أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر سعد - حتى لا يُستبدل النظام السوري بخداميه او جلاديه















المزيد.....

حتى لا يُستبدل النظام السوري بخداميه او جلاديه


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1420 - 2006 / 1 / 4 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النظام السوري يعيش أيامه الاخيرة, او على الاقل هذا ما يعتقده الكثيرون سياسيون كانوا او مراقبون اومحللون. فالطوق الامريكي يزداد إحكاما والحصار الدولي يشتد على عنق النظام والذي يُتوقع ان يشهد إنشقاقات متتالية وقفزات متوالية من سفينته الممتلئة بالمتملقين والمنتفعين والتي اوشكت على الغرق في محيط السياسة العالمي الهادر. خدام في هجومه الشرس وإنتقاده اللاذع للنظام الذي خدمه زهاء اربعة عقود يحاول تبرئة نفسه من التجاوزات والانتهاكات الخطيرة والتي تأسس عليها النظام وترسخت دعائمه, إن كان في ما يتعلق بمقدرات الوطن الاقتصادية او بكرامة المواطن وحريته وحقوقه الاساسية. كما انه من المحتمل ان خدام بخطوته الاخيرة يمهد نفسه او يمهده الاخرون كبديل للنظام السوري والذي انتهت او اوشكت صلاحيته السياسية دوليا واقليميا. ولأن التجربة العراقية المؤلمة والدامية ما تزال أحداثا حية نشاهدها يوميا والذي من ابرز محطاتها الاخيرة تصريحات اياد علاوي والتي قال فيها بأن انتهاك حقوق الإنسان في العراق "الجديد" أسوأ مما كان يحدث في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين إلى درجة أن الناس – والكلام ما زال لعلاوي- أخذت تترحم علي أيام النظام السابق. كما ان التجربة الموريتانية الاخيرة والتي قامت بها ثلة من الضباط المخلصين لولد الطايع بإنقلاب عليه بعد ان وصلت البلاد تحت قيادته الى حافة الاختناق السياسي, ليُطلق بعدها الحكام الجدد سراح بعض المعتقلين السياسيين حتى إذا تمكنوا من السلطة وتنفس الاحتقان الشعبي بعض الشئ عادت ممارسات النظام القديم والذي كان الانقلابيون من اركانه الى سابق عهدها تعسفا في الداخل والتزاما بسياسات غير مقبولة شعبيا في الخارج.
المعارضة السورية والتي تحرك الدم في عروق كثير من شرايينها وشهدت ميلاد تجمعات واحزاب سياسية في الخارج مع الهزات الارتجاجية والاعاصير السياسية والتي تعرض لها النظام جراء سياساته الفاسدة والخاطئة والتي تراكمت عبر عقود طويلة إضافة الى ضعف قيادته وعدم قدرتها على قراءة المتغيرات الدولية, المعارضة السورية والتي يتأمل منها المواطنون المسحوقون في الداخل الشئ الكثير عليها ان توضح موقفها وبشكل لا لبس فيها من التعاون والتعامل مع القوى الدولية المتنفذة ومع المنشقين من ازلام النظام وجلاديه. القوى الغربية وامريكا تحديدا وفرنسا وحلفاؤهم لا يقيمون للاسف الشديد وزنا لمبادئهم واخلاقياتهم المعلنة إن تعارضت مع مصالحهم ومكاسبهم. فنظام الاسد دخل لبنان بمباركة امريكية وغربية وطرد الجنرال ميشيل عون في عام 1990 بعد تلقيه ضوء اخضرا من الادارة الامريكية والتي صمتت هي وحلفاؤها ردحا من الزمن على تجاوزات النظام وسياساته الدموية في سورية ولبنان كما حصل في تدمر وحماة وغيرهم.
البراغماتية والواقعية في السياسة شئ والانتهازية والزئبقية شئ آخر, فأي حكم قادم لسورية لا بد من ان يتعامل مع القوى الدولية ولا بد من أن يأخذ بعين الاعتبار موازيين القوى وحساباتها. غير انه من الواجب ان تكون قاعدة تلك العلاقات ومنطلقاتها الاساسية حرية المواطن ورعاية حقوقه الاساسية وصيانتها والحفاظ على امكانيات البلاد الاقتصادية وعدم العبث بمقدراتها. اما المنشقين عن النظام والذي كانوا سدنته وجلاديه وخدامه, فليسعهم عفو عام إذا ما إعتذروا عن جرائمهم وتجاوزاتهم قبل ان تتمكن منهم العدالة وإذا ما اعادوا ما سلبوه ونهبوه وساعدوا على إعادة مقدرات الوطن المسلوبة. ولكن ان نقبل بان نمد لهم الايدي او ان يكون لهم دور سياسي في سورية المنشودة, فذلك يعني بأننا ارتضينا ان نكون شهود زوروقبلنا بأن نستبدل ظالما بظالم ربما يكون اشد وآنكى. إن انعدام المبدئية الواضحة في هذا الوقت الحرج والمنعطف الخطير التي يمر على سورية سيلقى بظلال من الشك والريبة على المعارضين السوريين في الخارج, هل يصارعون الاستبداد ام يتصارعون على مواقعه؟
لعله من التكرار الممل الحديث عن تصرفات ونقائص خدام ومشاركته الفعالة في جميع تجاوزات النظام وتصرفاته من الاحداث الدامية الى قمع الحريات والاغتيالات المتعددة في لبنان لشخصيات معروفة مثل سليم اللوزي ورياض طه وكمال جنبلاط وغيرهم حين كان الملف اللبناني بين يديه. واذا كان خدام يتباكى على الحريات وبطء ان لم نقل انعدام الاصلاحات في سورية بشار الاسد فدعونا نستذكر لقاءه مع قيادات حزب البعث العربي الاشتراكي في جامعة دمشق يوم السبت 17-2-2001 والذي أكد فيه حين كان نائبا للرئيس في أن الندوات -والتي أنطلقت فيما عُرف بربيع دمشق- تجاوزت "الخطوط الحمر" وأضرت بأمن المجتمع واستقراره. مضيفا بأن "هناك فرق بين الحرية واستغلال الحرية ضد أمن المجتمع والدولة". وحمل خدام في ذات اللقاء على أصحاب البيانات التي تطالب بمزيد من الحرية وإجراء انتخابات ديموقراطية، وهي البيانات التي كانت تحمل توقيع مثقفين ومحامين يشاركون في هذه الندوات. مشيرا إلى أن "الهدف هو إشعال سوريا في وقت تواجه فيه الصراع العربي الصهيوني". فهل يستحق الشعب السوري بعد هذه المعاناة الطويلة في الغاء دوره وسحق حرياته وتجويع أطفاله ان يكون البديل او جزء منه الرجل الذي خدم النظام وبتفان سنوات وعقود؟ وهل يتخيل عاقل ان يكون رفعت الاسد -والذي يلهو ويعبث بالمليارات المنهوبة في منفاه الغربي- بطل تدمر ومأساة حماه والسفاح الذي تلوثت يداه بدماء الابرياء من المواطنين جزء من الحل للمأساة السورية وهو احد صانعيها ومهندسيها. أن الايدي التي تمتد الى رموز النظام للعمل على تغيير الوضع السوري الحالي دون ادانة واضحة واعتذار قولي وعملي بيّن من تلك الرموز هي أيد ستتلوث بالموبقات السياسية وستكون مسؤولة عن أية معاناة مستقبلية اضافية للشعب السوري المغلوب على أمره. المطلوب من المعارضة محاصرة رموز النظام في منافيهم والتعاون مع المنظمات الحقوقية الغربية للطلب من الحكومات تجميد ارصدتهم واستثماراتهم والتي هي ملك للشعب الذي يقتات من القمامة حسب توصيف خدام نائب الرئيس السابق. الضغوط القانونية والاعلامية يجب ان تتظافر حتى لا يكون خُدام النظام وجلاديه جزء من حل موهوم او سراب ملغوم يجعل من ايام النظام الحالي بما فيها من شقاء وظلم وإعتداءات آثمة اياما يُتحسر عليها كما هو الحال في العراق الامريكي الجديد.

كندا



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خدام...الشاهد والمدان
- !!غزة, شارون... وساسة العرب
- مشتريات الاسلحة العربية...صفقات ام صفعات؟؟
- !!ليبيا ....والايدز السياسي
- العراق: هل سقط شيعة ايران في الفخ الامريكي؟
- ! اللبواني والدولة السورية...بين المس بالهيبة ومشاعر الخيبة
- بشار الاسد...رئيس واهم ام حالم
- فرنسا ...وحصاد الهشيم
- جنود امريكيون: إحراق الجثث على أنغام الموسيقى
- الوزير صولاغ إذ يمتدح السياسة السعودية
- العراق الامريكي الجديد... والكوميديا السوداء
- إعصار كاترينا يعصف ببوش وإدارته
- أطفال العراق الجديد وتجارة الجنس البغيض
- إسلام قس ايطالي...وثقافة الخزعبلات
- العراق الجديد: تجارة الرقيق الابيض في العهد الاسود
- -بين كرازي وقادة -العراق الجديد
- الخادمة الاندونيسية شاهدة على انهيارنا الاخلاقي
- هل يعين مبارك شعبولا نائبا له؟
- الانظمة العربية..بين الاصلاح الامريكي والسلام العبري
- الانتخابات العراقية...باطلة وبالثلاثة


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر سعد - حتى لا يُستبدل النظام السوري بخداميه او جلاديه