أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - اندلعت في الأول من ايلول 1939 / الحرب العالمية الثانية - الكارثة الاكثر تدميرا في التاريخ المعاصر














المزيد.....

اندلعت في الأول من ايلول 1939 / الحرب العالمية الثانية - الكارثة الاكثر تدميرا في التاريخ المعاصر


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 6340 - 2019 / 9 / 3 - 03:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منذ ثمانين عاما، في الاول من ايلول 1939 غزت المانيا النازية جمهورية بولندا المجاورة. وشكل الهجوم البربري البداية الفعلية للصراع العسكري الأكثر وحشية في التاريخ، والذي غطى أجزاء كبيرة من العالم، وشاركت فيه جميع القوى العظمى في القرن العشرين. وأدت العمليات العسكرية التي استمرت حوالي ست سنوات الى سقوط اكثر من 60 مليون ضحية، عدا الخسائر المادية والاقتصادية والتدمير الذي لحق بآفاق التطور السلمي للحضارة البشرية. وانتهت الحرب في أوروبا يومي 8 و9 ايار 1945 بالاستسلام غير المشروط لألمانيا النازية، وفي الشرق الأقصى انتهت العمليات العسكرية في ايلول 1945 بهزيمة اليابان.
جاءت الحرب تتويجا لوصول النازية الى السلطة في المانيا في عام 1933، وتنفيذا لواحد من اهدافها الكبيرة، في ما أسمته رد اعتبار الجيش الالماني بعد هزيمته في الحرب العالمية الاولى 1914 -1918. وفي الواقع جاءت الحرب لاعادة اقتسام العالم بين المراكز الرأسمالية الصاعدة، وسعيها الى ازالة النظام السوفيتي من خريطة العالم السياسية، وهو هدف سعى اليه النازيون الالمان والفاشيون الايطاليون، وكذلك البلدان الرأسمالية الاخرى، ولكن كل بطريقته ووفق اولوياته.
وعلى طريقة جميع الغزاة، ادعى النازيون ان غزوهم للاراضي البولندية جاء ردا على اعتداء عسكري قامت به الاخيرة. وكان على النازيين اللجوء الى الكذب واساليب الدعاية الشوفينية والعنصرية لخلق حماس للحرب بين الالمان، الذين كانوا، حتى بعد مرور 6 سنوات على تسلم النازيين السلطة، غير متحمسين للحرب، على عكس حماسهم الذي رافق اندلاع الحرب العالمية الأولى. لذا كان ضروريا العمل على اعادة الروح الى هذا الحماس وتصعيده، وهذا ما نجحت به ماكنة الاعلام النازية، على الاقل في سنوات الحرب الأولى.
وكان المفهوم الفاشي المعروف بـ"سياسة المجال الحيوي" أساسًا أيديولوجيا للحرب، التي اتسعت لاحقًا مع تنفيذ "الخطة العامة للشرق"، وغزو الاتحاد السوفيتي في 22 حزيران 1941. ووقف رأس المال الاحتكاري الالماني وراء عمليات استمرار الغزو وتوسعه، لقناعته بان الظروف اصبحت مواتية لتحقيق هيمنته الاقتصادية على العالم، عبر ارتدائه قمصان الحرب النازية. وقد كتب الشاعر والمسرحي الالماني بيرتولت بريشت، عشية الحرب العالمية الثانية، في دفتر ملاحظاته ان "الحدود التي لا يمكن تجاوزها بواسطة البضائع يتم تجاوزها بواسطة الدبابات، وهي أيضا بضائع، (مثل قوة العمل التي تخدمها)".
وفي المانيا وبلدان المراكز الرأسمالية الاخرى، يقدم القليل للطلبة والشبيبة عن الاسباب الحقيقية لاندلاع العدوان الفاشي. ويجري التركيز على البعد الاجرامي الاستثنائي في شخصية هتلر، لكي تصور الحرب باعتبارها فعلا فرديا، ويجري خفض المسؤولية عن اندلاع الحرب، بالاشارة الى معاهدة عدم الاعتداء الألمانية-السوفيتية المبرمة في آب 1939، في محاولة لخلط الاوراق. ولا يسلط الضوء على سياسة "التهدئة"، وغض النظر عن مطامح النازية التي عكستها اتفاقية ميونخ في ايلول 1938 التي سعت الى المصالحة مع النظام النازي، وكذلك الموقف المائع للبلدان الغربية ازاء نهج العسكرة والحرب الذي تبناه رأس المال الالماني الكبير في حينه.
وليس مستغربا ان تشهد اليوم العديد من البلدان الرأسمالية صعودا لليمين المتطرف والنازيين الجدد، ففي الانتخابات التي جرت الاحد الفائت في ولايتين بشرق المانيا، نجد العديد من الاسماء النازية على قوائم حزب "البديل من اجل المانيا"، اكبر احزاب اليمين المتطرف نجاحا في البلاد، بعد احتلاله الموقع الثالث في البرلمان الاتحادي في انتخابات خريف 2017 العامة، واحتلاله المركز الثاني في الانتخابات التي جرت الاحد الفائت في مقاطعتين شرقيتين. ولا يبدو خطر سباق تسلح نووي جديد مستبعدا، خصوصا بعد الغاء الولايات المتحدة معاهدة وقف تطوير الصوارخ النووية متوسطة المدى التي ابرمتها مع الاتحاد السوفيتي السابق، والتزمت بها روسيا الاتحادية ايضا.
ولذلك فان الديمقراطية والسلام والحرية ليست بديهيات، بل يجب الدفاع عنها بحزم، لأن النضال ضد الفاشية والحروب القومية وسباق التسلح الطائش لم ينته بعد. بل يكتسب اليوم اهمية استثنائية، ويحتاج اكثر من اي وقت مضى الى حركة سلام واسعة ومؤثرة وقوية.
لقد تحول الأول من ايلول، منذ نهاية الحرب، الى يوم للسلام والتضامن ومعاداة الحروب، وتشهد فيه العديد من بلدان العالم فعاليات متنوعة في سبيل السلام والتقدم والعدالة الاجتماعية، ويكتسب، اهمية خاصة، الرد على شعارات التقسيم والإقصاء للمتطرفين والشعبويين اليمينيين، الذين يحشّدون ضد قيم الديمقراطية ومكتسباتها، ويحاربون التنوع الثقافي والمجتمعي في العالم.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل اسبوع من الانتخابات في ولايتين شرقيتين / المانيا: 40 ألف ...
- مع استمرار الحوار حول تشكيل حكومة جديدة / هل ذهب فاشيو ايطال ...
- استمراراً لنهج الاستبداد والانقلاب على الديمقراطية / أردوغان ...
- رئيس الوزراء مودي يصر على سياساته العدوانية والعنصرية / اليس ...
- أكد على تعزيز المشتركات بين قوى اليسار والتقدم / منتدى ساو ب ...
- شعبوية ترامب وتطرفه اليميني عززت دورها / الاشتراكية الديمقرا ...
- حكومة اليمين تسعى الى العسكرة والتضيق على حقوق الانسان/ اليا ...
- المكسيك انتقدت توقعاته بشدة / صندوق النقد الدولي يشعر بالقلق ...
- بعد فشل محاولة التحالف مع كتلة اليسار / إسبانيا.. هل ستشهد ا ...
- لن تستطيعوا هزيمة الربيع / جان زيغلر .. حول اوغاد الاحتكارات ...
- بعد نصف قرن على هبوط الانسان على سطح القمر / تسارع التنافس ع ...
- مستفيدة من التشريعات الأوربية في التضييق على اللاجئين / إدار ...
- اصوات اليمين المتطرف رجحت كفتها / فون دير لاين تقود الاتحاد ...
- حزب اليسار الألماني: في الحرية الدينية والفصل بين الدين والد ...
- زعيم اليمين المتطرف يحاول الافلات من الفضائح / ايطاليا .. هل ...
- على طريق تعزيز عسكرة سياسات الاتحاد الأوربي / هل تصبح فون دي ...
- بعد تجربة صعبة لليسار في ادارة البلاد / اليمين المحافظ يعود ...
- أكد ضرورة الاتحاد لمواجهة فاشية السلطة / الشيوعي الهندي: ترا ...
- بعد قرابة ثلاثين عاما على توحيد شطري البلاد / المانيا .. حزب ...
- اعتبرها المراقبون مناسبة لتقارب مفروض / قمة العشرين وفقدان ا ...


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - اندلعت في الأول من ايلول 1939 / الحرب العالمية الثانية - الكارثة الاكثر تدميرا في التاريخ المعاصر