أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عرفان - الأرأيتيون














المزيد.....

الأرأيتيون


كريم عرفان

الحوار المتمدن-العدد: 6323 - 2019 / 8 / 17 - 23:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل ظهور الإمام الشافعى (ت204 هـ) كانت الساحة الفقهية فى حوزة الفقهاء وحدهم ولم يكن لأهل الحديث ذلك الوجود البارز
عُرف الفقهاء - قديما - بأصحاب القياس وأهل الرأي ( وإن غلب هذا اللقب على أهل العراق ) وأيضا لقبهم خصومهم من أهل الحديث ((بالأرأيتيين)) لأنهم كانوا يسألون دائما عما سيقع ويفترضون الإجابات عليه واشتهر لديهم السؤال ..
"أرأيت "لو حدث كذا وكذا فماذا سيكون الحكم ؟ فقد توسعوا فى التفريع وتأهبوا للوقائع قبل حدوثها فاشتهر لديهم ( الفقه الإفتراضى )..
وكانت هناك علاقة ديناميكة تقوم بين المحدثين وأهل الرأى ..يجوب المحدثون البلدان يجمعون الاحاديث النبوية الشريفة ثم بعد ذلك يقومون بتمحيص السند ومعرفة أحوال الرواة من حيث ضبطهم وعدالتهم وانتفاء الشذوذ والعلل التى تقدح فى الحديث . أما نص الحديث أو ما يعرف بالمتن فكانوا يتركون فقهه ووتأويله للفقهاء وأهل الرأى ..
وكان هؤلاء الفقهاء يقومون بعملية فحص وتنقيح تالية ..
أى ان أهل الرأى يقومون بقراءة المتن قراءة انتقادية أولا حتى يطمئنوا إلى صحة النص الذى بين أيديهم – وفقا لمعايير وضعوها - فمن الجائزأن الحديث الذى صححه المحدثون سندا وقبلوه متنا لا يقبله الفقهاء ولا يعملون به - ثم تأتى مرحلة أخرى حيث يقوم الفقهاء بتحليل المتن وتأويله ثم استنباط الحكم الشرعى منه ؛ هذه العملية الديناميكة – كما ذكرنا- التى كانت تتم بين الفقهاء والمحدثين - فى القديم - يلخصها لنا هذا الموقف ..
فقد احتار كبير المحدثين الإمام سليمان بن مهران الذى عرف بالأعمش فى مسالة فقهية فسأل أبا يوسف يعقوب بن ابراهيم الأنصارى (ت 182 هـ ) وأبو يوسف هو أنجب تلامذة أبى حنيفة إمام أهل الرأى؛ فأجابه يعقوب على تساؤله فقال له: من أين قلت هذا؟ فقال أبو يوسف : لحديثك الذي حدثتناه أنت، ثم ذكر له الحديث، فقال له: يا يعقوب، إني لأحفظ هذا الحديث قبل أن يجتمع أبواك، فما عرفت تأويله حتى الآن . ويختصر تلك العلاقة الإمام الأعمش فى قوله «نَحْنُ الصَّيَادِلَةُ وَأَنْتُمُ الأَطِبَّاءُ».
وهذا اعتراف من محدث له وزنه بأن أهل الرأي ( يعنى الفقهاء بالمعنى الواسع ) هم الأعلم بتاويل النصوص وان دور أهل الحديث لا يتعدى حفظ المتون والإهتمام بالأسانيد .
ولم يكن الأعمش حالة استثنائية بل كان هناك رضا عام من شيوخ المحدثين الكبار بهذه الآلية بل كانوا يتبعون ائمة اهل الرأى ويأخذون عنهم الفتوى ويسلمون لهم تسليما ...فنجد أئمة الحديث كوكيع بن الجراح الكوفي يفتى بقول أبى حنيفة إمام أهل الرأى ؛ وايضا الحافظ يحيى بن سعيد القطان يقول: «لا نكذب الله، ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، و قد أخذنا بأكثر أقواله».
وذلك كله يدل على إقرار أصحاب الحديث بأن أهل الرأي أي( الفقهاء بالمعنى الواسع) هم الأجدر على إصدار الأحكام الشرعية لأنهم من يجيد تدبرالنصوص الشرعية وفقهها ..أما اصحاب الحديث ..فليس عليهم سوى تمحيص السند ومعرفة أحوال الرواة ثم تقديم تلك الثروة الحديثية لأهل الرأى عن طيب خاطر.



#كريم_عرفان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة النثر..نهاية التاريخ
- شكسبير المعاصر
- النوبيون أول من اهتم بالتراث المسرحى
- متى خلق العالم ؟
- راية العروبة
- مشروع بروك الثقافى
- استقلال الفلسفة العربية
- فصل السياسة عن الأخلاق
- المستقلون
- الدين يصنع الأمريكان
- ترتيب مكيافيللى
- الثورة الأدبية الجديدة
- فخ دريدا


المزيد.....




- فيديو.. إصابات في إطلاق نار في حي يهودي في نيويورك
- يسرائيل هيوم: أنباء عن 7 مصابين في حادث إطلاق نار بحي يهودي ...
- 3 قتلى في إطلاق نار بحي يهودي في نيويورك
- راهبة أمريكية: حماس حركة مقاومة تدافع عن شعبها.. والمسيحيون ...
- الاحتلال يغلق مدخل سلفيت الشمالي
- الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في -إسرائيل- يهاجم نتنياهو و ...
- كنائس بروتستانتية تدعو الحكومة الهولندية للاعتراف بدولة فلسط ...
- الرئيس السوري يؤكد دور الكنيسة في ترسيخ أواصر المواطنة والوح ...
- إيهود باراك: نتنياهو يكذب كما يتنفس.. وترامب لا يفهم شيئا في ...
- راهبة أميركية: حماس حركة مقاومة والمسيحيون يعانون بسبب الاحت ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم عرفان - الأرأيتيون