الشفرة القرآنية..المتكلم في النص !!

علي الاسد

الحوار المتمدن-العدد: 6386 - 2019 / 10 / 21 - 02:04
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

من اهم واخطرمفاتيح فهم الخطاب القرآني ,واصعبها تقبلا, هو معرفة المتكلم..رغم كونه الامر الاساسي لفهم النص واستخراج اسراره.
اعطي هنا امثلة سريعه وسهلة الفهم ولا تحتاج للجدال:
مثال اول-
الآيتين 63 و64 من سورة مريم:
((تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63) وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64))
اعتقد ان اي قاريء للعربية يفهم ان المتكلم هم مجموعة,وهذه المجموعة تورث الجنة للمتقين من عبادها,, وتستمر بالكلام (لوجود حرف العطف (و)) , وتبين انهم رغم كونهم مجموعة عليا , الا أنهم لايتنزلون الا بأمر رب المتلقي .
مثال ثان-
آيات سورة مريم ايضا:
((فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86))
هنا نجد المتكلم ايضا مجموعة, ويقولون: نحشر المتقين الى الرحمن وفدا.
اذن هؤلاء المتكلمون يختلفون عن الرحمن, وهم يحشرون المتقين له
..
وهكذا لو تدبرنا اغلب سياق الكلام في النص القرآني نجد المتكلم مختلف عما تسالمنا عليه , ولكن النتيجة تتعارض مع المألوف والمتعارف , رغم وجود مايؤيدها من جهة واحدة, هي الجهة المجمع على انها الممثلة الشرعية للنص ,بحكم كونهم (اهل البيت) او (اهل بيت النبوة).
فمثلا في الآيتين من سورة الغاشية:
((إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26))
نجد نص مروي عن الأمام علي الهادي ع,(في الزيارة الجامعة الكبيرة),حيث نخاطبهم بما يلي: ((وَاِيابُ الخَلقِ اِلَيكُم , وَحِسابُهُم عَلَيكُم))

#علي_الاسد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل