أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 10















المزيد.....



يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 10


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6368 - 2019 / 10 / 3 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*********************

توضيح

كتبت هذه القصة "حكاية فلسطيني عاد إلى يافا" عام 2004، ونشرتها في كتابي حول خطتي الأولى للسلام باللغة الفرنسية، ركزت فيها على العلاقات الإنسانية التي تفرض نفسها علينا، والتي تزيل ريبتنا باطمئنانها، وتقنع كذبنا بصدقها، وتحل محل عدم ثقة الانتهازيين والمزايدين والمستقوين ثقة الإنسانيين والمخلصين والمبدعين بإرادتها. أقوى ما في المسألة الفلسطينية-الإسرائيلية هذه العلاقات التي لم تكن في حسبان أي طرف من أطراف الصراع الذي شاخ منذ سبعين عامًا، بينما هي أقوى من كل الاتفاقات، أقوى من كل المعاهدات، أقوى من كل السفارات، أقوى من كل الإيديولوجيات، أقوى من كل القنابل النووية حتى. بنشرها في هذا المنبر باللغتين العربية والفرنسية أرمي إلى أن يقرأها الأمريكيون قبل الإسرائيليين، ليفهموا، ويعرفوا، فلو قرأوها حين صدورها لكانت لهم نظرة أخرى، ولكنا في زمن آخر، ويا حبذا لو تترجم إلى اللغة العبرية واللغة الإنجليزية لنشرها في "هآرتس" وفي "التايم". يا حبذا كذلك لو نلتقي في مقهى من مقاهي الحي اللاتيني، لندرس في الحال الترتيبات اللازمة بخصوص سبعين عامًا من الوحل، لأن تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة ليس في الأفق، وربما تتجه إيطاليا الشرق الأوسط إلى انتخابات ثالثة، بينما الحالة ملحة، في غرفة الإنعاش، لا تحتمل الانتظار أكثر مما انتظرت في الدهاليز والأقبية. أرجو أن يكون الشخص ذا نفوذ على غيره في المخرأة الإسرائيلية وفي المشخخة الأمريكية أعني البيت الأبيض، وأن يكون كلامه بالعربية، اللغة التي أفكر بها.

*********************





حكاية فلسطيني عاد إلى يافا


دائمًا ما يكون الجو جميلاً في يافا، حتى في الشتاء، ويا لنا من محظوظين نحن اليافاويين! الشمس لنا طوال السنة تقريبًا، والبحر، ولا تفرغ حدائقنا من عطر زهر البرتقال. نعمة حقيقية. وقعت ابنتي سامية في غرام المدينة منذ أول يوم لعودتنا. زوجتي كذلك. لديهما نوستالجيا لباريس طبعًا، لشوارعها، لمعالمها الأثرية، لدكاكينها، ولكن يافا تعطيهم الأمن، والاطمئنان، وراحة النفس، خاصة منذ غدت سارة وأمها نورة اللتان تسكنان في الطابق الأول صديقتيهما. الصداقة في النهاية هي اختيار القلب، وقد اهتزت قلوب النساء الأربعة بسرعة. تذهب بنتا الخامسة عشرة إلى الكلية الإنجليزية معًا كل صباح، فهما في نفس الصف، وتعودان إلى البيت معًا، وأحيانًا تبقيان معًا إلى ساعة متأخرة من المساء لتنجزا واجباتهما. خاصة واجبات العبرية، لغة لا تعرفها ابنتي إطلاقًا. لحسن الحظ سارة هنا. العبرية ليست كالعربية، يا بابا، تقول لي سامية، ومع ذلك كانت تقدر على فك لغة الضاد بصعوبة. الذنب ذنبي. مهنة الصحافة تأخذ مني كل وقتي، ولا يمكنني تكريس ساعة أو ساعتين في اليوم من أجل تعليم لغتنا لابنتي. تعاتبني زوجتي: أنت يا من تتقن العربية جيدًا لا تُعلّم هذه اللغة لابنتك الوحيدة لتستطيع فيما بعد قراءة مقالاتك، الأمر جسيم الخطورة بالنسبة لي! فأفعل كل ما بإمكاني فعله كي أطبق برنامج تعليم تطبيقًا تعسفيًا، لكن ابنتي تتراخى بسرعة، فهي لا تأخذ درس "بابا" أبدًا بمحمل الجد. والغريب أني لم أفكر أبدًا في إحضار أستاذ لها. مع كل نشاطاتها، موسيقى، رقص، رياضة، سباحة... هي أيضًا لم يكن لديها وقت. هنا، في يافا، ومع أخذ بيئتها الجديدة بعين الاعتبار، عليها أولاً أن تتعلم العبرية. العربية، ستكون فيما بعد. ربما خلال إقامتها عند أخي في عمان.


حول هذا الموضوع، وعلى العكس مني، لا يريد أخي أن يسمع شيئًا عن يافا. في كل مرة يقوم بزيارتنا، يشعر بالاختناق، فيختصر إقامته. ومع ذلك، يحب أبناؤه البحر، وتشعر زوجته كما لو كانت في الجزائر. زوجته من الجزائر العاصمة، وتجد يافا أجمل من المدينة التي ولدت فيها. بالنسبة لأخي، لن يقيم فيها أبدًا. عمان دميمة بالمقارنة مع المدينة الساحلية الإسرائيلية، ولكنه يفضلها على أية مدينة أخرى في العالم هو الذي ولد في نابلس وكبر في الجزائر. يفضل عمان على نابلس حيث يشعر فيها أيضًا باختناق أكثر. بالنسبة له، عمان هي عاصمة العالم. هناك يحب العمل والعيش. هكذا هو الأمر. أما عني، فليس لأنني ولدت في يافا عدت إليها، ولكن لأن قلبي، قلوبنا أنا وزوجتي وابنتي قد اختارت، يتعلق اختيار القلب أيضًا بالمدن كالأصدقاء. ولأن لي بعض الإمكانيات التي سمحت لي بشراء هذه الشقة الصغيرة في الطابق الأرضي من هذه العمارة الصغيرة ذات الطابقين، مع حديقة تزهر فيها أشجار البرتقال طوال السنة. ولكن على الخصوص لأن عملي الصحافي يسمح بهذا. أنا مراسل لعدة صحف عربية في بيروت ودمشق والقاهرة، كما كان الحال لما كنا في باريس. وكابنتي وزوجتي لا أعرف من العبرية سوى كلمة "شالوم" إلا أن معظم الإسرائيليين الذين أعمل معم يتكلمون العربية، إذن لا مشكل هناك. كأني كنت في دمشق أو بغداد. أضف إلى ذلك، القدس، عاصمة الصحافة بمجموعها، ليست بعيدة، أصدقائي الصحافيون هم هنا دومًا عندما أحتاج إليهم.


الحق أني لا أريد الحديث عن مهنتي، ومع ذلك هذه المهنة تملأ حياتي. أريد أن أحكي أشياء بسيطة عن حياتنا الجديدة في يافا. أريد أن أتكلم عن نورة وابنتها سارة – ابنة وحيدة كابنتي سامية – أريد أن أحكي عما تفعلانه لنا عندما تدعواننا عندهما، عما تقولانه لنا. أريد الكلام عن مجنون السوق هذا، عن بائع السمك، عن الخباز، عن بائعة الخضروات والفواكه. أود الحديث عن الأماكن التي أرتادها، مقهى القرنة، مطعم الشط، البركة التي أرافق سامية إليها دون أن أسبح أبدًا بسبب خوفي من الماء. الأمر جسيم الخطورة، يا بابا: واحد وُلد في يافا ولا يعرف السباحة! ترميني ابنتي ساخرة. أريد الحديث عن هذا القارب الراسي دومًا قرب مسكننا والمسمى عنترة على اسم الفارس الجاهلي الأسود عاشق ابنة عمه عبلة. منذ كنت صغيرًا، وأنا أحلم بالصعود على قاربٍ مشابه لأمخر البحار. أود الكلام عن موشيه وموسى، الأول يهودي والثاني عربي، ولكن للاثنين الاسم نفسه، فقط النسخ الصوتي يختلف. أريد الحديث عن كل شيء ولا شيء، عن العابرين، عن متنزهي السبت، عن اللصوص كما هم موجودون في كل البلدان، عن الطيبين، عن اللئيمين، عن كبار القامة والأفعال، عن صغار القامة والأفعال، وأيضا عن كبار القامة وصغار الأفعال، وصغار القامة وكبار الأفعال، عن المتواضعين، عن البسطاء، عن المتهورين، عن الوقحين، عن الشرفاء، عن عديمي الشرف، وعن آخرين لا خصوصية لهم. أود الكلام عن أحلامي الأخرى، أحلامي التي لي، الأكثر حميمية، التي اعتدت الاحتفاظ بها لنفسي، والتي لا أقولها لأحد حتى لابنتي، ولا حتى لزوجتي. أود الحديث عن ابتسامة مدفونة في ذكرياتي، ابتسامة رأيتها ذات صباح على شفتي امرأة عند موقف الباص، ومنذ ذلك الوقت لم أرها من جديد، ومع ذلك، كنت أنتظرها، تلك السيدة ذات الابتسامة التي لا تُنسى، لم أزل أنتظرها. أريد الحديث عن أمي، العجوز أمي، التي تتلفن لي غالبًا، وفي كل مرة تبكي، لأنها تتلفن لي في يافا، المدينة التي ولدت فيها، والتي ولدتني فيها، ولأنها لا تجرؤ على وضع القدم فيها لخوفها الموت من الفرح. أريد الحديث عن كل هذا، ولكني لا أعرف من أين أبدأ.


قالت لي سارة أول مرة دعينا فيها عند نورة أنا وزوجتي وابنتي، وهي تشير إلى صورة بالأسود والأبيض تمزقت حوافها لكثرة ما لُمست وحُملت ودُللت: هذا ساري. ضحكت أمها، وقالت إنها منذ كانت صغيرة لم تكن ابنتها تقول أبدًا بابا وإنما ساري، كانت تدعو أباها ساري. هذه إذن صورة أبيك، قلت لها. قل ساري، ألحت البنت، هو الآن في الجنة. مات أبوك في الحرب؟ هزت سارة رأسها. أنا آسف، همهمت. بدلت نورة الموضوع. سألتنا إذا كنا نحب الأكل الكاشير. كنا نأكل من كل الأطباق في باريس، قلت لها، كنا نحب كل شيء، الأكل الصيني، الهندي، الإيطالي، اليوناني، اللبناني، البرتغالي، البولوني... وأطباق يهودية، يهودية، ألحت نورة، هل سبق لكم وأكلتم؟ لم أكن أريد مضايقة نورة، كنت أريد الكذب عليها، كنت على وشك القول نعم، سبق لنا وأكلنا، لكن زوجتي سبقتني إلى الكلام، وقالت لا، أبدًا. إذن ستأكلون أطباقًا يهودية لأول مرة، وستقولون لي إذا أعجبكم هذا. سمعتُ سارة تقول لسامية، أبوك يشبه ساري، ألا تجدين ذلك؟ أبدًا على الإطلاق، أجابت ابنتي. يشبه ساري بابا سامية، يا ماما، أليس كذلك؟ سألت سارة أمها. دعيني أرى... قليلاً، إذا أردتِ، أجابت نورة. وابنتي: أبدًا على الإطلاق، أبدًا على الإطلاق. توجهت زوجتي بالحديث إليّ: أجد الحق مع سارة، أنت تشبه ساري كثيرًا. أرأيتِ؟ صاحت سارة منتصرة. وسامية: أبدًا على الإطلاق، أبدًا على الإطلاق. اتركي ساري في حاله هناك حيث هو، هلا أردتِ، قالت نورة لابنتها. تركته، تركته، ولكن اعترفي أن الحق معي، بابا سامية يشبه ساري، أعادت سارة. نعم، قلت لك، قليلاً، أعادت نورة مع بعض النرفزة. عند ذلك، نظرت سارة إليّ بمحبة. نظرت إليها بحنو، وابتسمت لها. ابتسمت لي. بدا على سامية الضيق. ابتسمت لسامية أيضًا. انتظرت أن تبتسم لي، أن لا تخيب أمل صديقتها، أن تضع نفسها مكانها، وتجد في ساري بعض الشبه بي. فَهِمَتْ في النهاية، وابتسمت لي ابتسامة كبيرة.


في مقهى الفولغا القريب من بيتنا، أصبح النادل يوري يحفظ عاداتي عن ظهر قلب. إذا مررت في الصباح حوالي العاشرة لأكتب مقالي على رصيف المقهى، أحضر لي قهوة دوبل دون أن أطلبها منه. كان يكفيه أن يراني قادمًا من بعيد. ابتداء من الثانية بعد الظهر، كان يحضر لي قهوة دون كافيين، كان يعرف أنني لا أشرب قهوة بكافيين بعد تلك الساعة خوفًا من ألا أنام في الليل. وعندما كان يحلو له ذلك، كان يقدم لي قطعة شوكولاطة سوداء. كان يبتسم لي، ويتكلم لي عن نفسه بضمير الغائب عندما لا يكون مشغولاً كثيرًا. يوري يفضل الفودكا على القهوة، إنها قهوته، قال لي في إحدى المرات. ليعمل جيدًا، يوري يشرب كثيرًا من الفودكا، مثلك، يا سيدي الصحافي، مع القهوة. لا يمكنك كتابة مقالاتك دون هذا. يوري أيضًا لا يمكنه الاعتناء بالزبائن دون هذا. سألته إذا كان لا يسكر. يوري لا يسكر أبدًا، قال لي. ابتسم لي. في عروق يوري هناك نهر من الفودكا كبير بقدر نهر الفولغا، لكن يوري لا يسكر أبدًا. هل تريد أن أحضر لك كأسًا، ستكون دورتي؟ لا، شكرًا يا يوري، أنت لطيف جدًا، قلت له. أنا لا أحتمل الكحول، الكحول يقطع لي الإلهام، وفوق هذا يسبب لي الدوار. الفودكا إلهام يوري، عدة كؤوس، كثير من الكؤوس يوميًا، قال يوري. وإلا ما أمكن يوري الاعتناء بالزبائن. سيعود يوري، قال فجأة. تركني إلى زبون ناداه. عرفت فيما بعد أن يوري يتكلم عن نفسه بضمير الغائب لأنه لا يعرف التكلم غير ذلك بالإنجليزية.


في أحد الأيام، بينما كنت أكتب على طاولة في زاوية من زوايا رصيف المقهى، جاء يوري مع مخلوقة شقراء جميلة جدًا، وقال لي هذه دوشكا، خطيبة يوري. يود يوري أن يقدم لك صديقته لأنه كلمها عنك، قال لي. اعتذرت دوشكا للإزعاج بإنجليزية ممتازة، وهي تأخذ مكانًا قربي. كلمتني عن القاهرة، وقالت لي إنها تعرف جيدًا العاصمة المصرية، ثم سألتني إن كان لي أصدقاء في دمشق. قلت لها كصحافي لي أصدقاء في كل العواصم العربية، فقالت لي إنها ستزور مدينة الحرير، وإنها تريدني أن أوصي عليها أصدقائي. أحضر يوري كأس فودكا لصديقته وقهوة دوبل لي. قلت له إن هذه القهوة الدوبل الثانية كثيرة عليّ، لكنه أجابني أنها دورة دوشكا. وبالطبع، لبيت مطلب الشقراء الجميلة. جرعت كأسها دفعة واحدة، وكشفت لي أنها ستسافر وحدها، فيوري لا يستطيع ترك معلم الفولغا، وبشيء من الضغينة في صوتها، اعترفت لي أن النادل هنا يفضل عمله على خطيبته منذ أن توقفت الحرب نهائيًا. أحضر يوري لدوشكا كأس فودكا أخرى، ولي كأس عصير برتقال. إنها دورة يوري، قال هذا الأخير. وذهب، وهو يبتسم كالطفل، إلى زبون وصل. وأنا أرى دوشكا تجرع كأس الفودكا الثانية دفعة واحدة، قلت لها في دمشق لن تكون هناك فودكا، لن يكون هناك كحول، وإلا نظر إليها الناس نظرة أخرى، فابتسمت لي دوشكا ابتسامة كبيرة، وقالت إنها لن تشرب سوى الماء في دمشق، وإنها لن تخيب أملي عند أصدقائي.


يوم الجمعة، في السوق، سعد المجنون هو من يحمل لنا، لي ولزوجتي، السلة. يأكل حبة فاكهة من السلة أو حبة خضار، ولا ينقطع عن الابتسام لنا ببلاهة. يقفز فجأة ليهدد حمالاً آخر أو يركض وراء صبي يمد له لسانه فقط لأجل استفزازه. ولكن تعال، يا سعد، إلى أين أنت ذاهب؟ تصيح به زوجتي. هل رأيتِ ما فعله لي؟ يجيب بكلماته المقطعة. أنا يهودي، مثلكم، مثلهم، مثل كل الإسرائيليين. لي حق الاحترام. طيب، احمل جيدًا السلة ولا توقعها، تنصحه زوجتي. ومن وراء بسطة السمك: هيه، سعد، لم تذهب إلى الكنيس اليوم من أجل الصلاة، يناكده مئير، السماك. لأجل إسعادك سأذهب إلى الجامع، مبسوط، يا بائع الحيتان؟ يجيب سعد. إلى الجامع أم إلى الكنيسة؟ يناكده مرة أخرى مئير. إلى الجامع، وسأطلب من إله الإسلام أن يجعل... يصيح سعد. حوتًا يبلعني؟ يسأل مئير، السماك. قرشًا يبلعك! يجيب سعد المجنون. أنا أخيف القروش، ألا ترى كرشي؟ يضحك مئير السماك. إذن سمكًا أحمر، يرمي سعد بسذاجة. السمك الأحمر لا يؤذي أحدًا، السمك الأحمر يعمل وجبة شهية للسيد الصحافي، يختم مئير. يغمزني، وهو يمد لي كيلو سلطان إبراهيم، هذا السمك بطعمه الملوكي لبحر يافا. إذن سمكًا أسود، يعود سعد إلى القول. يقهقه مئير السماك. سمك أسود، لا يوجد سمك أسود، يقول. إذن سمكًا أصفر، يرمي سعد دون أن يعني ما يقول. ومن جديد، يقهقه مئير السماك. لا يُغلب، سعد المجنون هذا، يقول لي، وهو يعيد لي الصرف. ثم لامرأتي: احتراماتي، سيدتي الصحافية. طعام ممتاز ونهار ممتاز! يتركنا سعد، ويعود ليعمل الصف عند بائعة الفواكه والخضار، يكمش عشرة عروق فاصولياء خضراء، ويأخذ في مضغها. كف عن مضغ الفواكه والخضار، تقول له زوجتي. تضحك البائعة الطيبة التي من الجليل حتى تدمع عيناها، ثم تهمس بالعربية في أذن زوجتي: إنه من عندنا، ولكنه لا يريد أبدًا العودة إلى بيته. يفضل التسكع هنا. إنه من عند... تتردد زوجتي. والأخرى: من عندنا، من عندنا، من الجليل. أعرف للمرة الأولى أن سعد من الجليل. إنه من الجليل، من عندنا. أبوه من نبلاء البلد، ولكن هو، يفضل التسكع هنا. إنه مجنون.


ما أن يرانا صموئيل الفران نرتقي درجات محله حتى ينادي راشيل زوجته. راشيل، الخبز الفرنسي للسيد الصحافي وزوجته، يقول وهو يرفع الستار الفاصل بين قسم الفرن وباقي الدكان. ثم لنا، صباح الخير سيدي الصحافي، صباح الخير سيدتي الصحافية، خبزكم في الطريق. تصل راشيل بجسمها الضخم ووجهها المدور، وهي تبتسم كلها، وفي يدها عصاتان من الخبز الفرنسي. ها هي العصاتان كما تريدان وترغبان، تقول لنا. تأخذهما زوجتي، وهي تشكرها. أذهب لأدفع، لكن ككل مرة صموئيل لا يريد أن يأخذ شيكلاتي. ألح ألف مرة ليأخذ ثمن خبزي. خلال ذلك، تلف راشيل قطعة حلوى. هذه للصغيرة، تقول وهي تبتسم أكثر فأكثر. أريد دفع قطعة الحلوى، لكن راشيل تأخذ بالصياح: مقدمة للصغيرة من طرف الدكان. نشكرها أنا وزوجتي. ونحن على وشك المغادرة، يرمي صموئيل من ورائنا: وغدًا، الشيء ذاته؟ نعم، الشيء ذاته، تجيب زوجتي. إلى الغد إذن، يقول صموئيل وراشيل بصوت واحد. إلى الغد.


لا تريد امرأتي أن يحمل سعد المجنون العصاتين، لكنه يلح على حملهما. يبدأ بالتسييف بهما كما لو كان يحمل سيفًا. يصرخ، خبز فرنسي، خبز فرنسي! ينظر إليه الناس ويبتسمون. توقف قليلاً، يا سعد المجنون، تقول له زوجتي. وهو، يصرخ دومًا، خبز فرنسي، خبز فرنسي! يستمر حتى شارعنا، خبز فرنسي، خبز فرنسي! إلى أن يجعلنا انفجار ضخم نقفز من الخوف فجأة. صاروخ تم إطلاقه على مقطورة مدرعة لنقل النقود كانت تقف أمام أحد الفروع البنكية. مات ناقلو النقود في الحال، ودخل رجال مقنعون في المقطورة التي انشقت اثنتين، وحملوا أكياس مليئة بالأوراق النقدية، ثم هربوا في سيارتين بأقصى سرعة. لم يعد سعد مجنون كل يوم، قال لنا إنهم ضباط قدامى في الجيش الإسرائيلي. بعد انتهاء الحرب، وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل، فأصبحوا قطاع طرق. ولم ينطق بكلمة واحدة بعد ذلك حتى شقتنا. أعطيته بعض الشيكلات، وصرفته.


قبل مواصلة استكشاف حيي، أريد أن أحكي قصة موشيه وموسى. نشرتها في جريدة بيروتية، ولكن وقائعها لا تغادر أفكاري.


في الواقع، موسى فلسطيني من الأراضي المحتلة، هذه هي التسمية التي كانت قبل قيام الدولة الفلسطينية والاتحاد المشرقي. قروي من الخط الأخضر. أما موشيه، فهو مستوطن. في الخط الأخضر هناك عدد من المستوطنات التي بناها سكان القرى المجاورة من أجل عيشهم. وبالطبع، غصبًا عنهم. وأحيانًا على حساب القرى العربية التي هدم نصفها أو تم محوها تمامًا. لأن الأطفال عليهم أن يأكلوا، ولا أحد في العالم يقلق من أجل القرويين الصغار هؤلاء. إلا أن، بعد قيام الدولة، ذهب موسى يطرق باب موشيه ليقول له إن البيت الذي يسكن فيه هو من بناه. وعلى العكس، بيته، بيت موسى، قد هدمته الجرافات.


وضع موشيه كتابه المقدس، ورجا موسى الدخول. طلب من زوجته روبيكا أن تعد الشاي، شايهم بالنعنع، بما أن موشيه يهودي أصله مغربي. تكلم مع زائره بالعربية الفصحى، عندما اعترف موسى أن لمن الصعوبة لديه فهم الدارجة المغربية تمام الفهم. وعندما علم موشيه أن اسم من دعاه إلى منزله موسى، رفع يديه إلى السماء، وشكر الله على تلك الصدفة. لم تفهم روبيكا شيئًا، وطفلها على ركبتيها، فشرح لها زوجها أن لهما واجبات ومسئوليات الواحد تجاه الآخر بسبب اسمهما المشترك. وفي وقت السلم، يوصي الله بالجار خيرًا خاصة أنه لم يعد عدو الأمس. بنيتَ بيتي، إذن سأبني بيتك، قال موشيه الطيب. وابتداء من الغد، شمر عن ساعديه ليعين موسى.


في مطعم الشاطئ نجمة دافيد، لا يجري تقديم سوى أطباق شرقية. كنا ندعو هناك نورة وابنتها سارة عندما تكون زوجتي تعبة وتريد مشاركة صديقتيها وجارتيها الطعام. دافيد، صاحب المطعم، يهودي أصله مصري، أناديه داوود، وأحكي معه بالمصرية، وهو على أي حال يرفض أن أكلمه بالإنجليزية. حتى عندما يقبل – لأن نورة وسارة اللتين أصلهما إسباني لا تفهمان العربية – وأكلمه بالإنجليزية يجيبني بالعربية. يقدم لنا دجاجًا محمرًا بالبصل مع مائة طبق مقبلات، أنا لا أغالي. هذه الأطباق اللذيذة التي نتناولها في الوقت الذي نتناول فيه الطبق الرئيسي، في جو فرعوني وتحت سطوة الأغاني المصرية. فجأة يجتاح صوت أم كلثوم الماسي القاعة، ويقترب داوود مني، وهو في غاية السعادة، ويقول لي بابتسامة كبيرة جدًا إن كل هذا لأجلي. أشكره، ولكن أمام تغضن جبين البنتين، أطلب منه أن يوطئ الصوت، فلا يوطئه. تقول زوجتي لسامية وسارة لو كان هذا روك أو راب لرفعتا الصوت إلى أعلى ما يكون ولأمضيتا الليل مرحتين أقوى ما يكون المرح. تضحك البنتان. تجد نورة صوت أم كلثوم رائعًا حتى وإن لم تفهم الكلمات. يقدم لنا داوود على حسابه طبقًا كبيرًا من الكباب، وهو يلح قائلاً: على الطريقة المصرية، كما هو الحال في الماضي الرغيد. ومع ذلك لم يكن داوود كبير السن إلى هذه الدرجة. وفي كل مرة: تريدون شيئًا آخر؟ تريدون شيئًا آخر؟ بعد العشاء، نتنزه قليلاً على طول الشاطئ، ألقي نظرة على القارب عنترة الراسي دومًا هناك. أذهب قليلاً مع أحلامي: أن آخذه ذات يوم، وأمخر البحار.


في أحد الأيام، فاجأتني أمي. سأكون غدًا في مطار تل أبيب، قالت لي على الهاتف. كنا كلنا هناك بانتظار وصولها، أنا، وزوجتي، وابنتي. كنا خائفين عليها بعد غياب نصف قرن، كنا خائفين عليها أن تموت من الفرح كما لا تتوقف عن ترداد ذلك كلما تلفنت لنا. عددنا الساعات والدقائق. فكرنا في كل ما يمكنه عبور روحنا، تخيلنا شخصًا لم ير بلده منذ عقود. متى تضع القدم على الأرض التي ولدت فيها، عندما تنظر من حولها وترى أن كل شيء قد تغير، عندما تذهب إلى البحث عن المكان الذي كانت تسكن فيه، عندما تنظر إلى البحر وتجد أن السفن تبحر دومًا، عدا عنترة. وعندما، وعندما، وعندما... حطت طائرتها أخيرًا. أخذ قلبي يدق بعنف. تركتنا زوجتي، أنا وسامية، وذهبت إلى باب وصول المسافرين، بهيئة زائغة. لم نكن سعداء لرؤية أمي، كان الحزن يعصر قلوبنا. لماذا تفعل فينا هذا؟ لماذا عادت؟ لماذا لم تعد تخاف الموت من الفرح؟ كنا حزانى. رأيتها من بعيد، رفعت يدًا مترددة، وحاولت أن ابتسم لها، ولكني لم أستطع. اختبأت ابنتي من ورائي. اختفت زوجتي. لدهشتي كانت أمي تقطب حاجبيها، لم تكن حزينة، ولم تكن سعيدة، كانت لها هيئة شخص يخرج من قبر، الموت عنه بعيد، ولكن دون إظهار أقل إشارة فرح لعودته إلى الحياة. كان لأمي وجه كامد، وجه ميت.


ماما!


لم تقبلني. لم تسألني لماذا تختبئ سامية من ورائي. لم تسألني أين زوجتي. ومع ذلك قلت لها إن زوجتي في مكان ما هناك، إنها ذهبت لاستقبالها. توجهنا إلى سيارتي التي لا آخذها إلا لماما، ووجدنا زوجتي جالسة على المقعد الأمامي، وهي تبكي. لأني هنا تبكين؟ سألتها أمي بجفاف. لا، أؤكد لك، همهمت زوجتي. في الطريق، على رؤية يافا من بعيد، انفجرنا كلنا نحن الأربعة باكين. سقطت سامية بين ذراعي جدتها، وبكت، بكت كطفلة ذات خمس سنين، وبكت. صرخت "مامي"، وبكت. أوقفتُ السيارة، وعيناي مغرورقتان بالدموع، وبكيت كطفل، أنا أيضًا. انتحبنا نحن الأربعة، أمي التي سيكون عمرها ثمانين سنة ونحن الباقين، كالأطفال. استمر ذلك وقتًا طويلاً. ثم توقفنا كلنا عن البكاء دفعة واحدة. مسحت سامية دموعها، وأطلقت بعض الضحكات، أحلى الضحكات. ثم صمتت. عدت إلى قيادة السيارة من أجل الذهاب مباشرة إلى بيتنا. كانت نورة وسارة هناك بانتظار أمي. أشارت إليهما زوجتي من بعيد، ففهمتا، وبقيتا جامدتين كالتماثيل. حيتهما أمي، وهي تمر أمامهما، ولكنهما، هما، لم تردا عليها. سارعت سامية وسارة إلى الانعزال لتحكيا لبعضهما أشياء عن وصول أمي، عنا، ولماذا كل هذا الجو المفجع. أما نورة، فقد بقيت جامدة كالتماثيل. ثم رفعت رأسها، ونظرت إلى قمم الشجر.


خلال إقامتها في يافا، لم تبد أمي أي فرح، حتى أنها لم تطلب الذهاب إلى اكتشاف بيتها القديم. كانت تنظر إلينا، وتنظر إلى الناس. في البداية، رافقناها إلى الشاطئ، ثم أصبحت تعرف كيف تذهب وحدها. السبت، كنا نتنزه مع نورة وسارة في شارع اسكندر عوض القديم، وطبعًا لم يعد هناك أي أثر لهذا الشارع الماضي. ومع ذلك، كانت لأمي هيئة أقل حزنًا عندما تسير على رصيفه. كانت تكلمها نورة بالإنجليزية، وتترجم لها من العبرية، حتى عندما يصيح عابر بآخر. هذا بحار سئم الإبحار، أو هذه عاهرة تشكو قلة الزبائن في زمن السلم، شيء مفارق، ولكن لا تفسير له. إسرائيل بلد المفارقات، أسرّت نورة لأمي. تَقاتَلَ شخص مع شخص آخر، وراحا يشتمان بعضهما. عربي ويهودي؟ سألت أمي نورة. لا، يهودي ويهودي، أجابت سارة. نحن بلد المفارقات ولكننا أناس طبيعيون... إلى حد ما، تضيف نورة. ولكن أتسمعين ما يقولان لبعضهما؟ أنا لا أفهم العبرية، رمت أمي بابتسامة تعبة وحزينة. أعرف، أعرف، سارعت نورة إلى القول. على بعد وجيز، كان هناك شخصان آخران يتقاتلان ويتشاتمان هما أيضًا. أريد فقط أن أقول لك، عادت نورة إلى القول، أترين هذين الشخصين هناك اللذين يتقاتلان؟ الواحد عربي والثاني يهودي، وهذا الأخير غطى الأول بالشتائم، بكل الشتائم العنصرية التي في العالم. أنتم إذن، رمت أمي من جديد، لستم فقط طبيعيين بل أكثر من طبيعيين. نادتني أمي، ولكني لم أجبها. وقعت على تلك الابتسامة التي كنت أبحث عنها والتي كانت تسكنني. نفس السيدة الماضية، نفس الابتسامة التي ألقت بها قبل الصعود في الباص والاختفاء.


في وسط الليل، بدأت سامية بالصراخ من ألم في بطنها. جربنا كل شيء لتخفيف الألم عنها، العشب المغلي، القربة، الحبوب التي تحتفظ بها زوجتي احتفاظها بالأحجار الكريمة "في حالة ما". لكن شيئًا لم ينفع. صعدت زوجتي تطرق الباب على نورة. سامية يوجعها بطنها وجعًا رهيبًا، قالت لها. نهضت سارة أيضًا، وأرادت مصاحبة أمها. لا، عودي إلى السرير، غدًا عندك كلية، وعليك النوم، قالت لها أمها. أحضرت بعض أكياس "ديبريدا" لإذابتها في كأس ماء. لكن شيئًا لم ينفع. اقترحت نورة أخذها إلى المستشفى العسكري غير البعيد، وستقوم بدور المترجمة. لا تزعجي نفسك، قالت لها زوجتي، سيكون حتمًا هناك أحد يتكلم الإنجليزية أو الفرنسية. لكن نورة أصرت على المجيء.


في المستشفى العسكري، كانت الحياة في أوجها ليلاً نهارًا. أخذ فريق من الأطباء والممرضات على عاتقه معالجة ابنتي فورًا. تركت زوجتي ونورة ترافقان سامية، وذهبت أجلس في قاعة الانتظار. كانت لي رغبة في النوم، فأغمضت عينيّ، ولكني لم أتمكن من ذلك. وقفت، وعلى غير عادتي، وضعت قطعة نقدية في موزع الشراب الساخن، وأخذت قهوة سوداء. قطعت الممر الطويل، وأنا أرشف قهوتي، عندما بدأ من ناحيتيّ معاقو حرب من كل الأشكال يخرجون من الحجرات. من قطعت ذراعه أو ساقه، من على عينه ضماد أو حول رأسه رباط، من أسنانه مقتلعة، أنفه مجدوع، شفتاه مقطّعتان، أظافره مقتلعة. هناك الشقر، والسمر، والسود. من يتكلم العبرية، من يتكلم العربية، من يتكلم الفرنسية، ومن يتكلم الروسية، ومن يتكلم الإنجليزية أو الإسبانية أو الهنغارية أو البولونية. كانوا يتكلمون كلهم في وقت واحد، ويبدون سعيدين. كانوا يضحكون، ويضربون في أيدي بعضهم البعض، وعلى الكتف. كانوا يتنادون. كانوا يشيرون إلى بعضهم البعض، ويتجهون كلهم إلى قاعة كبيرة، ويختفون. نظرت إلى ساعتي، كانت الثالثة صباحًا، ولم أكن أحلم. عدت إلى قاعة الانتظار، وقليلاً فيما بعد، رأيت ابنتي تتقدم بين أمها ونورة، وعلى شفتيها ابتسامة ساحرة. سارعت إليها، وأخذتها بين ذراعيّ. لا شيء لديكِ؟ واصلت الابتسام. لا، لا شيء لديها، قالت نورة. غسل لها الطبيب معدتها، أوضحت زوجتي، لم يعد لديها شيء.


عند عودتنا إلى البيت، وجدنا أمي وسارة جالستين بانتظارنا على عتبة باب البناية الخارجي. كانت أمي تحتضن الصغيرة بين ذراعيها، وهي تغطيها جيدًا، والصغيرة تنام على صدرها. قالت نورة وزوجتي لهما إن الطبيب أجرى غسيلاً لمعدة سامية، وإنه لم يعد لديها شيء. قلت للجميع لم تعد لديّ رغبة في النوم، وأنا ذاهب لأعمل دورة على الشاطئ. نَظَرَتْ أمي إليّ، قلقة. طمأنتها، وأنا أبتسم لها، وهربت من نظرتها.


كان الشاطئ خاليًا من كل قدم، والبحر ممتدًا إلى ما لا نهاية، أسود وفضيًا، وكانت الأمواج تكلم الأمواج. تقدمت من عنترة، الموجود دومًا هناك، الراسي دومًا، المهجور دومًا، عندما خرج من قعره فجأة رجل أسود عاري الصدر جميل كإله. حدثني بلغة أجهلها، ولكني فهمت من حركاته: إذا ما كنت أرغب في القيام بنزهة في القارب معه. قلت لنفسي للقارب إذن صاحب، وهو يمخر البحر كل ليلة في مثل هذه الساعة. أشرت إليه بنعم، فساعدني العملاق الأسود على الصعود. وبعد لحظات، اخترقت حلم طفولتي، أنا الرجل الذي كنت، بعد سنوات طويلة من الانتظار والعذاب.


باريس 2004



د. أفنان القاسم: خطتي للسلام، الاتحاد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، دار لارماطان، باريس 2004، ترجمة د. بريجيت بوردو / الكيبيك.




********************

غلاف

في مكان ما من العالم، هناك بقعة بأكملها منذ عشرات السنين مسرحٌ لفاجعة، فيما وراء الآلام، تطرح هذه البقعة للمناقشة القيم الجوهرية للإنسانية وبالقدر نفسه مستقبل كل مجتمع البشر. تتواصل هذه الفاجعة اليوم كموضوع لمساومات سياسية لا نهاية لها، وتبدو الرهانات حولها بعيدة عن الآمال والطموحات الحقيقية لمن هم بيادقها. وبوصفه روائيًا قادمًا من هذه البقعة التي يدللها، كتب أفنان القاسم مؤلفات عديدة، بحنو دائمًا، بغضب غالبًا، عن أولئك الناس، ناسه، الذين يمكنهم أن يكونوا ضحايا أو جلادين، ليجعلنا نعرفهم، وليقول لنا ما يعيشون. لكنه اليوم يبتعد أكثر: متجاوزًا القول الروائي، يقوم اليوم في هذه الدراسة بربط المشاعر بالأفكار كي يدعونا إلى تأمل، من زاوية إنسانية محض، ما يبدو للرأي العام كمسألة سياسية فقط. وبشجاعة، يعارض الخطاب الرسمي بشرح نقطة نقطة ما يبدو له جوابًا همه العدالة والاحترام واللياقة في وجه الألم الإنساني.

********************








HISTOIRE D’UN PALESTINIEN
DE RETOUR A JAFFA




Il fait toujours beau à Jaffa, même en hiver. Quelle chance pour nous, les Jaffaouis ! Nous avons le soleil presque toute l’année, la mer, et nos jardins ne désemplissent pas du parfum des fleurs d’orangers. Une vraie aubaine. Samya, ma fille, est tombée amoureuse de la ville dès le premier jour de notre retour. Ma femme aussi. Elles ont bien évidemment de la nostalgie pour Paris, ses rues, ses monuments, ses boutiques, mais Jaffa leur donne de l’assurance, de la détente, du repos dans l’âme. Surtout depuis que Sarah et sa mère Monah, qui habitent au premier, sont devenues leurs amies. L’amitié finalement, c’est le choix du cœur, et le cœur des quatre femmes a rapidement vibré. Les deux gamines de quinze ans vont au collège anglais ensemble tous les matins, elles sont dans la même classe. Elle rentrent ensemble, et parfois restent ensemble jusqu’à une heure avancée de la soirée pour faire leurs devoirs. Surtout les devoirs d’hébreu, langue que ma fille ne connaît pas du tout. Heureusement que Sarah est là. Ce n’est pas comme l’arabe, papa, me dit Samya, pourtant elle arrive à peine à déchiffrer la langue de « dad », comme on dit, qui est l’arabe. C’est de ma faute. Mon métier de journaliste prend tout mon temps, et je ne peux consacrer une ou deux heures par jour à apprendre notre langue à ma fille. Ma femme me le reproche : toi qui maîtrises parfaitement l arabe, tu n apprends pas cette langue à ton unique fille pour qu elle puisse, plus tard, lire tes articles, c est grave ! Je fais alors de mon mieux pour appliquer un programme d’apprentissage draconien, mais ma fille lâche vite, elle ne prend jamais le cours de « son » papa au sérieux. É---trangement, je n’ai jamais songé à lui donner un professeur. Avec toutes ses activités, musique, danse, sport, piscine… elle non plus n’a pas le temps. Ici, à Jaffa, compte tenu de son nouvel environnement, elle doit d’abord apprendre l’hébreu. L’arabe, ce sera pour plus tard. Pendant son séjour à Amman peut-être, chez mon frère.


A ce sujet, contrairement à moi, mon frère ne veut pas entendre parler de Jaffa. Chaque fois qu il nous rend visite, il se sent étouffé, et il écourte son séjour. Pourtant ses enfants aiment la mer, sa femme s y sent comme à Alger. Elle est Algéroise, sa femme. Elle trouve Jaffa plus belle que sa ville natale. Pour mon frère, pas question d’y rester. Amman est laide par rapport à la ville portuaire israélienne, mais il la préfère à n’importe quelle autre ville du monde. Pourtant il est né à Naplouse et a grandi à Alger. Il préfère Amman à Naplouse où il se sent encore plus étouffé. Pour lui, Amman est la capitale du monde. C’est là qu il aime vivre et travailler. C’est comme ça. Quant à moi, ce n’est pas pace que je suis né à Jaffa que j’y suis revenu, mais parce que mon cœur, nos cœurs à ma femme, à ma fille et à moi, ont choisi. Le choix du cœur concerne aussi bien les amis que les villes. Et parce que j’ai quelques moyens qui me permettent d’acheter ce petit appartement au rez-de-chaussée de ce petit immeuble à deux étages, avec jardin où fleurent les orangers toute l’année. Mais surtout parce que mon travail de journaliste le permet. Je suis correspondant de plusieurs journaux arabes à Beyrouth, à Damas et au Caire, comme c était le cas quand nous étions à Paris. Et comme ma fille et ma femme, je ne connais de l hébreu que le mot « shalom ». Cependant, la majorité des Israéliens avec qui je travaille parlent l’arabe, alors pas de problème. C’est comme si j’étais à Damas ou à Bagdad. De plus, Jérusalem, la capitale de la presse tous azimuts, n’est pas loin, mes amis journalistes sont toujours là quand j’ai besoin d’eux.


A vrai ---dir---e ce n’est pas de mon métier que je voudrais parler, pourtant ce métier remplit ma vie. Je voudrais raconter des choses simples sur notre nouvelle vie à Jaffa --- je voudrais parler de Norah et de sa fille Sarah – fille unique comme ma fille Samya – --- je voudrais raconter ce qu’elles nous font quand elles nous invitent chez elles, ce qu’elles nous disent. Je voudrais parler de ce fou du marché, du vendeur de poissons, du boulanger, de la vendeuse de légumes et de fruits. Je voudrais parler des lieux que je fréquente, le café du coin, le restaurant de la plage, la piscine où j’accompagne Samya sans jamais nager à cause de ma hantise de l’eau. C’est grave papa : quelqu’un qui est né à Jaffa et qui ne sait pas nager ! me lance ma fille, sarcastique. Je voudrais parler de ce bateau qui est toujours accosté près de chez nous et qui s’appelle Antar, comme ce chevalier noir préislamique, amoureux de sa cousine Abla. Depuis tout petit, je rêvais de monter dans un bateau semblable à celui-ci pour sillonner la mer. Je voudrais parler de Moshé et de Moussa, l’un juif, l’autre arabe, mais les deux ont le même nom, seule la tran---script---ion phonétique est différente. Je voudrais parler de tout et de rien. Des passants, des promeneurs du samedi, des voleurs comme il en existe dans tous les pays, des bons, des méchants, de ceux qui sont grands de taille et grands dans l’action, de ceux qui sont petits de taille et petits dans l action, et aussi des grands mais petits dans l’action et des petits mais grands dans l’action, des humbles, des simples, des impudents, des insolents, des gens honnêtes, des malhonnêtes, d’autres encore sans particularité. Je voudrais parler de mes autres rêves, mes rêves à moi, les plus intimes, que j’ai l’habitude de garder pour moi et que je ne raconte à personne, pas même à ma fille, pas même à ma femme. Je voudrais parler d’un sourire enfoui dans mes souvenirs, que j avais vu un beau matin sur les lèvres d’une dame à l’arrêt de l’autocar, et que depuis je n ai jamais revu, pourtant je l’attendais, cette dame au sourire inoubliable, je l’attends encore. Je voudrais parler de ma mère, ma vieille mère, qui me téléphone souvent et qui pleure à chaque fois, parce qu’elle m’appelle à Jaffa, la ville où elle est née et où elle m’a mis au monde, et parce qu’elle n’ose pas y remettre les pieds, de peur de mourir de joie. Je voudrais parler de tout cela et plus encore, mais je ne sais par où commencer.


La première fois que nous sommes invités chez Norah, ma femme, ma fille et moi, Sarah m’a dit, montrant une photo en noir et blanc, aux bords déchirés tant elle a été touchée, portée, chérie : c’est Sari. Sa mère a ri et a dit que depuis toute petite, sa fille ne disait jamais papa, mais Sari --- elle appelait son père Sari. C’est donc la photo de ton père, lui ai-je dit. De Sari, insista la gosse. Il est maintenant au paradis. Il est mort à la guerre ton papa ? Sarah a hoché la tête. Je suis désolé, ai-je murmuré. Norah a changé de sujet. Elle nous a demandé si nous aimions la nourriture cacher. A Paris nous goûtions à tous les plats, lui ai-je dit, nous aimions tout, chinois, indien, italien, grec, libanais, portugais, polonais… Et des plats juifs, juifs, a insisté Nora, vous en avez déjà mangé ? Je ne voulais pas vexer Norah et j’allais lui mentir, j’allais lui ---dir---e oui, nous en avons déjà mangé, mais ma femme a pris les devants et a dit non, jamais. Alors vous allez y goûter pour la première fois et vous allez me ---dir---e si cela vous plaît. J’ai entendu Sarah ---dir---e à Samya, ton papa ressemble à Sari, tu ne trouves pas ? Mais pas du tout, a répondu ma fille. N est-ce pas que Sari ressemble au papa de Samya, maman ? a demandé Sarah à sa mère. Bah, un peu, si tu veux, a répondu Norah. Et ma fille : mais pas du tout, mais pas du tout. Ma femme est intervenue en s’adressant à moi : moi, je trouve que Sarah a raison, tu ressembles beaucoup à Sari. Tu as vu ? a répliqué Sarah triomphante. Et Samya : mais pas du tout, mais pas du tout. Laisse Sari tranquille là où il est, veux-tu, a dit Norah à sa fille. Je le laisse, je le laisse, mais avoue que j’ai raison, le papa de Samya ressemble à Sari, a recommencé Sarah. Oui, je te l’ai dit, un peu, a répété Norah avec une pointe d’énervement. Sarah m’a alors regardé affectueusement. Je l’ai regardée tendrement, et je lui ai souri. Elle m’a souri. Samya avait l’air contrariée. J’ai souri à Samya aussi. J’attendais qu’elle me sourie, qu’elle ne déçoive pas sa copine, qu’elle se mette à sa place et trouve en Sari une certaine ressemblance avec moi. Finalement elle a compris et m’a fait un grand sourire.


Au café le Volga tout près de chez nous, le garçon Uri connaît désormais mes habitudes par cœur. Si je passe le matin vers dix heures pour rédiger mon article sur la terrasse, il m’apporte un café double sans que je le lui demande. Il lui suffit de me voir arriver de loin. L’après-midi à partir de quatorze heures, il m’apporte un déca, il sait que je ne bois pas de café après cette heure de peur de ne pas dormir la nuit. Quand ça lui plaît, il m’offre un morceau de chocolat noir. Il me sourit et me parle de lui à la troisième personne du singulier quand il n’a pas trop de travail. Uri préfère la vodka au café, c’est son café à lui, me dit-il. Pour bien travailler, Uri boit beaucoup de vodka, comme vous, Monsieur le journaliste avec le café. Vous ne pouvez pas écrire vos articles sans ça, Uri non plus ne peut pas s’occuper des clients sans ça. Je lui demande s’il ne se saoule pas. Uri ne se saoule jamais, me dit-il. Il me sourit. Dans les veines de Uri il y a un fleuve de vodka aussi grand que la Volga, mais Uri ne se saoule jamais. Voulez-vous que je vous apporte un verre, ce sera ma tournée ? Non, merci Uri, vous êtes bien aimable, lui dis-je. Je ne supporte pas l’alcool, cela me coupe l’inspiration, en plus ça me donne le vertige. L’inspiration de Uri c’est la vodka, plusieurs verres, beaucoup de verres par jour, dit Uri. Sinon Uri ne peut pas bien s’occuper des clients. Uri revient, dit-il soudain. Il me laisse pour un client qui l’appelle. J’ai su après que Uri parle de lui-même à la troisième personne du singulier parce qu’en anglais, il ne sait pas parler autrement.


Un jour, pendant que j’écrivais à ma table du coin de la terrasse, Uri arriva avec une très belle créature blonde et me dit que c’était Douchka, sa fiancée. Uri veut bien vous présenter sa petite amie, parce qu’il lui a parlé de vous, me dit-il. Douchka s’est excusée pour le dérangement, en excellent anglais, en prenant place à ma table. Elle me parla du Caire et me dit qu’elle connaissait bien la capitale égyptienne, puis elle m’a demandé si j’avais des amis à Damas. Je lui ai dit qu’en tant que journaliste j’ai des amis partout dans les capitales arabes. Alors elle m’a dit qu’elle allait visiter la capitale de Soie et qu’elle voulait que je la recommande à mes amis. Uri a apporté un verre de Vodka à sa fiancée et un deuxième café double pour moi. Je lui ai dit que c’était trop ce deuxième café double pour moi, mais il m’a répondu que c’était la tournée de Douchka. J’ai, bien évidemment, honoré la demande de la belle blonde. Elle m’a dévoilé qu’elle allait voyager seule, car Uri ne pourrait pas abandonner le patron du Volga, et avec une pointe de rancune dans la voix, elle m’avoua que les garçons d’ici préfèrent leur boulot à leurs fiancées depuis que la guerre est définitivement finie. Uri apporte à Douchka un autre verre de vodka et à moi un verre de jus d’orange. C’est la tournée de Uri, a dit ce dernier. Et il s’en est allé, en souriant comme un enfant, vers un client qui venait d’arriver. En voyant Douchka avaler son deuxième verre de vodka d’un trait, je lui ai dit que là-bas à Damas, il n’y aurait pas de vodka, pas d’alcool, sinon elle serait mal considérée. Alors Dochka m’a fait un grand sourire, et m’a dit qu’à Damas elle ne boirait que de l’eau, et qu elle ne me décevrait jamais chez mes amis.


Au marché, le vendredi, c’est Saad, le fou, qui nous porte le panier, à ma femme et à moi. Il mange un fruit ou un légume du panier, et ne cesse de nous sourire niaisement. Il saute soudain pour menacer un autre porteur, ou court en ---dir---ection d’un gamin qui lui fait la grimace rien que par provocation. Mais viens, Saad, où tu vas ? lui crie ma femme. Tu as vu ce qu’il m’a fait ? réplique-t-il avec ses mots hachés. Je suis juif moi, comme vous, comme eux, comme tous les Israéliens. J’ai droit au respect. Bon, porte bien le panier et ne le fais pas tomber, conseille ma femme. Et de derrière l’étalage de poissons : hé, Saad, tu n’es pas allé prier à la synagogue aujourd’hui, le taquine Meir, le poissonnier. Pour te faire plaisir j’irai prier à la mosquée, tu es content, vendeur de baleine ? réplique Saad. A la mosquée ou à l’église ? le taquine encore Meir, le poissonnier. A la mosquée, et je demanderai à Dieu de l’Islam de te faire avaler… crie Saad. Par une baleine ? demande Meir, le poissonnier. Par un requin ! répond Saad, le fou. Moi, je fais peur aux requins, tu ne vois pas ma bedaine ? rigole Meir, le poissonnier. Par un poisson rouge alors, lance Saad naïvement. Un poisson rouge ne fait pas de mal à personne, un poisson rouge ça fait un bon repas pour Monsieur le journaliste, conclut Meir. Il me fait un clin d’œil en me tendant un kilo de rougets, ce poisson au goût royal des mers de Jaffa. Par un poisson noir alors, reprend Saad. Meir, le poissonnier éclate de rire. Un poisson noir, ça n’existe pas, dit-il. Un poisson jaune alors, lance Saad à tout hasard. Et de nouveau, Meir, le poissonnier, éclate de rire. Il est imbattable ce Saad, le fou, me dit-il en me rendant la monnaie. Puis, à ma femme : mes respects, Madame la journaliste ! Excellent repas et excellente journée. Saad nous laisse et revient faire la queue chez la vendeuse de fruits et de légumes, il empoigne une dizaine de haricots verts et se met à les mâcher. Mais ça y est les fruits et les légumes, lui dit ma femme. La bonne marchande de Galilée rit aux larmes. Puis elle murmure en arabe à l’oreille de ma femme : il est de chez nous, mais il ne veut jamais rentrer. Il préfère errer par là. Il est de chez… hésite ma femme. Et l’autre, de chez nous, de chez nous, de Galilée. C’est la première fois que j’apprends que Saad est de Galilée. Il est de Galilée, de chez nous. Ses parents sont des notables au pays, mais lui, il préfère errer par là. C’est un fou.


Dès que Samuel, le boulanger, nous voit gravir les marches de sa boutique, il appelle Rachel, sa femme. Rachel, le pain français pour Monsieur et Madame le journaliste, dit-il en soulevant le rideau qui sépare la partie « fabrication » du reste de la boulangerie. Puis à nous, bonjour, Monsieur et Madame le journaliste, votre pain arrive. Rachel, corps épais et visage rond, arrive toute souriante, deux baguettes à la main. Bonjour, Monsieur et Madame le journaliste. Voilà vos deux baguettes comme vous le désirez, nous dit-elle. Ma femme les prend en la remerciant. Je vais payer, mais comme chaque fois, Samuel ne veut pas prendre mes shekels. J’insiste mille fois pour qu’il encaisse son pain. Entre-temps, Rachel enveloppe un mille-feuilles dans un papier et le tend à ma femme. C’est pour la gosse, dit-elle en souriant encore davantage. Je veux payer le mille-feuilles, mais Rachel se met à crier : c’est offert pour la gosse par le magasin. Ma femme et moi, nous la remercions infiniment. Lorsque nous sommes sur le point de quitter les lieux, Samuel lance dans notre dos, et pour demain, ce sera la même chose ? Oui, ce sera la même chose, répond ma femme. A demain donc ? disent Samuel et Rachel d’une seule voix. A demain.


Ma femme ne veut pas confier les deux baguettes à Saad, le fou, mais celui-ci insiste pour les porter. Il commence à faire des pantomimes avec, comme s’il maniait un sabre. Il crie, du pain français, du pain français ! Les gens le regardent et sourient. Arrête un peu Saad, le fou, lui dit ma femme. Et lui, toujours gesticulant, du pain français, du pain français ! Il continue jusque dans notre rue, du pain français, du pain français ! Quand soudain une énorme déflagration le fait, nous fait sursauter d’effroi. Une roquette a été lancée contre le fourgon blindé de convoyeurs de fonds, à l’arrêt devant une succursale bancaire. Les convoyeurs sont morts sur-le-champ, des hommes masqués pénètrent dans le fourgon carrément fendu en deux et prennent possession des sacs remplis de billets de banque, puis s’en vont à tout allure dans deux voitures. Saad n’est plus le fou de tous les jours, il nous dit que ce sont des anciens officiers de l’armée israélienne. Après la fin de la guerre, ils se sont trouvés au chômage. Alors ils se sont re---convert---is en gangsters. Et là-dessus, plus un mot jusqu’à notre appartement. Je lui donne quelques shekels et le congédie.


Avant de continuer l’exploration de mon quartier, je voudrais raconter l’histoire de Moshé et de Moussa. Je l’ai publiée dans un journal à Beyrouth, mais cette chronique ne quitte pas mes pensées.


En fait, Moussa est un Palestinien des « Territoires occupés », ce qu’on nommait avant l’établissement de l’Etat Palestinien et de l’---union--- orientale. C’est un villageois de la Ligne verte. Moshé, quant à lui, est un colon. Sur la Ligne verte il y a plusieurs colonies que les habitants des villages alentour ont construites pour survivre. A contrecœur, bien sûr. Et parfois aux dépens de villages arabes, qui ont été alors à moitié détruits ou entièrement rasés. Car il faut faire vivre les enfants, et personne au monde ne s’intéressait à ces petits villageois. Cependant, après l’---union---, Moussa est allé frapper à la porte de Moshé pour lui ---dir---e que la maison qu il habite, c’est lui qui l’a construite. Par contre, sa maison à lui, Moussa, a été détruite à coups de bulldozers.


Moshé a posé son Livre Saint et a prié Moussa d’entrer --- il a demandé à sa femme Rébecca de préparer le thé. Un thé à la menthe. Puisque Moshé est un juif d’origine marocaine. Il parlait avec son invité en arabe classique, quand Moussa a avoué qu’il lui était difficile de comprendre à cent pour cent le dialecte du Maroc. Lorsque Moshé a su que son invité s’appelait Moussa, il a levé les mains au ciel et remercié Dieu de cette coïncidence. Rébecca qui était là avec son garçon sur les genoux ne comprenait rien. Alors son mari lui a expliqué que par leur nom commun, ils avaient des devoirs et des responsabilités l un envers l autre. En plus, ce visiteur est son voisin. Et en temps de paix, Dieu recommande tout le bien envers le voisin, surtout celui qui n’est plus l’ennemi d’hier. Moshé attendait ce moment depuis longtemps. Il voulait satisfaire les recommandations de Dieu. Tu as construit ma maison, alors je reconstruirai la tienne, dit le bon Moshé. Et dès le lendemain, il s’est mis en chantier avec Moussa.


Dans le restaurant de la plage, l Etoile de David, on ne sert que des plats orientaux. C’est là que nous emmenons Norah et sa fille Sarah, quand ma femme est fatiguée et veut partager le repas avec ses deux amies et voisines. David, le propriétaire du restaurant, est un juif d’origine égyptienne. Je l’appelle Daoud, comme en arabe, et je lui parle en égyptien. De toute façon, il refuse que je lui parle en anglais. Même quand il l’accepte – car Norah et Sarah, qui sont d’origine espagnole, ne comprennent pas l’arabe – et que je lui parle en anglais, il me répond en arabe. Il nous sert du poulet rôti à l’oignon, avec une centaine d’assiettes de hors-d’œuvre, je n’exagère pas. Ces petits plats délicieux que l on déguste en même temps que le plat de résistance, dans une ambiance pharaonique et sous l’emprise des chansons égyptiennes. Soudain la voix de diamant d’Oum Koulthoum envahit la salle. Daoud s’approche de moi, tout à son bonheur, et me dit avec un très grand sourire que tout cela, c’est pour moi. Je le remercie, mais devant les grimaces des deux gamines, je lui demande de baisser le son. Il ne le baisse pas. Ma femme dit à Samya et à Sarah que si cela avait été du rock ou du rap, elles auraient mis le son à fond et passé la nuit en toute gaieté. Les deux gamines rigolent. Norah trouve que la voix d’Oum Kalthoum est magnifique même si elle ne comprend pas les paroles. Daoud nous offre une grande assiette de kebab, à l’égyptienne insiste-t-il, comme au bon vieux temps d’antan. Pourtant Daoud n’est pas si vieux que ça. Et à chaque fois, vous voulez autre chose. Et il tourne autour de nous, vous voulez autre chose. Après le repas du soir, nous nous promenons un peu tout au long de la plage. Je jette un regard sur le bateau « Antar », toujours accosté là. Je me perds un peu dans mes rêves : le prendre un jour, et fendre les vagues.


Un jour, ma mère me fait la surprise. Je débarque demain à l’aéroport de Tel-Aviv, me dit-elle au téléphone. Nous sommes tous là à attendre son arrivée, ma femme, ma fille et moi. Nous avons peur pour elle après un demi-siècle d’absence, nous avons peur qu’elle ne meure de joie, comme elle ne cesse de répéter chaque fois qu elle nous appelle. Nous comptons les heures, les minutes. Nous pensons à tout ce qui peut nous traverser l’esprit, à imaginer quelqu’un qui n’a pas revu son pays depuis des décennies. Quand elle posera le pied sur son sol natal --- quand elle regardera autour d’elle et trouvera que tout a changé --- quand elle ira à la recherche de l endroit où elle habitait --- quand elle regardera la mer et trouvera que les bateaux s’en vont toujours, sauf « Antar ». Et quand, et quand, et quand… Son avion se pose enfin. Mon cœur se met à battre violemment. Ma femme nous laisse, Samya et moi, et va vers la porte de l’arrivée des voyageurs, l’air hagard. Nous ne sommes pas heureux de voir ma mère, la tristesse nous macère le cœur. Pourquoi nous fait-elle cela ? Pourquoi est-elle revenue ? Pourquoi n’a-t-elle plus peur de mourir de joie ? Nous sommes tristes. Je l’aperçois de loin --- je lève une main hésitante et tente de lui sourire, mais je n’y arrive pas. Ma fille se cache derrière moi. Ma femme a disparu de la circulation. A mon grand étonnement, ma mère fronce les sourcils, elle n’est ni triste ni heureuse. Elle a l’air de quelqu’un qui sort d’une tombe. La mort est loin derrière, mais sans manifester le moindre signe de contentement en revenant à la vie. Ma mère a le visage livide, le visage mort.


Maman !


Elle ne m’embrasse pas. Elle ne demande pas pourquoi Samya se cache derrière moi --- elle ne demande pas où est ma femme. Je lui dis pourtant que ma femme est quelque part par là, qu’elle est allée l’accueillir. Nous nous ---dir---igeons vers ma voiture que je ne prends qu’occasionnellement, et nous trouvons ma femme assise sur le siège avant et qui pleure. C’est parce que je suis là que tu pleures ? lui demande ma mère sèchement. Non, je t’assure, marmonne ma femme. En route, à la vue de Jaffa au loin, nous éclatons tous les quatre en sanglots. Samya tombe dans les bras de sa grand-mère et pleure, elle pleure comme une gamine de cinq ans, elle pleure. Elle crie « mamy » et elle pleure. J’arrête la voiture, les larmes plein les yeux et je pleure comme un enfant, moi aussi. Nous sanglotons tous les quatre, ma mère qui va avoir quatre-vingts ans et nous autres, comme des enfants. Cela a duré un bon moment. Puis nous nous arrêtons tous de pleurer d’un seul coup. Samya essuie ses larmes et fait quelques rires, doux comme tout. Puis elle se tait. Je reprends la route pour aller ---dir---ectement chez nous. Norah et Sarah sont là à attendre ma mère. Ma femme leur fait un signe de loin, alors elles comprennent, et restent figées comme des statues. En passant devant elles, ma mère les salue. Mais elles, elles ne répondent pas. Samya et Sarah s’empressent de s’isoler pour se raconter des choses à propos de l’arrivée de ma mère, à propos de nous, et pourquoi cette atmosphère lugubre. Norah, quant à elle, est restée figée comme une statue. Puis elle détourne la tête et regarde vers le sommet des arbres.


Pendant son séjour à Jaffa, ma mère ne manifeste aucune joie --- elle ne demande même pas à aller à la découverte de sa vieille maison. Elle est là à nous regarder, à regarder les gens. Au début, nous l’accompagnons à la plage, puis elle sait y aller seule. Le samedi, nous nous promenons avec Norah et Sarah dans l’ancienne avenue d’Iskandar Awad. Bien sûr, il ne reste plus aucune trace de cette avenue de jadis. Cependant ma mère a l’air moins triste lorsqu’elle y déambule sur le trottoir. Norah lui parle en anglais, elle lui traduit de l’hébreu, même quand un passant s’insurge contre un autre. C’est un marin qui est las de prendre le large, ou c’est une prostituée qui se plaint du manque de clients en temps de paix, c’est paradoxal, mais c’est comme ça. Israël c’est le pays du paradoxe, confie Norah à ma mère. Une personne se bagarre avec une autre et toutes deux s’insultent mutuellement. Un arabe et un juif ? demande ma mère à Norah. Non, un juif et un juif, répond Norah. Nous sommes un pays paradoxal mais nous sommes des gens normaux, enfin ! ajoute Norah. Mais vous entendez ce qu ils se disent ? Je ne connais pas l’hébreu, lance ma mère avec un sourire las et triste. Je sais, je sais, s’empresse de lui ---dir---e Norah. Plus loin, deux autres personnes se bagarrent et s’insultent, elles aussi. Je voulais seulement vous ---dir---e, reprend Norah, vous voyez ces deux autres, là, en train de se quereller ? Eh bien, l’un est arabe et l’autre est juif, et ce dernier a couvert d injures le premier, de toutes les injures racistes du monde. Alors là, lance de nouveau ma mère, vous n’êtes pas seulement normaux mais plus que normaux. Ma mère m’appelle, mais je ne réponds pas. Je suis perdu --- j’ai retrouvé ce sourire que je cherche, qui me hante. La même dame de l’autre fois, le même sourire lancé avant de monter dans l’autocar et de disparaître.


Au milieu de la nuit, Samya commence à hurler de douleur --- elle a mal au ventre. Nous avons tout essayé pour la soulager, la tisane, la bouillotte d’eau chaude, les comprimés de je ne sais quoi, que ma femme garde précieusement « au cas où ». Mais rien n y fait. Ma femme monte frapper à la porte de Norah. Samya a terriblement mal au ventre, lui dit-elle. Sarah se réveille également, elle veut accompagner sa mère. Non, tu retournes au lit, demain tu vas au collège et tu dois dormir, lui dit sa mère. Elle apporte quelques sachets de Débridat, à dissoudre dans un verre d’eau. Mais rien n y fait. Alors, Norah propose de l’emmener à l’hôpital militaire tout près d’ici, elle fera l’interprète. Ne te dérange pas, lui dit ma femme, il y aura sûrement quelqu’un qui parle l’anglais. Elle insiste.


A l’hôpital militaire, la vie bat son plein la nuit comme le jour. Une équipe de médecins et d’infirmières s’occupe tout de suite de ma fille. Je laisse ma femme et Norah accompagner Samya et vais m’asseoir dans la salle d’attente. J’ai envie de dormir, alors je ferme les yeux mais je n’y arrive pas. Je me lève, et contrairement à mes habitudes, je mets une pièce dans le distributeur de boissons chaudes et prends un café noir. Je traverse le long couloir en humant mon café quand, des deux côtés, des invalides de guerre de toutes sortes commencent à sortir des chambres. Ceux qui sont amputés d un bras ou d une jambe, ceux qui ont un pansement sur l’œil ou un bandage autour de la tête, ou les dents arrachées, le nez mutilé, les lèvres coupées, les ongles cassés, il y a les blonds, les bruns, les noirs, ceux qui parlent en hébreu, d’autres en arabe, d’autres en français, d’autres encore en russe, d’autres encore et encore en anglais, ou en espagnol, ou en hongrois, ou en polonais. Ils parlent tous en même temps et ils ont l’air heureux. Ils rient, ils se tapent dans la main, sur l’épaule. Ils s’appellent. Ils se font des signes. Ils se ---dir---igent tous dans un grand hall, et disparaissent. Je regarde l’heure, il est bien trois heures du matin et je ne rêve pas. Je retourne dans la salle d’attente, et peu après je vois ma fille s’approcher entre sa mère et Norah, un magnifique sourire aux lèvres. Je m’élance vers elle et la prends dans mes bras. Tu n’as rien ? Elle continue de sourire. Non, elle n’a rien, dit Norah. Le médecin lui a fait un lavage de l’estomac, explique ma femme, elle n’a plus rien.


De retour à la maison, nous trouvons ma mère et Sarah qui nous attendent assises sur le pas de la porte en bas de l immeuble. Ma mère tient la petite dans ses bras, bien enveloppée et endormie contre sa poitrine. Norah et ma femme leur disent que le médecin a fait un lavage de l’estomac à Samya et qu’elle n’a plus rien. Je dis à tout le monde que je n’ai plus sommeil et que je vais faire un tour à la plage. Ma mère me regarde, inquiète. Je la rassure en lui souriant et je fuis son regard.


La plage est déserte, pas âme qui vive. La mer s’étend à l’infini, noir et argent. Les vagues parlent avec les vagues. Je m’approche de « Antar », toujours là, toujours accosté, toujours abandonné, quand soudain un homme noir, torse nu, beau comme un dieu, sort de la cale. Il me parle dans une langue qui m’est inconnue, mais je comprends de ses gestes : il me demande si j ai envie de faire un tour. Je me dis alors que ce bateau a donc un propriétaire, et qu’il prend le large chaque nuit à cette heure. Je lui fais signe que oui. Alors le géant noir m’aide à monter. Quelques instants plus tard, je pénètre dans mon rêve d’enfance, l’adulte que je suis, après tant d’années d’attente et de tourmente.




.Afnan El Qasem : in mon plan de paix, l’---union--- entre Palestiniens et Israéliens, éd. L’Harmattan, Paris 2004




**********************

Couverture

Quelque part dans le monde, toute une contrée est depuis des décades le théâtre d une tragédie qui, au-delà des souffrances de deux peuples, le peuple palestinien et le peuple juif, met en question les valeurs fondamentales de l humanité autant que l avenir de toute la société des hommes.

Cette tragédie continue aujourd hui de faire l objet d interminables marchandages politiques, dont les enjeux semblent bien éloignés des véritables aspirations de ceux qui en sont les pions.

Romancier, issu de cette contrée qu il affectionne, Afnan El Qasem a dans maints ouvrages mis en scène, avec tendresse toujours, avec colère souvent, ces gens de chez lui qui peuvent être tour à tour victimes ou bourreaux, pour nous les faire connaître et nous ---dir---e ce qu ils vivent. Mais il va plus loin aujourd hui : dépassant le propos romanesque, il entreprend dans le présent essai de mettre en cohérence les sentiments et les idées, pour nous inviter à regarder sous l angle strictement humain ce qui, aux yeux de l opinion, apparaît comme une question seulement politique. Courageusement, il oppose alors aux discours officiels une explication point par point de ce qui, en homme de bonne volonté, lui semble pouvoir constituer une réponse soucieuse de justice, de respect, et de décence face à la souffrance humaine.

********************








#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 9
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 8
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 7
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 6
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 5
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 4
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 3
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 2
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين1
- القرآن 2020 - 13
- القرآن 2020 - 12
- القرآن 2020 - 11
- القرآن 2020 - 10
- القرآن 2020 - 9
- القرآن الكريم 2020 - 8
- القرآن 2020 - 7
- القرآن 2020 - 6
- القرآن 2020 - 5 -
- القرآن 2020 - 4
- القرآن 2020 - 3


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 10