أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي جبار مكلف - محاولات الهروب من سجن نقرة السلمان















المزيد.....



محاولات الهروب من سجن نقرة السلمان


سعدي جبار مكلف

الحوار المتمدن-العدد: 6266 - 2019 / 6 / 20 - 10:12
المحور: الادب والفن
    


محاولات الهروب من سجن نگرة السلمان
إعداد سعدي جبار مكلف
الما يزور السلمان عمره خساره
ما المقصود بهذا الأسم الكبير الذي لو ما حظي الإنسان بزيارته يخسر عمره ....! اي حالة كبيرة واضحة ملونة بألوان البنفسج ومعطرة بأريج الياسمين يفوح من هذا الصرح السياحي الكبير وكيف ترنم الشعراء بهذا الأسم ..؟
السلمان عبـارة عن سجن صحراوي على الحـدود السعودية يبعـد عـن مدينة السماوة بحدود 200 كم يربط السلمان بالسماوة طريق مترباً مغبـراً طيلة أيام السنة وهو من أقدم السجون في العراق يقع في منطقة بعيدة كما ذكرنا ، أسس السجن مـن قبـل القـوات الإنگليزية المحتلة في عشرينيـات القرن الماضي لكون المنطقة نائية وهي عبارة عن منفى في ذلك الوقت ، حيث إختار الإنگليز منخفض السلمان أو ما يعرف بنگرة السلمان لتكون مقرا للسجن علماً أن هناك سجنين في هذا المكان أولهما الذي بناه الإنگليز
والآخر بني في الستينات من قبل الحكومة العراقية..
سجين ولا جنح عندي وأمركم
أظل خاضع لأمـر الله وأمركم
لابد للسجن يخلص ...وأمركم
وأعاتب كل محب ما مّر عليّه
إن موضوع هـذا المقـال هو المحاولات التي قامت للهـروب من هـذا السجن البعيد الصحراوي ، حيث أن الصحراء مليئة بكل الحيوانات القاتلة
الشرسة من خلال الطبيعة المحيطة به ..تضع السجين أمام خياران لا ثالث لهما أما أن يقوم بالهرب ويكون بذلك محكوم عليه بالموت المؤكد وأما ان يبقى في داخل السجن ويكون إنسان أحسن وصف له ( ميت حي )
يبني خنگوا كل ضواي وذبحوا إبصينتي شمعه
ونجمك اليلمع ييمّه مغندب وما بيه لمعه
والگمر جاي إيشيل ظل بلا ضوه چا شنهو نفعه
يبني والبستان ذاك إمصوفر ومسلول زرعه
ودم ضحايانه ينزف إبكل مضيف وما بقت للزلم ربعه
گلّي خبز اليابس المديوف بالدم من يجرعه
ترك هذا السجن الرهيب في ذاكرة العراقيين ذكريات مخيفة حيث الافاعي والعقارب تعيش مع السجناء في افرشتهم وحاجاتهم كأنها تشاركهم الحياة السجنية بكل مرارتها وقسوتها لا يمر يوم الا ويسمع صراخ السجناء بأن عقرباً صحراوياً اسود اللون لسع سجيناً او ان افعى لدغت احد السجناء وهو نائم في فراشه والحوادث كثيرة الا انه بالرغم من قساوة الحياة داخل السجن فقد صقل السجن معنوياتهم العالية وأظهرها بأبهى واروع صورها من الصمود والتحدي والاصرار واغتنام اي فرصة للهروب من السجن والالتحاق بركب الشعب وخوض غمار النضال ضد السلطات الحاكمة لم يكن هدف السجناء المناضلين في الهرب والتخطيط للهرب نوعا من الترف او خوفاً من قيود السجن القاسية انما كان عملا نضالياً يقوم به السجين الهارب من اقبية وزنزانات الاعدام مهماماً نضالية بين صفوف الحزب والنضال وسط الجماهير الكادحة والطبقة العاملة لتحقيق
الغد الافضل :-
يبني جاعن امهات وديسهه گامت ترضعه
والسلف ياكل لحم موتاه يبني مالگه الخبزه التشبعه
وذني حلوات السلف باگو كحلهن
والرمد طش كل عين وسعه والمزابل حولوهه إلنه مگابر يبني يوميه الفجرتوصلهه دمعه
استحكامات سجن السلمان بالإضافة الى موقعه البعيد عن المدن في وسط الصحراء ومتاهاتها، كانت تحّد من التفكير لتخطيط عمليات الهروب وكان الهارب يوجه صعوبة كبيرة في تخطي الكثيرمن المتاعب والأهوال إضافة الى الأسيجة والجدران العالية والأسلاك الشائكة والربايا والدوريات المسلحة حول السجن في الليل والنهار، الراجلة منها والمحمولة على ظهر المركبات المسلحة . عمليات الهروب قليلة جدا لا تتجاوز أصابع اليد منـذ أن بنى كلوب باشا( أبوحنيچ) قلاع نقرة السلمان في عام 1928 م ، قضية
الهروب هي ليست قضية تتعلق بمصيرشخص أو أشخاص معينين بل هي قضية سياسية وبذلك تنزعها عوامل عدة . أبرزها الوصول الى قرار حول الهروب الذي بدونه لا يمكن عمل أي شيء ، فاللسجناء نظام إدارة داخلية
وقيادة حزبية ، ومما يعقد إتخاذ قرار هو التصورات المختلفة والمتعارضة معا للوضع السياسي العام . خلال فترة العهد الملكي التي دامت ما يقارب الأربعين عاما حدثت عملية هروب واحدة.
سجين.. ولا جنح عندي ولا ادين
سجن جاني بلا تهمه.... ولا دين
الوكت فرعـون لا رحمه ولا دين
وصبر أيوب گلبي إعلـه... البليّه
عمليات الهروب الناجحة :-
الرفيق محمد حسين أبو العيس : كتلة من النشاط والحيوية ، وإيمان غير محدود بقضية الحزب في 7 نيسان 1946 أصدر جريدة ( العصبة ) حيث أصبح رئيس تحريرها الى أن أغلقت من قبل الحكومة ، حكم بالسجن مع الرفيق فهد في العام 1947. وكان من نزلاء سجن نقرة السلمان بعد إعدام الرفاق الثلاثة في عام 1949 ، هرب من سجن النقرة ، وذهب الى ايران وسجن فيها،رفض إعطاء البراءة من الشيوعية لإطلاق سراحه من السجن رغـم أن بعض الرفـاق الإيرانييـن كان يـرى إعطاء البـراءة ممارسـة ل"
التقية " التي يؤمن بها الشيعة.كان محمد كاتب سياسي مبدع وخطيب مفوّه ومحاضرجيـد في الإقتصاد السياسي . إستشهـد في مواجهـة مع الحـرس القومي بعد إنقلاب شباط الفاشي عام 1963
يمحمّد حمامات السجن يتنشدن ظلن
يمحمّد گطايات الشلب حنن
دگلي اشنعتذر للماي
وأطراف السعف والهور لو عتبن
بعد إنتهاء مدة محكوميته في قلاع سجن (نقرة السلمان) تخوفت
السلطات من نشاطاته ، إن هي أطلقت سراحه فوضع بالإقامة الجبرية تحت أنظار السلطات ليعيش ويحجز ضمن قصبة السلمان .
آني حافظ كل أغانيك ..وأسرارك
ودفتر ذكرياتك فضّه دفتر ذكرياتك
كل ليله أگلّب ذكرياتك ..إنته حي
تضوي بدروب المدينه
وآنه أمشي عله نورك
إنته شجرة بيتنه الخضره الچبيره
والشمس تغسل گصبهه عله طولك
اليوم أگل للروح فيضي
فيضي يا روحي أغاني
بالقرب من السجن وبعد فترة من إختلاطه مع الساكنين في هذه القرية النائية في غياب الصحراء ، إستطاع أن يتخلص من سجانيه ويطوي الصحراء المترامية الأطراف حيث الثعالب والذئاب والكثير من الحيوانات المتوحشة التي تجد في الإنسان الضال لقمة سائغة ، فقد إتفق الشهيد ( محمد حسين أبو العيس ) مع بعض رعاة الأغنام على الهروب من القرية فتنكّر بلباسهم البدوي وإستطاع أن يتخلص من سجانيه ، ويعيش أياما عديدة مع رعاة الأغنام والإبل الذين يتجولون في صحراء البادية الجنوبية
طلبـا للعيش والتفتيش عن الماء والطعام ، وإستمرت فترة هروبه هذه ما يقارب ثلاثة أشهر وهو يعيش هذه الحياة القاسية وخوفا من أن تعتقله السلطات من خلال تفتيشها القرى والخيام في البادية الجنوبية.
وقد حّط به الرحال مع الرعاة على مشارف مدينة الرمادي ومن هناك سافر الى بغداد ليلتحق بركب شعبه وحزبه وبعد سنين عديدة كان ( ابو العيس) مثال المناضل الشيوعي الباسل الذي تحدى إرهاب البعثيين في معتقل (قصر النهاية ) مع رفيقيه (سلام عادل) و( حسن عوينه) ليكونوا ثلاث شمعات أنارت الدرب للجيش الجرار من الشيوعيين العراقيين . من خلال إستشهادهم على أيدي المجرمين .
شفت
ورده أزهرت
ما بين عاگول
تمد رگبتهه لخيوط الشمس
تحلم عمرهه إيطول
لچن هالشوك ..آه الشوك
خنجر حسد .....مسلول
2/ العملية الناجحة التي حدثت عام 1963
هروب بعض السجناء الذين يقبعون في سجن نقرة السلمان عن طريق إرسالهم الى مستشفى الديوانية حيث استطاع بعض السجناء من تسجيل عيادة مرضية من قبل الطبيب الحكومي الذي يزور السجن في فترات متباعدة ، وذلك بدواعي الإعياء وتعرضهم للأمراض المزمنة ولحاجتهم الى العلاج في المستشفيات ، إذ تم ارسالهم مخفورين من سجن نقرة السلمان مع مفرزة حماية من الشرطة الى مستشفى الديوانية في مركز اللواء آنذاك ، ومن خلال رقودهم في المستشفى تم التخطيط والتحضير وتنفيذ عملية الهروب من قبضة السجانين ، وكان من ضمنهم الشهيد (شاكر محمود البصري- سليم البصري) عضوا اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي فيما بعد ، والضابط الطيار عبد النبي جميل والمعلم أنبس عباس ناجي ، وسجناء آخرون كانت عملية هروبهم ناجحة ، فقد كان رد فعل السلطات الغاشمة آنذاك أن أجرت عمليات تفتيش عن الهاربين بواسطة السيارات ووضع نقاط تفتيش وسيطرات في محطات القطارات الصاعدة والنازلة ، وتفتيش الكثير من المحلات والمناطق داخل قضاء السلمان.
يا چلمه إبحلگ تاريخ
دگت فوگ وجنات الزمان بدور
بچينه ابدم ..سرج مهره
بچينه شيعتذر
لو عاتبت اشور
بجینه وما بجینه اعلیک
ندري بيك عدل الموت
بيك الموت وانته الموت
مدينة الديوانية لكنها لم تفلح بالعثور على اي اثر لهم فصب الطغاة غضبهم وتسلطهم الاجرامي على سجناء نقرة السلمان وذلك بالتضيق عليهم من خلال عملياتهم الاجرامية بالتحري والتفتيش من خلال القيام بعمليات بوليسية لاقتحام السجن ليلا ونهار لكسر معنويات السجناء ولكنهم اصطدموا بجدار حديدي من معنويات السجناء فأرتكبوا اعمالا غير انسانية تستنكرها القوانين وبنود اتفاقيات حقوق الانسان الدولية بالامتناع عن ارسال اي سجين الى المستشفى حتى ولو كان السجين بحاجة ماسة الى العلاج او على مشارف الموت بسبب الاضطهاد الاجرامي للطغاة :-
الدنيا سفرة عمر
والصبح بيها يشح
ورجال عازة وكت
عند الشدايد تصح
عالين بيارغ ضوه
يمشي بخطاهم صبح
بردان غطى الوطن
هذا الشهيد بجرح

العملية الثانية في عام 1963
للهرب من قيد الطغاة فقد نفذت مجموعة من السجناء كانت على مشارف مدينة السماوه خلال نقل وجبة من السجناء الى سجون ومعتقلات اخرى
في شاحنة نقل السجناء ( سيارة مشبكه ) على الطريق الصحراوي الطويل بين سجن نقرة السلمن ومدينة السماوة وضع السجناء افرشتهم وبعض حاجياتهم في زاوية معينة من الشاحنة بحيث تحجب هذه الزاوية افراد الشرطة الذين يحرسون السجناء في الشاحنة نفسها وتم قطع جزء من مشبك السيارة من قبل بعض السجناء ذوي البنية الجسدية القوية مثل السجين علي عاتي حيص ان صوت المنشار لا يسمع من كثرة المطبات في الطريق الترابي الذي يربط السلمان بالسماوة
بهداي شيلوا الجسد
جرحه تلچمونه
نعسان توه غفه
هذا التشيعونه
كلش بشوش الوجه
والضحكه بعيونه
وبعد أن تم قطع المساحة الكاملة من مشبك السيارة نزل السجناء من الفتحة التي أحدثها السجناء واحدا تلو الآخر ، وكان بينهم السجين (كاظم فرهود) و(سليم إسماعيل) . وكانت وجهة (كاظم فرهود) شمالا وبعد عدة أيام وقع في فخ الأعداء من جديد ليعيدوه الى سجونهم الإرهابية ، ونجا السجين( علي حسين الرشيد التكريتي) قريب (أحمد حسن البكر)من القيد المفروض
عليه واستطاع التخلص من منطقة عمليات تفتيش الهاربين، وإلتحق بقوات
الأنصار الشيوعية في كردستان ، وتخلص أيضا السجين(شاكر القيسي) وسجناء آخرون ونجوا من الوقوع في أيدي الطغاة أما بالنسبة للسجينين (سليم عباس- علي عاتي) فكانت وجهتهما جنوبا فتنقلا بيـن قرى ومـدن كثيرة وهما متنكران بلباس عربي حتى حط بهمل الرحال في مدينة الزبير ومنها الى البصرة والتحقا بالحزب الشيوعي لمواصلة النضال في صفوفه..
أرد أخبرك من غزلني الموت
ما ظل ماي بالدنيه نشف
نفتح بتابوتك المهيوب سچة شرف
نگعد ابدربك شرف
اليوم نترس روحك الحمره ورد
ويه الفرات ...بالمدارس
ويه الشباب ....بالمجالس
بالهلاهل تصعد لروحك ترف
3/ العملية الثالثة 1964 الشهيد البطل الملازم صلاح الدين أحمد :-
المنايه الما تزورك زورهه
خطوه التسلم ذبايح سورهه
طافح إعله الريح عينه إيدورهه
أملح من اترابهه وبحورهه
صگر والبيده تفر صگورهه
وإبأثر جدمه تلوذ إطيورهه
وسفه ما حفضت صگرهه
وسلمته بليله عمت ناطورهه
طلب السجين الملازم صلاح الدين أحمد الهروب من سجن السلمان كونه صدر بحقه قرار بالإعدام وهو بإنتظار التنفيذ وعند زيارة والدته سجن السلمان طلبت منه باللهجة الموصلية أن لا تراه معلقا بحبل المشنقة على أثر ذلك قرر الهروب من السجنوطلب من لجنة تنظيم السجن التخطيط لعملية هروبه من السجن ، حيث أحيطت عملية الهروب للشهيد صلاح الدين بسرية تامة لأن فشلها قد يؤدي بحياة صلاح وأن نجاحها توصله الى بر الأمان والخلاص من تنفيذ حكم الإعدام والذي أصبح وشيكا ، لكن القدر وسوء الحظ يلازمه خلال جميع محاولاته السابقة فإنتهت حياته مثلما تنتهي حياة جميع الثوار الأبطال على مر التأريخ وللأسف أن سيرة الشهيد صلاح قد طواها النسيان .
چانت العصابّه تبچي
الدمع ينزل سوالف
والمحاچي إمكسّره إبصدر المحنه وتنعي طيف
طيف نص الليل خلص ما منه رجعه
يمّه يبني
يمّه يا نسمة حياتي
يمّه ريت إيعود ظعنك
بدارك ألگه عيونك وما أشوف رسمك
ومن أشّم ريحة إهدومك أذكر إسمك
يمّه ترجع
لو أظل إباب گبرك أنتظر
لقد تهيأ صلاح لتنفيذ عملية هروبه من سجن نقرة السلمان وأخذ متاعا عبارة عن الخبز والتمر وإرتدى ملابس خفيفة وإنتعل حذاء رياضة وتمكن من الحصول على (بوصلة) للدلالة ومعرفة الإتجاهات وسكين وتم إخراجه من السجن مساءا بحجة جلب الماء من البئر الواقع خارج السجن أمام باب السجن لا يجوز إثارة حرس الباب الرئيسة للسجن ، تم وضع خطة لغرض تأمين خروجه ، أمام عشرة سجناء تم إختيارهم بدقة وعناية لتنفيذ خطة الهروب، كان صلاح أحدهم وتم وضع الخطة من قبل السجين خالد حبيب وتلك الإجراءات الذكية المحسوبة لإبقاء صلاح خارج السجن بعد إنتهاء العمل الذي إدعى السجناء أنهم يريدون إنجازه كما هي العادة في كل مرة .اذن لابد من تحقيق الهدف بخروج عشرة سجناء وعودة تسعة منهم ليبقى صلاح في الخارج على أن يكون العائدون عشرة أيضا في حساب الحراس المسؤولين عن تعداد الواقفين في الباب يحصون عدد الخارجين والداخلين في تلك الساعة ، ولابد أيضا من خطة خاصة فيها القدرة على التمويه لتضييع الواحد ، والذي هو صلاح.
لا تسحن إبروحك بوبنه إتانيك
حنه وياس مزنه إبعشگ وإحساس
بيك العرس إبساتين لإمنه تضمد الملچوم
لا تعلگ أشواگك خاف تگضي إبغير
وكتك والقيامه إتگوم
وبدأت خطة الهروب وهي:-
• خرج عشرة سجناء ومعهم خالد حبيب .
• عاد خالد حبيب بعد دقيقة واحدة مدعيا أنه نسي شيئا مهما .
• عاد ستة سجناء من العشرة الموجودين في الخارج وهم ينقلون سطول الماء من البئر الخارجية لسد حاجة السجناء الى كمية من الماء الإضافي في هذا اليوم .
• خرج ثلاثة منهم ومعهم خالد حبيب .
• عاد أربعة منهم من دون خالد حبيب .
• عاد خالد حبيب وخرج إثنان .
• ثم خرج خمسة وعاد ستة .
بعده الليل واگف ....بعده يّم الباب
وعيون الشمس نعسانه ما تطلع
وإحنه بحجة الظلمه نسد الشوف
ونحط إبحلمنه إعيون وأمال وضوه مرصّع
لا تعلّگ إشموعك لا توّج الروح
يتامه إحنه وبلياك الأمل مذبوح
هكذا إستمر العّد والحساب حتى ضاع الواحد أثناء الدخول والخروج في أوراق الحراس شبه الأميين وعندما تزود السجن بحاجته من الماء كان صلاح أحمد قد إستقر بطريقة خاصة مدروسة ومرتبة في داخل البئر الذي وضع عليها الغطاء بطريق خاصة أيضا يستطيع بها أن يتنفس .
وفي الصباح لليوم التالي تحرك ممثل السجن لمراجعة الإدارة كما هو شأنه في كل يوم مع عدد من السجناء الآخرين المكلفين بإستلام الأرزاق والبريد وأوراق معاملات بعض السجناء المغادرين أو القادمين الجدد وغير ذلك من أمور المعاملات اليومية الجارية . إستطاع السجين كنعان العزاوي الإقتراب من حافة البئر هامسا صلاح لمعرفة ما إذا كان قد غادر البئر أم لا جاءه صوت صلاح مجيبا أنه ما زال في البئر إذ لم يستطع
مغادرته لسببين :-
الأول/ أن وجه القمر كامل والضوء تمام لا يمكن السيربالصحراء .
الثاني / أنه شعر بآلآم حادة في كليتيه .
أخو روحي المشاعر كلهه تتنخاك
لا تسحن ابروحك بعده طور الليل
وعيون الشمس نعسانه ..ما تطلع
خسران.. اليمر وعيونه ما تلگاك
يا دره ابحضن محار عفه البيك
سالوفة وطن وسنين
لذلك فضل أن يبيت ليلته في داخل البئر ، أعيد صلاح مساءا قبل غروب الشمس (تكتيك) العد والحساب وإيهام الحراس ، فعاد صلاح الى داخل السجن ، تمت معالجته وزوّد بالعلاج اللآزم لكليتيه . كما زوده أطباؤنا بتعليمات خاصة أهمها أن يتناول الماء بطريقة (الرشفه) لضمان سلامة الكلية الى حين الوصول الى السماوة نجحت بسهولة ترتيبات إخراج صلاح الى البئر ثانية بنفس الطريقة .
تم تنفيذ عملية الهروب والتوجه سيرا في منتصف الصحراء وبعد خمسة أيام من يوم التنفيذ ، لكن الفاجعة والمأساة يجب أن تحل وأن تكون النهاية هي واحد من قصص البطولة عند جميع المناضلين والأسطوريين ، فقد وجدت المفارز المتجولة في البادية التابعة الى مديرية شرطة السلمان جثة مجهولة الهوية تعود لأحد نزلاء سجن السلمان لم يتمكن التعرف عليه كون جثته مشوهة من تعرضها لنهش الحيوانات المفترسة ، حيث قامت إدارة السجن بتبليغ ممثل السجناء بأن واحدا من زملاءهم ممن حاول الهرب قد وجد ميتا في وسط الصحراء وعلى مسافة قليلة من مدينة السماوة وأن الطيور الجوارح والضواري قد أكلت جزءا من وجهه فخرج بعض السجناء وبصحبتهم السجين الدكتور عبد الصمد نعمان وبعودته إنتشر الخبر المفجع ، عم الحزن في أرجاء سجن نقرة السلمان وبذلك ودعوا
أجمل وأشجع رجل وجد ميتا على أرض صحراء العراق وهو يطبق كفيه على حفنة من الرمل من شدة الألم وجور الزمان وجحود أبناء جلدته الأخوة والأعداء ولم يملك المنفيون في النقرة سوى الآهات والحسرات
رمده الشمس
ومعصبات إعيونهن بظيم الكدر
رّد للسلف
خبّر زلمنه الما وصل منهم خبر
هيمه ومساحي إمگطعه وخباز مكفوف النظر
عندك علم
دنياك تتوسد عله زنود الخطر
لّم الدرب
وإسحگ عله البارود بحزام الحذر
شوف الزلم
فحطو ..غفو ناسين ..؟ لو دمهه فتر
هّز بيرغك وإنفض عباتك من مخاليف الدهر
ليش الضحچ
ناعورنه إتخورّس على ضفاف النهر
رايد طرب بستانه إنذبحن غدر فوگ الوتر
نسمع لغط غربان تتراگص على عيون البشر
بحبك خفت گبلك ألف وآلآف داسو عالأثر
دنياك مهره إمسرجّه وأيامك إمتاع السفر
لو صادف إبدربك نهر
إطفر ولا تمشي شهر
هاي الزلم
ثانيا : عمليات الهروب الفاشلة
أ – العملية الأولى
وردت توجيهات من منظمة الحزب الشيوعي في الخارج بأن الحاجة الماسة لبعض أعضاء الحزب الشيوعي من هم في داخل سجن السلمان وللمصلحة العامة يجب تهريبهم من داخل السجن ، وكانت المخاطبات ما بين سكرتيرة الحزب المقر العام واللجنة المركزية الموجودة داخل السجن وعلى أثر ذلك تم وضع خطة لمحاولة تهريب الأعضاء المطلوبين بالعمل خارج السجن وكانت الخطة تتجسد في القيام بحفر نفق يبدأ من الغرفة التي كانت مخصصة لغرض خزن الأدوات التي تستخدم من قبل لجنة الخدمات ليكون نهاية النفق الى المنطقة خارج سور السجن وأن سببها أختيار هذا المكان هو وجود الأدوات التي تستخدم بالحفر داخل غرفة الخدمات مثل (القلم والچاكوچ الحديدي ) والسبب الآخر كون الغرفة
تبعد عن نقطة الحراسة .
كريم إيضّم رعد وشفافه ذبلانه
يگله الموت خويه بعده ويانه
بعدنه إنغني موال العشگ بصوات خجلانه
وبعدهي الگاع تصرخ حيل عطشانه
بعد كل الدروب إمسددّه البيبان
ومحّد بالزلم إيگول هذا آنه
وكل الناس تصفن دوم سهرانه
صدگ أمي الحنونه إسنين حزنانه
ومحّد فّك حزنهه وذكر إخوانه
تحلم يوم إهي إبعرسي
تزفني إبلهفه فرحانه
زلمنه إمحزمّه إبزيانت
إبهور الغموگه إسباع تلگانه
نخليهه الفشگ خيمات
ونخلّي أرواحنه شاجور
تظل إتهلهل الدانه
بلكي تطفه نيرانه
وتدش زفة حمد إلنه
سرج مهره حرير
إمطرز ومعروف عنوانه
وبعد ما تم تكليف بعض السجناء من المباشرة بالعمل ، وبدأ العمل بحفر النفق بإستخدام (القلم والچاكوچ الحديدي) وكيس صغير لغرض إخراج أنقاض الحفر وطال العمل بحفر النفق حوالي شهر كامل وعند قرب العمل من الوصول الى نهاية الحفر وكانت وقتها دورية ترابط نهاية السجن من مديرية شرطة البادية ، حيث سمع أحد عناصر تلك الدورية ليلا عمليات الحفر فقام بالبحث من مصدر الصوت ولكنه لم يتمكن من معرفة مصدره ، وعلى أثر ذلك قام العاملون بإغلاق النفق بواسطة صحيفة حديدية لتمويه فتحة النفق ،وفي اليوم التالي قام منتسبو الشرطة بإخبار إدارة السجن بأنهم
قد سمعوا أصوات حفر من داخل السجن في الليلة الماضية ، وعلى أثر ذلك حضرت مجموعة من السجانين وبرفقتهم السجين (كنعان العزاوي) منسق السجناء ، وسألوه عن مصدر صوت الحفر داخل السجن ، فأجابهم بأن العاملين في المخزن إحتاجوا الى حفر لخزن المواد الغذائية ، بعد ذلك تم صدور توجيه من سكرتيرة الحزب بإنهاء عملية الهروب .

ب – العملية الثانية
الشهيد وعد الله النجار... كان أحد السجناء في نقرة السلمان وهو السجين وعد الله المكنى النجار وهو من أهالي الموصل الحدباء ويصف بكونه رجلا بمعنى الكلمة بسلوكه وتواضعه مع زملائه ومعروف أيضا بالحنكة والتجربة في منطقة الفرات.
وردت برقية الى سجن السلمان من المجلس العرفي العسكري في بغداد لغرض المحاكمة وكان على علم عند وصوله الى المحكمة بأن يصدر بحقه قرار بالإعدام وينفذ في نفس الوقت لذلك عندما تم تجهيز المفارز لغرض تسفيره الى بغداد الى موقف السماوة كمرحلة أولى لحين حصول الموافقات الرسمية لغرض تسفيره الى بغداد قام بتوديع زملائه السجناء وكأنه لا يرجع ، وعندما وصل الى موقف السماوة تداول بذهنه بأن يقوم بتنفيذ عملية هروب من السجن وقام بوضع خطة لغرض حفر جدار السجن ويكون حفره عندما ينام الموقوفين الذين كانوا محتجزين معه بإستخدام قضيب حديدي جلبه معه من سجن نقرة السلمان وقام بإخفائه بحقيبة الملابس العائدة له وبالفعل بدأ بحفر الجدار من أجل الهروب وكان عمله في منتصف الليل وإستمر عمله طيلة الليل حيث أكمل الفتحة في الجدار وكذلك حدد اليوم الذي يهرب به ، وإذ بالصدفة السيئة قادت أحد السجناء العاديين الى الإنتباه للفتحة فقام بالصراخ بالصوت العالي وعلى إثر ذلك حضر حرس الموقف ففشلت المحاولة وبعد ذلك تم تسفيره للمحكمة وصدر بحقه قرار الحكم بعد فترة قصيرة وتعد هذه من عمليات الهروب
قصاصات نادرة للشاعر الكبير مظفر النواب ، ننشر هذه القصيدة التي كتبها بحق شهيد حزبنا البطل وعد الله النجار الذي أقدمت على اعدامه عصابات البعث خلال انقلاب 8 شباط الأسود ووعد الله الذي يحمل أحد شوارع مدينة الموصل إسمه بكل فخر اليوم من ضمن تنظيمات الحزب العسكرية وشقيق الإستاذ حسب الله يحيى ننشرها كما هي وفاءا لهذا البطل ولكل شهداء الشعب العراقي

عين الرمد
عين الرمد ما هانت
نعزهه
وكل رمدهه إيهون
ضمو إجفونكم عالعين
هذا الريح ....ما مامون
ياشابگ متن مهره...ثنيّه
ومنحدر ......چالسيل
هّب عله السرج وأهك
وراك إنجوم كل الليل
وآهك لا حوافرهه
تطشر الگمر
الشهيد وعد الله النجار
فّج الليل ...فّج الريح ..وأبرج ..وإستبگ العيون
گلهم عن وعد ما هان
بترابه المطر مضمون
ترجّل...!
نادتك ترفه ...بإذنهه من الشذر ورده
ذوايبهه الذهب الأبريز
عن گصتهه ..مرتده
إخذهه وشمهه يا فارس
تراهي إمن الورد شدّه
سعدي جبار مكلف
سيدني استراليا
اواسط حزيران 2019



#سعدي_جبار_مكلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهرجان الثاني للقصيدة لجمعية البيت المندائي في استراليا
- ديوان ابوذيات مهاجرة للشاعر فوزي عبود خماس
- الحنه فی الشعر الشعبی العراقی
- الكحل في الشعر الشعبي العراقي
- جمال العيون في الشعر الشعبي العراقي
- الليل في الشعر الشعبي العراقي الجزء الرابع
- الليل في الشعر الشعبي العراقي الجزء الثالث
- الليل في الشعر الشعبي العراقي الجزء الثاني
- الليل في الشعر الشعبي العراقي الجزء الاول
- حنان الاخت في الشعر الشعبي العراقي
- تنبؤات المندائي سنيجر عامر وتنبؤات الدكتورا داموس
- الطائفة المندائية واستراليا الخير والعطاء
- حافظ رسن مناضل وشهيد قتلوه اخوة يوسف
- مهدي ابو الهيعة مخبول البصرة
- شاعر الصمت الحزين قبيل عبود رشود
- ذكريات من ايام النضال الحلقة السابعة عشر براغ والمسرحية والس ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة السادسة عشر البراءة وبرد العمار ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الخامسة عشر العصافير وسياف المد ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الرابعة عشر عريف جحيف وأمن البص ...
- ذكريات من ايام النضال الحلقة الثالثة عشر حافظ رسن من القمة ا ...


المزيد.....




- الرئيس الايراني: نأمل ان نشهد تعزيز العلاقات الثقافية والسيا ...
- -الآداب المرتحلة- في الرباط بمشاركة 40 كاتبا من 16 دولة
- جوامع الجزائر.. فن معماري وإرث ديني خالد
- -قيامة ليّام تقترب-.. الصور الأولى من الفيلم السعودي -هوبال- ...
- الدوحة.. إسدال الستار على ملتقى السرد الخليجي الخامس وتكريم ...
- فنانون عرب يطلقون مبادرات لدعم اللبنانيين المتضررين من العدو ...
- عمرو دياب يعلن اعتزال الغناء في الأفراح بعد أشهر من واقعة -ا ...
- -جيل الصابرا-.. كيف تنبأ عالم مصري بمستقبل نتنياهو وإسرائيل ...
- فيلم -المتحولون واحد- يعود إلى الجذور برسائل عميقة عن الطبقي ...
- مغني الراب -ديدي- يواجه 120 اتهاما بالاعتداء الجنسي


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي جبار مكلف - محاولات الهروب من سجن نقرة السلمان