أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - جدل النهضة والتغيير، حوارات في الفكر العربي المعاصر-














المزيد.....

جدل النهضة والتغيير، حوارات في الفكر العربي المعاصر-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6349 - 2019 / 9 / 12 - 00:02
المحور: الادب والفن
    


الحوار واللقاء مع الآخرين هو ما يميز الإنسان/المجتمع المنفتح والقادر على مواكبة العصر والحداثة، في القران الماضي كانت هناك مجموعة من الكتب صدرت تناولت أفكار وتحليلات مختلفة حول مجموعة قضايا مصرية في المنطقة العربية، منها كتاب "حوارات، كتاب ومثقفين يناقشون كريم مروة" والذي فتح آفاق أمام القارئ ليتعرف على مجموعة الأفكار والرؤى حول مجموعة من القضايا، واجزم أن مثل هذا الأدبيات تنقصنا ونحن في أمس الحاجة إليها، لأنها تؤكد وتدعو إلى التحرر من الأفكار والتحليلات الجاهزة والمطلقة، فيمكن أن نجد هنا موقف/تحليل جيد يتوافق معي/معنا وآخر لا، وهذا يجعل صاحب الفكرة/التحليل يقترب منا حتى لو كان مختلف أيديولوجيا/فكريا معنا/معي، فالحوار والقاء هو الوسيلة الأهم في ردم الفجوات وبناء الجسور في المجتمع وبين الأفراد، من هنا تكمن أهمية كتاب "جدل النهضة والتغيير، حوارات في الفكر العربي المعاصر".
الكاتب "أحمد الشريقي" أجرى مجموعة من اللقاءات مع كلا من "الطيب تيزيني، برهان غليون، حسن حنفي، رضوان السيد، سالم يفوت، فهمي جدعان، محمد الانصاري، منير شفيق" وهؤلاء مختلفين/متباينين في المنطلقات والأيديولوجية ولكنهم متفقين على الأزمة، لهذا نجدهم يتناولون الأزمة/المشكلة من زوايا مختلفة ويرسمون/يضعون اشارت للحل، وبالتأكيد هي ليست حلول مطلقة، وهذا ما يفتح الأبواب أمام القارئ ليكون مشاركا في التحليل والوقوف أمام الأزمة والحل، وليس مجرد متلقي لتعليمات/أفكار مقدسة، فيمكنه أن يتعمق/يتوغل أكثر فيما يقدمه المتحدث من أفكار، ليكون متفوق ومتجاوز ما تم طرحه.
سنقدم شيء مما جاء في الكتاب، متعلق بالأزمة/المشكلة/الواقع في المنطقة العربية والرؤية للخروج من الأزمة، يبين "الطيب تيزيني واقعنا بقوله: "... ويجب أن نلاحظ هنا أنه ما إن أخذت هذه التجربة النهضوية العربية بالسقوط حتى بدأ هناك مشروع آخر يأخذ في الصعود كجيب من جيوب الامبريالية، وهو المشروع الصهيوني، وهنا أحب أن ألفت إلى أحد أهم الكتب، هو كتاب المفكر السوري اللبناني نجيب العازوري "يقضة الأمة العربية" 1903 والمؤتمر الصهيوني عقد عام 1897، لاحظ هنا التوقيت" ص25و26.
ويقول برهان غليون عن أزمة حركة التغيير/النهضة: "...إذن علينا أن نحددها ما هي أهدافنا بالضبط، هل نريد حضارة متميزة عن الغرب؟ هل نطمح إلى تنمية تجعلنا قريبين منه؟، هل نطمح إلى مشاكلنا اليومية؟، عندما يستخدم الباحثون العرب المشروع النهضوي فإنهم يتحدثون كما و أنهم يريدون أن يقولوا إن هناك حضارة عربية متميزة كانت في السابق وينبغي إعادة إحيائها، لكنهم لا يقولون كيف، وعلى أية أسس، وإذا ما كانت هذه الحضارة مختلفة أم لا."ص40.
ويحدثنا "حسن حنفي" عن الأنظمة الرسمية العربي وطريقة استخدمها للدين: "..والسلطان الذي تنقصه الشرعية السياسية، يأتي ليطلبها من الدين ومن الشرعية الدينية، فالدين أسهل وسيلة لإضفاء الشرعية، وتهادي الالقاب، الرئيس المؤمن، أمير المؤمنين" ص50.
ويقدم "رضوان السيد" رؤيته في مسألة الهوية بقوله: "... وأنا أرى أن مسألة الهوية لا تتجدد ذاتيا وداخليا، بل لا بد من التجديد بالتفاعل، فإذا صرنا داخل العالم وشاركنا فإنه يمكننا أن نغير فيه من خلال المشاركة الفاعلة فيه لصالح هويتنا ومصالحنا...ابحث في الهوية هو كالبحث في جنس الملائكة... ولذلك ما قد يكون عنصرا ثابتا من أمس أو أول من أمس، قد لا يكون كذلك اليوم، وما يكون ثابتا وفاعلا قد يصبح اليوم غير فاعل وهامشيا" ص60 و61.
ويقول "سالم يفوت" في عين المضوع، الهوية: "...لأن الهوية لا تتحدد في الماضي، بلا تتجدد أيضا بالمستقبل، وثقافتنا عبر تاريخينا كانت معولمة، ولوعدنا إلى عناصرها ومكوناتها لوجدناها غير عربية أصيلة... أتت من هذه الرغبة في النكوص إلى الوراء، كالصبي يهرب من كل شخص غريب ويعود إلى أحضان أمه، علينا أن نتعلم من التاريخ أن المشي والجري إنما يكون إلى الأمام وليس إلى الخلف" ص73و74.
"فهمي جدعان" يجد الحل في: "...لم اتطلع إلى بناء منظومة فكرية وأيديولوجية جاهزة، أعتقد أن عصرنا لم يعد يحتمل مثل هذه المشاريع. ولا أعتقد ان ما ينقصنا الأيديولوجية الجاهزة الكاملة، يمكننا أن نبني الأيديولوجية في أيام واسابيع، لكن الأهم هو كيف نطبقها في إطار مجتمعي سياسي ... لا أريد أن أربط نفسي بمشروع جاهز، ومشروعي عمل يومي، لأنه مرتبط بالكشف عن معارف جديدة بتعديل أنماط سلوك بتوجيه أفعالنا وجهة الجدى والمنفعة" ص82.
وعن واقع المثقف يقول "محمد جابر الأنصاري":"...فمعلوم لنا أن السلطة السياسية لا ترتاح لوجوده أصلا ولا تعطيه الحرية... لست من انصار إعطاء المثقف الدور الرسالي والاستشهادي المبالغ فيه، واعتقد ان دوره الحقيقي هو معرفي في الدرجة الأول...كثير من الماركسيين قدموا تضحيات لكنهم ذهبوا ضحايا لتصورات وتشخيصات خاطئة. فإذن البداية بالنسبة لرسالة المثقف هي تشخيص الواقع كما هو، ثم الدعوة بعد ذلك لمواجهته" ص94.
ويتحدث "منير شفيق" عن تجربته في الحزب الشيوعي الأردني:" ...إنني صرت أطالب الحزب بالاستقلالية عن الاتحاد السوفياتي، ... والاجتهاد بعقولنا، فنكون مسؤولين عما نصيب أو نخطئ فيه، لا أن نصيب حين يصيب الاتحاد السوفياتي أو الصين ونخطئ حين يخطئون... وإذا بسلسة من الموضوعات تتكون لدي مخالفة لخط السوفيات وخط الحزب بالطبع، ومن ذلك: مسألة الموقف من الدولة العبرية. وكان رأيي أن نعتبر وجودها غير شرعي ونرفض الاعتراف بقرار التقسيم... ثم هناك الموقف من الوحدة العربية... فالمهم هو الوحدة وفي ظلها يمكن أن تصحح السياسات ويدافع عن الديمقراطية وإطلاق قوى الشعب" ص108.
مثل هذا الأفكار المتشعبة والمتنوعة بالتأكيد تفتح الأبواب أمام القارئ للاجتهاد والتفكير، ليكون مفكرا وفاعلا وليس مجرد وعاء لتعبئة وحفظ ما يُضع فيه، ومن هنا تكمن اهمية التنوع والتعدد، فهي أحد أهم الوسائل التي تحرر الإنسان/المجتمع من التكفير/التخوين/الانزواء.
الكتاب من منشورات أزمنة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى .2002



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البناء اللفظي في ديوان جنوب المراثي مسلم الطعان
- الفكر الملحمي في قصيدة -لعلي أعود نهارا- كميل أبو حنيش
- عارية العباسيين عبد الله القصير
- حسرة اللبلاب حازم التميمي
- محمود السرساوي في قصيدة -أيا عود أعد قلبي-
- ملاحظة حول منثور على عتبات بيوتنا العتيقة
- التكاملات والمتعاكسات في مجموعة -وخزات نازفة- هاني أبو انعيم
- منثور على عتبات بيوتنا القديمة محمود السرساوي
- مجموعة -ذبيحة- هاني أبو انعيم
- ذات نداء موسى صالح الكسواني
- القرية اللبنانية في رواية طيور أيلول إملي نصر الله
- مناقشة كتاب صفحات من حياة رفعت النمر
- تاريخ الوطن العربي والغزو الصليبي
- قصة -العبد سعيد- محمود شاهين
- جرأة -مشهور البطران-
- رنا صالح في قصيدة -تراتيل عشق-
- الحدث والكتابة في ديوان اشتعالات الدم والزنابق أحمد غطاشه
- المرأة في ديوان ويندلع غنج البحر خليل إبراهيم حسونة
- المكان في المجموعة القصصية (سلون) للكاتب سعادة أبو عراق
- كمال الشخصيات في رواية -بنت من شاتيلا- اكرم مسلم


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - جدل النهضة والتغيير، حوارات في الفكر العربي المعاصر-