أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبعوب - تجريم وجه الانثى.. كيف ولماذ؟!! (1) الوجه كمدخل لبناء علاقة انسانية..














المزيد.....

تجريم وجه الانثى.. كيف ولماذ؟!! (1) الوجه كمدخل لبناء علاقة انسانية..


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 6385 - 2019 / 10 / 20 - 21:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



(1)
ما إن يستكمل الطفل –ذكرا كان او انثى- بعد ولادته باسابيع بناء شبكية عينيه وتظهر له ولأول مرة صورة وجه والدته وهو متعلق بحلمة صدرها تمده بالدفئ والشبع؛ حتي يطلق اولى ابتسامات الرضا والفرح لحصوله على صورة لهذا الكائن الذي دفع به الى الوجود ويمده بأسباب الراحة والشبع واستمرار الحياة..
مشهد وجه الام الذي يلتقطه الوليد في تلك اللحظة ويتكرس في ذاكرته، سيظل مصدر طمأنينتة وسعادته التي تدفعه للتمسك بالحياة، ستظل عيون الام وتقاسيم وجهها وتعابيره ترسل له وهو في المهد ثقته في الحياة، ويرتبط وجوده باستمرار حضورها في مدى نظره ، و بمجر غيابها للحظات لمتابعة شؤون البيت، يطلق صيحاته الغاضبة مستدعيا صورتها من ذاكرته بتفاصيلها التي تشكلت في وعيه منذ شاهد وجها في ذلك اليوم. لا تفلح صور وجوه غير صورة وجهها في اسكات ندائه الى أن تحضر أمامه وتتجسد لنظره ويعزز اثبات حضورها بتحسس جسدها بيديه، تتملكه بعدها حالة من الرضا واللذة والطمانينة، وهي الحالة التي ستتطور على مر السنين ونمو عقله الى ان تشمل آخرين غير محيطه القريب .
بمرور الزمن تُشحن ذاكرة الطفل بالمزيد من الصور لوجوه بشرية، ويكتشف ان العالم لا يقتصر على الام والاب والاخوة والاخوات، و تدخل في وعيه صور مشابهة لوجوه محيط بيته، مثل وجوه اقاربه وجيرانه وأترابه في مرحلة التعليم الاساس،، وفي مرحلة الرشد تزدحم ذاكرته، بهذه الصور، و يبدأ في التمييز بينها، وبناء شبكات تواصل معها تختلف عن نوع الشبكات التي كانت تربطه بامه وابيه واسرته والتي تتركز في الغالب على تلبية حاجاته المادية ، هذه الوجوه الجديدة ستثير في وعيه حاجته لمطالب نفسية وعاطفية تتجاوز محيطه القديم. بتطلعه للوجوه الجديدة من حوله، يبدأ ذلك المخلوق سواء كان انثى او ذكر في تأسيس علاقات انسانية على أسس جديدة تنبع من دوافع عاطفية رسمتها في وعيه صور تلك الوجوه الجديدة التي اكتشفها.
بهذا التطور المحقق عبر صور الوجوه الجديدة التي يلتقيها في محيطه، سيلعب هذا الانسان من خلالها دوره في الحفاظ على استمرار الحياة الانسانية على وجه الارض، فيقيم علاقات عاطفية ونفعية، يضمن من خلالها وجوده كفاعل في الحضارة الانسانية ، والتي لن تتحقق الا بوجود صور لمحيطه في وعيه ..
السؤال هنا : اذا سلمنا بصحة هذا الاستنتاج الذي يكرس صورة وجه الانسان كمدخل ضروري لبناء أي علاقة انسانية التي هي شرط ضروري لاستمرار الحياة على وجه الارض؛ كيف يمكننا فهم واستيعاب ظاهرة فرض الحجاب على وجه الانثى و منعه من اخذ مكانه الصحيح في ذاكرة هذا الطفل الذي سيتحول بعد عقود الى رجل يبحث عن شريكة تطابق طموحاته لتشاركه مشروع الانسان للحفاظ على استمرار اعمار الارض ؟!!!
-يتبع-



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يطاح بامبراطور المآسي؟ ومتى ؟
- الفتنة الكبرى.. د. جعيط مستنطقا و مصححا.
- صنع العدو..او كيف تقتل بضمير مرتاح.. قراءة في كتاب ..
- صحيح البخاري بين الأسْطَرَة و الواقع.. قراءة في كتاب صحيح ال ...
- رؤى مستقبلية.. العالم مع بداية القرن 22 ..
- بن جلون مترنحا بين هذيان امه و وميض ذاكرته..
- من هشّم المرايا ؟ قراءة في رواية -رجل المرايا المهشمة- للبنى ...
- ندرة الغذاء.. بين صناعة الأزمة وتسطيح الأسباب(*)
- صنع في مصر(*)..
- قنابل أمريكا توقض القائد(*)..
- ابتسامة معاوي..
- وقائع من ارض الصمود.. ابتسامة الطفل علقم تهز سجون صهيون(*)!!
- مجزة غزة، شاربفيل صهيوني يدشن لزوال -اسرائيل-
- الكتاب والقراءة في ظل الحرب.. وجهة نظر(*)..
- مشاعل لا تنسى.. في يومهم العالمي
- ألَمْ نَقُلْ لَكُمْ؟!!!!
- خدعة الأرقام.. حبة قمح تغرق عرش ملكي..
- قراءة في كتاب.. الدولة مغامرة غير أكيدة..
- سيناريو رعب نووي على الأبواب..
- منابر مخطوفة


المزيد.....




- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد عبعوب - تجريم وجه الانثى.. كيف ولماذ؟!! (1) الوجه كمدخل لبناء علاقة انسانية..