أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين أحمد ثابت - لبنان . . مغاير














المزيد.....

لبنان . . مغاير


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 6388 - 2019 / 10 / 23 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يكشف حتى اللحظة الشعب اللبناني - حتى يومه السابع من خروجه الثائر ضد نظام حكمه الفاسد - حقه المتميز عن الشعوب العربية بالرقي .
فما يجري هو حراك مجتمعي متحول إلى انتفاضة شعبية عارمة تحتوي معبرات الحقوق المدنية لكل فئات المجتمع ، وتحمل مؤشرات التحول إلى مفهوم الثورة الاجتماعية - بمعنى الكلمة - حتى لو لم يسبقها وضع ثوري منظم ، فهو ماسيتم املائه خلال هذا الحراك الجاري ، وذلك في اسقاط منظومة الحكم برؤى بديلة لدستور مدني جديد ، والخطوات لإعادة بناء الدولة المؤسسية الضامنة لكل حقوق أفراد المجتمع دون أي تمييز ، والمراقبة على عملها ، وخضوعها ومن وعلى رأسها للمحاسبة .
إن متحول الانتفاضة اللبنانية إلى مشروع الثورة التغييرية أمر قائم ما لم يخدع الشعب بأي تحايل كان - من الداخل أو الخارج - ويكاد لبنان البلد العربي الوحيد المتهيء لقيام ثورة تاريخية مقارنة بكل البلدان العربية المعرفة زيفا بثورة الربيع العربي ، فتونس انتفاضه الشعبية تحولت إلى مسار حركة إصلاحية لنظم الحكم (سلميا) ، مصر حراك اجتماعي أفضى إلى إعادة إنتاج حكم العسكر ولكن كحركة إنقاذ من سقوط نظام الحكم إلى التسلط الديني السياسي الأبوي ، والحراك الشعبي في اليمن تم مسخه بدور مترهلات الأحزاب في قياداتها الانتهازية - التي تحكمت في المسار في تخفي وراء الحراك الشعبي المتهم بثورة الشباب بلا حزبية ولا أحزاب ، حيث قادت هذه القيادات الحزبية إلى تدويل القضية وتحويل اليمن إلى ساحة تصفية الحسابات بين المتنازعين على اليمن إقليميا ودوليا ، أما الانتفاضة الشعبية في سوريا ، انجرفت في مسار الدمار وإراقة الدماء في احتلال قوى التطرف الديني محل الشعب في ذريعة اسقاط النظام البوليسي لدولة بشار العميقة ، ولحقيقة التمهد السابق للوضع والأرض السورية كبلد مفتوح على مواجهات محددة لمستقبل الشرق الأوسط الجديد ، ومثلها بدرجة أشد تخلفا للحراك الشعبي الليبي ، الفاقد لتاريخ الدولة الحديثة ، الذي انحرف إلى صراع كتل الاستقواء المسلح بالغلبة وبمستخدمات المرتزقة الأجانب المشاركين في القتال الدموي ، وطبعا تحضر جماعات الدين السياسي المتطرفة في معادلة الحرب بقوة ، ويظهر الحراك الجزائري في متجه لا يذهب بعيدا عن الحركة الإصلاحية لمنظومة الحكم ولكن بأثر أدنى مما هو في تونس - هذا إذا لم تنزلق إلى مسار منحرف أو تقع في حبال التوهيم من المثقفين الانتهازيين - بينما خرجت الانتفاضة السودانية إلى مسار انقاذي ، مؤشره الراهن حركة إصلاح منظومة الحكم ، الذي ممكن يفضي إلى حصول السودان على متحول ثورته التاريخية المجتمعية ، أو ينتمي ويعود مجددا الشعب في وقت لاحق - غير متوقع زمن الحدوث فيه - إلى مسار ثورة مجتمعية حقيقية ، سيمثل تراكم الانتفاضة وحركة الإنقاذ لإصلاح منظومات الحكم متراكم الوضع الثوري ببعده الذاتي للمجتمع .
إن إمكانية الانتفاضة اللبنانية في تحولها إلى الثورة المجتمعية التغييرية تكمن في جوهر متغير الشعب من خضوعه تاريخيا للطائفية والمذهبية والمحاصصة الحزبية ( المناطقية ) السلطانية الاقطاعية . . بإسمه كمتجزٱت كنتونية للمجتمع الواحد ، حيث تبد الحراك المجتمعي كضمير عصري واحد الائتلاف للمجتمع المدني اللافظ لكل القديم الجاثم جوهرا على المجتمع والدولية ونظام الحكم .

على اللبنانيين عدم الشعور بالتعب والاعياء ، فالسلطة التقليدية لن تسلم ، والأحزاب الاقطاعية المضمون - يمينية ويسارية - واحذروا من مفرخات منظمات المجتمع المدني أو هرميات النقابات الزائفة إذا ما كانت تتبع أطراف النفوذ التسلطية على الواقع من قبل .

يمكن الأمر يأخذ شهورا ويمكن اقل ، لكنكم ستنتصرون وستخرجون إلى الواقع العالمي المتقدم مثل بقية الشعوب المتقدمة .
عليكم البقاء واصنعوا روابط المتصل المجتمعي المدني اللافظ بإطلاق لتقسيمكم كطوائف ، ولاتتعجلوا ، فقريبا ستتبلور من وسطكم من يخرجون لبناء التفاوض والتغيير في مسار الثورة ، ولكن لاتتعجلوا . . فالانتهازيات تخترق الحراك بتبعية خفية لهذا الطرف أو ذاك ، ابحثوا عن تاريخ كل من سيعبر عنكم للقيادة المستقبلية للمسار ، وميزوا الكفاءة والأهلية وقوة القرار فيهم ، ولاتسمحوا لأي طرف خارجي او محلي مالي يخترق صفوفكم ، وليكن الجانب الدولي دوره فقط في خضوعه اخيرا لثورتكم التغييرية أمام صلف السلطة الاستبدادية الفاسدة ، وتغول الكانتونات الاقطاعية على الواقع غير القادر على البقاء والاستمرار على حاله هذا ، واربطوا بوعي عالي التقارب مع الجيش ، ليكون حيادية ، وإذا ما خرجت قوى الأمن لتمزيق انتفاضتكم ، أسسوا لديه الوعي أن يصبح جزءا من ثورة التغيير وحاميا لها ، فعادة الأنظمة العربية الاستبدادية يكون الأمن والاستخبارات ليست سوى مليشيات نظامية لحماية النافذين على القرار في الحكم السياسي - واكثر ما يهم في الأمر ، التنبه المندسين بينكم لخلق فوضى تفتعل لإشعال مواجهات بين المنتفعين ، ولايخيفنكم إذا ماتغولت السلطة أو أطرافها الاستبدادية في إخراج بلاطجتها أو رعاعها الساذجين في الاعتداء عليكم أو في اختلاق مقابل بشري مضاد لكم في ساحات أخرى أو في مظاهرات التصادم معكم كداعمين للسلطة ، ولا تقبلوا مطلقا أن يحضر اي زعيم أو قائد أو ناطق باسم اي حزب في ساحاتكم ، فهذا سيحقق فعلا انخلاط الاوراق ، وتحول انتفاضتكم لتمتطى في صراع المواجهة بين الأقطاب النافذة بمسمى الشعب وانتفاضته ، وهو ما سيحرف المسار إلى حرب أهلية أشد وطأة من سوريا وليبيا .

الله معكم ، وكلنا معكم ، والتاريخ معكم ، صابروا واحذروا . . فأنتم أمل الأمة العربية دون منازع .

أ.د. امين احمد ثابت
نائب رئيس لجنة ساحة الحرية ، نائب رئيس اللجنة الإعلامية السياسية ل ( ثورة 11فبراير2011 اليمنية ) / مدينة تعز .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متضادات الحوكمة العالمية في تساؤل الابداع.. في ما هو ذاتي
- مقال تبسيطي لمعرفة عامة بالسرطان
- توعية عامة ب ( فقر الدم )
- احتراب. . في طيف التفاحة المرمرية - رواية /الجزء الاول
- بيان النوعيون
- احتراب . . في طيف التفاحة المرمرية. - رواية جديدة الجزء الاو ...
- في انتظار . . البزوغ. قصة قصيرة / بنائية اللوحة
- يتبع. . . ( 7 ) الحلقة ( 6 +5. ) + 7. . من ازمة المفاهيم . . ...
- هذا انا نثر شعري
- بلدة السلوك
- رددي . . ايتها الدنيا نشيدي
- عربي . . يبحث عن ملاذ
- أعشق . . ولايخيفني تكفيركم
- ما . . يهيأ لكم قصيدة نثر
- تآكل الجدار قصيدة نثر 2017م.
- مزمار الخضر قصة قصيرة
- إنك . . صباح مفرح
- أجمل لوحة . . في العالم
- رقص مترآئي . . في بلد منتحب
- بلد . . بناتج الحريق


المزيد.....




- كيف تغيّرت صيحات المكياج خلال 20 عامًا؟
- إحداها في سوريا..إليكم 10 من أجمل القلاع حول العالم
- قنابل ضد التحصينات وحاملات مجموعات مقاتلة.. ما هي أصول أمريك ...
- ترامب يدعو لإخلاء طهران فورا وإسرائيل تقصف التلفزيون الرسمي ...
- سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
- بقصف إسرائيلي..أكثر من 45 قتيلا في حصيلة غير نهائية لاستهداف ...
- -NISAR-.. قمر صناعي جديد لرصد الأرض بدقة غير مسبوقة
- صحيفة أمريكية: رادار روسي الصنع ساعد إيران على إسقاط مقاتلة ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل مواطنين عربا لاحتفالهم بالصواريخ ال ...
- احذرها.. أخطاء شائعة في استخدام واقي الشمس


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين أحمد ثابت - لبنان . . مغاير