الدراماتورج

كريم عرفان

الحوار المتمدن-العدد: 6351 - 2019 / 9 / 14 - 10:24
المحور: الادب والفن
    

تأتى الكلمة في المرتبة الأولى ضمن عناصر أربعة رئيسية يتأسس عليها العرض المسرحى " "فما الصورة المسرحية إلا كل متكامل ؛وتعتبر نتيجة تضافر جهود إبداعية وحرفية يمكن اجمالها في عناصر أربعة ..الكلمة ، التعبير ، الجمهور ، التنظيم "(1) ..فالنص هو الركيزة الأولى والعنصر الرئيسى الذى لا يمكن الإستغناء عنه ويليه بعد ذلك الممثل الذى يقوم بتوصيل محتوى النص إلى المتلقى أو على حد المسرحيين هو همزة الوصل بين المسرح والإنسان ..

بل نجد أندريه أنطوان يقول صراحة: " إن المثل الأعلى للممثل هو أن يصبح أداة معدة إعدادا فائقا لخدمة المؤلف (يقصد النص ) "

- وفى التقليد المتوارث عن آباء المسرح وأعمدته لم تكن هناك ثمة تفرقة بين النص والعرض فهذا الفصل لم يكن له وجود وهذه التفرقة هي بدعة مستحدثة لم يكن عليها المسرحيون الأوائل ..فلقد كان الكاتب المسرحى هو الذى يقوم بمعظم المهام التي يضطلع بها المخرج الآن فهو المسئول عن كتابة النص وأيضا هو المسئول عن تجسيده على خشبة المسرح ..

فقد كان "الدرماتورج " يؤلف نصه المسرحى مراعيا قوانين المسرح ونواميسه عالما بالتقنيات التي يحتاجها العرض المسرحى فتأتى كتاباته مجسدة وكأنها تصميم سابق ونموذج مكتوب لما سيتم عرضه على خشبة المسرح " لهذا فإننا نجد نصوص أئمة كتاب المسرح من أمثال اسكيلوس وسوفكل وشكسبير ومولونى وموليير عامرة بملاحظات الإدارة الفنية في أدق تفاصيلها " (2)

- ولقد كان الدرماتورجيين في السابق " أساتذة في فنون العرض المسرحى وبوجه خاص في توجيه أداء الممثل وأنهم لهذا قاموا بتوجيه فنانينهم في أدق حركات العرض ؛ وتحملوا مسئولية التدريبات الطويلة للممثلين والمغنيين على أداء كلمات النص التي كانت في معظم الأحيان منظومة في تركيبات شعرية صعبة وقاموا بالإضافة إلى كل ذلك بتصميم الملابس والأقنعة والمبتكرات المسرحية المختلفة التي تساعد على تكييف الجو المسرحى "(3)
وهذا ماكان عليه المسرحيون الأوائل كاسكيلوس وسوفوكليس ثم ماتلاهم من مسرحيين في عصور لاحقة كشكسبير وموليير وغيرهم الكثير والكثير .
هامش ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) ،(2)،(3) المخرج فى المسرح المعاصر -تأليف :سعد أردش -عالم المعرفة -المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب -الكويت

#كريم_عرفان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل