أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راني ناصر - السلطة الفلسطينية قصة فشل لا تنتهي














المزيد.....

السلطة الفلسطينية قصة فشل لا تنتهي


راني ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 6227 - 2019 / 5 / 12 - 23:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثّل قيام السلطة الفلسطينية في عام 1994 انتكاسة كبيرة لشعبها الذي كان يتطلع اليها لتحقق له الحرية، وتوفر له الحياة الكريمة، وتحرره من بطش الاحتلال الصهيوني؛ فالسلطة الفلسطينية فشلت في "دمقرطة" المجتمع المدني، وفي النهوض بمشروع وطني يحقق انتصارات ميدانية وسياسية لشعبها الذي يعاني من مؤامرات عربية ودولية.

انتقلت عدوى الاستبداد من الأنظمة التي تحكم الأقطار العربية الى السلطة الفلسطينية منذ اليوم الأول لنشأتها؛ فالشخصيات التي تبوأت السلطة منذ عام 1994 لم تكترث ببناء الثقافة والفكر والوعي المطلوب لتحرير الانسان والأرض؛ واهتمت فقط بحجم الغنائم التي تستطيع استقطاعها من مساعدات ومنح عربية ودولية قُدمت للشعب الفلسطيني، ودلفت نحو الحقائب الوزارية والمناصب الحكومية الصورية.

من هنا تحولت السلطة الفلسطينية التي من المفترض ان تكون كيانا حاضنا لجميع القوى الفلسطينية المختلفة الى سلطة نخب لأعضاء حركة فتح وكلُ من سار من الأحزاب الاخرى على نهجها؛ فقُوضت عمل المؤسسات والمنظمات التي تمارس الرقابة عليها، وأقصت أي معارضة حقيقية حاولت تصحيح أخطاءها وتجديد مشروعها التحريري بناءً على تغيِّر المعطيات على الأرض، والتقلبات السياسية والتحالفات الاقليمية والدولية.

فقد ذكر موقع Amnesty International أن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات العامة وثق 147 هجوما شنتها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية على مراكز إعلامية بين عامي 2017 و 2018 شملت اعتقالات تعسّفية، وتعذيب، وسوء معاملة أثناء الاستجواب، ومصادرة المعدات، وحظر 29 موقعا اخباريا.

حالة الاستبداد التي خلقتها السلطة الفلسطينية باستفرادها بالقرار السياسي، وعزوفها عن استيعاب قوى مخالفة لنهجها وكتم معارضيها؛ دفع طبقة أخرى تشبعت من أديباتها في الاستبداد السياسي والثقافي الى تكوين أحزاب خارج منظومتها؛ مما أدى الى تشرذم المشروع التحرري، وتقزيم مفهوم الوطن الى احزاب، وتحجيم الحزب ليكون أكبر من الوطن، وتقويض فعالية المقاومة الفلسطينية بسبب تعدد بنادقها، وضياع هوية العدو الحقيقي بين الصراعات الحزبية الفلسطينية-الفلسطينية.

هذه الفوضى السياسية والاجتماعية التي خلقتها السلطة الفلسطينية وتوارثتها عنها بقية الفصائل والأحزاب ألحقت شرخا في النسيج الاجتماعي الفلسطيني؛ حيث نجد ان الانقسام خصوصا بين مؤيدي فتح وحماس وصل الى المدارس، والجامعات، والشركات، والمؤسسات النقابية والإعلامية، والمؤسسات الحكومية، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعج بالشتائم والوعيد بين أنصار الطرفين، وبين افراد الاسرة الواحدة.

هذا الفشل السياسي هو النتيجة الطبيعية والمتوقعة لسلطةٍ تبنت ثقافة الاستبداد السياسي والاجتماعي؛ فقيامها بالتنسيق أمنيا مع إسرائيل ومشاركتها في حصار وضرب غزة، وتخبطها في التحرك ضد إسرائيل عربيا ودوليا، ومحاولاتها المتكررة للقضاء على المقاومة المسلحة، وتقديمها التنازلات المجانية الجمة للكيان الصهيوني، وتحالفاتها المشبوهة مع أنظمة عربية كالنظام المصري أدى الى دفن القضية الفلسطينية تحت وابلٍ من المؤامرات العربية والقرارات الأممية الفضفاضة.

السلطة الفلسطينية بممارساتها وإخفاقاتها أصبحت عبئا على الشعب الفلسطيني، ومصدرا لفشله اجتماعيا وميدانيا وسياسيا، وغير قادرة على التعامل مع التحديات والمخاطر التي تتعاظم يوميا، خصوصا بعد وصول ترامب الى الرئاسة الذي أهدى القدس والضفة للصهاينة، وانكر حق العودة لملايين الفلسطينيين، ويحاول تمرير ما يعرف بصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية.



#راني_ناصر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصور فرنسي يوثق جانبًا آخر من جزيرة سقطرى باليمن لم تلتقطه ا ...
- إطلالة كيت ميدلتون -الزرقاء- تعيد إلى الأذهان أناقة الأميرة ...
- الجيش الكويتي يُعلق على تداول مقاطع رصد -صواريخ باليستية- في ...
- غروسي يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيران ...
- مراسلتنا: المدفعية الإسرائيلية تهاجم جنوب لبنان
- الملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في ا ...
- -إيرنا- تنفي نبأ انسحاب البرلمان الإيراني من معاهدة حظر الان ...
- اكتشاف مواد سامة -خفية- تلوث الهواء في الولايات المتحدة من م ...
- تفاصيل إبعاد مسيرة عن منزل نتنياهو
- إسرائيل وإيران تتصارعان.. والسوريون بين الشماتة والانتظار


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راني ناصر - السلطة الفلسطينية قصة فشل لا تنتهي