غياث المرزوق
(Ghiath El Marzouk)
الحوار المتمدن-العدد: 6396 - 2019 / 11 / 1 - 22:43
المحور:
الادب والفن
وَكَانَ حَرِيًّا، حَرِيًّا بِهَا أنْ تُجْهِشَ بِالبُكَاءْ
غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتِ امْرَأَةً أَيَّةَ امْرَأَةٍ بَلْ حُورِيَّةَ مَاءْ
/... حُورِيَّةً
لا تَسْطِيعُ أَنْ تَذْرِفَ الدَّمْعَ دَمْعًا فِي هٰذَا المَدَى
فَمَا أَشَدَّ التَّوَصُّبَ، مَا أَشَدَّهُ، يَا قَطَرًا مِنْ نَدَى!
أندرسن
(1)
قَالَتْ لَهُ:
«قَطْرُ النَّدَى رَحَلَتْ بَعِيدًا، بَعِيدًا،
قَبْلَ الأَوَانْ
وَلَمْ نَعُدْ نَرَاهَا عَلَى هٰذِهِ الأَرْضِ،
بَعْدَ الآنْ».
قَالَ لَهَا:
«لَا،... لَا، يَا آلائِيَ الغَالِيَهْ،
قَطْرُ النَّدَى لَمْ تَزَلْ في القَلْبِ
وَالعَيْنِ
وَالرُّوحِ مِنَّاْ
قَطْرُ النَّدَى صَارَتِ الآنَ في مَرْكَزِ
ٱلكَوْنِ،
رَغْمًا عَنِ الحُبِّ الإِلٰهِيِّ،
/... وَعَنَّاْ
قَطْرُ النَّدَى صَنَعَتْ لَنَا الحَيَاةَ، أَحْلَى
ٱلحَيَاةِ،
في صَبَايَا الأُلِمْبِ،
آلَاءٍ، حَنِينٍ، وَجُودٍ، وَرِيمَاْ
/... قَطْرُ النَّدَى
صَنَعَتْ لَنَا في هٰذَا الفَضَاءِ الأَنِيقِ،
فِي ذَاكَ المَضَاءِ الشَّدِينْ
صَنَعَتْ نِسَاءً بِحَقٍّ، وَحَقِّ الحَقِيقِ،
نِسَاءً يَخِرُّ لَهُنَّ الرِّجَالُ، كُلُّ الرِّجَالِ،
وَأَزْيَانُهُمْ كُلُّهُمْ سَاجِدِينْ».
***
/... فَأَيْنَ،
أَيْنَ، إِذَنْ، عَادَاتُ الدَّغَلْ؟
/... وَأَيْنَ،
أَيْنَ، إِذَنِ، ٱدِّعَاءَاتُ النَّغَلْ؟
***
/... وَكَانَ،
كَانَ مَيْنًا حَينَ كَانْ
/... كَانَ يَا مَا كَانْ
فِي سَالِفِ الزَّمَانْ،
كَانَ، ثَمَّةَ، في «حَيِّزٍ» مُتَرَامٍ
/... مُتَرَامٍ
دَغَلٌ، عَلَى دَغَلٍ مِنَ الأدْغَالِ
/... مُدْهَامٍّ
دَغَلٌ، وَقَدْ تَحَجَّرَ فِيهِ مَاءُ بَحْرٍ
/... هَامٍّ
***
فَانْحَسَرَ التَّرَقُّبُ، فَجْأَةً،
/... وَالرَّجَاءُ،
وَانْقَبَضَ اللِّسَانْ
وَانْشَقَّ طَوْدٌ مُتَشَامِخٌ،
وَانْدَلَعَتْ، هُنَاكَ،
/... إِذْ ذَاكَ
رَقْصَةٌ مِنْ أُفْعُوَانْ
***
/... وَبَعْدَ،
بَعْدَ وِقْفَةٍ وَجِيزَةٍ لِلصَّدَى
تَصَاعَدَتْ فِي المَدَى نَفْثَةٌ،
بَلْ نَفْثَتَانِ
فِي نَفْثَةٍ، مِنْ دُخَانْ
/... تَصَاعَدَتْ
ثُمَّ اسْتَمَالَتْ بِجِيدٍ، وَجِذْعٍ،
وَجُهْدٍ
/...
ثُمَّ طَالَتْ،
وَاسْتَطَالَتْ،
وَاسْتَطَالَتْ،
/... تَرْقُبُ،
فِي المَدَى كَالدَّيْدَبَانْ
***
#غياث_المرزوق (هاشتاغ)
Ghiath_El_Marzouk#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟