أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راني ناصر - الأنظمة العربية أسلحة تفتك في الجسد العربي














المزيد.....

الأنظمة العربية أسلحة تفتك في الجسد العربي


راني ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 6404 - 2019 / 11 / 10 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعاني معظم الدول العربية منذ حصولها على استقلالها الإسمي من استبداد أنظمتها، ومن صراعات وانقسامات داخلية مستمرة أدت الى انزلاقها الى مستنقع الهوان والخيانات والحروب الأهلية، وتحوّلها إلى كيانات خدمية للقوى الاستعمارية.

فقد دأبت الأنظمة الوراثية والشمولية العربية على تفتيت النسيج الاجتماعي في أقطارها من خلال بثها للأفكار المشبعة بالأحقاد الطائفية، أو القبلية، أو العشائرية، أو العرقية كوسيلة لضرب أي معارضة موحدة ضدها، ولشراء ولاء شريحة اجتماعية معينة من الناس تعينها على تعضيد دعائم حكمها مما أزال الصفة الوطنية عنها وأدّى إلى خلق جيل يقدم الولاء الطائفي او العرقي او العشائري او القبلي على حساب الانتماء الوطني الاشمل، فكانت سوريا واليمن وليبيا والعراق لحين كتابة هذه الاسطر آخر ضحايا هذا التفكك الاجتماعي.

كما قامت هذه الأنظمة بتسخير طاقاتها لتحطيم شعوبها من خلال الزج بالمناضلين في غياهب السجون، وتشجيع الشباب على الهجرة الى الخارج؛ وبناء مؤسسات تنشر الاستبداد والرعب والفساد، وتقتل الاحلام والحوافز والابتكار، وتجرم العفة، وتحارب التقدم والتطور وتحتكر الفكر والعقل؛ فالشاب المغربي أنور بوخرصة صاحب الميدالية الذهبية في رياضة التايكوندو خير مثال على ذلك؛ فقد اختار ركوب قوارب الموت الغير شرعية الى اسبانيا باحثا عن حياة كريمة بعد ان اشتكى الظلم الذي تعرض له في بلاده، ومن الظروف المعيشية الصعبة التي عانى منها.

أضف الى ذلك أن انشغال الأنظمة العربية بالصراع للبقاء في السلطة أدى الى تراشقها سهام الغدر والخذلان والهوان على بعضها البعض، واعتمادها سياسة المكايدة، أو المناكفة، أو التحالف مع أعداء الامة كوسيلة لتركيع أو طمس العدو العربي الآخر؛ مما أدى إلى فشلها وإفلاسها سياسيا واقتصاديا، وتصدع الوطن العربي وتمزيقه ليصبح لقمة سائغه لأمريكا وإسرائيل واي دولة طامعة.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، تآمرت السعودية والبحرين والامارات مع العسكر في مصر للتخلص من محمد مرسي ، اول رئيس مصري منتخب بحرية ونزاهة منذ عهد الفراعنة، وما زلوا يتآمرون على الثورات اليمنية والتونسية والسودانية والجزائرية والليبية؛ وتآمر العرب على بعضهم بعضا مع نفس العدو الأمريكي كما حدث في الازمة القطرية حيث تعمل الدول المتخاصمة مع أمريكا لمعاونتها على انزال عقوبات على الشريك العربي الاخر؛ وتتآمر جميع الأنظمة العربية على الشعب الفلسطيني بسكوتها عن جرائم إسرائيل، وبالتطبيع العلني والسري معها.

هذا التآمر العربي-العربي، واستعداد الأنظمة الوراثية والشمولية للتضحية بالسيادة والكرامة ومستقبل الأجيال القادمة بتحالفها مع أعداء الامة الذين يريدون مصادرة مقدراتها وثرواتها، يدل على أن هذه الأنظمة تحوّلت إلى قفازات للاستعمار يستخدمها لتدمير وتمزيق المنطقة.

الأنظمة العربية الوراثية والشمولية أسلحة قاتلة تفتك في الجسد العربي؛ فهي لم تتمكن من بناء استراتيجية معينة، أو تتقدم بمشروع وطني، أو بأي إصلاحات تحصّنها وتحميها من التغيرات والتقلبات الجيوسياسية التي تعصف بالمنطقة، وترتقي بها وبشعوبها، وتضعها على سلم الحضارة على غرار العالم الغربي؛ إن وجود هذه الأنظمة يتنافى مع مفهوم وجود الدولة ووظائفها، ويحوّلها الى شركات مقاولة خاصة تتاجر بتاريخ ودين وحضارة وشعوب الامة العربية.



#راني_ناصر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الوطن العربي يصبح اللص مديرا أو وزيرا أو حاكما
- تداعيات اهتزاز أركان عرش السيسي
- عندما يصبح الحج آداه للعقاب ونشر الأكاذيب والدجل
- عندما يصبح الحج آداه للعقاب ولنشر الأكاذيب والدجل
- فلسطين بين نصرة الشعب الجزائري الحبيب وخيانة الحكام العرب
- سقوط السودان في شباك العسكر
- من الأخطر على الامة العربية أنظمتها او إيران؟
- مخاطر البنود المسربة لمؤامرة القرن المسمّاة -صفقة القرن-
- السلطة الفلسطينية قصة فشل لا تنتهي


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راني ناصر - الأنظمة العربية أسلحة تفتك في الجسد العربي