أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر سعد - سياسيو الاحتلال في عيون زلماي














المزيد.....

سياسيو الاحتلال في عيون زلماي


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1489 - 2006 / 3 / 14 - 10:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في مقابلة صحفية نشرتها "الحياة" في عددها الصادر يوم الاحد 12/3/2006 مع السفير الامريكي في العراق زلماي خليل زاده, الكثير مما يستحق التأمل والتدبر. منها اعتراف السفير بالمقاومة والسعي للمفاوضة معها بعد تقسيمها وتصنيفها لتيارات مقبولة واخرى مرفوضة والتسليم بخطورة المأزق الامريكي في العراق والذي تجلى في قول السفير: "كصديق للعراق وكأميركي استثمرت بلاده الكثير في العراق، وخسرت الكثير من دماء ابنائها في هذا البلد وصرفت بلايين الدولارات عليه ووضعت قواتها وهيبتها على المحك، نجاح العراق هو نجاحنا وفشله فشلنا". فالمقاومة العراقية نجحت وبإعتراف امريكي صريح بوضع قوة وهيبة امريكا امام تحد كبير. السفير الامريكي يصرح "بالتحاور مع الاشخاص المسلحين الذين يريدون مصلحة العراق والخير له، الا انهم يطرحون عدداً من الملاحظات حول الحكومة وحول وجودنا، ونقول لهؤلاء اننا لا نريد حرباً دائمة", ويزعم السفير بعد ان يطلب من المسلحين تسليم اسلحتهم بانه "ليس هناك أي قلق من وجودنا في العراق بشكل دائم، نحن مستعدون للانسحاب من العراق وقلنا إننا لا نود البقاء في العراق, وما نريده هو رؤية عراق قوي، فإذا كانوا يعتقدون اننا نود احتلال بلدهم ونريد ان نؤسس لقواعد دائمة فيه نقول لهم ان هذا خطأ". وبغض النظر إذا كان الطرح الامريكي جادا او كان من قبيل التكتيك او كانت القواعد الامريكية المؤقتة لمئات السنين, إلاّ ان المعلن امريكيا وعلى لسان خليل زاده يظهر بجلاء عمق الورطة الامريكية في العراق.
غير ان اكثر ما يلفت الانتباه في المقابلة هو في تقييم السفير للسياسيين العراقيين والذي ارتضوا ان يدخلوا في ألعاب الاحتلال السياسية تحت ذرائع مختلفة كان من ابرز عنوانينها المقاومة السلمية. ففي رده على سؤال الصحيفة: هل تعتقد ان السياسيين في العراق يفتقرون الى الوعي بخطورة المرحلة؟ اجاب زلماي بقوله: "نعم، المتوقع من الساسة العراقيين ان يكونوا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وهناك حاجات ومتطلبات مهمة وعاجلة يحتاجها الشعب، وتفرض عليهم ان يكونوا اكثر اندفاعاً وان يكونوا بحجم المسؤولية، فالمشاكل التي يعيشها العراق تتمدد بوجود الاستقطابات الطائفية والقومية وانعدام الثقة، اضافة الى النزاع على توزيع السلطة، ليس بين الكتل فقط لكن بين الافراد ايضاً، ما عليهم ان يفهموه ان مصلحة العراق يجب ان تأتي اولاً، لاننا الان في أزمة، والبلد ينزف ويتجه نحو الحرب الأهلية ومن مسوؤلية السياسيين العراقيين ان يشعروا بألم الشعب ويتفهموا حاجاته". سياسيو الاحتلال يفتقرون الى الوعي السياسي وليسوا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم, اضف إلى ذلك بأنهم لم يشعروا بألم الشعب ويتفهموا حاجته حسب السفير الامريكي, وبذلك سبقهم في الحس الانساني وتفوق عليهم في الشعور بالمواطنة سفير الاحتلال واحد صقور المحافظين الجدد والذي قادت بلاده حملات الصدمة والترويع على العراق وانتهكت حقوق الانسان في ابوغريب وغوانتناموا وباغرام وغيرهم.
وحين تسأل الصحيفة السفير الامريكي, ما هي بالتحديد اسباب تأخير تشكيل الحكومة العراقية من وجه نظر اميركية؟ فيجيب: "تأخير تشكيل الحكومة سببه انشغال الساسة بتوزيع المناصب والنقاش حول الافراد، عليهم ان يتركوا الحديث عن هذه الأمور وتأجيل النقاش في المصالح الفردية، ويتعاملوا مع الوضع بمسؤولية، عليهم ان يقدموا بعض التنازلات ويحترم بعضهم البعض حتى يتم تجاوز الازمة". وإذا فالصراع والدماء والمآسي التي يضج بها العراق احد اسبابها إنشغال الساسة بتوزيع المناصب والمكتسبات الفردية كما ان من اسباب الازمة السياسية من وجهة نظر امريكية تكمن في عدم احترام سياسيي الاحتلال بعضهم بعضا!! وهنا يبرز تساؤل خطير ومشروع بعد قراءة التقييم الامريكي لسياسيي العراق الجديد: إذا كان الشغل الشاغل لهؤلاء مصالحهم الفردية ومكتسباتهم الشخصية دون إعتبار لمعاناة العراقيين فمن يضمن ان لا يعمد بعض هؤلاء لإشعال حرب أهلية للهروب من مساءلتهم عن تجاوزاتهم الخطيرة بحق العراق وثرواته خصوصا اذا كانت في تلك الحرب مصلحة لدولة المنشأ والتي نشأ في احضان استخباراتها اولئك السياسيون. يستحضرني هنا تصريح لكولن باول في بدء الاحتلال الامريكي للعراق عندما كانت الادارة الامريكية تمانع في تسليم العراقيين أي شكل من اشكال ادارة بلادهم قبل ان تبرز المقاومة على ساحة الاحداث بإن العراق يفتقد لسياسيين عندهم قدرات ومواهب حميد قرضاي.
إن من لا يحترم سيادة بلاده ولا يعبأ بكرامتها متهافتا على اعتاب الاحتلال وعلى اسوار المنطقة الخضراء لن يحظى بالتأكيد بإحترام الاحتلال له بل واكثر من ذلك فإن سياسيي الاحتلال لا يحترم بعضهم بعضا على ذمة زلماي خليل زادة.

كندا



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الامريكي الجديد وشريعة الغاب
- !!اكاذيب بوش بين كاترينا والعراق
- الانسان وحقوقه في العراق الامريكي
- الزلزال السياسي الفلسطيني يحرج الجميع
- !!حكام ولو بعد الممات
- شارون من القوة والانبهار ...الى الشلل والانكسار
- حتى لا يُستبدل النظام السوري بخداميه او جلاديه
- خدام...الشاهد والمدان
- !!غزة, شارون... وساسة العرب
- مشتريات الاسلحة العربية...صفقات ام صفعات؟؟
- !!ليبيا ....والايدز السياسي
- العراق: هل سقط شيعة ايران في الفخ الامريكي؟
- ! اللبواني والدولة السورية...بين المس بالهيبة ومشاعر الخيبة
- بشار الاسد...رئيس واهم ام حالم
- فرنسا ...وحصاد الهشيم
- جنود امريكيون: إحراق الجثث على أنغام الموسيقى
- الوزير صولاغ إذ يمتدح السياسة السعودية
- العراق الامريكي الجديد... والكوميديا السوداء
- إعصار كاترينا يعصف ببوش وإدارته
- أطفال العراق الجديد وتجارة الجنس البغيض


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر سعد - سياسيو الاحتلال في عيون زلماي