أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد السيد علي - في ذكرى أربعينية الراحل الشاعر المناضل إبراهيم الخياط















المزيد.....



في ذكرى أربعينية الراحل الشاعر المناضل إبراهيم الخياط


أحمد السيد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6374 - 2019 / 10 / 9 - 00:48
المحور: سيرة ذاتية
    



ابراهيم الخياط في ملكوت السكينة وأنا في مملكة الضجيج

أما أنا فلا أخلع صاحبي عاشرته وخبرته وعرفته ولذا لا اخلع صاحبي1

غبار الايام يتصاعد من الفواجع الى أصداء بعيدة ،
ونهر الحياة يتدفق نحو الغياهب الابدية
مشبعا بكل الاغاني القديمة
لائحة العمر امتدت على كفني*
عرفتك في صباك وفي ملاعب الاتراب ، وعملنا سوية في الشبيبة، وكان مسؤلنا الأول الراحل الشاعر هادي الربيعي الذي أبعده الاوغاد الى كربلاء، ورثيناه في الحوار المتمدن وفي صحف
أخرى.2
قرأنا الكتب وعشقنا الادب ودرّسنا الشهيد الشاعر خليل المعاضيدي اللغة الانكليزية والادب العربي ايضا.
أتذكر صاحبي حين كنت أتحدث عن حرية المرأة ، يقولون لي انك ليس لك أخت، فتأتي أنت وتقول أنا لي ثلاث أخوات وأتفق مع صاحبي برأيه.
الى اين ذهبت تلك السنوات الراحلة يا صاحبي ابراهيم، انه اللهاث المحموم وراء الينابيع العذبة، والبحث عن ألق الخيارات الأولى في حواش الليالي الذائبة في عنفوان الصخب المنسي.
أتعلم أم أنت لا تعلم بأن جراح الضحايا فم
صُرِعْتَ فحامَتْ عليكَ القلوبُ وخَفَّ لكَ الملأُ الأعظمُ
وأُخْتٌ تَشُقُّ عليكَ الجيوبَ فيُغْرزُ في صدرِها مِعْصَمُ
تُناشِدُ عنكَ بريقَ النجومِ لَعَلَّكَ من بينها تَنْجُمُ

وتَزْعَمُ أنَّكَ تأتي الصباحَ وقد كَذَّبَ القبرُ ما تَزْعَمُ

لِيَشْمَخْ بفَقْدِكَ أَنْفُ البلادِ وأنفي وأنْفُهُمُ مُرْغَمُ3

درسنا في الحدائق وعشت في داركم ،وكانت حياتكم يسيرة ومتعففة، وأبيك الأبي الذي كافح بيديه وعينه روافا، وأوصاك قبل الاختفاء بأن لاتمد يدك للحاجة ولاتنحني للملّمات.
واقفا كان يكتب القصيدة
يملأ ذاكرة الرفض ...حروبا
يقرأ في العيون البليدة..سماء
هكذا كانو يسمونه في دائرة العشق...راهبا*

عملنا معا في الحزب ، وكنت تأتي الى دارنا وتسأل من هنا من الاولاد في الدار فالكل أصدقاءك ورفاقك..جمال وأنا ومحمد.
كنا ندرس في فلكة الروضة مساءَ ومرِّعابرا احد جلاوزة النظام المباد وضحكنا معه،فأتهمنا بشتم رئيس النظام ونحن على اعتاب امتحانات البكلوريا، وأخذونا جميعا الى الامن جمال وإبراهيم ويوسف وانا وضعونا في التوقيف ، وكان أهلنا يبعثون لنا الكباب ملفوف بجريدة طريق الشعب .
أنت توسمني صاحب حجة وعنيد، وأنا أوسمك بالذاكرة الوقادة والذكاء الحاد.
فأنت لا تنسى شخص قابلته قبل خمس سنوات وتذكر انه كان لابسُ ثوبا ازرق وماذا قال في ذلك اللقاء...كنت تبهرنا بذاكرتك الجمة.
أتذكرياصاحبي يوم كنت في الصف الخامس العلمي وكنت لاتهتم بمادة الهندسة والمثلثات، جلسنا في مقهى أبا سعد حبيب،ودرِّستك المادة وقتها قلت لك ان فهمت النظرية فستحل جميع الاسئلة وفعلتها ونحن في ضجيج
المقهى وأنت في صفاء الذهن، ونجحت واخذت أعلى درجة في الامتحان والمدرسة، وإنبهر المدرس وإتهمك الاول على المدرسة انك غششت في الامتحان، فضحكت لان الأسألة ليست في الكتاب.


مالمسته
غير ان الليالي الحميمة
دفء الشتاء البهيج
ليمونة القرى البعيدة
تناشده
علِّ الذكريات
تحاصر وجد المحبين
تبني عشقا من طين
وياقارب الليل إبحر
فما وراء الليالي
غير إضطراب الشراع*
الادهى من يوم المثلثات يوم جئت من جبهة الحرب الضروس مجازا لتمتحن البكلوريا ،امتحان خارجي بإجازة شبه طويلة وكانت الصعوبة في مادة التحليلية ولكنك مشتاق للاصحاب والمدام ، فقلت لي لنذهب الى نادي الموظفين نسهر وندرس وانت صاحب الذاكرة الفذة، فجلسنا بين شجرتين5 وكان جالس بقربنا رجل يراقبنا ويشاهدنا ندرس ونشرب ، فستأذن منا بسؤال كيف تدرسون وتشربون، فأجابه صاحبي إبراهيم ان درست وتركت اليوم يذهب هباء دون المدام سأندم وان اشرب ولا أدرس سأخسر جلسة اصحابي، ذهب منصور المنصور يصفق بيديه غير مصدق.5
وفعلها صاحبي ذو العقل البهي يوم الامتحان، نجح بتقدير فوق ما توقعت وأخذ شهادة البكلوريا وهو في سواتر القتال الاولى.
ياساعة السعف *
رفرف
فوق هضاب الدمع
علك تغرس منها
فسائل للرحيل الاكيد
وياقداحة البرتقال
الشريدة
ضوع عطرك
للسماءالملبدة
بستائرالخردل
المعقرب.

لنا ان نحزن يا إ براهيم،)
(ولنا أن نموت ولنا دموع النصر في خاتمة المطاف
أخاطبك على نأي فلا تسمع
وتخاطبني على نأي فلا أسمع
لان الفجيعة الاسرع من الضوء
مزقت طبلتينا
لم نفرح بالوطن في الحياة فاليفرح بنا في قصائد الحياة.6

كنت تكتب على جذاذات ورقية القصائد وتقرأها في جلساتنا مساءاً، ونغني فيروز سنرجع يوما خبرني العندليب فنطرد من النادي كمشاغبين ونحن خرجنا توا من المعتقل عام 1982
أنت الذي غرست بيّ سر الطفولة*
ماردا يغفوا على
جبيني

يموسق استفهامات
التجلي
في حدقات الايام
وتصنع بيتا من دموع
الليل. *
قد نفترق ولكننا لم نتفرق
كنت في الجيش وانا في بغداد، ونلتقي في بعض الاحايين، وانت هربت من العسكرية والحرب القذرة، في أحد الايام هجم أوغاد الامن على حافلة نقل الركاب وأنت بها وكنت تحمل
مجموعة من الهويات المزورة فأخذوها كلها واعتقلوك كذلك مجموعة من الركاب المشتبه بهم وإقتادوكم الى مديرية أمن الثورة ووضعوكم في الحديقة ليتأكدوا من الهويات، وكان ذلك ليلا، والكهرباء مطفئة ايام الحرب الاولى، فأنت العارف بالخطوب،
فتحت بحذر شديد العصبة ، وانت مكبل اليدين وكنت معصوب العينين، فوجدت مجموعة من الرجال معصوبي
العينين معك ، فقمت وانت مكبل اليدين فوجدت سلم فلاح الحديقة فصعدت فوق الجدار وقفزت الى شارع فلسطين،
وانت مكبل اليدين وذهبت ليلا متاخرا الى احد معارفك في شارع فلسطين، وحرصت على ان لايعرف اهل البيت بيدك المكبلة، فقد تخلصت بصعوبة جمة من خروج احدى يديك ولففتها بسترتك يدك المكبلة، وقلت لاصحاب البيت انك
اصبت بحادث وطلبت منه لقاء صديقك، وكان صديقك لماحا فبت في البيت لليوم الثاني وذهبت الى كربلاء صباحا والتقيت بصديقك بشير يعمل في تصليح الثلاجات ،فاستطاع بالمطرقة واللحيم فتح الاصفاد.
عجبت للبلاد التي شربتنا وما لاح في مقلتيها شجر7

موزع بين الجرائد *
والبرتقال
موزع
تخفي ثنايا الارتحال
موزع لا ريب في مدن
تمتهن
السجال*
أعلم ان نوح حمامة فوق سعفات النخيل... أعذب من دفق صدى الفرح البديل في الاقاصي البعيدة
نحن الذين هدرنا العمر ، ومضات سنا وصوى طريق
مطروحون في جنبات الارض ...عيون مرمضة.

انا رهن حزن لم يبارحني ليل نهار ، بعقوبة وبغداد بلا ابراهيم ، وعيناي مشدودتان الى الوجع المتصاعد فوق اجوائها.
بعدها كان اللقاء بالهروب الى الكويت وكنت وعبد العظيم وأنا ، ولم نستطع أخذ الموافقة للرفيق ابراهيم، وكان قرار

الرفض من الشخص الثالث ، وقد أذعنا للقرار رغم معارضتي وعبد العظيم كرادي.
. بعدها قبض علينا في الكويت،وسُلمنا الى شرطة العراق، وخرجنا بكفالة في الايام الاول من حرب القادسية الرعناء، و بسبب القنابل التي سقطت قرب المحكمة... خرجنا كفالة، ولم نعد، ولكن رفيقنا عبد العظيم رجع الى المحكمة بعد الكفالة، وحكم عليه ستة أشهر، وكنا نزوره رغم ألقاء القبض علينا، قبل أن يسلموه الى أمن بعقوبة.
لماذا النجف ومزار*
سيدنا علي
إنهُ على الرأسِ
أنت ابن بعقوبة والنهرين
لماذا النجف الذي جفَ بحرها
وسيدنا علي على الراس
وانت ابن النهرين
وجمهوريتك البرتقال
والشريف الممتد على نهر ديالى
هو وسادتك الآسرة.
يحسبوك على طائفة
وأنت بلا طائفة.*
...
أغفو قليلا
ثم يصحيني الغياب
أغفوا فألقى من أحب
8_يشيد بيتا من تراب
أتفق صاحبي إبراهيم مع عبد العظيم ورعد عزالدين الخالدي وضامر خليل موسى للهروب والصعود الى الانصار، ولكن كانت هناك مجموعة من العملاء الذين سقطوا واصبحوا مرشدين للامن والبعث ، وابرزهم س ع، الذي 9_يملك عمارة في بعقوبة الان بعدما كان خالي الوفاض.
وسافروا الى السليمانية ، في بداية الشهر الثامن من 1981
،وإعتقلوا في إحدى شوارع سليمانية الخارجية ،و أجبروهم الاستلقاء على الاسفلت وشبكوا العشرَعلى الراس، لم يبقُوهم في السليمانية خوفا من البيشمركة فرحلوا الى منظومة
الاستخبارات الشمالية في كركوك، وكان قبوا ، خال من
الاوكسجين، فيفتعل الراحل رعد عزالدين الخالدي الاغماء فيرفعوه ويطرق على باب الزنزانة بقوة، لكي يفتحوا الباب برهة لكي يدخل الاوكسجين، لانك لو تشعل شمعة تنطفء بعد برهة، حينها عذبوهم بقسوة شديدة لمدة ايام خاصة الراحل إبراهيم ورعد وضامر ، ثم رحلوهم الى الشعبة العسكرية الخامسة في الكاظمية، وكان هذا البيت هو لحسن الكاتب وطلب المقبور طلفاح شراءه فرفض الكاتب فسفروه الى ايران. وتحول الى منظومة
الشعبة الخامسة للاستخبارات العسكرية في الكاظمية.

أكتب من الكلب للكلب للدم
هاي ايام إتشرب العطشان سم
كلي ياجسر العمر
ما فلشك ليل الهم*
كانت شعبة الاستخبارات مليئة بالمعتقلين ومحشورين
بها حشرا ولا يستطيعوا النوم كلهم لضيق المكان ، فينام نصفهم مدة ومن ثم ينام النصف الاخر.

وبعد وجبات تعذيب كثيرة لانتزاع الاعتراف قرروا ترحيلهم الى مديرية امن ديالى في بعقوبة.
هناك وضعوهم في الاستعلامات القديمة للمديرية فقرأو دفتر الاستقبال القديم وفيه الكثير المرسل من قبل خير الله طلفاح، وكذلك مجلة الامن الداخلية وهي مليئة برجال الامن الذين اغتيلو في المناطق كردستان العراق.
وكانو مقيدين بالسلاسل ، وإذا أرادو التبول فعليهم التبول تباعا بغض النظر من هو الذي يريد التفريغ. ألتقينا بعد قصة ثانية بطلها الخائن نفسه س ع ، ونحن في سجن انفرادي قبل نهاية رأس السنة، وتحدثنا بالتفاصيل فكان المصدر واحد للخذلان س ع واخرين اقل شأن.
إلتقينا بعد ثلاثة اشهر من الانفرادي في مجموعة إبراهيم وعبدالعظيم، ووضعونا في غرفتين متلاصقتين. وكنا نتحدث من خلف الباب الفاصلة بيننا.ثم بعدها جمعونا سوية،
عندها جمعنا الاشخاص الذين لم يعتقلُ وكانو على معرفة وعلم بالصعود الى كردستان، وقد أتو بطالبة ليس سوى استلمت وردة بعيد الحزب ومن ثم اطلقوها اليوم الثاني، وبعدها اعتقلوا علي كرادي وعذبوه بشدة بحيث جاءنا وفخذه

متقرح وممتلئ بالقمل وكذلك طالب عبود ، وحسين هادي و كريم كربلائي، واخيه إبراهيم ومن ثم أفرجوا عنه، وهؤلاء يعرفون باالصعود من خلال احد الرفاق واعتبروهم متسترين لانهم لم يبلغُ الامن بذلك.
بعد ها تحولنا للمعتقل الجماعي وفيه معتقلون من حزب الدعوة والجهاد الاسلامي كذلك الحزب الاسلامي.

في الاول من ايار دخلت السجن الرسمي
وسجلني الضباط الملكيون شيوعيا،
حوكمت – كما يلزم في تلك الايام – وكان
قميصي اسود، ذا ربطة عنق صفراء،
خرجت من القاعة تتبعني صفعات
الحراس، وسخرية الحاكم، لي امراة
اعشقها وكتاب من ورق النخل، قرات
به الاسماء الاولى، شاهدت مراكز توقيف
يملؤها القمل، واخرى يملؤها الرمل
واخرى فارغة الا من وجهي

” يوم انتهينا الى السجن الذي ما انتهى
وصيت نفسي وقلت المشتهى ما انتهى
يا واصل الاهل خبرهم وقل ما انتهى
الليل بتنا هنا والصبح في بغداد” 10_
بقينا في المعتقل الجماعي عدة اشهر ، وكنا نصنع الشطرنج من عجين الصمون ونسّود جزء منه من قاعدة القدر ، وذهبنا الى محكمة الثورة وأجلنا المقبور عواد البندر ، الى ان 11_خرجنا بالعفو الرئاسي للمقبور الاسوء صدام، في 19_06_1982
أتعلم ياصاحبي يوم خرجنا من المعتقل قلت لنأخذ الزمن
كبالة..الدنيا صبح ...ضحى ...عصر
ولكن بعد ما سمعنا بإعدام الشهيد خليل المعاضيدي وموت رعد عز الدين الخالدي ، كان الذي يسألك عن الوقت كنت تقول الدنيا ليل.



بعد العفو اخذوا ابراهيم وعبد العظيم الى العسكرية والحرب كما حصلت على كتاب من الامن للعودة الى الكلية، بعدها اعتقلوا اغلب عائلة عبد العظيم كرادي بسبب كون اخيه الشهيد عزيز كان يحمل رمانات يدوية حين ألقوا القبض عليه، حينها اعتقلوابيه وجعفر وعزيز ومنعم وكريم كرادي ابن عمتهم واخو علي كرادي، وكان اغلب الجيران والاصدقاء يتجنبون الذهاب اليهم فقط ... ابراهيم وانا وياسين ومحمد نونية وعبدالله عدنان حمدي الذي كان بعثيا ، وكان جيران المجرم خليل الجوراني الذي كان نائب مدير امن ديالى ، فقتلوه في الراشدية وإتهموني بقتله. واخرين يذهبون معنا. تعاهدنا نحن الثلاثة بالصعود الى كردستان. بعد اعدام الشهيد خليل المعاضيدي وموت رعد عزالدين الخالدي في جزر مجنون.

جاء الراحل ابراهيم في احد اجازاته وذهبنا الى احد اصدقاءنا كان مسجون معنا في سجن الكويت وسجن البصرة من اهل سليمانية، وعلاقتي وعبدالعظيم وثيقة جدا به بحيث نبيت في بيتهم مع عائلته ، وكان يعمل في النقل البري في اربيل ، وكان يوم عاصف وممطر بشدة ، بحيث اهل اربيل يقولون لم يمر علينا مثل هذا اليوم، ولم نجد صاحبنا حيث سافر الى الاردن، كان إبراهيم لا يحمل سوى صورة الراحل رعد عزالدين الخالدي ، كان هذا في شباط 1984 ، رجعنا الى كركوك لا نملك نقود ، تذكرنا رفيقنا ضامر الذي يدرس في معهد الادارة في كركوك فلم نجده، سألت عن احد جيراننا في بعقوبة فكان مسافر ايضا، وتحدثنا مع شخص يعرف جيراننا فؤاد واقرضنا 5 دنانير، وهو من شهربان أي المقدادية أو السعدية ، ورجعنا الى نادي الموظفين مساء، واصدقاءنا سألونا اين كنتم قلنا في بغداد.
ليتني اعرف هذا الانسان الكريم الذي أقرضنا المبلغ لاسدد أضعافه. بعدها ققررت الذهاب وحدي الى السليمانية، ووجدت أخو صاحبي من حزب الباسوك وصديقه من الاتحاد الوطني الذي حنق على الحزب لانه في مفاوضات مع البعث، وتعهدو بمرافقتي الى الانصار خرجت وهذه قصة طويلة، ليس لها مقام في هذه الفاجعة، التي تركت صاحبي هناك حيث البصرة في جبهة الحرب...
ولكن أين البصرة يا مولاي
وما شأني بالبحر
- لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
- بل يوصلني
- لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
- بل يوصلني البحر إلى البصرة
- قلنا لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
- أحمل كل البحر وأوصل نفسي
أو تأتي البصرة إن شاء الله
بحكم العشق
وأوصلها.
هذا كان نهاية ايار 1984، بعدها ألتحق عبد العظيم كرادي في كردستان العراق ،كريم كومنست.. هكذا يسمونه في الانصار.
وكان ينزل الى الداخل ويتصل بإبراهيم، ويعطيه ادبيات الحزب والبيانات ، لان الاخير تزوج من اخته.
وكان عبد العظيم يبعث لي اخبار ابراهيم، وفي 1988 بعث
الراحل الاعز ابراهيم رساله وقصيدة من داخل الوطن، مشتركة لي وعبد العظيم كرادي ونشرتها في مجلة المنار
الصادرة في ستوكهولم العدد 2 بإسم، رسالة وقصيدة من داخل الوطن . ومذيلة باسم الخياط في آب 1988

رساله وقصيدة من داخل الوطن
يأخ الهم والدم والظمأ
أشواقي المتشظية



بيدين مطفأتين أكتب خطي هذا ولا أدري لم أخترت هذا اليوم _دون غيره_لمكاتبتك..بل أدري، وقد هزتني الكوابيس إليك مرارا... فالاحلام طلقتني من زمان عتيق..ومع ذلك فلي صحة هائلة..لأن جسدي من الشيخوخة يستعصي على التفكك السريع.رغم ان الهوى فيّ قد تأكسد، والقلب مني استحال كومة دمامل...فيا ترى هل أنا وحدي_دون الأخرين ورثت كل طبعي من الأه، لا أدري ! كل ما أدري أن ثمة إحتياطي ضخما من العذاب ينتظر
فللوجع لون واحد وإن إختلفت الاصابع.
وحدي فقط_أعرف أي فراغا مرعب أعيش...وأي إحباط،
فأضافة لتصحر المملكة بعدكم... ووحشتي التي أحياها...فأن قائمة الرحيل الابدي أصبحت تجمع نوطتها على ايقاع اسرع من ذي قبل..وتضاعف العدد بالذين انتصبت عليهم الشواهد... لكننا رغم أنف الليل سنلتقي، إذ جيدا تعرف _ كما أعرف_بأننا قد نفترق_لكن أبدا_لن نتفرّق.
ووو... وماذا بعد...فأنا أريد الاسهاب فلا أجد الكلمات_ ثم هب إني وجدتها فهي أما تتحشرج في صدري أو تأسرها الدموع.
مع مرسالي هذا قصيدة كتبتها مؤخراوإرتأيت أرسلها إليك لانني على يقين محكم بأنها_تفوح بعبق ليل كنا نقتله سوية في يوم ما.

ترى
أمن الضجة إنتهائي
عند إلتقاء المساءات
صامتا
أفردت بعضي
ورتقت بعضي بالجلّنار
أحرقت دمعي
وهل كان دمعي غير ماء-
أطفأت روحي
ثم رميت عقبها المفحمّ
خلف باب
_فلل{قاطمة}
بين مسائي.

وبين صباح الكوفة
،بيت،
من جمرات الوجد البلدي
ولخديّ
_كنبقتنا_طعم إغتراب
ترى
أمن الضجة كا ما بي
فعند إلتقاء المدارات
شاعراِ
أطلقت قلبي
وسميت انثايا برتقال
أسكنت حرفي
حيث إختلاف الدروب أمن الضجة إستيائي

_فما لهذي الطرق تفتعل
الجماع-
وما لهذي البائرة
تغفو
عند التقاء السماوات
ومالي اشتهيت إنزوائي
ترى
الخياط
قاطمة التي يرد ذكرها في القصيدة هي قطام
وفي الرويات إنها طلبت رأس الامام علي مهرا لهامن عبد الرحمن بن الملجم حين تقدم لخطبتها، فكان لها ما أرادت ولذلك تعتبر ...قاطمة...صاحبة أغلى مهر في التاريخ

أرى شجر الخابور مورقا كأنك لم تحزن على ابن طريفي _11
في السفرة الاخيرة في الشهر التاسع 2018 كنت مع الراحل، قلت له سأقدم دعوى قضائية ضد هذا الخائن، فقال لي انتظر حتى نهاية تكوين الحكومة، وقدمها بعد الشهر كانون الاول2018، وأنا أول الشهود ، وقدمت وكالة لمحامي يعرفه الحبيب الراحل المناضل الشاعر إبراهيم سأطلب منه تقديم طلب دعوة أزاء هذا المتهم، ولدي شهود احياء يكفون لأدانته. واتمنى أن ينصفني القضاء ، وعشيرته التي ستتبرء منه. ليس لي شيء سوى لاعيد للحبيب الصاحب الشاعر ابراهيم اعتباره،ولي واعتبار الاخرين.

*
.

لا شيء تحت الشمس حتى السّنا
غرر، يابؤس الليالي،بنا
حتى التي كانت الى صدرها
إن ضاق صدر الدّنا
. طار بها الحقد الى عالم
13_آفاقه أمست قبور لنا

.


كتب الاعز إبراهيم رسالة مطولة للغالي عبد العظيم ، وطلب منه ان يبعثها لي ، وكتب لو كان ممكنا فاوصل هذه القصيدة لأحمد، فكما انت ،هو أيضا في هذه البساتين مع أعزاء آخرين.
وبعث بها قصيدة لم ينشرها في ديوانه ،
[بساتين)
إنهم يعرفرفون البداية
هاهنا كانت خطواتي
وحنضلتي
دم الاسئلة ملء قميصي
وبهاء النهاية
_فأنتِ من أنتظر
لنرقص في عرسنا
نغفر لقطرات البكارة
وتلوث الراية
لانهم يعرفون البداية
كلهم داسوا الورود
وإتهموك بوأد الطيبين
فترنح
أحبيبي ترنح
ودعهم يهيمون بأنثيالات
رقصتك الاولى
فهاهن نسوة الدمع تعسكّرن
بأثواب العدو،
برتقالة هي خارطة العين
وبيوتات تقرّنت،
تدوّرت
لمهابط العصافير
_يقال إنها بساتين
فتنهض في الذاكرو
وأنتِ من إنتظر
لم أكن طفلا...لكني ترنحتُ
أو رقصتُ
لم أكن طفلاَ
لكني عرفتُ
أو سمعت عن بساتين تُعلّم عشاقهاالكذبَ،
ولكني هرمت بصدق تمرها
فترنحي
وأرحلي في تجاويفي
خليّ روحك في خرابها
...علّني أحدثك عن ليل البساتين
قبل أن يغر بك القمرُ المتعرش
على شاهدة النهار
وحين، تمور ذاكرتي
فأنت من أنتظر.
كتب في نهاية الرسالة، ابن ع طوق جدران سجن بعقوبة ، بحكم مدته ثلاث سنوات ونصف بتهمة
حقيرة_أخزاه الله .
كان الراحل الاعز بعث لي بقصيدة كان قد نشرها في 30_11_2000 و في مجلة الف باء الذي كان سكرتير تحريرها داود الفرحان، وشعر الراحل الاقرب إن النظام في نهايته، ويحتضر.

إفادة جريح


على قافية صغري
نامت حروفي العذاب
وصحا المسكون المرسوم على ثيابي
(صحوت)
وفي ليلة بلون شاتيلا
أكتظت بفرسان الكوابيس الدميمة
وملايين الردات
وقامة يتيمة
أرهنت قحطي كله بديمة
(رجوت)
فأنكرتني صفحة الصباح المر
لا شمس بكيت
ولا ليلى رحل
ولا رأيت العنادل
ولا الهداهد
ولا القبرات
غير رصاصات عاشقة

ثبتت في الراحتين بدل الاصابع
(نجوت)
فأورثتني الحرب سوسنة للشجون
وأورثني الجبناء المحيطون بسوسنتي
نابضا
أقفز عليه من ضغط الدم
في ضغط الدنانير
سلوت))
وفي صاد ية القحاط
رشرشتني عيون النائحات
فأنتبذت القفزة القصية
رايت أحد عشر من الكواكب
وشمسا وقمر
رايت قامتي العلية
ومن ناصية البساط
هززت السحائب على سوسنتي النبية
(علوت) 30_11_2000

جاء عريان السيد خلف الى السويد ، قبل سقوط النظام الفاشي وقدم امسية شعرية جميلة، وفي الاستراحة سألته هل تعرف إبراهيم الخياط ، وكأنه إنتفض وأخذني جانبا وقال لي ، قل وسأوصله الى الراحل الجميل ابراهيم ، لان ابرهيم كان يوصل ادبيات الحزب لعريان.
س ع حاول بعد 2003 ان يكون مع الرفاق الذين
يسعون لفتح مقر للحزب الشيوعي ، فقال له ابراهيم ... أحمد سيأتي وتعرف ما ذا يفعل، فحاول فتح مقر الحزب الشيوعي القيادة المركزية
وسألت عنه بعد ذهابي الى بعقوبة في 2003
والسنوات التي تلت فقالو انه يعمل مع الامريكان وكسب اموال طائلة واشترى عمارة في بعقوبة.ا

كتب لي الراحل الغالي ابراهيم على الواتس آب
يوم 26_8_2019
أي في الساعات الاخيرة قبل الفجيعة.
عيوني أحمد القريب الحبيب
اني يوم 12-9 اكون في باريس
13و14 و15 ايام اللومانته
16 استراحة واستجمام في باريس
17 عندي جلسة بالسفارة العراقية في باريس
سوف يأتي عبد العظيم وضامر وعلي وابو بشار وكثير من رفاقنا من الدنمارك نرجع 17 ليلا الى الدنمارك معا ،18 ايضا في الدنمارك ،19 عندي ندوة بالتيار الديمقراطي بمعية
العزيز هاشم مطر .
في 20-9 اكون في ستوكهلم اكون عندك و د عقيل الناصري 21 تقام لي ندوة في المنتدى المنداءي يوم 23 باقي في ستوكهولم ، يوم 23،
أذهب الى فينا ومنها الى بغداد.

لقد أزف الموعد
ولم تأتٍ
خطبُ ما حدث
ماذا أفعل بالزوار والمعازيم
أسرحهم
وأنت الهاوي عمق الاشياء
لاتخلف الميعاد*
هل تذهب دون وداع ، كم أبراهيم عندنا
حبيبي أنا أنتظرك كل يوم، علك تأتي وتذكرني في جلساتنا لنقول لجندي العامل المصري ان يأتي لنا بتشريب بلا لحم لانه بربع دينار ،أ يام الدينار كان له قيمة. لانّ التشريب بلحم 850 فلسا وميزانيتنا لا تسمح بذلك. فذهب ذلك مثلا.
أتعلم ياصاحبي الاعز، لوتجنبت واحدة من ثلاث احترازات لكنت جريحا...
1._حزام الامان الذي فتحته قبل دقائق..2._عدم وجود المخدة الهوائية.
3. _الجلوس في الخلف بدل الامام... ولكنه القدرالاحمق الخطا،جعلك أن لاتهتم بذلك.
هل كتبت شيءعن الفجيعة ، لا اعتقد لان إبراهيم أكبر من هذا بكثير، وأنحني إجلالا للذي كان قدوة في حياتنا.ا


.

هامش
االنصوص التي كتبت وفيها نجمة هي لكاتب هذه الفجيعة *
أحمد السيد علي

1_مظفر النواب
2_أبراهيم الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14
هادي الربيعي الطائر الغريب
.....أبراهيم الخياط



هادي الربيعي وإرتحالات نورنندا

أحمد السيد علي
الحوار المتمدن-العدد: 3973 - 2013 / 1 / 15 -
3_الجواهري...أخي جعفر
4_ فئ السنديانة الحمراء البتول...أبراهيم الخياط
الحوار الم


تمدن-العدد: 1871 - 2007 / 3 / 31 -
5_ لحوار المتمدن 2007
الشجرتان في نادي الموظفين هي رمزللنخلتين الذي دفن بينهما الرفيق فهد في مقبرة باب المعظم، حينما خرجت لجنة بعد ثورة 14 تموزبقيادة الشهيد د صفاء الحافظ ، عندها ذكر الدفان إن المسيحي دفنته بين نخلتين.
6_من رسالة سميح القاسم لمحمود درويش في قصائد عربية...لنا ان نحزن يامحمود...بتصرف من الكاتب
7_خيري منصور شاعر فلسطيني
8_خيري منصور
9_ مديرية أمن بعقوبة...والهروب الى كردستان العراق 1
أحمد السيد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 19:0
10_سعدي يوسف


11_مظفر النواب
12_الفارعة في رثاء أخيها أبن طريف
13_ عبدالوهاب البياتي

أحمدالسيد علي




#أحمد_السيد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب من خانقين في اكتوبر 1980
- سأعطي صوتي لأصغر كيان انتخابي وأصغر صورة لمرشح اكاديمي حقيقي
- حق تقرير مصير شعب لا يحتاج الى إستإذان
- العشيرة أو القبيلة من أهم مظاهر التخلف
- حميد العقابي... الشاعر والروائي الطائر المتشرد
- عبد الغني الخليلي ذاكرة لا نتنهي
- لتسامح فكرة عنصرية بغيضة ... الحل في المساواة
- ماهية الجنة ... هل هي للعاطلين والكسالى
- أعشاشنا القديمة
- هادي الربيعي وإرتحالات نورنندا
- غادرنا المناضل البطل فاخر ... على حين غرّة
- المبدع المسرحي كاظم السعيدي ...وداعا
- ينابيع الأقصى
- هواة الحمام
- نادي 14 تموزالديمقراطي العراقي في عاصمة السويد (ستوكهولم) .. ...
- الهروب الاول الى الكويت
- قصة قصيرة...فرج البقال
- كاظم السماوي أخر الشعراء الكبار المخضرمين ...وداعا
- مهمة التوثيق وليس إعطاء الفتاوى
- محاولة لفهم كتابة التاريخ


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد السيد علي - في ذكرى أربعينية الراحل الشاعر المناضل إبراهيم الخياط