم
لا يگدر يهـزني ( لا يزح ) ولا يلم

حيث الحبيب الوفي.. روحه لحبيبه يهب
ولو مال ريح الهوى وي ريح ولفه يهب
ولو مستـه العـايلـه يسارعلـه يقدم يهـب

يا حلو سليتني.. إرحم متيـّم وفي
إنتظر بعد الشمس إنعم بظلٍ وفي
بيـّه الغرام إستعرناربمهجتي وفي

حيث الأموال الغدت بيد الأنذال عدو
إحسبو يـا خلتي... ويـاي عدواً عدو
مسكين يه الماملك مكروه يصبح عدو

حتى الإخو من يجي.. يستقل وينكره
بلا سبب يصبح ملل وبلا ذنب ينكره
حگـه الچبـج ينحفـر مثل النهر ينكره

لن الوكت متبدل والبشر ما هو بشر
ولا تلگه التقابلـه يقابلك بوجـه بشر
تمد إيدك إتساعده يجازيك خير بشر


يا صاح دنياك كاس وكهكهات وسفر
يا ريت وكتك سعد داء ورجاء وسفر
عدينه رمضان وي شعبان ونعد سفر

ننتظر بعد العسر منك يجينه اليسر
ويـوم اللقا والوصل للي يحبك يسر
فص جوهره بخاتمي وبإيدي سبحة يسر

أصبرعله بلوتي منتظروصلك وأظل
ليا متى في حبكم تايـه طريقي وأظل
شأ نساك وإنته الصرت چنّك خيالي وظل
ولا شك أن من يقرأ أشعاره سيجد فيها ذاته وهمومه وأحاسيسه وسيقول في قرارة نفسه حين ينتهي من قراءتها هذا هو أنا وهذا هو صوتي ..يكتب في التراث والأعراف يمجد القيم والتقاليد .
فألف سلاماً عليك يا سعد يوم ولدت ...وألف نعيم عليك يوم أبدع قلمك في تدوين هذه القصائد المطرزة بالذهب ياذهب القوافي السرمدي الخالد .

#سعدي_جبار_مكلف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات