أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - مشتركات حركات الاحتجاج الجارية في العالم














المزيد.....

مشتركات حركات الاحتجاج الجارية في العالم


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6404 - 2019 / 11 / 9 - 17:55
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يشهد العديد من بلدان العالم حركات احتجاجية، قد تختلف في تفاصيلها الصغيرة، وفي التباين التاريخي والثقافي بين بلد وآخر، او قارة وأخرى، لكن قاسمها المشترك هو الترابط الواضح للعيان بين نضال الشعوب من اجل توفير حاجاتها الأساسية ومطالبها الاجتماعية وبين تغيير الأنظمة السياسية الحاضنة للقمع والاستبداد والسلطوية، والتبعية للمراكز الدولية والإقليمية المهيمنة والساعية لتأبيد سطوتها.

لقد كان رفع أجور النقل في تشيلي 30 بيزو (4 سنت) الفتيل الذي أشعل انتفاضة مستمرة ومتصاعدة منذ أكثر من أسبوعين. وفي لبنان كان المحرك المباشر فرض ضرائب إضافية على قطاع الاتصالات ومنتديات التواصل الاجتماعي. اما في العراق، فان انتفاضة تشرين المستمرة منذ 36 يوما، فقد جاءت محصلة التظاهرات واعتصامات قطاعية مستمرة منذ عام 2010. وكانت الشرارة التي أطلقت حركة السترات الصفر في فرنسا في العام الفائت، الضريبة المفروضة على الوقود. ويمكن القول ان الأسباب المباشرة لانطلاق الحركات الاحتجاجية تبدو محدودة، مقارنة بتطور مساراتها وتعمق محتواها والمآلات التي يمكن ان تنتهي اليها، فضلا عن تأثيراتها المستقبلية على الصراع الاجتماعي والسياسي في هذه البلدان.

والشعارات المرفوعة في هذه الاحتجاجات تعكس هويتها وجوهرها، ففي تشيلي كان الشعار" المشكلة ليس بـ 30 بيزو إضافية، المشكلة في 30 عاما"، إشارة الى كوارث الليبرالية الجديدة، والسياسات الموروثة من الدكتاتورية الفاشية، طيلة الثلاثين عاما الأخيرة، او الشعار الذي زين جدران احد المصارف: "انتم مديونون بحياتنا". وفي العراق فان أبرز شعارين: "نازل آخذ حقي"، و"نريد وطن".

والآن تنقلب المعادلة التقليدية، ليس الناس مطالبون بالسمع والطاعة للسلطة، او بتسديد القروض الى البنوك. ان الحياة المعتادة تنتفض، وتطالب بأشياء، لم تكن معروفة في السابق، وربما لا تحمل اسما بعينه. ولكن الواضح جدا، ان الامر يتعلق بما هو كلي، بعبارة أخرى لا يمكن استمرار ما هو قائم.

لقد بدا ذلك واضحا بعد الغاء الضرائب الجديدة، او التراجع عن رفع كلفة النقل، وكذلك استقالة حكومة، او القيام بتعديل وزاري، وكذلك مسلسل تقديم حزم "الإصلاحات". وبالنسبة للحركات الاحتجاجية لم يعد هذا كافيا، ففي تشيلي يحتاج الناس الى العيش بسلام، كما تقول احدى اغانيهم. وفي لبنان والعراق يبحث المنتفضون عن نظام بديل لنظام المحاصصة الطائفية – الاثنية المعشق حد النخاع بمافيات الفساد، وكما تقول احدى الناشطات في بيروت: "ان الحرب الاهلية انتهت الآن"، في إشارة منها الى الطابع الوطني للاحتجاجات في بلدها. وفي العراق تمثل العودة الى الهوية الوطنية المغيبة منذ عقود طويلة، صورة لانتفاضة الشبيبة المتصاعدة. وفي فرنسا رفضت الحركة الاحتجاجية طيلة شهور عروض الحوار الحكومية، ومحاولات الاحتواء السياسي.

والسؤال هل من المفيد ان نتحدث في الوقت ذاته عن الاحتجاجات في هذه البلدان الأربعة؟ قد يقول البعض ليس هناك تلاق برنامجي، او حتى مشتركات واضحة كما كان طابع احتجاجات الربيع العربي في عام 2011. ان المشترك المؤثر هو سيادة منطق الليبرالية الجديدة في المراكز الرأسمالية وفي بلدان الأطراف، فالمشاكل هنا متشابهة: الديون الأجور، ايجارات المساكن المرتفعة، الخدمات الصحية، ومشاكل قطاع التعليم ومشاكل أخرى، وبالنتيجة الناس ينتفضون ضد الكيفية التي يحكمون بها. ان الدولة والحكومة يشكلون جوهر المشكلة وليس الحل. فالدولة والحكومة لم يتراجعا عن عملية سياسة اقتصادية تترك الشعوب تحت رحمة الأسواق المنفلتة وما تنتجه من مافيات فساد وتسلط، في تداخل واضح بين سلطة السياسة والاقتصاد، مبني على الاستغلال والمصادرة، وإخضاع الشعوب وسحق ارادتها.

لذلك فالمشكلة الاجتماعية في جميع الانتفاضات ليس التوزيع او المصالح السياسية، بل تأتي الديمقراطية في المقدمة، التي لا ترفع كمطلب فقط، وانما تشكا محتوى وشكل الانتفاضات. لقد شهدت الاحتجاجات في تشيلي حضورا لافتا للمهاجرين وشهدت شوارع بيروت أناشيد واغان سورية وفلسطينية، وفي العراق شكلت ساحة التحرير وطنا صغيرا، بعيدا عن كل اشكال الانقسام. لقد دحض شارع الاحتجاج المخاوف من الغرباء ومن التغيير. ولا يمكن تصور ما حدث دون مساهمة النساء ومنظماتهن الفاعلة.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممارسات ملازمة لطبيعة الرأسمالية / تقرير يكشف فضائح لوبي شرك ...
- مجالس ديمقراطية مفتوحة لقيادة الحركة الاحتجاجية / الشيوعي ال ...
- في ضوء التعقيدات التي تحيط بعمله / هل يستطيع اليسار النمساوي ...
- بعد تراجعه في انتخابات ولايتين شرقيتين / اليسار يحقق انتصارا ...
- سلمية الاحتجاجات تنتصر على العنف والاستبداد
- بعد أربع سنوات من سلطة الليبراليين الجدد / الارجنتين .. تحال ...
- تعهدات ووعود الرئيس اليميني المتطرف لم تنفع / تشيلي .. مئات ...
- المعارضة اليمينية رفضت الاعتراف بنتائج الانتخابات / بوليفيا ...
- قوى اليسار الجذري تؤكد بصمتها في النجاح الحكومي المتحقق / ال ...
- بمشاركة وحضور أممي مميزين المهرجان العاشر لحزب العمل البلجيك ...
- بعد الفشل في تشكيل الحكومة والتوجه نحو انتخابات مبكرة جديدة ...
- معارك شوارع في جاكرتا / إندونيسيا .. احتجاجات حاشدة ضد اسلمة ...
- مع تصاعد اجواء حرب باردة جديدة / البرلمان الاوربي يبعث برسال ...
- مسارات من تاريخ الاشتراكية في العالم / ِلمَ الماركسية؟!
- الحكومة تلجأ الى قانون طوارئ غذائي / الارجنتين .. خمسة ملايي ...
- جمعة عالمية من اجل المستقبل / الملايين في جميع القارات يحتجو ...
- مع تراجع مشاريع الاسلام السياسي في المنطقة / خسائر اردوغان ت ...
- رغم اهمال دور الحكومة الشرعية في افغانستان / تعثر اعلان اتفا ...
- من برنامج استذكار مئوية استشهادها / رحلة في أثر روزا لوكسمبو ...
- اندلعت في الأول من ايلول 1939 / الحرب العالمية الثانية - الك ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - مشتركات حركات الاحتجاج الجارية في العالم