أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الكاتبة شهربان معدي في مجموعتها القصصية - دموع لم تسقط -














المزيد.....

الكاتبة شهربان معدي في مجموعتها القصصية - دموع لم تسقط -


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6369 - 2019 / 10 / 4 - 14:57
المحور: الادب والفن
    


أعرف الصديقة الكاتبة المبدعة شهربان معدي، ابنة بلدة يركا الجليلية، من خلال كتاباتها ومقالاتها التي نشرتها في عدد من المواقع الالكترونية المحلية والعربية. وقد توسمت فيها موهبة قصصية وأدبية يشار لها بالبنان، ناهيك عن ما تتصف به من روح إنسانية وثابة وصدق إنساني وثقافة إنسانية شمولية. فهي أديبة مثقفة واسعة الاطلاع والمعرفة، تغرف من بحور التراث العربي والآداب الإنسانية، وقاموسها غني وثري وحافل بالمفردات والتعابير الجميلة الراقية السخية.
تكتب شهربان للكبار والصغار، وقد صدر لها في مجال الكتابة للطفل كتابان هما " دمية جدتي "، و " نور في البستان السحري ".
وقبل أيام ارسلت إليَّ شهربان كتابها " دموع لم تسقط "الصادر العام 2017، وجاء في 160 صفحة من الحجم الكبير، ويشتمل على مجموعة من القصص القصيرة والصور القلمية ذات الطابع الانساني الاجتماعي الواقعي، وقدم له الشاعر الاديب وهيب نديم وهبة، ومما كتبه : " مجموعة شهربان معدي القصصية، هي مساحة الإنسان، في وقت نسينا فيه الغناء، نسينا جمال الطبيعة. وشهربان ليست ساحرة ولكن تعيدنا إلى الإنسانية، إلى الأرض، تعيدنا إلى السماء المنسية ".
في حين كتبت دار آسيا للنشر على الغلاف الأخير للكتاب : " عندما تقرأ قصص شهربان معدي تشعر وكأنك شاهد عيان لأحداث تقع امامك، فتعيش الجو كاملا، وتبتهج مع أبطال القصة، أو تتألم معهم، وتصبح شريكا في مجريات الأمور. وقد برعت شهربان في وصف حضارة عشناها نحن، وحرم منها أبناؤنا وصغارنا ".
شهربان معدي تستمد موضوعاتها من الواقع والحياة والبيئة الاجتماعية، من الطبيعة والأرض، ومن الماضي الجميل، من قيمه وتراثه وتقاليده السائدة.
فهي تكتب عن واقعنا الاجتماعي ، بايجابياته وسلبياته، وتسلط الضوء على الظواهر السلبية والاوبئة والادران الاجتماعية، وتتناول هموم المرأة وقضاياها، وترسم صور حنينية لماضي الآباء والاجداد، ولحياة الناس في الزمن الغابر، وتصور العلاقات الاجتماعية وطابعها البرجماتي، حيث أن النزعة البرغماتية لا تتفق والأخلاقية بكل أشكالها، وكذلك التفكك الاجتماعي، وسيادة الفردية، وتحطم جدران الاجتماعية الانسانية، وتعزز مفهوم العدالة البدائي والمثالي، وانه لا فرق بين إنسان وإنسان، أي لا طبقية في المجتمع.
ومن خلال أقاصيصها تظهر أفكار شهربان معدي التقدمية المستنيرة جلية واضحة، حيث تطرح مواقفها إزاء الكثير من المسائل والقضايا الاجتماعية والفكرية والسياسية، كالشرف والعنف والحروب والسلام والتسامح والقيم الأخلاقية والسلوكية والذاتية البغيضة الفاسدة، وحرية الفكر والمعتقد، وحرية المرأة، ومسألة العودة للتراث وسوى ذلك.
وتمتاز قصص المجموعة بالتركيز والتكثيف والايحاء وعنصر التشويق واستحضار الذاكرة واستلهام الماضي، واللغة الأدبية الشاعرية المدهشة واللافتة، والسردية المعبرة، والبناء الفني الجميل للحدث بحيث تستثير القارئ للنهاية المتفائلة.
أما شخصيات قصصها فمن الناس البسطاء وعامة الشعب من أبناء القرية والريف، وهي مسحوبة من أرضية الواقع وتتلاءم مع الحدث وتنسجم معه. وتكمن مهارة شهربان في تصوير الحدث ومتابعته وتجميعه بصورة مكثفة لينفجر في النهايات بعناية فائقة.
وتعبق قصص شهربان برائحة أرض الجليل، بروث المراعي، وزعتر الجبال، وسنديان يركا، وعطر البلاد، ونلمس فيها نكهة ريفية وفلاحية وقروية، ونحس من خلالها بالألم والوجع والقهر الإنساني، بالمرارة، والأمل، والمحبة، والعلاقات الطيبة، والمحبة، والانتظار، والحلم المنتظر.
شهربان معدي في مجموعتها القصصية " دموع لم تسقط " ملتصقة حتى النخاع بالمجتمع، تنقل هموم ومعاناة افراده بأسلوب سردي وصفي يعتمد الايجاز والاهتمام بالشخوص والكشف عن ملامحها.
وتندرج نصوصها ضمن القصة القصيرة، ونجد اهتمامها بالفكرة والموضوع، وهي تدل على دراية الكاتبة بفن القصة القصيرة واركانها وتقنياتها السردية الحديثة.
ويتضح من خلال القصص الثراء الفكري والمعرفي الذي تتمتع به الكاتبة ما يسمح لها بنسج قصصها بطريقتها الخاصة، وخدمة نصها واثرائه دلاليا.
شهربان معدي كاتبة وقاصة ماهرة، تمتلك براعة في التصوير والتوصيف ورسم الشخصيات، وجمالية في التشكيل اللغوي، واعتماد عنصر التشويق والمفاجأة، والحرص على اثارة دهشة القارئ والمتلقي، وجاء أسلوبها ممتعًا، وموضوعاتها متنوعة موغلة في عمق النفس الإنسانية.
دموع شهربان لم تسقط، وباكورة قصصها التي بين أيدينا تشي بمشروع قصصي سردي جميل الملامح وواعد، نرجو له النمو والاستمرارية والاختمار أكثر حتى درجة الاكتمال وبلوغ الهدف.
فللصديقة الكاتبة شهربان معدي احر التحيات واطيب الامنيات والمزيد من العطاء والابداع والتألق والحضور أكثر في المشهد الأدبي الفلسطيني الراهن.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة في مجتمعنا العربي إلى أين..؟!
- سقوط الشاعر اللبناني طلال حيدر..!!
- كلمات في يوم ميلادها
- محنة المثقف المعاصر ..!!
- قصيدة حب لعبد الناصر في ذكرى وفاته
- حوار مع الأستاذة الشاعرة روز اليوسف شعبان
- مبادرة الفصائل لإنهاء الانقسام الفلسطيني ..!!
- جئتكِ يا اسطنبول
- 26 عامًا على اتفاق اوسلو
- باقة اقحوان للأستاذ الشاعر الصديق سعود الأسدي في يوم ميلاده
- عن لقاء نتنياهو - بوتين
- على هامش إقالة بولتون !!
- خطاب نتنياهو !!
- سقوط قانون الكاميرات !!
- لماذا استقالت الناشطة سهاد كبها؟!
- العنصرية في المجتمع الاسرائيلي في تصاعد متواصل!!
- مع الشاعر عبد الهادي قصقصي وديوانه : - إن الحمامة تنتشي بهدي ...
- عن تفجيرات غزة !!
- الزيارة الاقتحامية للخليل استفزازية وأهدافها خطيرة
- الحرب في اليمن .. ماذا حققت ؟


المزيد.....




- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الكاتبة شهربان معدي في مجموعتها القصصية - دموع لم تسقط -