أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسمين جويلي - اسطورة الديكتاتور المستنير..والسياسي الفاشل ..














المزيد.....

اسطورة الديكتاتور المستنير..والسياسي الفاشل ..


ياسمين جويلي
كاتبة حرة

(Yassmeen Geweliy)


الحوار المتمدن-العدد: 6386 - 2019 / 10 / 21 - 23:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية ان فكرة الديكتاتور المستنير اظن انها تجاوزها الوقت و أصبحت شبه مستحيلة ....
التنوير في يد الديكتاتور هي مسألة مزاجية أكثر منها مشروع مجتمعي
و كل مرحلة تاريخية عندها آلياتها التي لاتصلح لمرحلة أخرى ...و من العبث التفكير في خلق أتاتورك جديد ..او محمد علي جديد فكرة اصبحت من المستحيل الآن ...
وتغيير المجتمعات بطريقة عمودية أو بطريقة عمودية فقط ...
الديكتاتورية تخلق طبقه من المنتفعين والجشعين حول الديكتاتور يكون آخر همها هو التغيير ...
وبالتالي مقايضة الحرية بالتنوير صفقة خاسرة لأنهما قيمتان غير منفصلتان .... وستعاني الشعوب الأمرين لعقود من الدكتاتورية و لن تجني ثمار التنوير ..
و النتيجة مجتمع متخلف و حياة سياسية تنتمي للقرون الوسطى ..
مؤخرا سمعت أكثر من مرة من يتحدث عن أننا كشعب لا تنفعنا الديمقراطية ولا ينفعنا سوي الديكتاتور المستنير الحاكم الذي يمتلك كافة العلوم ويملك الحقائق المجردة أو بمعنى آخر المستبد .
وهو نوع من الوهم السياسي الهدف منه تبرير الظلم والقهر للمواطن العادي وخلق حالة من الرضا عند المحكومين تجاه حكامهم الطغاة …..
ولم لا ترضي عنهم وهم الاكثر معرفة والاكثر علم كما يدعون هم ؛ أليس هتلر القائل (إذا أردت السيطرة على الناس أخبرهم أنهم معرضون للخطر وحذرهم من أن أمنهم تحت التهديد، ثم شكك في وطنية معارضيك)
،نفس المنطق الذي يجعلك ترضى بالظلم من أجل الحماية ، ترضي بالذل مقابل الاستقرار
وهنا نتوقف ونسأل كيف تسنت لهذه العبارة الديكتاتور المستنير أن تنتشر وتصنع فكرا بل توجها سياسيا لدى العامة حتي بعد ثورة يناير وربما قد يزول اندهاشي إذا نظرت لشيئين أولهما الموروث الأيديولوجي الذي تكون خلال عصور القهر السابقة الذي أعطي قابلية للاقتناع بهذه الأقوال …
وستخدام الموروث الديني بمعنى مضاد فتجد مثلا خطباء المساجد وشيوخ الفضائيات يتحدثون عن جهاد النفس مستخدمين الآية الكريمة (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) ويتركون حديث (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)
وكأنه لا سبيل للخلاص ولا التقدم سوي بتغيير أنفسنا فنحن دائما المذنبين ونستحق الحاكم الظالم ….
وثانيهما الجهد المتعمد الذي كانت تقوم به الأجهزة الأمنية في النظام السابق والذي يستحق عليه دراسة فلكلورية جادة لما أسهم بتغيير ملموس في مقولات وامثال وحكم المجتمع فنجد مثلا عام 2005 عبارة ( اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش ) التي انتجت معمليا في حقول تجارب الانظمه السابقه
والتي في رأيي أدت دورا جوهريا في إعادة انتخاب اي رئيس ف الجول الشرق اوسطيه لفترة رئاسية أخري بجانب إقصاء وتشويه المنافسين والتدخل لضبط النتيجة ….
بل تعدى ذلك نطاق الأدب الشعبي إلي الأدب الرسمي فنجد أفلاما مثل "طباخ الريس" الذي تحول فيه الرئيس إلى شخص ساذج لا يعرف شيئا عن أحوال البلد ….
ولا بد أن ترتضي الشعوب العربيه بحكمه لأنه طيب ..
و فيلم "آسف على الإزعاج" فالمشكلة لم تكن في النظام وإنما المشكلة أن الشاب مريض نفسي تهيأ له أنه مضطهد وأن الدولة تعيق نجاحه ...ولكن الوضع علي العكس من ذلك فالعيب دائما يرجع إلينا ناهيك عن أغاني مثل "اخترناك" و"صورنا يا جمال"،
بأقوى سلاح كان يستخدمه اي نظام شرق أوسطي لم يكن الاجهزة الأمنية ولا معتقلات أمن الدولة فقط
وإنما هو سلاح الجهل الذي من خلاله يتم ضرب أبناء البلد ببعضهم فهذا عميل للغرب وهذا كافر وهذا ممول إلي ما ذلك من اتهامات
لا تنتهي
وتبذل هذه الأنظمة جهدا خرافيا في التحكم فيما هو منقول ومراقبته وإعادة تدويره من أقوال ونكات ويتابع الحديث منها أولا بأول بل إن دوره الأكبر كان من خلال نشر الشائعات والمعلومات المغلوطة التي يتناولها العامة علي المقاهي وفي الطرقات فيصدقها البسطاء دون تردد ….حين تصبح مثل هذه المقولات خطرا يهدد المسار الديمقراطي المنشود
هنالك تصبح معركة الوعي مهمة فلنتذكر دائما أن عدونا الأكبر هو الجهل …
وإن كان أدبنا الشعبي وتراثنا يدعم فكرة البطل الواحد المخلص الذي يقف وحده في وجه العدو كفكرة انتظار صلاح الدين ليحرر القدس ؛ فهذا التراث بهذه الطريقة يرسخ لفكرة الديكتاتور دون أن نشعر…
ولذا لابد ان نؤمن أن شخصا واحدا عاديا مهما أوتي من عبقرية …
لا يمكن أن يقود وحده بآرائه وتوجهاته فقط ..
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقود البلاد إلي التقدم والرقي …
ولا بد وأن نؤمن بالنظام الديمقراطي الذي تتضافر فيه الجهود وتتسابق فيه العبقريات من أجل رفعة هذا الوطن وتقديم أفضل ما لدينا كل بحسب مجاله وعلمه ولا يمكن لواحد وحده أن يحل محل هؤلاء ، بالدكتاتورية لن تكون حلا حتى تحت أحلك الظروف …
وأخيرا فنحن نريد حكامنا الشرق اوسطيين نريدهم ليسوا زعماء حنجوريين او مجرد ظواهر صوتية إنما …
نريد اشخاصا لهم مهارات قيادية يمكن أن تقود البلاد للأمام ولا نريد زعماء نهتف لهم بحياتنا ودمائنا ونمجدهم ونكتب اسماؤهم
بجوار أسماء بلادنا ولا ويحددون علاقتنا بالعالم الخارجي على هواهم طبقا لما يحبون ويكرهون وليس لما يخدم مصالح البلاد
أما الديكتاتور العادل أو المستنير فإن حتي كان له وجود في الحقيقة فنحن لا نريده .



#ياسمين_جويلي (هاشتاغ)       Yassmeen_Geweliy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاجابة .. تونس
- تمساح أثيوبيا .. والجائزة الملعونه
- خقان البرين والبحرين
- ختان العقول 2
- ختان العقول 1
- البهاليل
- اشاعة حب
- كارمن والديكتاتور
- ثورة الشات والشاشات
- المصيده
- بين المطرقة والسندان
- حرب الجليد المحترق
- خيوط العنكبوت


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسمين جويلي - اسطورة الديكتاتور المستنير..والسياسي الفاشل ..