أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ياسر سعد - النظام المصري واصلاحه المزعوم














المزيد.....

النظام المصري واصلاحه المزعوم


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1558 - 2006 / 5 / 22 - 10:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في كلمته خلال افتتاح أعمال منتدى دافوس قال الرئيس المصري حسني مبارك: "إن الإصلاح لا بد أن يكون نابعا من داخل المنطقة لكي يضمن الاستمرار، أما تحقيق الطفرات المتسرعة فسيؤدي إلى حدوث فوضى، وانتكاسة في مسيرة الإصلاح". وتابع: "الإصلاح الذي نريد أن نصل إليه هو الإصلاح الذي يضمن حقوق الإنسان، نريد أن نصل إلى الإصلاح الذي يحترم الدستور والقانون وليس الخروج والجنوح للفوضى". وأضاف مبارك: "أنا معني بأمر مصر والمنطقة وأرى أن تحقيق الإنجاز على مختلف محاور الإصلاح أمامه طريق طويل أمام إرساء الديمقراطية وتحديث المجتمع وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية السياسية".
من جهة اخرى وبالتناغم مع رئيسه قال رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف في تصريحات نقلتها رويترز قبيل افتتاح المنتدى العالمي: "لن يحدث ذلك (الإصلاح السياسي) في شهر أو شهرين أو ستة.. سيستغرق أعواما.. لدينا الوقت ولسنا في عجلة من أمرنا". نافيا أن تكون حكومته قد تراجعت عن الإصلاح السياسي، معتبرا بأن الحكومة "اضطرت" لأن تقوم بإجراءات تأخذ بعين الاعتبار النجاحات التي حققها "الإسلاميون" في المنطقة من خلال الانتخابات البرلمانية. وقال: "ما إن تبدأ هذه العملية الديمقراطية حتى تحدث تطورات. ترى الإسلاميين على سبيل المثال يحققون مكاسب في البرلمان هنا وفي فلسطين وفي العراق ولهذا نبدأ بإعادة النظر في حساباتنا بشأن ما يجري". وتابع: "هناك حاجة كي تعيد النظر في حساباتك وتعيد تقييم بعض افتراضاتك للتأكد من أنك بالفعل على المسار الصحيح، لكن في النهاية لا أعتقد أنه سيكون هناك مجال للتراجع عن ذلك الإصلاح".
الاصلاح ربما تكون الكلمة الاكثر ترددا على ألسنة كثير من المسؤولين العرب والشعار الاكثر رواجا هذه الايام, ليتناغم مع التاريخ الطويل لزعامات عربية محنطة تفعل عكس ما تقول وتتصرف خلاف ما تعلن, تلك الزعامات والتي أوصلت البلاد والعباد الى قاع يصعب على المرء ان يتخيل اوضاعا اكثر سوءا منه ولو كانت مقصودة بتخطيط دقيق وجهد عظيم. مجرد ان تعترف رموز انظمة حكمت الوطن وقادت المواطنين وبشكل استبدادي مطلق بالحاجة الى الاصلاح بعد ما كان وما يزال اعلامها يطبل ويزمر بانجازات القيادة الحكيمة ويتغنى بمناقبها ومآثرها, فإن الامر يعتبر بمثابة اعتراف وان مبطن بالفشل الذريع في الحكم وبممارسة الكذب الممنهج في الطرح والاعلام. وإذ ذاك فإننا لا نستطيع ان نصدق انظمة تفتقد تماما للمصداقية في طروحاتها وتبنيها لنهج الاصلاح والذي يقتضي منها – ان صدقت- ان ترحل معتذرة عن حكمها الطويل والممل للبلاد وتحكمها المطلق بمصائر العباد.
تصريحات الرئيس المصري ورئيس وزرائه موجهة وبالدرجة الاولى للجهات الدولية الغربية وبالتحديد للولايات المتحدة والتي ترفع ظاهريا شعار الاصلاح ونشر الديمقراطية, والطريف ان الرئيس المصري يصرح بعد ذلك بأن "إن الإصلاح لا بد أن يكون نابعا من داخل المنطقة", ثم ان توجه الخطاب للخارج يظهر بوضوح ان شعار الاصلاح جاء ردا على طروحات خارجية -ولم يكن بناءا على اقتناع ذاتي او للتجاوب مع الاحوال المتدهورة والتي يعاني منها المواطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا- مما يفقد الطرح الرسمي في مسألة الاصلاح اي صدقية او مصداقية. الرئيس المصري والسيد نظيف ليسا في عجلة من الامر في مسألة الاصلاح لإن مسالة التوريث ما زالت في مرحلة الاعداد والانضاج ولإنهم غائبون تماما عن نبض الشارع والمعاناة المتصاعدة للقطاع الاعظم من الشعب المصري والتي توحي كثير من الاشارات المتصاعدة منه وتطوراته المتلاحقة عن اقتراب انفجار اجتماعي وثورة محرومين تطيح بالاسرة الحاكمة واتباعها في مصر الكنانة.
مبارك دأب في السنوات الماضية إلى ترهيب الغرب عموما والادارة الامريكية تحديدا من وصول الاسلاميين للسلطة عبر انتخابات ديمقراطية مما يؤثر على المصالح الامريكية في المنطقة كما اشارت الى ذلك الكثير من التقارير الاعلامية الغربية, وكأن وظيفة القيادة المصرية واولوياتها الاساسية في الحفاظ على المصالح الامريكية ولو تقاطعت مع الحاجات الاساسية لمصر الوطن والمواطن. الحكومة المصرية وحسب تصريحات رئيسها "اضطرت" لأن تقوم بإجراءات تأخذ بعين الاعتبار النجاحات التي حققها "الإسلاميون" في المنطقة من خلال الانتخابات البرلمانية. المطلوب إذن ديمقراطية تبقي على الانظمة الفاسدة وتسمح ببضع مقاعد لمعارضين "مشاغبين" لتفريغ والتنفيس عن إحتقانات الشارع المتزايدة. في نفس السياق حذر صائب عريقات منذ ايام حماس من تشكيل سلطة موازية ردا على تشكيل القوة الامنية الجديدة في غزة, على الرغم من ان حماس وصلت للحكم عبر انتخابات ديمقراطية, فأي سلطة تلك التي يفترض انها تتوازى مع الحكومة الفلسطينية. العقلية الرسمية العربية ترفض تماما مسألة تدوال السلطة وتعتبرها من المحرمات وتتحدث بعد ذلك عن الاصلاح المتدرج والديمقراطية والتي تناسب المنطقة, الديمقراطية المنشودة هي التي تناسب مصالحهم المادية وتبقى على سلطتهم وتسلطهم .
وسائل الاعلام ابرزت حضور خطيبة "ولي العهد المصري" وهي تجلس بجواره مع رجال الدولة في منتدى دافوس لتنتقل بنا خطوة متقدمة من توريث السلطة الى تمليك الدولة واعلان الاسرة الحاكمة في مصر كعائلة مالكة, والا ماذا تفعل خطيبة جمال مبارك في المنتدى وما الذي أهلها للجلوس مع الرسميين المصريين والشخصيات الدولية. ما يجري في مصر وفي غيرها من الدول العربية يظهر ان ثمة انظمة عربية عصية على الاصلاح وإن صلاح البلاد يكون في رحيلها غير مأسوف عليها.



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!النظام السوري... بين الترنح والتبجح
- في العراق الامريكي الجديد: القتل على الاسماء
- !!لن تصلح العطار ما افسده بشار
- الرهائن الغربيين...تحرير أم صفقة!!؟
- الجعفري يسوق نفسه أمريكيا
- !!....حلبجة إذ تنتفض
- اريحا والتواطؤ الدولي المستمر
- سياسيو الاحتلال في عيون زلماي
- العراق الامريكي الجديد وشريعة الغاب
- !!اكاذيب بوش بين كاترينا والعراق
- الانسان وحقوقه في العراق الامريكي
- الزلزال السياسي الفلسطيني يحرج الجميع
- !!حكام ولو بعد الممات
- شارون من القوة والانبهار ...الى الشلل والانكسار
- حتى لا يُستبدل النظام السوري بخداميه او جلاديه
- خدام...الشاهد والمدان
- !!غزة, شارون... وساسة العرب
- مشتريات الاسلحة العربية...صفقات ام صفعات؟؟
- !!ليبيا ....والايدز السياسي
- العراق: هل سقط شيعة ايران في الفخ الامريكي؟


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ياسر سعد - النظام المصري واصلاحه المزعوم