أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد كشكار - دفاعٌ ذاتيٌّ: رفاقي الشيوعيين القُدامَى، سأردُّ سهامَكم إلى نحورِكم (تعبيرٌ مجازيٌّ فنيٌّ وليس عُدوانيًّا بالمرّة - n duel imaginaire)!














المزيد.....

دفاعٌ ذاتيٌّ: رفاقي الشيوعيين القُدامَى، سأردُّ سهامَكم إلى نحورِكم (تعبيرٌ مجازيٌّ فنيٌّ وليس عُدوانيًّا بالمرّة - n duel imaginaire)!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6341 - 2019 / 9 / 4 - 18:43
المحور: سيرة ذاتية
    


رفاقي الشيوعيين القدامى، الذين لا يزالون ينشطون ميدانيًّا في "منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان"، وأخص بالذكر منهم المنتمين والمتعاطفين مع حزب العمال الشيوعي (POCT)، ينعتونني بـ"الواقِفِ على الربوة" ظنًّا منهم أنهم بنشاطهم هذا، يقاومونَ الرأسماليةَ الليبراليةَ. يبدو لي أن نقدَهم على حقٍّ وفي محلِّه لكن وللأسف الشديد فـ"الجمل لا يرى اعوِجاجَ رقبتِه". كيفَ؟ قبل سنة 1990، تاريخ انهيار نموذجهم التنموي (المعسكر الشيوعي في عهد لينين وستالين في الاتحاد السوفياتي سابقًا ودول أوروبّا الشرقية الدائرة في فلكه وعهد تشي في كوبا وعهد ماوْ في الصين)، صحيح كان شيوعيو العالَم أجمع يناضلون من أجل إرساء نظام شيوعي جديد بدل النظام الرأسمالي القديم. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، هُزِمَ نموذجهم بالضربة القاضية وسقط نهائيًّا وإلى الأبد.

فماذا بقي لهم إذن؟
بقي لهم "عنزة ولو طارت"!
شَذَبوا (tronquer) أهدافَهم السياسية (إرساء نظام شيوعي جديد بدل النظام الرأسمالي القديم) دون أن يقوموا بِـنقدهم الذاتي (Autocritique)، وعوّضوها تقيةً بأهدافٍ أخرى، أهدافٍ حقوقيةٍ (الدفاع عن حقوق الإنسان البورجوازي مثل الدفاع عن حق التعبير والنشر: فهل يستوي نبيل القروي ومحمد كشكار في التمتّع بهذا الحق؟ واحد يملك قناة فضائية وواحد لا يملك إلا قلمًا وصفحة فيسبوكية). هؤلاء المناضلون تحوّلوا (se métamorphoser): قديمًا كانوا يقاومون واليومَ أصبحوا فقط يَستنكرونْ، يُدينونْ وفي كل العرائض الاحتجاجية يُمضونْ وبِـماركس يستعوِذونْ وإلى حجمهم الطبيعي لا يرجِعونْ، مناضلونْ واهمونْ، شيئًا لا يغيّرونْ، لا يدرونْ أنهم مثلي على الربوة واقفون! الدفاع عن حقوق الإنسان البورجوازي لا يعوّض النضال والمقاومة، بل يميّعهما ويطمسهما.

ما الفرقُ بيني وبينهم إذن؟
الفرقُ كبيرٌ كبيرْ والبَونُ شاسعٌ واسعْ:
- أنا نقدتُ نفسي بل جَلَدْتُها جَلدًا وصَقلتُها صَقْلاً حتى خفّت فجنّحتْ، طارت حول العالَم وفي وكرها حطّتْ، رضيتْ بِـقدَرها، حلوه ومرّه، هنِئتْ فاطمأنّت. تخلّيتُ طواعيةً عن شيوعيتي، تمسّكتُ بِـسَمِينِها (الجدلية، العدالة الاجتماعية، معاداة الاستغلال الرأسمالي، رفض القِيم البورجوازية مثل الدفاع عن حقوق الإنسان في صيغتها الأورو-مركزية الحالية، إلخ.) وتركتُ غَثَّها (معاداة الدين والمتديّنين، ديكتاتورية البرولميتاريا، الحزب الواحد، المركزية الديمقراطية، التفسير المادي الأحادي للتاريخ، الحتمية التاريخية، إلخ.).
- هُمْ، لم يقوموا بِـنقدهم الذاتي، وخلافًا لِـمنهجيتي الذاتية (المصالحة مع هويتي التونسية-الأمازيغية-العربية-الإسلامية)، حافظوا على غَثِّ ماركسيتهم وتخلوا عن سَمِينِها: عادوا قِيمَ أهلهم ودينهم، وأصبحوا مناضلين مدافعين عن حقوق الإنسان البورجوازي، عدوّهم الطبقي، وانتهازيًّا تناسوا ما قاله ربهم ماركس في هذه الحقوق الوهمية بالنسبة للبروليتاري، قال فيها أكثر ممّا قال مالكٌ في الخمر.

خاتمة: والله العظيم أحبكم، لكن لو صُنْتُمْ ماركسيتَكم لأحببتُكم أكثرَ.


إمضائي (مواطن العالَم، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" -La spiritualité à l’échelle individuelle): "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)
À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ومنذ متى كَثُرَ الكلام حول الفساد السياسي في العالَم أ ...
- يا هل ترى.. مَن المستفيدونَ من حَمْلةِ الحربِ ضد الفسادِ الت ...
- فرحتُ كثيرً عندما اكتشفتُ فجأةً أن حزبيَ هو أكبرُ حزبٍ في ال ...
- رأيٌ مخالفٌ للسائدِ وغير منحازٍ لأحدٍ حول حرب الاتهامات، بال ...
- شِعرٌ مَنقولٌ
- أفكارٌ جميلةٌ أعجبتني، بغض النظر عن أصحابها أو ناقليها من ال ...
- من ألطافِ الله أنني أرى مَدْحًا فيما يراهُ فيَّ مُناوِئِيَّ ...
- ماذا فيها حتى أطمع فيها؟
- لِحِكمةٍ لا يعلمها إلا الله، المخ البشري لا يسجل ذكريات ما ق ...
- ما أكبر وهم الاختيار في الانتخابات الرئاسية التونسية القادمة ...
- محمد كشكار: أخيرًا وصلتُ إلى مرتبةِ -الاستقامة الأخلاقية على ...
- أخيرًا وجدتُ طريقًا ومدرسةً وانتماءً؟
- ما هي سلوكات المؤمن بِمبدأ -الاستقامة الأخلاقية على المستوى ...
- مبدأ -الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي- (La spirituali ...
- ولِبعضِ اليسارِيينَ أيضًا روحانيّاتٌ وإيمانُ!
- -النهضة- كملكة النحل تُشْرِفُ ولا تَحْكُمُ!
- ابتهاجُ المواطن المستهلك ب-الصابة- الفلاحية في تونس: هل هو ا ...
- راجلْ هَتَرْ أصابَه الوَجْدُ في الكِبرْ، عَشِقَ في نفسِ الوق ...
- موقف أو بالأحرَى لا-موقف من الجدل العقيم الذي يتكرّر صباح كل ...
- مقارنة طريفة بين الأستاذ التونسي الفاشل والمسؤول السياسي الت ...


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد كشكار - دفاعٌ ذاتيٌّ: رفاقي الشيوعيين القُدامَى، سأردُّ سهامَكم إلى نحورِكم (تعبيرٌ مجازيٌّ فنيٌّ وليس عُدوانيًّا بالمرّة - n duel imaginaire)!