الشفرة القرآنية-لمحة 1

علي الاسد

الحوار المتمدن-العدد: 6239 - 2019 / 5 / 24 - 02:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

سبق ان كتبت مَوضوعا شيقا افترضت فيه ان القرآن مَشفر, ويحمل شفرته في داخله.
من هذا الافتراض ننطلق لنرى نموذج صغير , وأذكر القاريء ان اهم وأول الطريق لفك الشفرة هو قرائته كأنه ينزل عليك,وكأنك تقرأه لأول مرة, والأهم ,هو عدم أدخال أي فكرة أو أفكار مسبقة وأسقاطها على المعنى المستخرج.
طبعا انا هنا اطلب أمرا شبه مستحيل ,لأن الجميع يقرأ,نعم الجميع بلا استثناء ,يقرأون كل شيء ويفهموه كما هو مكتوب, ألا القرآن فأنهم يقرأوه بأحكام مسبقة وأفكار جاهزة.
بلا اطالة, هناك أمر يعتبر من المسلمات, وهو كل أنسان يمر بثلاث مراحل:
1-يولد
2-يموت
3-يبعث حيا يوم القيامة لغرض الحساب
....
وأعتقد ان اثارة اشكال على المراحل الثلاث اعلاه سيثير الهزء والسخريه..ولكن, نعم,لكن الرجوع الى النص وحده (القرآن),ومسائلته وحده, نحصل على نتيجة مختلفة, فلنقرأ:
((فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)
اعتقد اننا جميعا نفهم من الآية اعلاه ان العداوة والبغضاء مستمرة بين المذكورين فيها طيلة الحياة الى يوم القيامة.
وكذلك في
((إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)
من الآ ية اعلاه نفهم ان الله جعل الذين اتبعوا عيسى فوق الذين كفروا ,طيلة الحياة الى يوم القيامة.
حسنا لنأتي الى هذه الآية:
((اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87))
تقول الآية : لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
نعم, نفس المركب كما في الآيات التي قبلها(الى يوم القيامة), والتي لم نختلف في معناها.
أذن علينا ان نفهم من الآية ماذكرته ,وليس ما نعتقده, وماذكرته الآية هو واضح وسهل الفهم, ليجمعنكم ألى يوم القيامة
نعم, لايكون الجمع (في) يوم القيامة, بل (قبل) يَوْمِ الْقِيَامَةِ
..
آية أخرى:
((قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (12)
كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ..... إِلَى...... يَوْمِ الْقِيَامَةِ
آية أخرى:
((قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26)
قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ.... إِلَى.... يَوْمِ الْقِيَامَةِ
تحياتي

#علي_الاسد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل