أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ضاحية قرطاج منجد صالح














المزيد.....

ضاحية قرطاج منجد صالح


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6354 - 2019 / 9 / 18 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


هناك شبه توافق بين الكتاب الفلسطينيين على الاهتمام بالمكان، فالأديب الفلسطيني يحرص على ذكر المكان كحال الإنسان، وهذا يعود إلى طبيعة الصراع مع المحتل، الذي يسعى إلى محو الفلسطيني وتذويبه وتهويد الأرض، في هذه المجموعة أحدى عشرة قصة، وفي كلا منها نجد حضور المكان، رام الله، بيت لحم، بيت جالا، نابلس، جنين، بير زيت، بيت لحم، القدس حلحول، بيت فجار، جماعين، عينابوس، حوارة، قرية أبو قش، هذا فضلا عن تناوله للمكان في الشتات، عمان، تونس، الكويت، وهذا يؤكد على أهمية وقوية حضور المكان في وجدان القاص.
هناك قصص طويلة تتجاوز الأربعين صفحة كما هو الحال في الجدي الأبرق، الطائر العجيب" وبقية المجموعة جاءت بحجم عادي، وقد تناول القاص مواضيع متنوعة في مجموعته، منها الاجتماعي، "الجدي الابرق، الخطيب الجار، السائق والحامل، الصديق المكافح، الصديق المكافح، اللص ابن أبيه، شنطة البامبرز، ماريا وعبد الرحيم" ومنها الوطني "ضاحية قرطاج، حازم الحازم، السور الماحق"، أما على صعيد الشكل، فجاءت بغالبيتها بواقعية، إذا ما استثنينا "الطائر العجيب" التي جاءت جامعة للرمز وللتراث وللحداثة معا.
والقاص في مجموعته يحرص على السلوك الاجتماعي عند الفلسطيني، ويبين الهوة التي تفصله عن الثقافة والسلوك الغربي، ففي قصة " ماريا وعبد الرحيم، يبين أن المرأة التي تحمل الثقافة الغريبة لا يمكن ان تقبل أو يقبل بها الفلسطيني، فزوجة عبد الرحيم التي تركها تكمل دراستها في الجامعة ترد على سفورها الفاضح وقيامها بعلاقة جنسية مع الآخرين بقولها: " أنا أحب زوجي عبد الرحيم، أحبه كثيرا، ولكنه الآن في عمان، بعيدا عني، وأنا لدي احتياجات فسيولوجية، متطلبات جسدية، البيها في الغرفة 85 إلى حين عودة زوجي، وبعدها وعندما يعود أقطع العلاقة معهم وأعود إلى أحاضنه، ويا دار ا دخلك شر" ص201، ونجده يعري الانتهازين ودورهم في خراب الثورة، ففي قصة "ضاحية قرطاج" يحدثنا عن العقيد الذي يسكن في مكان لا يتناسب وطبيعة الثورة والثوريين: "حدق في بهو الفيلا الضخمة الفسيح، ولاحظ مصابيح الإنارة المتساقطة على الجداران الداخلية، كثيرة العدد، ساطعة" ص181، ولم يتعلق الأمر بالمكان فقط، بل تعداه إلى طبيعة العقيد الذي يطلب من "سمير" أن يقوم بمهمة تحتاج إلى أكثر من فرد، وتحتاج إلى وقت أطول بكثير من الذي حدده العقيد: "فكر سمير في ثلاثة أو أربعة مطالب، يضعها بين يدي حضرة العقيد للموافقة عليها وتأمينها كي يستطيع إنجاز المهمة وربما خلال أسبوعين إذا ما توفرت هذه الامكانيات، وأن أول هذه المطالب "مصباح علاء الدين السحري، حتى يفركه ويخرج المارد منه ليمتطي صهوته ويطير به إلى مدريد وروما وامستردام للتحقق من صحة ودقة العناوين" ص188، اعتقد أننا كفلسطينيين بأمس الحاجة إلى فضح وتعرية الانتهازيين والمتسلقين الذي استباحوا البلاد ونهبوا العباد، وهنا يمكن دور الأديب الاجتماعي والاخلاقي، فهو يقدم فكرة نبيلة لكن بطريقة غير مباشرة، ضمن قصة أدبية، وبالتأكيد سترسخ في الوجدان أكثر، وتبقى حاضرة في العقل أطول.
هناك ملاحظة على المجموعة تتمثل في تدخل القاص في القصص بشكل مباشر، حتى بدا أحيانا أنه يطرح افكاره هو وليس أفكار ابطال القصص، فبعض القصص جاءت وكأنها موضوع أو تقرير صحفي أو بيان سياسي كما هو الحال في قصة، "الخطيب الجار، والطائر العجيب" كم كنا نتنمى على القاص لو عكس ترتيب القصص، فجعل ما هو بداية في الخاتمة وما في الخاتمة جعله في البداية، لأن هناك تفاوت كبير في فنية وطريقة تقديم قصص البداية والخاتمة.
المجموعة من منشورات مؤسسة سيدة الأرض.




#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل النهضة والتغيير، حوارات في الفكر العربي المعاصر-
- البناء اللفظي في ديوان جنوب المراثي مسلم الطعان
- الفكر الملحمي في قصيدة -لعلي أعود نهارا- كميل أبو حنيش
- عارية العباسيين عبد الله القصير
- حسرة اللبلاب حازم التميمي
- محمود السرساوي في قصيدة -أيا عود أعد قلبي-
- ملاحظة حول منثور على عتبات بيوتنا العتيقة
- التكاملات والمتعاكسات في مجموعة -وخزات نازفة- هاني أبو انعيم
- منثور على عتبات بيوتنا القديمة محمود السرساوي
- مجموعة -ذبيحة- هاني أبو انعيم
- ذات نداء موسى صالح الكسواني
- القرية اللبنانية في رواية طيور أيلول إملي نصر الله
- مناقشة كتاب صفحات من حياة رفعت النمر
- تاريخ الوطن العربي والغزو الصليبي
- قصة -العبد سعيد- محمود شاهين
- جرأة -مشهور البطران-
- رنا صالح في قصيدة -تراتيل عشق-
- الحدث والكتابة في ديوان اشتعالات الدم والزنابق أحمد غطاشه
- المرأة في ديوان ويندلع غنج البحر خليل إبراهيم حسونة
- المكان في المجموعة القصصية (سلون) للكاتب سعادة أبو عراق


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ضاحية قرطاج منجد صالح