أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - الوهم القاتل














المزيد.....

الوهم القاتل


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6344 - 2019 / 9 / 7 - 19:07
المحور: كتابات ساخرة
    


بعض (كبار) هذا الزمان أطراهم الأتباع بما ليس فيهم ومدحوهم بما لايستحقون فصدقوا مدح الرداحين والمداحين الذي تجاوز شخوصهم لإطراء الأباء والأجداد بخصالٍ وأمجادٍ لم تكُ فيهم ... وقعوا في فخاخ الوهم بأهمية لايملكون لها مؤهل وأجترح لهم المداح مِحتداً كريماً بسلفٍ لم تُعرَفْ له خصال الكرام ... تعزز الوهم بالذات بالوهم بالسلف (فتنفجوا كما تنفجت العياب) على رأي الجواهري الكبير .
ألتقيت بأحد (المنفوخين) عن طريق الصدفه بعد سنوات لم أره فيها تسنم خلالها منصب حكومي أكبر من حجمه بكثير ، لاحظت ما بدا عليه من دوال النعمه وترف العيش بعد شظفه ، كنت على سجيني في تبادل التحيه معه لكن الرجل لم يكُ على ماكان عليه ، رده مقتضب جاف فعرفت أن ماهو فيه من رغد العيش أملى عليه شيء جديد من (برستيج الكبار ) .
هذا الموهوم المسكين نسي ماضيه فتصور ان الناس قد نسته كما نساه ... وربما زاده يقينا بان الناس قد شطبت على أمسهِ مماكان يسمعه من حاشيته ... ذكرني جزاه الله على قدر مايستحق بحادثة طريفه ، إذ كان (إرحيم) وأبن عمه يجلسان في (ديوانه) الجديد يتبادلان الحديث حول مصدر رزقهما بعد مكسبهما الكبير في المقاوله الأخيره وإذا بشاب أنيق يرتدي الزي العربي يدخل عليهما وبعد سلام وكلام بدأ الضيف يتلو على مسامعهما مدائح منظومه (أهازيج) يذكر فيها شخص (أرحيم ووالده) بما تمدح به المشايخ من مواصفات الشجاعه والكرم والحكمه والوفاء وغيرها ، دُهشَ صاحب الدار مما سَمِعهُ من ضيفهِ الذي لم يتعرف عليه قبل اليوم ... إسترسل الضيف بكيل مدائحه وكان صاحبنا (بس يفر براسه) متعجبا من كل هذه الصفات التي هطلت عليه وعلى المرحوم هطول المزن النيسانيه في سنة غزيرة الأمطار ... ألتفت نحو أبن عمه وهمس بأذنه قائلا:
(أگلك خويه محسن أنت أبن عمي وأكبر مني وملحگ على أبوي صدگ المرحوم ذني كلهن عنده ؟ صدگ أنه مثل مايگول خطارنه؟)
وقبل ان يجيبه نهض محسن وتوجه نحو الضيف وأخرج من جيبه ورقتين من فئة 25000 وقال للضيف :
( آمرني الشيخ أقدملك هذي الهديه ومشكور وبارك الله بيك )
تناول الضيف هديته وأنزلها في جيبه ثم نهض كالطاووس وتقدم نحوهما مودعا .
إزدادت دهشة صاحب الدار من تصرف ابن عمه ومانعته به من صفة (شيخ) وطلب منه أن يجيبه على سؤاله الأول ويبين له سبب تصرفه الأخير .
إبتسم إبن العم وأجابه بهدوء العارف قائلا:
(خويه إرحيم عمي الله يرحمه مايعرف شنه شجاعه وأتذكر صارت عركة سچاچین بشارعنا وفضت العركه ووراها 3 ايام هو ماطالع من باب الحوش... وقضيته بالكرم أختصرها الك انا ابن أخوه يتيم وهو عنده فلوس ما أتذكر أشترالي دشداشه بيوم عيد وعن أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر كان يجالس الناس بعد السلام عليكم ولا ينطق بعدها غير في أمان الله عمي الله يرحمه بحياته ماعرف شي غير دكانه ... أما هذا الخطار اللي دخل علينا انا متأكد ماكان يعرفنا بس شاف سياراتنا الجدد بالباب وشاف البيت جديد وواسع وسأل الناس وعرف أسمك وگال اللي سمعتهن ... وهسه يخوي صرنا شيوخ تره وانت حضر جيبك للمهاويل ).



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يتعاملون مع الفشل
- ثلاجات الواق واق
- السودان
- قالوها
- الغرباء غرباء
- الكسر...
- المتعافي
- ليت هناك شيء غير السياسه
- حجارة (طهماز)
- (المُعارِضْ) و (المُتعارِضْ)
- (صخلة أبو عرام)
- لا عندك (مالت الله) ولا (مالت لعيوس)
- فَلاح (أبو شكريه)
- وجهة نظر
- متى نستوعب الدرس .... ؟؟؟ .
- إبن المرجعيه
- لاسباق
- شراب البشير
- خيال (المهزهز)
- (الفايخ ... والدايخ)


المزيد.....




- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - الوهم القاتل