أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر سعد - العراق الامريكي الجديد... والكوميديا السوداء














المزيد.....

العراق الامريكي الجديد... والكوميديا السوداء


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1344 - 2005 / 10 / 11 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا ما حيّد المتابع والمراقب للشأن العراقي عواطفه ومشاعره – وهو أمر إفتراضي مستحيل لمن كان له قلب او أدنى إحساس بالانسانية- لوجد ما يجري على ارض العراق أشبه بمسرحية كوميدية فاشلة غير أنها مضحكة للغاية. اجتماع الكوميديا السوداء مع الضحك هنا ليس لإن الاداء رائع او لإن الحبكة الروائية رفيعة المستوى, بل لإن الابطال الرئيسيين في هذا المشهد -المضحك نظريا والذي يدمي القلب فعليا- يبدلون مواقفهم وجلودهم بأسلوب هوائي شبيه بأحوال رواد الفضاء المتأرجحون في مجال انعدام الجاذبية حيث يفقد الانسان القدرة على التوازن فتجد الرأس في الاسفل حينا والاقدام الى الاعلى وتنعكس الصورة في أحيان أخر دون ان تستطيع أن تتوقع حالة المشهد بعد ثوان معدودات.
العراق الديمقراطي الجديد تحكمه وتتحكم فيه ميليشيات ,يفترض أنها خارج القانون, تعيث في الارض فسادا وارهابا. الشخصيتان الاكثر تأثيرا في المشهد العراقي هما الزرقاوي والسيستاني, وعلى الرغم من التناقض الكبير بين الشخصيتين ووقوفهما على طرفي نقيض إلا ان هناك عوامل وقواسم مشتركة بينهما, فالرجلان على الرغم من ادوارهم الرئيسية على الساحة العراقي – نظريا على الاقل- ليسا عراقيين ولا يمكن رؤيتهم بالعين المجردة من قبل عموم العراقيين. والرجلان يملكان من المساعدين اعداد غفيرة لم يسبقهما الى ذلك أحد لا في ما مضى ولا في وقتنا الحاضر, فكبار مساعدي الزرقاوي يقبض عليهم وبشكل دوري اما مساعدي السيستاني الكثر فقد تخصصو باصدار الفتاوي والمواقف والتصريحات السياسية الغريبة والمتناقضة. السيستاني والزرقاوي يسيران بالعراق نحو التفتيت والحرب الاهلية, فالاول تورط في دعم أحزاب طائفية وظلل بعباءته قائمة تحوى على متهمين بالسرقة والاختلاس وسخّر المرجعية ومكانتها للتغطية على تقصيرهم وتجاوزاتهم ودعم وما يزال الخطط الامريكية والتي تهدف كما يبدو لتفكيك العراق, أما الثاني فقد أصدر الفتاوي العجيبة والمُستنكرة التي تشمل عموم الشيعة قتلا واستهدافا مما سيؤدي في نهاية المطاف الى فرز طائفي وتقسيمات مذهبية تؤدي بالعراق الى التقسيم والتفتيت. في العراق الجديد والذي للمرجعية فيه مكانها الارشادي حسب مسودة الدستور المفخخ تنتشر مظاهر وظواهر لم تعرفها البلاد لا في حكم العلمانيين ولا غيرهم كانتشار الفساد الاخلاقي والمخدرات والحشيش لدرجة ان كربلاء مدينة القباب اصبحت عاصمة الافيون حسب تقرير حديث لوكالة قدس برس, المخدرات التي غزت العراق مصدرها الرئيسي الحجاج الايرانيين للمزارات المقدسة حسب تقرير للامم المتحدة.
سياسيو الاحتلال, قادة العراق الامريكي الجديد, يتصرف السواد الاعظم منهم كطلاب المراحل الابتدائية الاولى فهم سريعوا التقلب في تحالفاتهم تراهم يصرحون التصريحات النارية بإتجاه منافيسهم على قطع الحلوى الامريكية ومن بعد ذلك ينقلبون عن مواقفهم ويتحالفون مع من استهدفتهم تصريحاتهم ومواقفهم. العراق الدولة الوحيدة التي تمثلت في جنازة الملك السعودي الراحل فهد بوفدين منفصلين طارا الى السعودية - بلاد البدو والجمال حسب وزير الداخلية صولاغ- بطائرتين مختلفتين على الرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة لعموم الشعب العراقي. رئيس الوزراء العراقي والذي يحمل الجنسية البريطانية والذي تلقى لإعوام طوال المساعدات الاجتماعية من حكومتها يطير على عجل الى لندن ليعلن ان قضية الجنديين البريطانيين المشهورة لن تؤثر على العلاقة مع المحتل البريطاني المُنعم على سيادة رئيس الوزراء على الرغم من التصرف البريطاني الارعن لتحرير الجنديين رغم قتلهم لعناصر من الشرطة العراقية وقيامهم بمهمة مشبوهة تم التكتم عنها وان كانت على الارجح تستهدف إشعال التوتر وتأجيجه بين السنة والشيعة وعلى الرغم من صدور قرار قضائي يطالب بتوقيفهما والتحقيق معهما. أما القضاء العراقي فهو آلاخر واحد من الضحايا البارزين لمرحلة ما بعد تحرير العراق من عروبته وإسلامه. فالقرارت القضائية تتخذ بحق سياسيين تحت مسميات وإتهامات خطيرة كما حصل مع مقتدى الصدر واحمد الجلبي ومن بعد تُنسخ تلك القرارات وكأن شئيا لم يكن.
الصور والمآسي في العراق الجديد والتي تشكل فصولا وعرضا متواصلا للكوميديا السوداء الدامية أكبر بكثير من ان يحتويها كتاب او مجلد ناهيك عن مقال عابر غير أنني سأختم بعرض هازل تم منذ أيام في بغداد المحتلة ولم يتوقف عنده الكثيرين على الرغم من خطورة دلالاته ومؤشراته. فلقد اتخذت الجمعية الوطنية العراقية -والتي جاءت عبر ما أسموه الثورة البنفسجية التي انتخب فيه قطاع من الشعب قوائم مجهولة الاسماء واحيانا الانتماءات- قرار وبأغلبية كبيرة لتعديل القانوني الانتخابي وبشكل يجعل من رفض الدستور في الاستفتاء القادم أمرا عسيرا ولما كان القرار فجا يعبر عن رعونة سياسية فلقد إحتجت الامم المتحدة عليه مما سبب إحراجا للادارة الامريكية والتي أصدرت أوامرها بإلغاء القرار فما كان من الجمعية الوطنية إلا أن إجتمعت وتم بث الحدث على الهواء ومع رفع الايدي وبأغلبية ساحقة تم إتخاذ قرار يلغي القرار السابق والذي تم استصداره من إيام معدودات. إنّ أكثر الدكتاتوريات تعسفا وقمعا في التاريخ المعاصر والتي يشكل البرلمان فيها ديكورا لتمجيد الصنم الحاكم لتأنف من القفز على قرارات برلماناتها على انحطاط مكانتها في النظام السياسي بالشكل الذي تم في بغداد. فإذا كانت الجمعية الوطنية العراقية والتي صاغت مفخخة الدستور تعمل بنظام الريموت الكونترول الامريكي فأي معنى للسيادة وأي مكانة ومنزلة لهذه الجمعية والتي جاءت كجزء من برنامج الاحتلال والذي استهدف وما يزال العراق دولة وانسانا ومقدرات.



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعصار كاترينا يعصف ببوش وإدارته
- أطفال العراق الجديد وتجارة الجنس البغيض
- إسلام قس ايطالي...وثقافة الخزعبلات
- العراق الجديد: تجارة الرقيق الابيض في العهد الاسود
- -بين كرازي وقادة -العراق الجديد
- الخادمة الاندونيسية شاهدة على انهيارنا الاخلاقي
- هل يعين مبارك شعبولا نائبا له؟
- الانظمة العربية..بين الاصلاح الامريكي والسلام العبري
- الانتخابات العراقية...باطلة وبالثلاثة
- قراءة في مقال لبثينة شعبان حول التعذيب
- التايم تختار ماهر عرار ..الشخصية الكندية لعام 2004
- المأساة الآسيوية..والدور العربي
- الضغوط على سورية...كيف السبيل؟؟
- الاحتلال الامريكي...هل دخل مرحلة التداعي؟ !
- قطر: حين يكافئ الارهاب
- !!المغرب: ما أرخص أعراض الأطفال
- قادة الغرب وموسم الحج الى ليبيا
- زوجة القس وفاء... واحتلال العراق
- !!العراق... تصدعات في العسكرية الامريكية


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسر سعد - العراق الامريكي الجديد... والكوميديا السوداء