أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - شرائط ملونة فاطمة عبد الله سلامة














المزيد.....

شرائط ملونة فاطمة عبد الله سلامة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6361 - 2019 / 9 / 25 - 22:30
المحور: الادب والفن
    


شرائط ملونة
فاطمة عبد الله سلامة
أدب الفتيان له عدة مقومات، منها ما هو متعلق بالشكل وطريقة التقدم، ومنها بأسلوب وباللغة، ومنها بالفكرة والمضمون الذي يقدمه الأدب، إضافة إلى ذلك يحتاج إلى حجم يتناسب والفئة العمرية المستهدفة، بحيث يمتع المتلقين له ولا يرهقهم، وما يميز هذا الأدب أنه يستمتع به من الفتيان والراشدين معا، في "شرائط ملونة" نجد العديد من العناصر الجاذبة للمتلقي، فاللغة جاءت سلسة وسهلة وتتناسب الفئة الموجه لها الكتاب، أن كانت لغة السرد أو لغة الشخوص، وإذا أخذنا الفكرة التي تحملها القصة فهي فكرة نبيلة تتركز على فعل الخير ومساعدة الآخرين، أما الطريقة التي اعتمدتها القاصة فكانت استخدام الخيال "الجنية نور" التي سافرت مع "أحمد وندى" إلى مناطق تحتاج إلى المساعدة، فأخذهم إلى حدود احدى الدول العربية، التي يستبيحها القتلة والمسلحون، ـ دون أن تسميها، وهذا أعطا الحدث مساحة أكبر وأوسع، حيث يمكن لأي قارئ في المنطقة العربية أن يسقط الأحداث على منطقته، ثم تنقلنا إلى البحر، حيث يخوض المهاجرون أهول البحر بقارب أضعف من مواجهة الأمواج، وتأخذنا إلى لندن للمساهمة في إخماد حريق نشب في أحد المباني، ثم تعود إلى الحي الذي يعيش فيه أسرة "أحمد وندى" ويقومان بإنقاذ جارتهم "الجدة".
إذن المكان متعلق بالمنطقة العربية وفي لندن وفي المكان الذي تقطنه أسرة "أحمد وندى" وكأن القاصة من خلال هذا التعدد للأمكنة تريد أن تقول أن كل الناس وكل الامكنة تحتاج إلى المساعدة، لكن بنسب متفاوتة، فالأخطار على الحدود كانت أكبر منها في البحر، وفي البحر كانت أكبر من لندن، وفي لندن أكبر الحريق الذي نشب في الحي، وفي الحي اكبر من منزل الجدة، واعتقد ان القاصة كانت موفقة في تقديم الأماكن التي تتعرض للأخطار، فبدأت بالأكثر خطرا ـ وهذا يتناسب ويتوافق مع أولوية المساعدة ـ ثم انتقلت إلى الأقل، إلى أن أوصلتنا إلى منزل الجدة.
فاتحة الكاتب مهمة وهي أما أن تدفع القارئ ليتقدم من الكتاب أو يتركه إلى حين، فقد استخدمت القاصة فكرة عادية، صناعة طائرة ورقية للمشاركة في المسابقة، لكن الأبداع كان من خلال خروج "الجنية نور" من ثوب كان لجدة "أحمد وندى" كان قد اشتراه جدهما للجدة، لكنها لم ترتديه ووضعته في صندوقها، إلى أن جاءا أحمد وندى وأرادا أن يستخدمانه لتزين ذيل طائرتهما، وهذا ما أعطا الأحداث صفة الخيال، لكنه خيال محلي، معتمد على التراث الشعبي، وليس خيال وراد من الخارج، وبما أن الجنية كان اسمها "نور" فهي كائن محلي، رغم أنها من نسيج الخيال.
والملفت للنظر أن سبب تخفي "نور" في ألوان ثوب الجدة يخدم فكرة اجتماعية ـ تزويج الفتاة رغما عنها ودون رضاها ـ "أنا من بلاد بعيدة، أراد أهلي إجباري على الزواج من جني كبير في السن، كان سيد عشيرتي وكبيرهم، ولا يستطيع أهلي أن يرفضوا له طلبا، فهربت منهم ودخلت السوق وهم في أثري... لفت انتباهي الثوب الجميل المعلق في واجهة أحدى محلات الملابس، دخلت فيه بسرعة وبدأت في تذويب نفسي في ألوانه والتماهي به" ص20 و23، وكأن "فاطمة عبد الله" بهذا الأمر تؤكد على حالة القهر التي تتعرض لها الأنثى في المجتمعات الذكورية، فحتى عالم الجن هناك ظلم لها، بما بالنا في عالم الإنس؟.
وإذا تتبعنا الطريقة التي استخدمها "أحمد وندى" في التعامل مع من قدموا لهم المساعدة أو الذين ساهموا في انقاذ الناس نجدها واحدة، فكنا يعطيا الشخص قطعة ملونة من ثوب الجدة، لكن وضع هذا الشريط اختلف حسب الأشخاص، فالأم التي يتعرض طفلها للغرق تعطى شريط بلون برتقالي، وتعص به رأسها، وهذا له دلالة رمزية، أولا الشريط كانت تسكنه "الجنية نور" وفيه قوة غير عادية، قوة سحرية، وثانيا عصبه على رأس أم الطفل يشير إلى الجزء الأكثر تعبا والذي يحتاج إلى الراحة، وعندما منح لقائد فريق الانقاذ في لندن، وإلى قائد الدفاع المدني في مدينتهما وضعاه على ذراعهما، وهذا ايضا يشير إلى قوة الذراع التي تعمل لمساعدة الأخرين.
الأفكار الأخلاقية التي جاءت في القصة مهمة وضرورية، فهي لم تأتي بطريقة مباشرة، بل من خلال قص الأحداث، فمثلا، يتم أيصال فكرة التعاون في أعمال البيت بهذه الطريقة: "مضت الام وندى في اتمام ترتيب البيت، بينما توجه الأب وأحمد إلى المرآب حيث قاما بتنظيفه وإخراج الأكياس التي تحتوي على ملابس قديمة والكراتين التي لا يحتاجونها، حيث قرر الأب إرسالها إلى جمعية خيرية تتكفل بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين" ص80، فالأعمال البيت موزعة الجميع، ولا تقتصر على الإناث دون الذكور، وأيضا نجد ربط نتيجة هذه الأعمال بتقديم خدمة للآخرين، وهذا الشكل من التقديم يخدم أكثر من فكرة نبيلة، وأيضا لم يأتي من خلال قول مباشر، بل من خلال سرد الأحداث، لهذا يكون أثرة أقوى على المتلقي، وبما ان الكتاب موجه للفتيان، فإن سيكون له قوة فكرية اجتماعية أقوى.
فكرة القصة تتمحور حول مساعدة الأخرين، إن كانوا أفرادا أم جماعات، وأيضا على المساعدة يمكن أن تأتي بطريقة فريدة "أحمد وندى" أو جماعية "نور وندى وأحمد وفرق الإنقاذ" فتم ختم القصة بهذا المشهد: "كان أحمد قد شاهد رجلا عجوزا يجر خلفه برميلا كبيرا على عجلات يجمع أكياس النايلون والعبوات الفارغة التي خلفها الحضور والمشاركون في السباق، انضم إليه أحمد وندى طالبين منه أن يسمح لهما بمساعدته، شكرهما وأثنى على تربيتهما، وهما في غمرة انشغالهما لاحظا زوبعة صغيرة تحركت في أطراف الحقل وقد جمعت كل ما غفي الحقل من اوراق متطايرة وأكياس بلاستيكية وعلب فارغة في مكان واحد، .. ليجدا نور هي من سبب تلك الزوبعة" ص87، مثل هذه الخاتمة بالتأكيد سيكون لها أثر إيجابي على القراء/الفتيان وتجعلهم يقدمون على المساعدة لكل من يحتاجها ودون ان يطلبوها، وهذا هو الأهم في القصة، تقديم المساعدة لمن يحتاجها وليس لم يطلبها فحسب.
القصة من منشورات دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 2020.




#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلم العربي في -جرائم لا يعاقب عليها القانون- شادية كمال
- الحب في -دنان- لينة صفدي
- مناقشة مجموعة مرسوم لإصدار هوية للروائي محمد عبد الله البيتا ...
- ضاحية قرطاج منجد صالح
- جدل النهضة والتغيير، حوارات في الفكر العربي المعاصر-
- البناء اللفظي في ديوان جنوب المراثي مسلم الطعان
- الفكر الملحمي في قصيدة -لعلي أعود نهارا- كميل أبو حنيش
- عارية العباسيين عبد الله القصير
- حسرة اللبلاب حازم التميمي
- محمود السرساوي في قصيدة -أيا عود أعد قلبي-
- ملاحظة حول منثور على عتبات بيوتنا العتيقة
- التكاملات والمتعاكسات في مجموعة -وخزات نازفة- هاني أبو انعيم
- منثور على عتبات بيوتنا القديمة محمود السرساوي
- مجموعة -ذبيحة- هاني أبو انعيم
- ذات نداء موسى صالح الكسواني
- القرية اللبنانية في رواية طيور أيلول إملي نصر الله
- مناقشة كتاب صفحات من حياة رفعت النمر
- تاريخ الوطن العربي والغزو الصليبي
- قصة -العبد سعيد- محمود شاهين
- جرأة -مشهور البطران-


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - شرائط ملونة فاطمة عبد الله سلامة