أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أفنان القاسم - القرآن 2020 - 13















المزيد.....



القرآن 2020 - 13


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6351 - 2019 / 9 / 14 - 17:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


**********************
توضيح

آيات القرآن المقفاة بوزنها الفطري تعبر بنيتها عن نمط قديم من أنماط النص الديني في لغات أخرى عاصرها القرآن أهمها اللغة الصابئية، وهي آيات متطورة بأشكالها عنها وبأقوالها، غير أنها تنحو نحو اللغة "الغرائبية"، ولسيميائها الخطابي هذا قيل عن القرآن معجزًا، أما من ناحية المعاني، فآيات القرآن تنبني على طرفي نقيض في كل ما تطرح، ولم تخرج عن السائد في النص الديني. أنا حاكيتها في لغتها، ولم أحاكها في معانيها، لأني في نصي أتجاوز النقيض إلى النقائض، غير أني، وهذا أهم ما أود إيضاحه، لا أدعي إحلال نص محل نص، نصي مختلف اختلافًا تامًا، أدبي أولاً، وينتمي إلى بيئتي ثانيًا، وأنا لهذا جعلت له كعنوان "القرآن 2020" لوضعه في إطاري الزمني ثالثًا.


**********************



71 سورة الجاثية




بسمِ اللهِ العالمِ العليم، أعوذُ باللهِ منَ الجاهلِ الجهيل

حاء ميم. تنزيلُ الكتابِ مِنَ الحاكمِ الحكيم. إنَّ في السَّماواتِ والأرضِ لآياتٍ للمزيِّفين. وفي غربتكمْ وما يُحْرَثُ مِنْ تيهٍ أوهامٌ لقومٍ يُخدعون. واختلاِفِ الَّليلِ والنَّهارِ وما ينزلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ قمحٍ تَطْعَمُهُ الأفواهُ عندَ جوعِها وحركةِ الرِّياحِ ظاهراتٌ لقومٍ يُدركون. تلكَ ظواهرُ الطبيعةِ يعرفُهَا الجاهلونَ والعاقلون. ويلٌ لكلِّ دجَّالٍ لئيم. يعلمُ آياتِ الأرضِ يكتبُهَا العلمُ ثمَّ يصرُّ مستغبيًا كَأَنْ لمْ يعلمْ فاضربْهُ بمنطقٍ أليم. وإذا استغبى ولم يشأْ أولئكَ لهمْ هدفُ لعين. مِنْ ورائهمْ أوركسترا بأصابعَ أخطبوطَ تعزفُ الجهلَ والموتَ للروحِ تُخفي نفسَهَا في ثيابِ العدوِّ وفي ثيابِ الصديق. جهازُ رجالٍ للتجهيل. الَّذينَ سخَّروا للعبادِ الحياةَ موتًا بأمرهمْ فيَسودون. جهازُ رجالٍ للدِّين. الَّذينَ كبَّروا للديارِ الجدرانَ هدمًا بأمرِهِمْ فيَسحقون. قلْ للَّذينَ سادوا وللَّذينَ سحقوا كمْ مِنْ دولارَ تقبضون. مَنْ عَمِلَ مثلُكُمْ فلمهنتِهِ فلا فرقَ بينَ عميلٍ سِكِّينٍ وشيخٍ مسكين. ولقد أتتِ السي آي إيهُ بني موسادَ الفسادَ والحكمَ والمَوْمَسةَ ورَزَقَتْهُمْ مِنَ الجريماتِ وفَضَّلَتْهُمْ على المجرمين. وأتتهُمْ برامجاتٍ مِنَ القتلِ فما اختلفوا إلَّا مِنْ حيثُ التنفيذ. إنَّ البنتاغونَ يقضي بينهمْ يومَ الشعوب. ثمَّ جعَلَتْهَا على شريعةٍ مِنْ أمرِ المسلمين. فاتَّبَعَهَا الشيوخُ في خُطَبِهِمْ الخداعُ ثمنُ الإيمانِ والكذبُ ثمنُ الصِّدق. إنَّهُم لا يؤمنونَ بما يتفوَّهون. إنَّهُمْ يؤمنونَ بما يقبضون. هذا بصائرُ للنَّاسِ وإنذارٌ وزلزالٌ لقومٍ يوقنون. أمْ حَسِبَ الَّذينَ ارتكبوا الجريماتِ أنْ نتركَهُمْ كالَّذينَ طبَّلوا في الأفلاكِ أحرارًا وهُمُ المستعبَدون. أنتمْ أفيونُ الشعوب. وَلِتُجْزَى كلُّ نفسٍ بِمَا أجرمتْ وهمْ لا يَبْرَأُون. أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ جهازَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ عقلُهُ على عِلْمٍ وختمَ على سَمْعِهِ وقَلْبِهِ وجعلَ على بصرِهِ غِشَاوَةً فمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ إرادةِ الشُّعوبِ أفلا تَذَكَّرُون. وقالوا ما هِيَ إلَّا حياتُنَا الدُّنيا نُؤمَرُ ونتآمرُ وما يُهلكُنا إلَّا الهلاكُ لنا كلُّنالنا بذلكَ مِنْ علمٍ إِنْ نحنُ إلَّا أدواتٌ وطواحين. وإذا تُتْلَى عليهمْ آياتُنا بَيِّنَاتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إلَّا أنْ قالوا أقاويلَ وأضاليل. قُلِ العالمُ يحرقُكُمْ بحريقِكُمْ العالمُ يحترقُ وأنتمْ في قلبِهِ تُحْرَقون. هذهِ ليستْ صورًا في الأدبِ هذهِ وقائعٌ مِنْ صُنعِكُمْ في مستقبلٍ لنْ تكونوا فيهِ في مستقبلٍ لنْ يكون. سقطتْ أوراقُ التين. يقولونَ لو أُعْطِينا مِنَ الدُّولارِ بوزنِ القمرِ والنُّجومِ للأديانِ نقرأُ لَمَا فعلنا بعضَ ساعةٍ فأيُّ فعلٍ معكَ وأنتَ صبور. يريدونَ ردَّكَ عما تفعلُ بكلامٍ مبطنٍ فكيفَ لمَّا تتغيرون. سقطتْ أوراقُ الصَّداقة. كلَّ ذلكَ الوقتِ كنتَ غبيًا فالغباءُ للعواطفِ لا للعقول.




72 سورة الدخان




بسمِ اللهِ العالمِ العليم، أعوذُ باللهِ منَ الجاهلِ الجهيل

حاء ميم. والدخانِ العظيم. إنَّا نفخناهُ في ليلةٍ مظلمةٍ إنَّا كُنَّا مُنْذِرِين. فيها يُفْرَقُ كُلُّ عملٍ رجيم. عملاً مِنْ عندِ غيرِنا إنْ كُنَّا مخدوعين. خدعةً مِنْ حُكْمِنا إنَّهُ هوَ الفحمُ دخانًا والبراكين. رَبُّ الظُّلُماتِ والظُّلمِ وما بينهما إنْ كنتمْ مغفَّلين. لا ظلامَ إلَّا هوَ يُطفئُ النَّجمَ ويُبرقُ الموتَ أسودَ مِنَ الموتِ في القبور. بلْ هوَ الَّذي يسحقُ النَّملَ في الجحور. فارتقبْ لمَّا يفجِّرِ الماءَ بالدَّخان. نجحَ في قتل الناسِ وهمْ أحياء. لم يحرِّكْهُمْ هذا الكتاب. في قبورِ النُّفوسِ تُدفَنُ المدنِ وفي جنَّاتِ الأوهام. ليسوا في حاجةٍ إلى أن يخشوا اللهَ ليكونوا صالحين. وليسوا في حاجةٍ إلى أن يعبدوا اللهَ ليكونوا ناجحين. يومَ يبطِشونَ البطشةَ الكبرى إنَّهُم لمنتقمون. ولقد عاملَهُمُ اللهُ معاملةَ القاصرِ بالتَّهديدِ والتَّوعيد. أنا أقدرُ أنا أفكِّرُ أنا أتصرَّفُ أنا حرُّ التَّصَرُّفِ إذنْ فأنا إنسانٌ كريم. أنْ أدُّوا إليَّ مسئوليَّتي إنِّي لغيري فعلٌ حكيم. وأنْ لمْ يؤدُّوا إليَّ مسئوليَّتي إنِّي لا أكونَ نصفَ شيءٍ بيدي أنصافُ الأشياءِ لغيرِ العاقلين. الخيرُ أنا والشَّرُّ أنا أنا الجميل. إنْ لمْ يؤمنوا بي أنا الدَّميم. كلُّ البراكينِ التي تغلي بالجمرِ وتقذفُ بالدُّخانِ يلقيني اللهُ فيها لأكونَ مِنَ المؤمنين. فَمَنْ ذا الَّذي يتخبَّأُ في التهويلِ غيرُ الحاكمين. إنَّ هؤلاءِ قومٌ مجرمون. إنَّهُمْ في الدُّخانِ هُمُ المستفيدون. أنا عاقلٌ بعقلي ومجنونٌ بعقلي وهُمْ مستشفياتُ العقول. كلُّ شيءٍ بإرادتي في الدُّخان. أقطفُ العنبَ مِنَ الدُّخانِ والأحلام. أنا وجودي على حافةِ الوجودِ والوجودُ للوجودِ هُوَ الامتحان. أنا حُلمي ويأسي أملي وخيبتي طموحي وتراجعي اجتماعي وانطوائي أنا علاقاتي بالإيمانِ أو بغيرِ الإيمان. فما بكتْ عليَّ أمٌّ أوْ أمَّة. أنا رفضي وقبولي. أنا رفضُ بني إسرائيلَ وقبولُهُم. أنا لعنةُ بني إسرائيلَ الذينَ لا يسمعون. أنا حرٌّ أنا حريَّتي اللهُ حرِّيتي الشيطانُ حرِّيَّتي. أنا الإنسان. الشيطانُ لا يعني سلبيتي. الشيطانُ إيجابيٌّ في ظرفٍ مثلما هُوَ اللهُ إيجابيٌّ في ظرف. اللهُ سلبيٌّ تحتَ شرطٍ مثلما هوَ الشيطانُ سلبيٌّ تحتَ شرط. بينهما لا يوجدُ عشواءُ فصل. أنا الإنسان. أنا الاثنان. التربيةُ تفاحةُ الزَّمنِ لكَ. البيئةُ إجَّاصةُ المكانِ لكَ. هُمَا الواحدان.




73 سورة الزخرف




بسمِ اللهِ العالمِ العليم، أعوذُ باللهِ منَ الجاهلِ الجهيل

حاء ميم. والكتابِ العلميّ. إنَّا جعلناهُ قرآنًا عقليَّاً لعلَّكُمْ تعقلون. وإنَّهُ في أُمِّ العلومِ لدينا لسوربونَ عربيّ. أفنكتبُ لكمُ الحرفَ صُحُفًا أنْ كنتمْ قومًا مُضَلَّلين. وكمْ أعدنا مِنْ كاتبٍ بيكيتَ وسادَ وكامو وفلوبيرَ وشكسبير. وما يأتيهِمْ مِنْ قلمٍ إلَّا كانوا بِهِ يستهزئون. فأهملنا أقلَّهُم عقلاً ومضى مَثَلُ الأقلِّين. ولَئِنْ سألتَهُمْ مَنْ خلقَ السَّماوات والأرضَ لَيَقُولُنَّ خلقَهُنَّ العزيز العليم. والسَّماواتُ سماءٌ والسَّماءُ انعكاسُ ضوءِ الشَّمْسِ على الغلافِ الجويّ. والبرهانُ على ذلكَ متى غابتِ الشمسُ يحلُّ محلَّ الَّلونِ الأزرقِ الَّلونُ الأسودُ فتبدو المجراتُ والكواكبُ والنُّجوم. والأرضُ هيَ الأرضُ مُذْ كانتِ الأرضُ حرثَها الإنسانُ بالمحراثِ وأدخلَ القمحَ والذُّرةَ وثقبَها بالمِثقابِ وأخرجَ الماءَ والبترول. والّذي أمطرتْهُ الرّياحُ بالبردِ والحرِّ أسقى الظامئينَ كذلكَ ترتوون. والَّذي خلقتْهُ الجيناتُ بالذَّكَرِ والأنثى أعطى الجائعينَ كذلكَ تشبعون. فلا تكونوا لُقَمًا في فمِ الجهلِ وتقولوا سُبْحَانَ الَّذي سخَّرَ لنا هذا وما كانَ غيرُكُمْ سبحانَكُم وإنَّا إلى أنفسِنَا لمسئولون. وجعلتمْ لكمْ مِنْ عبادتِكُمْ كُلَّاً إنَّ اللهَ لجَمُوعٌ مُعين. أمِ اتخذتُمْ ممَّا تلدونَ بنينًا وقسمتُمْ بالبناتِ وبالبنين. وإذا أبدعَ أحدُهُمْ بما جاءَ مِنْ جديدٍ في الكتابِ قالوا لهُ حيَّرتَنَا وما أنتَ إلَّا شيخٌ عميم. أَوَ مَنْ يُنَشَّأُ في العلمِ رائدًا يكونُ الإمامُ للجاهلينَ أمْ للعاقلين. هلْ قرأتُمْ سطرًا وقفزتمْ سطرًا وهل تجاهلتُمْ رؤيةً رأتْ في الحياةِ مِنْ مِنظارِ الحياةِ في صراعِهَا على الأرضِ لا في صراعِهَا في السَّماءِ منذُ عشراتِ السنين. وهلِ انتزعتمُ الحرفَ مِنَ الحرفِ فسقتُمْ لكمْ ما لا يُسَاقُ وهذهِ كتُبُهُ بالعشراتِ ستُكْتَبُ شهادَتُها وتُسْأَلُون. إنَّهُ رجلٌ لا يخشى العزلةَ والتحدِّي لهُ سُنَّةٌ وسلوك. وقالوا لو شاءَ هذا الكتابُ فلا يشاءُ غيرَ ما يشاءُ إلَّا الإفهامَ والزِّلزال. فهلْ لهذا هي أسبابُكمْ إنَّكُمْ لمنفضحون. للتوراةِ صفَّقتُمْ وللقرآنِ لويتُمْ بوزَكُمْ فهلْ أهدافُكُمْ مِنْ أهدافِهِمْ إنَّكُمْ لمُنكشفون. الأميَّةُ في هذه البلادِ ليستْ سببًا وبالتلاوةِ يُقرأُ هذا الكتابُ على البشرِ سَواءً بسواءٍ وعلى النجوم. وكذلكَ هوَ السَّهلُ العويصُ السَّهلُ للسَّهلِ والعويصُ للعويصِ هذا هوَ الفهمُ والإدراكُ كما يفهمونَ ويدركون. قالوا أّوَ لَوْ جئتنا بأهدى مما تعوَّدنا عليهِ وتعوَّدَ عليهِ آباؤنا إنَّا بما جئتَ بِهِ رافضون. ما تقولهُ خرطٌ بينما ما قيلَ لهُم هو الخرطُ والتَّدجيل. فكيفَ تنقلبُ الحقائقُ الحقيقةُ هِيَ الكذبُ والكذبُ هُوَ الحقيقةُ عشَّشَ المجرمونَ في رؤوسِكُمْ طيورًا لمحنتِكُمْ لنْ يعشِّشوا إلى أبدِ الآبدين. سيقولُ لكمْ إبراهيمُ بعدَ هذا الكتابِ إنِّي براءٌ مما تعبُدون. يتآمرونَ عليكمْ فتآمروا عليهمْ بالعلمِ والفكرِ والنُّهوض. بل تمتعوا بجهلِكُمُ العليم. وامنعوا عنهمْ علمَهُمُ الجهيل. بالصَّلاةِ مرتين. وبالصِّيامِ كما أنتمْ ترغبون. أنتمْ أحرارٌ في صيامِكُمْ عشرةً عشرينَ ثلاثينَ أو أربعين. وبكلِّ ما يريدُهُ الإسلامُ أنتُمْ أحرارٌ فيما تريدون. أنتمُ اليومَ بقوانينِ اليومِ تكونون. ترفعونَ بعضَكُمْ فوقَ بعضٍ درجاتٍ وتنزلونَ بعضكمْ تحتَ بعضٍ درجاتٍ وتتصارعون ثمَّ تتفاهمون. وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلُوا لِمَنْ يكدُّ ويشقى لبيوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ ومعارِجَ عليها يظهرون. ولبيوتِهِمْ أبوابًا وسُرُرًا عليهَا يَتَّكِئُون. وزُخْرُفًا وإنْ كُلُّ ذلكَ لَمَّا متاعُ الحياةِ الدُّنيا عندَ رَبِّ عملِكَ للعاملين. يتصارعونُ وإذا بهذهِ مكاسبُهُمْ وينهضون. حتى إذا ساروا في قدمِ الزَّمانِ قطعوا التقدُّمَ مِنْ جيلٍ إلى جيل. ولنْ ينفعَكُمُ اليومَ كتابٌ قديمٌ أنتمْ فيهِ تنامونَ وتفيقون. أفأنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أوْ تَهْدِي الْعُمْيَ ومَنْ كانَ في دوامٍ مهين. فَإِمَّا تنهضونَ وعلى إيقاعِ الزَّمنِ تسيرون. أوْ تبقونَ في غائطِ الزَّمَنِ تأكلونَ وتشربون. أنتمْ يا زخارفِ التاريخِ كونوا صانعيه. الزَّخارفُ للإعيادِ مدَّتُها والإبداعاتُ مدى السِّنين. وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لكمْ وسوفَ تُسْأَلُون. واسألوا الأنبياءَ اليومَ يقولوا لكمْ ما لا يقولون. ولقدْ كانَ موسى رسولَ فِرْعَوْنَ مِنْ ربِّ فِرْعَوْنَ إلى بني إسرائيل. فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِهِ إذا هُمْ منها آخذون. قتلَ المِِصريُّونَ فِرْعَوْنَ الموحِّدَ كيلا يقمعَهُمِْ بالتوحيدِ وهمْ ديمقراطيون. وَلَمَّا ضُرِبَ ابنُ مريمَ مثلًا إذا قومُهُ منهُ يَصِدُّون. ولقدْ كانَ عيسى رسولَ فكرةٍ مِنْ ربِّ فكرةٍ إلى بني البشرِ أجمعين. لكنَّهمْ حوَّلوا الفكرةَ إلى مهنةٍ تقمعُ الإنسانَ بسلمِ الإنسانِ لتهيمنَ الكنيسةُ عليهِ وبالمحبَّةِ حياتَهُ تحرُث. وإنَّهُ لَعِلْمٌ للسَّاعةِ فلا تَمْتَرُنَّ بها واتَّبِعُونَ هذا فهمٌ عميق. ولا يَصُدَّنَّكُمُ النِّظامُ إنَّهُ لَكُمْ عدوٌّ فظيع. هلْ ينظرونَ إلَّا السَّاعةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ تحتَ برجِ بجْ بنَ بغتةً وهمْ لا يشعرون. النُّوَّابُ يومئذٍ بعضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الأوروبِّيِّين. يا بريطانيِّينَ الخوفُ عليكُمُ اليومَ وأنتمْ تحتارون. الَّذينَ آمنوا بالبريكسيتِ وكانوا قوميِّين. ادخلوا العولمةَ أنتمْ وأشكالُكُمْ في شكلِهَا الأخير. يُطافُ عليهِمْ بديونٍ مِنْ لهبٍ وملاييرَ مِنْ دخانٍ فيها ما يُحْرِقُ الدُّنيا ويُحِيلُها إلى رمادٍ برمشةِ عَيْن. وتلكَ جهنَّمُ الأرضِ الّتي كانتْ جنَّةَ الأرضِ على الأرضِ جنَّتُكُمْ وعلى الأرضِ جهنَّمُكُمْ فأفيقوا يا مُخَدَّرين. يكذبون عليكُمْ باسم اللهِ فيعدونكمْ بالجنَّةِ ويروِّعونكمْ بالجحيمِ ليذلُّوكمْ بالِعنَّابِ ويحرموكمْ مما لأنفسِهِمْ لا يحرمون. إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي نعيمِ جحيمِكُمْ خَالِدُونَ. لا يُفَتَّرُ عنهمْ وهمْ فيهِ مُنَعَّمون. ونادَوْا يا جاهلُ لِيَقْضِ علينا رَبُّكَ قالَ إنَّكُمْ ماكرون. أمْ أبرموا أمرًا فإنَّا مُنْكِرون. أمْ يحسبونَ أنَّا لا نسمعُ سِرَّهُمْ ونجواهُمْ بلى وعقلُنا لديهِمْ كاشفٌ ومكشوف. قُلْ إنْ كانَ لرأسِ المالِ ولدٌ فأنا أوَّلُ العابدين. سبحانَ ضوءِ الشَّمسِ الذي هوَ السَّماءُ زُخْرُفِ الأرضِ والَّذي هو في الليلِ أثيرٌ وبلُّور. فَذَرْهُمْ يخوضوا ويلعبوا حتَّى يُلَاقُوا أَزْمَتَهُمُ التي يوعدون. وكلُّ الباقي هراءٌ اللهُ الَّذي في السَّماءِ وعلى الأرضِ يعلمُ وهُوَ العالِمُ الْعَلِيم. وتباركَ الَّذي لهُ مُلْكُ البورصاتِ والبنوكِ وما بينهما وعندهُ عِلْمُ الأزْمةِ وإليهِ تُرْجَعُون.




74 سورة الدستور




بسمِ اللهِ العالمِ العليم، أعوذُ باللهِ منَ الجاهلِ الجهيل

حاء ميم. دال سين تاء واو راء. كذلكَ يوقِنُ إليكَ وإلى الَّذينَ بعدَكَ الدُّستورُ العليم. بِهِ يُدارُ الإنسانُ تحتَ السَّماءِ وفوقَ الأرضِ ويدور. تكادُ الأطيارُ تنطقُ بينَ بنودِهِ بالحريَّةِ والعلمانيَّةِ هُوَ القولُ الفصلُ والمرجعُ الأوَّلُ والأخير. لا علاقةَ اليومَ بربِّ سماواتٍ هي سماءٌ واحدةٌ مِنِ انعكاسِ ضوءِ الشَّمسِ ولا بأرضٍ هيَ رملٌ وحجارةٌ منذُ ملايينِ السِّنين. فلا الملائكةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ولا الشياطينَ عكسَهُمْ بأسلوبٍ مُرْهِبٍ مِنْ أساليبِ زبانيةِ الجهازِ والنِّظامِ المرهبين. لقدْ وجدوا في الكتابِ الأوَّلِ منْ يقومُ بكلِّ الشُّغلِ عنهمْ مجانًا فكيفَ لا يكونوا محبورين. وكذلكَ أطلقنا هذا الكتابَ الثَّانيَ بنادقَ تفوِّتُ عليهمِ الفُرَصَ وتهلكُهُمْ هلاكًا مِنْ حرير. ولوْ شاءَ الدستورُ لجعلَهُمْ أسيادًا دونَ أحزابٍ تفرِّقُهُم يصوِّتونَ قانونًا بعدَ قانون. أمِ اتَّخذوا مِنْ دونِهِ قوانينَ المهلكةِ وصاياتٍ على الشعبِ الطفلِ الذي لا يكبرُ في حضنِ إلهٍ شِرِّير, دستورُكُمْ يحمي دينَكُمْ أكثرَ مِنْ حمايةِ اللهِ لكمْ فَحُكْمُهُ إليكمْ ذَلِكُمُ المجلسُ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُمْ وَإِلَيْهِ الفردُ يُنِيبُ. ضامنُ الديمقراطيَّاتِ والدينُ إحداها ليسَ كمثلِهِ شيءٌ وهوَ الضميرْ. أداةُ مقاليدِ الحُكْمِ مَعَ أداتيِ التّشريعِ والتَّنفيذ. ولحريَّةِ الدِّينِ يكونُ الفاتيكانُ ضمانًا على ضمانٍ في مكَّةَ وفي قُم. يضمنُ لكمْ مِنَ الحريَّةِ ما رفعَ شأنَ الغربِ والشَّرقِ فالحقوقُ إنسانُكُمْ حقوقٌ لدينِكُمْ وحتى لأوهامِكُمْ هناكَ ضامنٌ نزيه. الضامنُ ليسَ بالترغيبِ وليسَ بالترهيبِ فلأنتمُ الدُّستورُ وأنتمُ الأحرارُ لن ينفعَ معكمْ تهديدٌ ولن ينفعَ معكمْ ترغيبٌ في التهديدِ قمعٌ وفي الترغيبِ انتهازيةٌ أنتمْ تهديدُ أنفسِكُمْ وقتَ الخطأِ وأنتمْ ترغيبُ أنفسِكُمْ وقتَ الصوابِ ومجتمعُكُمْ هُوَ الحِصْنُ المنيع. وما عملوا إلَّا مِنْ بعدِ ما برمجوا مِنْ مشاريعِ البناءِ كلمتُهُمْ قرارُ الجميع. فلذلكَ فادْعُوا مِنْ خارجِ الدُّعاءِ فالدِّينُ للهِ والدُّستورُ للجميع. وأمروا ليعدلوا بينهُمْ الدُّستورُ ربُّهُمْ والرَّبُّ على صورتِهِ ديمقراطيٌّ لديمقراطيينَ همْ أنتمْ لا لفاشيينَ في سوريا أو لوهَّابيِّينَ في السعوديَّةِ أوْ لطائفيينَ في لبنانَ والعراقِ أوْ لعشائرِّينَ في اليمنِ والإماراتِ أوْ في الأردنِّ وعُمانَ لقوَّادين. والَّذينَ لمْ نذكُرْهُمْ مِنْ مواخيرِ الحكمِ عندَ العربِ والفرسِ والكردِ والتُّركِ واليهودِ نتركْهُمْ لشعوبِهِمْ هُمْ خيرُ محاسبٍ وخيرُ حسيب. الكفاحُ الَّذي بفضلِهِ كتبتِ الشُّعوبُ الحرَّةُ دساتيرُها لدى شعوبِ المنطقةِ مثلُهُ ينقصُها الكثير. فيا كسالى الدِّينِ المقموعينَ انهضوا وعلى أكتافِكُمْ احملوا صخرةَ النِّظامِ لا صخرةَ القدسِ وألقوها من أعلى جبلِ القمعِ تسترجعوا طاقتكم وتكونوا في مصافِّ الأممِ المتطورةِ كالشجرِ ذي الجذعِ العنيد. وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا يؤتى منها فالآخرةُ وهمُ الساذجين. الآخرةُ ورطةٌ للمتديِّنِ أحسنَ اللهُ صُنعَهَا فتورَّطْ أيُّها المتديِّنُ هذا أمرُكَ مثلما هُوَ الدينُ أمُركَ ولا تخلطْ بينَ أمِركَ وأمرِ البلدِ والزمنِ عليكَ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لهُمْ عذابٌ حرير. تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ والَّذينَ خدموا وَعَمِلُوا بما تُملي عليهِمْ مصالحُ البناءِ والتعميرِ التي منها مصالحُهُمْ فِي رَوْضَاتِ التقدُّمِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ مجتمعهمْ ذَلِكَ هُوَ الفضلُ الْكَبِير. ذلكَ الذي يُرضي المجتمعَ ويُرضي رأسَ المالِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عليهِ أجرًا إلَّا أقلُّ استغلالٍ فالاستغلالُ لا بدَّ منهُ في عصرِنا ليكونَ عصرُنا إنَّ الإنسانَ بِهِ مجبولٌ مجبور. أَمْ يقولونَ افْتَرَى على رأسِ المالِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ الدُّستورُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ الدُّستورُ الباطلَ وَيُحِقُّ الحقَّ بِبُنودِهِ إنَّهُ المرجعُ الأوَّلُ والأخير. وهُوَ الَّذي يقبلُ بالتَّقويمِ ويقبلُ بالتَّعديلِ كما يتطلبُهُ الحال. وهوَ الَّذي يحميكمْ من تلاعبِ "الميديا" بالضَّمائر. وهوَ الَّذِي يرضيكمْ بفتحِ عيونِكُمْ فلا يتلاعبُ الجهازُ بكمْ. السَّفَلَةُ المجرمونَ لا يترددونَ عن قتلِكُم لتمريرِ خططِهِم. دستورُكُمُ الحُرُّ للأحرارِ في زمنِهِمِ الحُرّ.



75 سورة فُصِّلت




بسمِ اللهِ العالمِ العليم، أعوذُ باللهِ منَ الجاهلِ الجهيل

حاء ميم. تمثيلٌ مِنَ القلمِ العليم. كتابٌ مُثِّلَتْ آياتُهُ قرآنًا معرفيَّاً لقومٍ يجهلون. استدعى الأشياءَ فأعرضَ أكثرُهُمْ فُهُمْ لا يفقهون. وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ جدارٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُون. قُلْ إنَّما أنا بشرٌ مثلُكُمْ يستدعي بالتَّمثيلِ مما عملتمْ ما ستعملون. أَنَّمَا إلهُكُمْ إلهٌ واحدٌ في علاقاتِكُمْ ولكنْ كيفَ تتصورون. بالصورةِ الذِهنيةِ وبالصُّورةِ النَّفسيَّةِ الصورةِ الغلطِ التي يبدو فيها العالمُ على غيرِ ما يكون. وبالثقافةِ الصحِّ التي يسلِّمُ لها الزَّمانُ وإليهِ تستسلمون. بتجربتِكُمْ تُنتجونَ السَّردَ وبإدراكِكُمْ تُنتجونَ التََأويل. وعنِ التَّمثيلِ اللهُ مثلاً ليسَ بُعدًا هُوَ كلٌّ هُوَ العموم. هُوَ اللُّغةُ ذاتُ المشتركِ مِنَ الهموم. يعيدُ إنتاجَ نفسِهِ في كلِّ الآياتِ تحتَ أوصافٍ نفهمُ مِنْ خلالِها أهميَّةَ السَّردِ وأهميَّتَهُ وكيفَ يعملُ فيهِ وكيفَ يتشكَّلُ وكيفَ يكونُ مداهُ في التخييل. وهذهِ هِيَ لكاتبِ القرآنِ كلُّ أسرار الخطابِ عنِ الإلهِ الدِّكتاتوريِّ تارةً الإنسانيِّ تارةً في زمانِهِ بينما بتأليهِ هذا الخطابِ يرادُ لهُ لكلِّ الأزمانِ أنْ يكون. غيرَ أنَّ اللهَ لنْ يصمدَ طويلاً ليسَ أمامَ العقلِ فالعقلُ عاجزٌ في الفكر السَّائدِ وسيبقى ما بقيَ الجهازُ وإنَّما أمامَ خيانةِ الطبيعةِ لهُ بعدَ أنْ تغيَرتْ بجرائمِ الإنسانِ في الطبيعةِ وفي الحياةِ وفي الإنسانِ نفسِهِ (وليسَ أيُّها المهسترُ بالدِّينِ لغضبِ اللهِِ على عبادِهِ) فسيبدو اللهُ عاجزًا وسينفضحُ بوصايتِهِ علينا. على ضوءِ هذهِ المقدِّمةِ فلتقرأوا مِنْ جبرائيلَ أمسَ ومِنْ أنترنتَ الَّتي هيَ جبرائيلُ اليومَ هذهِ الآياتِ في هذهِ السُّورةِ الَّتي لا جديدَ فيها و... في كلِّ سورِ القرآن: حم. تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ. وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ. قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ. الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ. قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ. ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ. إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ. فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ. فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ. وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ. وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ. حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ. وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ. فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ. وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ. وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ. فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ. ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ. وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ. إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ. وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ. وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ. فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ. وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ. مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ. وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ. وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ. مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ. إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ. وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ. لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ. وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ. وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ. قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ. سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ.




#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن 2020 - 12
- القرآن 2020 - 11
- القرآن 2020 - 10
- القرآن 2020 - 9
- القرآن الكريم 2020 - 8
- القرآن 2020 - 7
- القرآن 2020 - 6
- القرآن 2020 - 5 -
- القرآن 2020 - 4
- القرآن 2020 - 3
- القرآن 2020 - 2
- القرآن 2020
- الإسلام قبل الإسلام ومحمد غير محمد
- قالوا: عيسى السعيد
- قالوا: حسن حميد
- قالوا: على الخليلي (2)
- قالوا: خليفة بساسي
- قالوا: محمود أمين العالم
- قالوا: فيصل دراج
- قالوا: دانيال ريج


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أفنان القاسم - القرآن 2020 - 13