|
يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 4
أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 27 - 16:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بين الشعور والسلوك
دختر رئيس الشاباك السابق يقتحم فناء المسجد الأقصى مع بعض الهستيريين الدينيين، رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق-اللاحق يتحالف مع كل المتطرفين الدينيين وغير الدينيين الهستيريين، ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يتجاهل إجراءات تنحيته ويقف على منصة هيئة الأمم المتحدة ليداوم على لعب دور الكاذب-الصادق بخصوص إرهاب إيران ويده في جيوب السعوديين ممثلاً النظام المالي الهستيري. الأمثلة الثلاثة التي أوردتها تشير إلى المشاعر المتلبدة لأناس توجهت إليهم بكلام العقل في مقالاتي الثلاثة السابقة، فالدين في المثال الأول والسياسة في المثال الثاني والاقتصاد في المثال الثالث ثلاثتها المصراع المادي الذي يلج منه أصحاب هذه المشاعر المريضة إلى العالم، وبشكل أعمى يسعون إلى تحقيق برامجهم، غير أنهم –وهذا الشيء في صالحي- يبقون مواضيع "للخير" من الناحية الشعورية، حسب التحليل النفسي، ولتبديل سلوكهم ليس الإقناع هو السبيل وإنما التقييم لتلك البرامج التي عمادها الأوهام وقد أخذت أشكال الواقع.
بين الوهم والواقع
بين العام الماضي 2018 وهذا العام 2019 نط عدد سكان إسرائيل من 8 مليون إلى 9 مليون، فهذه الدولة الخزق قامت على الكذب وستظل قائمة على الكذب، بينما بقي عدد الإسرائيليين العرب فيها 20 بالمائة، مراكز المخابرات سهت عنها الجدولة بالارتفاع، وأنا لو سلمت بالرقم الجديد 9 مليون وبال 20 بالمائة، لكان هناك مليون و ثمانمائة ألف عربيّ، سأقول مليونان مع الأقليات الأخرى للتسهيل بينما هم أكثر بكثير، السبعة مليون الباقون خمسة مليون منهم يحملون الجنسية المزدوجة، وهم غالبًا رِجل في إسرائيل ورِجل في بلدهم الأصلي أو رِجلان في بلدهم الأصل، إذن عدد سكان إسرائيل في الواقع مليونان بعدد سكان ضاحية من ضواحي باريس. لهذا الخزق ما تدعيه السي آي إيه أنه وادي السيليكون الثاني في العالم، فانظر الكذبة العظمى، قال تل أبيب تنشأ فيها 200 شركة سنويًا و 2500 في كل إسرائيل، 2700 شركة تكنولوجيا لمن –يا دين الرب- لمليونين؟ ولخزق؟ وسنويًا! الكذب هنا بملايين الأطنان! لكني سأعتبر هذه الأرقام صحيحة، فأضعها في مشروعي "العواصم الخمس الفذة" التي تل أبيب –كما يعلم الجميع- واحدة منها. هنا تسترد واقعيتها، وذلك بانتشار هذه الشركات في المنطقة، ولن يكون انتشارها أبدًا بالفهلوة الموسادية السافلة، بالوهم الموسادي السافل، بل بالواقع العقلاني الرصين كما أقترح. هذه الدويلة التي مواردها البشرية من أقل ما يكون وكذلك مواردها الطبيعية من أقل ما يكون لدرجة تكاد تكون فيها منعدمة، ليغدو عماد اقتصادها السلع والخدمات بفضاء منحصر بإسرائيل الخزق ذاته ومتوقف على الاحتلال وعلى السوق الخجول مع دويلات الخليج والسعودية، وبخصوص تصدير الألماس والحمضيات على التنافس القوي مع الاتحاد الأوروبي. لكني هنا لست بصدد المقارنة، سأسلم بالوهم الاقتصادي، وفي نفس الوقت سأشير إلى ناحية أساسية في الاقتصاد الإسرائيلي يعرفها الداني والقاصي، واردات إسرائيل أكثر من صادراتها، وهذا إلى الأبد لعدم مواردها الطبيعية ولتدهور مواردها البشرية، وما سيعوضها عن الاثنين اليد العاملة الرخيصة في فلسطين وفي المنطقة، وما سيقلب وضعها لتصبح صادراتها أكثر من وارداتها. وهكذا بإمكاني الكشف عن صيرورة الكذب نقطة نقطة بخصوص تفوق إسرائيل المزعوم، وذلك برده إلى الخزق وإلى المورد وإلى الإنتاج، فالخزق في تفوقه لا يقارن بعملاق كأمريكا أو كفرنسا، يقارن الخزق بالخزق لتكون كل البهدلة لهذا البلد، والمورد لا يقارن اعتمادًا مني على نفس القاعدة، وكذلك الإنتاج، كل شيء، وفي كل شيء، في صناعة الأسلحة مثلاً باعت إسرائيل أسلحة للسعودية وإمارات السفلة المجرمين في حق الإنسانية ب اتنين ونص مليار، لا شيء مقابل مئات المليارات للأمريكان من السعودية والسفلة. صحيح يبقى المبلغ شيئًا كبيرًا للخزق، وهذه نقطة "إيجابية" له، ونقطة "إيجابية" ثانية له عندما طلب نتنياهو تخفيض المعونة الأمريكية لادعاء النمو الاقتصادي بضعة ملايين (220 مليون سنويًا) مقابل رفع ترسانة الأسلحة الأمريكية بالمليارات (30 مليار خلال عشر سنوات) في المخزن الأمريكي الذي هو إسرائيل. لهستيريا هذا الشخص العلاج سيكون من عندي كملك مؤسس للسلم في المنطقة وفي العالم، فكل هذه المليارات ستستخدم في رفع اقتصاد دول المنطقة إسرائيل أولاها، فيحمي الخزق نفسه بالاقتصاد لا بالسلاح.
بين إسرائيل التقدم وإسرائيل التخلف
حسب وكالة وفا، رغم المستوى المتقدم للخزق، هناك نقاط ضعف جدية منها:
1) معدل فقر عال، ووجود بؤر الفقر. 2) تسلط رأس المال، وتوسع الفجوات بين الشرائح الاجتماعية. 3) دخول لاعبين جدد في مجال البحث والتطوير، مما يقلل من مكانة إسرائيل بهذا المجال. 4) تدهور البيئة الجيو سياسية، مما يؤدي إلى ثقل النفقات الأمنية في السنوات القادمة. 5) وجود هوة كبيرة في معادلة إنتاج الفرد مقارنة بالدول المتقدمة. 6) انخفاض معدل النمو المتدني، بالمقارنة مع الأسواق الناهضة.
للحيلولة دون هذه الكوارث البنيوية وغيرها كثير الحل يكون بالمملكة مملكتي وبالمؤسسة مؤسستي.
بين أمريكا الابتزاز وأمريكا الشراكة
الأستاذ ترامب هذا الأهوج كلفت سياسته التجارية الخارجية (وعبره النظام المالي الذي يمثله الرئيس الأمريكي) 7،8 مليار دولار من فاقد الناتج المحلي الإجمالي في العام الماضي، فواردات الصين وغيرها من أمريكا هبطت إلى 31،5 بالمائة وصادرات أمريكا إليها وإلى غيرها هبطت كذلك إلى 11 بالمائة، بينما كلفت الخسائر بين استهلاك وإنتاج 68،8 مليار دولار. الأرقام نقلاً عن الدراسة التي أعدها فريق من الخبراء الاقتصاديين من جامعة كاليفورنيا بركلي وجامعة كولومبيا وجامعة ييل وجامعة كاليفورنيا في لوس انجليس (أوكلا)، ونشرها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية. مقابل ذلك، وبشكل وقح لم يسبق لنا رؤيته في التاريخ الأمريكي يمارس الجالس على عرشه البيضوي الابتزاز علنًا على العروش السافلة باسم الحماية، فيبيعهم بمئات المليارات أسلحة لحروب هو من ورائها، والا شو الفايدة يا عم ترامب؟ إيران وما إيران وحوثي وما حوثي وداعش وما داعش وقاعدة وما قاعدة وإخوان مسلمين وما إخوان مسلمين هذا ما يعرفه العالم إلاه حسبما يبدو، وهذا من أعراض المصاب بهستيريا السياسة، ليشغِّل اقتصاده المهدد بانهيار دائم، وليوفِّر مديونيته المتفاقمة باستمرار دائم، مديونية سيأتي يوم قريب يعجز فيه عن دفع فوائدها، بينما الحل كل الحل مملكتي، العواصم الخمس الفذة، الشراكة بالفعل لا الابتزاز بالفعل، الاستثمار المؤسس للمستقبل لا الاستثمار المرقِّع للماضي. النظام المالي الأمريكي جرَّب كل الطرق السافلة لتحقيق أهدافه، فليجرب الطرق البنيوية، ليجرب الإبداع، ليجرب الحريات. اقمعوا الناس بالحريات، هيمنوا عليها بالتقدم، شلحوها فلوسها بالحياة الكريمة. مهما تآمرتم لن تنجحوا إلى ما لا نهاية، فما يجري اليوم في مصر –أنا حذرتكم فلم تسمعوا لي- أيًا كان الطرف من ورائه، فيه من الدروس والعبر الشيء الكثير الشيء الكبير. لا تتدخلوا في مصر ببساطيركم، تدخلوا بدستور حر كما اقترحت لمصر تحت حكم ثلاثة من النزهاء يخلفون القذر العسكري دكتاتوركم المفضل أبو شلاطيف إسماعيل يس، من دون أي دين ومديِّن، وخلوا المصريين يتنفسون، وإلا بثورتهم الديموغرافية بعد كم سنة سيسحقون أول ما سيسحقون إسرائيل الممكيجة التي لكم، والتي لن ينقذها، ولن ينقذ المنطقة، لن ينقذ أمريكا سوى مشروعي.
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 3
-
يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 2
-
يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين1
-
القرآن 2020 - 13
-
القرآن 2020 - 12
-
القرآن 2020 - 11
-
القرآن 2020 - 10
-
القرآن 2020 - 9
-
القرآن الكريم 2020 - 8
-
القرآن 2020 - 7
-
القرآن 2020 - 6
-
القرآن 2020 - 5 -
-
القرآن 2020 - 4
-
القرآن 2020 - 3
-
القرآن 2020 - 2
-
القرآن 2020
-
الإسلام قبل الإسلام ومحمد غير محمد
-
قالوا: عيسى السعيد
-
قالوا: حسن حميد
-
قالوا: على الخليلي (2)
المزيد.....
-
بتكليف من بوتين.. شويغو في بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري ال
...
-
نتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إل
...
-
-واينت-: مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجرو
...
-
الشرطة الإسرائيلية تعتقل أشخاصا أحضروا كاميرات لبث مباشر لضر
...
-
هل بدء العد النازلي نحو -القنبلة النووية الإيرانية-.. من يص
...
-
أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا
...
-
غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت
...
-
OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
-
جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل
...
-
الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|