أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روزكار محمد فاتح - من حبيبتي















المزيد.....


من حبيبتي


روزكار محمد فاتح

الحوار المتمدن-العدد: 6331 - 2019 / 8 / 25 - 00:19
المحور: الادب والفن
    


( من حبيبتي)
صرت كاتبا شهيرا الى جانب الثراء ايضا بحيث ترجمت معظم رواياتي الى لغات عديدة و اصبحت كاتبا عالميا بكل ما لهذه الكلمة من معنى متنقلا كل اسبوع من دولة الى اخرى سواء لطبع كتاب جديد لي من قبل احدى دور النشر او اعادة طبعه او اقامة حفل نشر احدى كتبي الجديدة هذا بالاضافة الى المشاركة في المهرجانات الادبية او اقامة ندوات أدبية الى اخره من المناسبات بحيث اصبحت غريبا على بلدي وكان اقربائي يلومونني على اغترابي وبعدي الدائم عنهم .
وكان هناك الكثير من النقاد لكتاباتي وكان انتقاداتهم بغرض تشويه سمعتي الادبية ومنهم من كان يود ادخال الشك في نفس قرائي بان كل ما اكتبه مقتبس من كتابات لكتاب اخرين مع بعض التحويرات عليها، وكان اقوى الانتقادات تعود لفتاة وقد نشرتها في جريدة شهيرة مدعية أنني جعلت من كتاباتي جسرا للوصول الى الثراء والشهرة وادخل هذا النقد الشك في ذاتي وتذكرت اول رواية كتبتها وقد وصلت الى احد الكتاب المشهورين بشق الانفس لكي اطلعه على روايتي ويعطيني رايه حوله ال ان هذا الكاتب لم يتعب نفسه حتى في قراءته.
بل ان صديقه قال لي:-
- قال لي قل له بان كتابته ركيكة جدا.
الا ان هذا الراي لم يثني عزيمتي كما فعل انتقاد هذه الفتاة لي، فكما ان لكل كاتب ما رسالة فانا كان لي ايضا رسالة ومضمونه هو:- ان هذا المجتمع ينخر فيه الارتجاع والعشائرية و للتحرر من هذين الافتين فيجب ان نجند الشباب لاجل محاربتهما لذلك حملت لواء الحب وقررت من خلال كتاباتي ان املء افكارهم بها للوصول الى مملكة الحب وبالتالي ننشأ مجتمعا انسانيا مزقه الحروب والتخلف منذ دهر طويل.
والان تاتيني هذه الفتاة وتتهمني بالمتاجرة هذا امر في غاية الفضاعة لذلك قررت ان ابحث ليس عن موقعها الالكتروني فحسب بل ان اقابلها وجها لوجه لكي اعرف باي حق تتهمني هذا الاتهام الكبير.
هذاما وجدت في صفحتها الشخصية:-
الهام مجيد كاتبه تبلغ من العمر الثانيه والاربعون اضافة الى ذكر اسماء كتبها .
كل هذا لم يجب عن سؤالي لماذا وجهت الي هذا النوع من النقد، لذلك تعرفت عليها في الفيس وكنت قد طلبت منها موعدا في مكان ما وكان حينها شاعر ريفي قد نشره كتيبا فيه اشعاره العاطفية ودعتني الى حضور حفل نشر كتاب ذلك الشاعر وقبلت عرضها فقط لكي اتعرف عليها و اعرف سبب حكمها القاسي على كتاباتي ولكن قبل ان اوافق سالتها:-
- لكن كيف اعرفك بين الجمع؟
- عندما تراني ستعرفني .
قالتها وانهت الحديث فورا مع العلم انني اتصلت بها .
عندما دخلت القاعه لم اود ان اظهر نفسي ولبست نظارة سوداء مع قبعة مشهورة بلباسها من قبل الادباء الا انني رايت الشاعر صاحب الندوة يركض نحوي ويقول لي بانفاس لاهثة:-
- تفضل يا.... استا...ذ

ومسك بذراعي و لم يتركه الابعد ان اجلسني في الصف الامامي لجلوس الحاضرين
وبينما بدا الشاعر بفراة مقتطفات من اشعاره سمعت صوتا نسائيا جالسة بجانبي تقول ساخرة ومهادنة:-
-اشاركك انزعاجي بحضور هذه المناسبة الا انني لم اجد افضل من هذه المناسبة مكانا لكي نتقابل.
عندما نظرت الى صاحبة الصوت تعرفت عليها وانا اقول مندهشا
من؟سهير معتصم؟
- هي بالضبط
- لم تتغيري كثيرا
- الا انك تغيرت في الشكل والحالة الاجتماعية ايضا.
-بدون شك.
علمت ماكانت تقصد وانا متضايق من وضعية جلوسنا



- اود ان اتكلم معك حول نقدك لكتاباتي لاعرف ما في جعبتك حولي.
قالت ضاحكه ضحكة وجه فيه جمال خبيث .
- يبدو ان النقد قد اثر عليك كثيرا على غير المتوقع.
- اسمعي الايمكنناان نقطع هذه الندوة لنجلس في مكان اخر للحديث؟
- هذا يتوقف عليك.
( قالتها بحيث ان اجاباتها كانت فورية كشخص حفظ ما يقول لمقابله)
- ماذا تقصدين؟
- انت كاتب مشهور ولوغادرت الان فسيكون العيون عليك لذلك يجب ان تنهض و تستاذن من الشاعر صاحب الندوة.
(قالت كلمة الشاعر بلهجة غير خالية من السخرية والضحك)
فنهضت واستاذنت من الشاعر حسبه مقترحها فاهداني الشاعر نسخة من كتابه كاحدى واجبات الضيافة وبعد ما خرجنا وذهبنا الى مقهى قريب و كان يرتاده الرجال والنساء على حد سواء و مرتادوه اغلبهم كانوا من الكاتبات والكتاب وبعدان طلبت كوبا قهوه سوداء لكلانا رايتها تنظر الى الجالسين فكان بينهم مثنى او مجتمعين من خليط من الرجال والنساء او النساء فقط او الرجال فقط.
اشارت بيدها اليهم وهي تنظر الي قائلة:-
- الوضع تغير كما ترى نحو الاحسن حيث هناك اختلاط بين كلا الجنسين على عكس زماننا وهذا ما ناديت به اذ ان هذا ايضا نوع من نتاجاتك وكله بفضل كتاباتك.
امتلكني السخط والغضب لانني رايت السخرية اللاذعة والاستهزاء واضحين في كلامها
- الى هنا حدك يا سهير امامك الان رنج سعيد كشخص وليس ككاتب واسالك كامراة ما الذي لا يعجبك في كتاباتي والذي قلتيه بحقي ليس نقدا بقدر ما هو اتهام.
- لماذا انت مهتاج هكذا كاتبة او لنقل ناقدة لا يتجاوز قرائهاالالف مقارنة بقراءك العالميين والذين يبلغون الملايين.
قاطعت كلامها بعدان وضع نادل المقهى كوبا القهوة السوداوان لكلانا.
- اوده ان تحدثيني عن دليل الاتهام ولا يعنيني ضعفها او قوتها, وهل انت احدى ضحايا هذا المجتمع الذكوري؟
ارتشفت قهوتها والدموع البراقة يتلالا في عينيها مع ان شفاها كانت تبتسم.
- انا لا اطلب منك ان تحدثني عن ماساه لاحدى النساء سواء كنت انت او غيرك ولكنني اود ان اعرف لماذا تضعينني في نفس خانة من يعذبون النساء؟
- لن اقولها...… نعم لن اقولها لترتاح... لتستمر في بيع كلماتك في دكان العاشقين هذا .
وهي تؤشر الى الحضور بيديها.
- لا تستطيعين ان لا تقولي
- بل استطيع
- قلت لا تستطيعين فلي وزني الاجتماعي ليس من منظورك المادي التافه بل من وزن المحرومين والمحرومات من الشباب والشابات هذا المجتمع الذي يتقاذف به العشائريه والرجعية.
قالتها وقد بدات تبكي كانها تتذكر ماساتها الماضيه.
- قل ما شئت من كلماتك البراقه تلك لم ولن يؤثر علي تلك الكلمات ابدا.
- سهير!
-رنج!
- حسنا !حسنا! ليكن لك ما تريد ولكن بشرط.
- شرط!
( ضحكت ساخرا وانا تساءل مندهشا)
بحق السماء ما الذي تقولينه؟ كيف يحق لك ان تضعي لي الشروط, انا الذي يجب ان يضع الشروط لمسامحتك وليس انت.
- حسنا كيفما تشاء! وشكرا على القهوة.

ارادت ان تغادر الا انني اوقفتها وانا اؤؤشر بيدي لها وانا ارفعها نحوها.
- حسنا اوافق على شرطك دون شرط لكن قولي لي ما هي؟
- شرطي ان تكتب عني رواية ضمن نطاق الخيال العلمي.
- الخيال العلمي؟
- نعم بالاضافة الى ان يكون رومانسية الطابع.
- وان لم يعجبك؟
- بل قل ان اعجبك.
اندهشت وتعجبت كثيرا لجراتها بل تهيئ لي في البداية بانها ما زالت تسخر مني الا انها قالت:-
- اعلم انك لا تصدق ما اطلبه منك و لكن انا جاد تماما لما اطلب و اود ان اعلمك بان ابى صاحب دار نشر وفورا انتهائك من كتابتها سيطبعها لك.
- هل هذا يعني بانك قمت بهذا العمل من اجل موافقتي على نشر كتاب لي من قبل دار نشر ابيك؟
- تذكر انني لم اذكر لك السبب؟
- على العموم الامر ليس سهلا كما تتصورين.
- الن يسعفك خيالك للحديث عن الحب في المستقبل؟
- مسالة الحب يعني احساسنا البشري وانت لا تعلمين كيف يكون سلوك حياة الناس بعد مائتان سنة على سبيل المثال فما بالك بالعلاقات العاطفية.
- انا واثقه بانك ستنجح في هذا ايضا لانك دوما جائر باحكامك.
- مرة اخرى تثيرينني بانتقاداتك الجارحة لكي اقبل عرضك المغري حسب رايك.
بعدان اكملت كتابة الرواية تلك و كانت فكرتها تدور حول قصة حب حدثت بعدمائتان عام من الان بين رجل من سكان الارض يسافر الى كوكب المريخ لاجل العمل وهناك يتعرف على فتاة ويحبها الا ان اهلها يمنعونها و يقبض على الرجل ويقوم السلطات الحاكمة هناك باعادته الى الارض ليس هذا فحسب بل ينشب بسبب هذا الحب المحرم معركة حامية الوطيس بين كوكب الارض و كوكب المريخ حيث يقوم الجيش المريخي بغزو الارض و احراقه ولا يبقى من اهله الا القليل ومن ضمنهم ذاك الرجل.
جلسنا في نفس المقهى ووضعت مسودة الكتاب على الطاولة امامها وكان اسم الرواية الحب المريخي وعند رؤيتها اغراها اسم الكتاب الا انها عادت بعد اسبوع لتقول غاضبة ساخطة بعد اتمامها لقراءه الكتاب:-
- تصورت بان اسلوبك في الحكم على الامورقد تغير لكن انت دوماهكذا تصور نفسك الضحية ومن لا يعترفون بحبك هم جناة, هذا من ناحيه من ناحيه اخرى ليس هناك اي وجه تشابه بيني و بين البطلة وقد غادرت الارض ورحلت و حققت حلمك والا سوا من كل هذا دمرت كوكبنا بسبب تلك المريخية، ثم الم تلاحظ انك ارتكبت خطا كبيرا حوله حكمك لامور اخرى هي بديهية
- مثل؟
- اننا نتحدث عن المستقبل يجب ان يتطور الناس حينها من الناحية الإنسانية و هذا الكوكب اي المريخ عند اقترابه من الارض يكون العلاقات الانسانيةحينها اكثر رومانسية هذا ما يقوله الفلكيون فكيف يكون المريخيون غير رومانسيين ورجعيين؟
- كل هذا رايك, المهم انني اكملت ما طلبتي والان جاء دورك.
- الا تخاف ان لا ينشر.
-انا كتبته فقط لاجل ان البي شرطك.
اخذت نفسا عميقا وهي مجبرةعلى القبول للحديث عن سبب انتقادها لكتاباتي بهذه الصورة.
- اذن انت مصر!
- نعم وكلي اذان صاغية.
- حسنا! كنت تتحدث عن فوزية وامير في رواياتك المسماة الحبيبة الساذجة اليس كذلك؟
- نعم
- الا ان الحقيقة هي ان امير اعتدى عليها بعدما تاكد من انه لن يستطيع الزواج منها.
اصبت بالصدمة وانا اقول
- لم اعلم هذا حقا.
قالتها والغضب يوسع حدقات عينيها.
- حسن ولتعلم بان فوزية قد انتحرت بعد رحيلك من العراق.
- لاا صدق ما تقولين.
- بلى صدق، واليك هذه المعلومة ايضا.
- ماذا بعد؟
سالتها وانا استمع اليها وكانني متهم في المحكمة وفي قفص الاتهام بالذات واستمع من قبل الحاكم الى التهم الموجهة الي.
- وماذا عن حكاية ليلى وحسن؟لا تقولي ان ليلى انتحرت ايضا.

- كلا ليلي لم تقتل جسديابل قتلت عاطفيا بعدما علم اهلها بحقيقة علاقته بحسن فقتلوا حسن واعطوها كزوج لاخيه عن طريق الفصل العشائري اوما يسمى بفصل الدم.
- هذا حدث ايضا عندما غادرت العراق اليس كذلك ؟لانني كنت ساسمع بها.
نعم.
-اهناك ضحايا اخريات ؟



- نعم!
-من
- انا!
قالتها والدموع تخرج من عينيها بغزارة ككلماتها التي تخرج من شفاهها.
- كنا نسكن كلانا في نفس المنطقة انت تتذكر ذلك جيدا.
- بلى
- وكلما كان يصادف ان نتلاقى في الطريق كانت عيناك بنظراته
المتلهفه تبشر لي بالحب والزواج وعندما دخلنا الجامعة تجاهلتني حينها الا انني كنت اقرا كتبك بشغف واقبل اغلفتها واشم كلمات صفحاتها لكن انت ماذا فعلت؟ لقد تجاهلتني, نعم لقد تجاهلتني حينها كنت اتصور انني بطلة قصصك ورواياتك وانتظرتك كثيرا الى ان اصبح اسمك يتالق في سماء الادب وفجأة رحلت عن العراق واصبحت عانسة لا احد يريدني وبهذاصرت احدى ضحاياك الاخريات باوهام حبك، هل علمت الان لماذا اقول بانك تتاجر باسم الحب؟، انظر الى تجاعيد وجهي وستعرف حينها بان كل ما كتبته لم يكن سوى كذب وافتراءات.

( من حبيبتي)
صرت كاتبا شهيرا الى جانب الثراء ايضا بحيث ترجمت معظم رواياتي الى لغات عديدة و اصبحت كاتبا عالميا بكل ما لهذه الكلمة من معنى متنقلا كل اسبوع من دولة الى اخرى سواء لطبع كتاب جديد لي من قبل احدى دور النشر او اعادة طبعه او اقامة حفل نشر احدى كتبي الجديدة هذا بالاضافة الى المشاركة في المهرجانات الادبية او اقامة ندوات أدبية الى اخره من المناسبات بحيث اصبحت غريبا على بلدي وكان اقربائي يلومونني على اغترابي وبعدي الدائم عنهم .
وكان هناك الكثير من النقاد لكتاباتي وكان انتقاداتهم بغرض تشويه سمعتي الادبية ومنهم من كان يود ادخال الشك في نفس قرائي بان كل ما اكتبه مقتبس من كتابات لكتاب اخرين مع بعض التحويرات عليها، وكان اقوى الانتقادات تعود لفتاة وقد نشرتها في جريدة شهيرة مدعية أنني جعلت من كتاباتي جسرا للوصول الى الثراء والشهرة وادخل هذا النقد الشك في ذاتي وتذكرت اول رواية كتبتها وقد وصلت الى احد الكتاب المشهورين بشق الانفس لكي اطلعه على روايتي ويعطيني رايه حوله ال ان هذا الكاتب لم يتعب نفسه حتى في قراءته.
بل ان صديقه قال لي:-
- قال لي قل له بان كتابته ركيكة جدا.
الا ان هذا الراي لم يثني عزيمتي كما فعل انتقاد هذه الفتاة لي، فكما ان لكل كاتب ما رسالة فانا كان لي ايضا رسالة ومضمونه هو:- ان هذا المجتمع ينخر فيه الارتجاع والعشائرية و للتحرر من هذين الافتين فيجب ان نجند الشباب لاجل محاربتهما لذلك حملت لواء الحب وقررت من خلال كتاباتي ان املء افكارهم بها للوصول الى مملكة الحب وبالتالي ننشأ مجتمعا انسانيا مزقه الحروب والتخلف منذ دهر طويل.
والان تاتيني هذه الفتاة وتتهمني بالمتاجرة هذا امر في غاية الفضاعة لذلك قررت ان ابحث ليس عن موقعها الالكتروني فحسب بل ان اقابلها وجها لوجه لكي اعرف باي حق تتهمني هذا الاتهام الكبير.
هذاما وجدت في صفحتها الشخصية:-
الهام مجيد كاتبه تبلغ من العمر الثانيه والاربعون اضافة الى ذكر اسماء كتبها .
كل هذا لم يجب عن سؤالي لماذا وجهت الي هذا النوع من النقد، لذلك تعرفت عليها في الفيس وكنت قد طلبت منها موعدا في مكان ما وكان حينها شاعر ريفي قد نشره كتيبا فيه اشعاره العاطفية ودعتني الى حضور حفل نشر كتاب ذلك الشاعر وقبلت عرضها فقط لكي اتعرف عليها و اعرف سبب حكمها القاسي على كتاباتي ولكن قبل ان اوافق سالتها:-
- لكن كيف اعرفك بين الجمع؟
- عندما تراني ستعرفني .
قالتها وانهت الحديث فورا مع العلم انني اتصلت بها .
عندما دخلت القاعه لم اود ان اظهر نفسي ولبست نظارة سوداء مع قبعة مشهورة بلباسها من قبل الادباء الا انني رايت الشاعر صاحب الندوة يركض نحوي ويقول لي بانفاس لاهثة:-
- تفضل يا.... استا...ذ

ومسك بذراعي و لم يتركه الابعد ان اجلسني في الصف الامامي لجلوس الحاضرين
وبينما بدا الشاعر بفراة مقتطفات من اشعاره سمعت صوتا نسائيا جالسة بجانبي تقول ساخرة ومهادنة:-
-اشاركك انزعاجي بحضور هذه المناسبة الا انني لم اجد افضل من هذه المناسبة مكانا لكي نتقابل.
عندما نظرت الى صاحبة الصوت تعرفت عليها وانا اقول مندهشا
من؟سهير معتصم؟
- هي بالضبط
- لم تتغيري كثيرا
- الا انك تغيرت في الشكل والحالة الاجتماعية ايضا.
-بدون شك.
علمت ماكانت تقصد وانا متضايق من وضعية جلوسنا



- اود ان اتكلم معك حول نقدك لكتاباتي لاعرف ما في جعبتك حولي.
قالت ضاحكه ضحكة وجه فيه جمال خبيث .
- يبدو ان النقد قد اثر عليك كثيرا على غير المتوقع.
- اسمعي الايمكنناان نقطع هذه الندوة لنجلس في مكان اخر للحديث؟
- هذا يتوقف عليك.
( قالتها بحيث ان اجاباتها كانت فورية كشخص حفظ ما يقول لمقابله)
- ماذا تقصدين؟
- انت كاتب مشهور ولوغادرت الان فسيكون العيون عليك لذلك يجب ان تنهض و تستاذن من الشاعر صاحب الندوة.
(قالت كلمة الشاعر بلهجة غير خالية من السخرية والضحك)
فنهضت واستاذنت من الشاعر حسبه مقترحها فاهداني الشاعر نسخة من كتابه كاحدى واجبات الضيافة وبعد ما خرجنا وذهبنا الى مقهى قريب و كان يرتاده الرجال والنساء على حد سواء و مرتادوه اغلبهم كانوا من الكاتبات والكتاب وبعدان طلبت كوبا قهوه سوداء لكلانا رايتها تنظر الى الجالسين فكان بينهم مثنى او مجتمعين من خليط من الرجال والنساء او النساء فقط او الرجال فقط.
اشارت بيدها اليهم وهي تنظر الي قائلة:-
- الوضع تغير كما ترى نحو الاحسن حيث هناك اختلاط بين كلا الجنسين على عكس زماننا وهذا ما ناديت به اذ ان هذا ايضا نوع من نتاجاتك وكله بفضل كتاباتك.
امتلكني السخط والغضب لانني رايت السخرية اللاذعة والاستهزاء واضحين في كلامها
- الى هنا حدك يا سهير امامك الان رنج سعيد كشخص وليس ككاتب واسالك كامراة ما الذي لا يعجبك في كتاباتي والذي قلتيه بحقي ليس نقدا بقدر ما هو اتهام.
- لماذا انت مهتاج هكذا كاتبة او لنقل ناقدة لا يتجاوز قرائهاالالف مقارنة بقراءك العالميين والذين يبلغون الملايين.
قاطعت كلامها بعدان وضع نادل المقهى كوبا القهوة السوداوان لكلانا.
- اوده ان تحدثيني عن دليل الاتهام ولا يعنيني ضعفها او قوتها, وهل انت احدى ضحايا هذا المجتمع الذكوري؟
ارتشفت قهوتها والدموع البراقة يتلالا في عينيها مع ان شفاها كانت تبتسم.
- انا لا اطلب منك ان تحدثني عن ماساه لاحدى النساء سواء كنت انت او غيرك ولكنني اود ان اعرف لماذا تضعينني في نفس خانة من يعذبون النساء؟
- لن اقولها...… نعم لن اقولها لترتاح... لتستمر في بيع كلماتك في دكان العاشقين هذا .
وهي تؤشر الى الحضور بيديها.
- لا تستطيعين ان لا تقولي
- بل استطيع
- قلت لا تستطيعين فلي وزني الاجتماعي ليس من منظورك المادي التافه بل من وزن المحرومين والمحرومات من الشباب والشابات هذا المجتمع الذي يتقاذف به العشائريه والرجعية.
قالتها وقد بدات تبكي كانها تتذكر ماساتها الماضيه.
- قل ما شئت من كلماتك البراقه تلك لم ولن يؤثر علي تلك الكلمات ابدا.
- سهير!
-رنج!
- حسنا !حسنا! ليكن لك ما تريد ولكن بشرط.
- شرط!
( ضحكت ساخرا وانا تساءل مندهشا)
بحق السماء ما الذي تقولينه؟ كيف يحق لك ان تضعي لي الشروط, انا الذي يجب ان يضع الشروط لمسامحتك وليس انت.
- حسنا كيفما تشاء! وشكرا على القهوة.

ارادت ان تغادر الا انني اوقفتها وانا اؤؤشر بيدي لها وانا ارفعها نحوها.
- حسنا اوافق على شرطك دون شرط لكن قولي لي ما هي؟
- شرطي ان تكتب عني رواية ضمن نطاق الخيال العلمي.
- الخيال العلمي؟
- نعم بالاضافة الى ان يكون رومانسية الطابع.
- وان لم يعجبك؟
- بل قل ان اعجبك.
اندهشت وتعجبت كثيرا لجراتها بل تهيئ لي في البداية بانها ما زالت تسخر مني الا انها قالت:-
- اعلم انك لا تصدق ما اطلبه منك و لكن انا جاد تماما لما اطلب و اود ان اعلمك بان ابى صاحب دار نشر وفورا انتهائك من كتابتها سيطبعها لك.
- هل هذا يعني بانك قمت بهذا العمل من اجل موافقتي على نشر كتاب لي من قبل دار نشر ابيك؟
- تذكر انني لم اذكر لك السبب؟
- على العموم الامر ليس سهلا كما تتصورين.
- الن يسعفك خيالك للحديث عن الحب في المستقبل؟
- مسالة الحب يعني احساسنا البشري وانت لا تعلمين كيف يكون سلوك حياة الناس بعد مائتان سنة على سبيل المثال فما بالك بالعلاقات العاطفية.
- انا واثقه بانك ستنجح في هذا ايضا لانك دوما جائر باحكامك.
- مرة اخرى تثيرينني بانتقاداتك الجارحة لكي اقبل عرضك المغري حسب رايك.
بعدان اكملت كتابة الرواية تلك و كانت فكرتها تدور حول قصة حب حدثت بعدمائتان عام من الان بين رجل من سكان الارض يسافر الى كوكب المريخ لاجل العمل وهناك يتعرف على فتاة ويحبها الا ان اهلها يمنعونها و يقبض على الرجل ويقوم السلطات الحاكمة هناك باعادته الى الارض ليس هذا فحسب بل ينشب بسبب هذا الحب المحرم معركة حامية الوطيس بين كوكب الارض و كوكب المريخ حيث يقوم الجيش المريخي بغزو الارض و احراقه ولا يبقى من اهله الا القليل ومن ضمنهم ذاك الرجل.
جلسنا في نفس المقهى ووضعت مسودة الكتاب على الطاولة امامها وكان اسم الرواية الحب المريخي وعند رؤيتها اغراها اسم الكتاب الا انها عادت بعد اسبوع لتقول غاضبة ساخطة بعد اتمامها لقراءه الكتاب:-
- تصورت بان اسلوبك في الحكم على الامورقد تغير لكن انت دوماهكذا تصور نفسك الضحية ومن لا يعترفون بحبك هم جناة, هذا من ناحيه من ناحيه اخرى ليس هناك اي وجه تشابه بيني و بين البطلة وقد غادرت الارض ورحلت و حققت حلمك والا سوا من كل هذا دمرت كوكبنا بسبب تلك المريخية، ثم الم تلاحظ انك ارتكبت خطا كبيرا حوله حكمك لامور اخرى هي بديهية
- مثل؟
- اننا نتحدث عن المستقبل يجب ان يتطور الناس حينها من الناحية الإنسانية و هذا الكوكب اي المريخ عند اقترابه من الارض يكون العلاقات الانسانيةحينها اكثر رومانسية هذا ما يقوله الفلكيون فكيف يكون المريخيون غير رومانسيين ورجعيين؟
- كل هذا رايك, المهم انني اكملت ما طلبتي والان جاء دورك.
- الا تخاف ان لا ينشر.
-انا كتبته فقط لاجل ان البي شرطك.
اخذت نفسا عميقا وهي مجبرةعلى القبول للحديث عن سبب انتقادها لكتاباتي بهذه الصورة.
- اذن انت مصر!
- نعم وكلي اذان صاغية.
- حسنا! كنت تتحدث عن فوزية وامير في رواياتك المسماة الحبيبة الساذجة اليس كذلك؟
- نعم
- الا ان الحقيقة هي ان امير اعتدى عليها بعدما تاكد من انه لن يستطيع الزواج منها.
اصبت بالصدمة وانا اقول
- لم اعلم هذا حقا.
قالتها والغضب يوسع حدقات عينيها.
- حسن ولتعلم بان فوزية قد انتحرت بعد رحيلك من العراق.
- لاا صدق ما تقولين.
- بلى صدق، واليك هذه المعلومة ايضا.
- ماذا بعد؟
سالتها وانا استمع اليها وكانني متهم في المحكمة وفي قفص الاتهام بالذات واستمع من قبل الحاكم الى التهم الموجهة الي.
- وماذا عن حكاية ليلى وحسن؟لا تقولي ان ليلى انتحرت ايضا.

- كلا ليلي لم تقتل جسديابل قتلت عاطفيا بعدما علم اهلها بحقيقة علاقته بحسن فقتلوا حسن واعطوها كزوج لاخيه عن طريق الفصل العشائري اوما يسمى بفصل الدم.
- هذا حدث ايضا عندما غادرت العراق اليس كذلك ؟لانني كنت ساسمع بها.
نعم.
-اهناك ضحايا اخريات ؟



- نعم!
-من
- انا!
قالتها والدموع تخرج من عينيها بغزارة ككلماتها التي تخرج من شفاهها.
- كنا نسكن كلانا في نفس المنطقة انت تتذكر ذلك جيدا.
- بلى
- وكلما كان يصادف ان نتلاقى في الطريق كانت عيناك بنظراته
المتلهفه تبشر لي بالحب والزواج وعندما دخلنا الجامعة تجاهلتني حينها الا انني كنت اقرا كتبك بشغف واقبل اغلفتها واشم كلمات صفحاتها لكن انت ماذا فعلت؟ لقد تجاهلتني, نعم لقد تجاهلتني حينها كنت اتصور انني بطلة قصصك ورواياتك وانتظرتك كثيرا الى ان اصبح اسمك يتالق في سماء الادب وفجأة رحلت عن العراق واصبحت عانسة لا احد يريدني وبهذاصرت احدى ضحاياك الاخريات باوهام حبك، هل علمت الان لماذا اقول بانك تتاجر باسم الحب؟، انظر الى تجاعيد وجهي وستعرف حينها بان كل ما كتبته لم يكن سوى كذب وافتراءات.


















#روزكار_محمد_فاتح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة الكاتب
- حبيبتي وانا حبان-5-
- اصدقائي انا وانا اصدقائي
- محطم القلوب
- ثلاث حالات للحب
- العلم أم الحب


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روزكار محمد فاتح - من حبيبتي